محمد محمود إبراهيم عطية
Member
في يوم الجمعة السابع عشر من رمضان من السنة الثانية للهجرة كان يوم بدر ؛ يوم الفرقان؛ قال مجاهد : يوم فرق الله فيه بين الحق والباطل ؛ وأصل الفرقان : الفرق بين الشيئين ، وقد يكون ذلك بقضاء أو استنقاذ أو إظهار حجة أو نصر .. أو غير ذلك من المعاني المفرقة بين المحق والمبطل ؛ وإنما سمي القرآن فرقانًا لفصله بحججه وأدلته وحدود فرائضه وسائر معاني حكمه بين المحق والمبطل .
ويوم بدر يوم عظيم في تاريخ الأمة ؛ لذلك سجلت أحداثه ودروسه في سورة الأنفال ، لتتلى على مسامع الأمة عبر التاريخ دروسا وعبرا تنير طريقها ، وتأخذ بيدها إلى ربها .
ما أحوج الأمة وهي تمر بمنعطف خطير في مراحل حياتها أن تستقي من معين صاف لا ينضب .. كتاب ربها وسنة نبيها ؛ ومن هذا المعين الصادق سيرة النبي صلى الله عليه وسلم التي هي السنة العملية ؛ ومن تلك السيرة كان يوم الفرقان .. يوم بدر .. وفيه من الدروس والعبر ما يحتاج إلى قطوف وقطوف .. غير أننا نذكر هنا بعض ذلك :
طبقًا للمقاييس المادية - والتي لا يعرف أكثر الناس سواها - فالنصر للأقوى عدة وعتادًا .. ولكن بدرًا قلبت مقاييس أهل الجاهلية .. فقد ندب النبي صلى الله عليه وسلم للخروج لعير قريش من كان جاهزا فقط ، وتخلف عنه كثير ممن لم يكونوا جاهزين ؛ فخرج صلى الله عليه وسلم في ثلاثمائة وبضع عشرة رجلا ، ليس معهم إلا فرسان وسبعون بعيرا يعتقبونها ؛ وما خرجوا لقتال جيش ، ولا تهيئوا لمعركة .. إنما خرجوا لاعتراض قافلة قوامها ثلاثون رجلا ؛ لعل الله تعالى أن يجعل لهم فيها بعض تعويض عن ما اغتصبه مشركو مكة منهم . فقضى الله تعالى أن تفلت القافلة ، وتكون المواجهة مع قريش التي خرجت بحدها وحديديها متهيئة لقتال ؛ فخرجوا بين التسعمائة إلى الألف ؛ يحملون جميع أسلحتهم يركبون على الخيول أو الإبل ؛ بل كانوا يذبحون في كل يوم تسعة أو عشرة من الإبل .
هذه المقاييس المادية .. التي يقيس بها الناس حروبهم .. وبهذه المقاييس ظاهر الغلبة تكون للأكثر عددًا وعدة والأكثر تهيئة للحرب !! لكن بدرًا نكست هذه المقاييس ، ورفعت مقياس الحق : { وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } ( الأنفال : 10 ) ؛ { إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } ( محمد : 7 ) ، { وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } ( الحج : 40 ) .
ويوم بدر يوم عظيم في تاريخ الأمة ؛ لذلك سجلت أحداثه ودروسه في سورة الأنفال ، لتتلى على مسامع الأمة عبر التاريخ دروسا وعبرا تنير طريقها ، وتأخذ بيدها إلى ربها .
ما أحوج الأمة وهي تمر بمنعطف خطير في مراحل حياتها أن تستقي من معين صاف لا ينضب .. كتاب ربها وسنة نبيها ؛ ومن هذا المعين الصادق سيرة النبي صلى الله عليه وسلم التي هي السنة العملية ؛ ومن تلك السيرة كان يوم الفرقان .. يوم بدر .. وفيه من الدروس والعبر ما يحتاج إلى قطوف وقطوف .. غير أننا نذكر هنا بعض ذلك :
طبقًا للمقاييس المادية - والتي لا يعرف أكثر الناس سواها - فالنصر للأقوى عدة وعتادًا .. ولكن بدرًا قلبت مقاييس أهل الجاهلية .. فقد ندب النبي صلى الله عليه وسلم للخروج لعير قريش من كان جاهزا فقط ، وتخلف عنه كثير ممن لم يكونوا جاهزين ؛ فخرج صلى الله عليه وسلم في ثلاثمائة وبضع عشرة رجلا ، ليس معهم إلا فرسان وسبعون بعيرا يعتقبونها ؛ وما خرجوا لقتال جيش ، ولا تهيئوا لمعركة .. إنما خرجوا لاعتراض قافلة قوامها ثلاثون رجلا ؛ لعل الله تعالى أن يجعل لهم فيها بعض تعويض عن ما اغتصبه مشركو مكة منهم . فقضى الله تعالى أن تفلت القافلة ، وتكون المواجهة مع قريش التي خرجت بحدها وحديديها متهيئة لقتال ؛ فخرجوا بين التسعمائة إلى الألف ؛ يحملون جميع أسلحتهم يركبون على الخيول أو الإبل ؛ بل كانوا يذبحون في كل يوم تسعة أو عشرة من الإبل .
هذه المقاييس المادية .. التي يقيس بها الناس حروبهم .. وبهذه المقاييس ظاهر الغلبة تكون للأكثر عددًا وعدة والأكثر تهيئة للحرب !! لكن بدرًا نكست هذه المقاييس ، ورفعت مقياس الحق : { وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } ( الأنفال : 10 ) ؛ { إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } ( محمد : 7 ) ، { وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } ( الحج : 40 ) .