محمد محمود إبراهيم عطية
Member
يوم الفطر
لكل أمة أعيادها التي تتكرر بمرور مناسبة من المناسبات الكبيرة عندهم ، يجددون ذكراها ، ويظهرون الفرح والسرور بعودة وقتها ، وقد أمد الله تعالى هذه الأمة بأعياد جمعت خيري الدنيا والآخرة ، إذ هي أيام عبادة وشكر ، وفرح وسرور ، فليست أعياد المسلمين مجرد عبادة ، كما أنها ليست مجرد عادة ، وإنما هي أعياد خيرٍ جمع فيها بين طاعة علام الغيوب ، ومغفرة الذنوب ، وبحبوحة القلوب فيما أباحه الله تعالى . روى أحمد وأبو داود والنسائي عَنْ أَنَسٍ t قَالَ : قَدِمَ رَسُولُ اللهِ e الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا ، فَقَالَ : " مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ ؟" قَالُوا : كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ e : " إِنَّ اللهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الْأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ "[SUP] [1] [/SUP].
ففي الدنيا للمؤمنين ثلاثة أعياد : عيد يتكرر وهو الجمعة ، وهو عيد الأسبوع ، وهو مرتب على إكمال الصلوات المكتوبات ، وهي من أعظم أركان الإسلام ومبانيه بعد الشهادتين ؛ والله U فرض على المؤمنين في كل يوم وليلة خمس صلوات ؛ وأيام الدنيا تدور على سبعة أيام ، فكلما دار أسبوع من أيام الدنيا واستكمل المسلمون صلواتهم فيه شرع لهم يوم استكمالهم اجتماعا هو عيد لهم يتكرر فيجتمعون فيه ؛ فالجمعة من الاجتماع على سماع الذكر والموعظة .. فهذا عيد الأسبوع .
وأما العيدان الآخران فلا يتكرران ، وإنما يأتي كل واحد منهما في العام مرة واحدة ، فأحدهما : عيد الفطر من صوم رمضان ، وهو مرتب على إكمال صيام رمضان ، وهو الركن الثالث من أركان الإسلام ومبانيه ، فإذا استكمل المسلمون صيام شهرهم المفروض عليهم ، واستوجبوا من الله المغفرة والعتق من النار ؛ شرع الله لهم عقب إكمالهم لصيامهم عيدًا يجتمعون فيه على شكر الله وذكره وتكبيره على ما هداهم له ، وشرع لهم في هذا العيد الصلاة والصدقة ، وهو يوم الجوائز : يستوفي الصائمون فيه أجر صيامهم ، ويرجعون من عيدهم بالمغفرة . والعيد الثاني : عيد النحر ، وهو أكبر العيدين وأفضلهما ، وهو مرتب على إكمال الحج ، وهو الركن الرابع من أركان الإسلام ومبانيه ، فإذا أكمل المسلمون حجهم غفر لهم ، وإنما يكمل الحج بيوم عرفة الذي يغفر الله تعالى فيه للمؤمنين ، فلذلك صار اليوم الذي يليه عيدا لجميع المسلمين في جميع أمصارهم ، من شهد الموسم منهم ومن لم يشهده ، وشرع للجميع التقرب إليه بالنسك ، وهو إراقة القرابين ؛ فأهل الموسم يرمون الجمرة ويذبحون الهدي ويطوفون ويتحللون ؛ وأهل الأمصار يجتمعون على ذكر الله تعالى وتكبيره والصلاة له ، ثم يذبحون الضحايا ؛ فيكون ذلك شكرا لله على نعمه[SUP] [2] [/SUP].
[1] أحمد : 3 / 103 ، أبو داود ( 1134 ) ، والنسائي ( 1556 ) ، والحاكم ( 1091 ) وصححه على شرط مسلم .
[2] انظر لطائف المعارف ص 299 : 301 باختصار .
لكل أمة أعيادها التي تتكرر بمرور مناسبة من المناسبات الكبيرة عندهم ، يجددون ذكراها ، ويظهرون الفرح والسرور بعودة وقتها ، وقد أمد الله تعالى هذه الأمة بأعياد جمعت خيري الدنيا والآخرة ، إذ هي أيام عبادة وشكر ، وفرح وسرور ، فليست أعياد المسلمين مجرد عبادة ، كما أنها ليست مجرد عادة ، وإنما هي أعياد خيرٍ جمع فيها بين طاعة علام الغيوب ، ومغفرة الذنوب ، وبحبوحة القلوب فيما أباحه الله تعالى . روى أحمد وأبو داود والنسائي عَنْ أَنَسٍ t قَالَ : قَدِمَ رَسُولُ اللهِ e الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا ، فَقَالَ : " مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ ؟" قَالُوا : كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ e : " إِنَّ اللهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الْأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ "[SUP] [1] [/SUP].
ففي الدنيا للمؤمنين ثلاثة أعياد : عيد يتكرر وهو الجمعة ، وهو عيد الأسبوع ، وهو مرتب على إكمال الصلوات المكتوبات ، وهي من أعظم أركان الإسلام ومبانيه بعد الشهادتين ؛ والله U فرض على المؤمنين في كل يوم وليلة خمس صلوات ؛ وأيام الدنيا تدور على سبعة أيام ، فكلما دار أسبوع من أيام الدنيا واستكمل المسلمون صلواتهم فيه شرع لهم يوم استكمالهم اجتماعا هو عيد لهم يتكرر فيجتمعون فيه ؛ فالجمعة من الاجتماع على سماع الذكر والموعظة .. فهذا عيد الأسبوع .
وأما العيدان الآخران فلا يتكرران ، وإنما يأتي كل واحد منهما في العام مرة واحدة ، فأحدهما : عيد الفطر من صوم رمضان ، وهو مرتب على إكمال صيام رمضان ، وهو الركن الثالث من أركان الإسلام ومبانيه ، فإذا استكمل المسلمون صيام شهرهم المفروض عليهم ، واستوجبوا من الله المغفرة والعتق من النار ؛ شرع الله لهم عقب إكمالهم لصيامهم عيدًا يجتمعون فيه على شكر الله وذكره وتكبيره على ما هداهم له ، وشرع لهم في هذا العيد الصلاة والصدقة ، وهو يوم الجوائز : يستوفي الصائمون فيه أجر صيامهم ، ويرجعون من عيدهم بالمغفرة . والعيد الثاني : عيد النحر ، وهو أكبر العيدين وأفضلهما ، وهو مرتب على إكمال الحج ، وهو الركن الرابع من أركان الإسلام ومبانيه ، فإذا أكمل المسلمون حجهم غفر لهم ، وإنما يكمل الحج بيوم عرفة الذي يغفر الله تعالى فيه للمؤمنين ، فلذلك صار اليوم الذي يليه عيدا لجميع المسلمين في جميع أمصارهم ، من شهد الموسم منهم ومن لم يشهده ، وشرع للجميع التقرب إليه بالنسك ، وهو إراقة القرابين ؛ فأهل الموسم يرمون الجمرة ويذبحون الهدي ويطوفون ويتحللون ؛ وأهل الأمصار يجتمعون على ذكر الله تعالى وتكبيره والصلاة له ، ثم يذبحون الضحايا ؛ فيكون ذلك شكرا لله على نعمه[SUP] [2] [/SUP].
[1] أحمد : 3 / 103 ، أبو داود ( 1134 ) ، والنسائي ( 1556 ) ، والحاكم ( 1091 ) وصححه على شرط مسلم .
[2] انظر لطائف المعارف ص 299 : 301 باختصار .