بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
تحيرت من أين أبدأ.. فأمسكت عن الكلام لأيام..
لكن دافع الأمانة الذي تحملته ما فتئ يناوش قلبي أن أتكلم.. ولا أدر بم أتكلم.. ولا عم أتكلم..
أأكلمكم عن فقرهم المدقع حد أن الفقير عندنا يحسب من أهل الدثور عندهم..
أم أتكلم عن عميق إيمانهم بالله حدا يخجل المرء من نفسه..
أم سعيهم لالتزام السنة حين اختلفنا حولها وتخاصمنا..
لا أعلم بم أبدأ..
ولكني سأحاول وأسأل الله التوفيق.. حتى أقدم لكم الصورة التي رأتها عيني وألفتها من جميل السلام الذي يعيشونه..
ما ظننت يوما أن تحملني الخطوات إلى تلك الأماكن التي شاهدت عنها أفلاما كأنها الخيال.. حتى أذن الله لي أن أشارك في مؤتمر علمي هناك يقوم عليه المركز العالمي للرياضيات..
كنت أياما قبل أن أزور بوركينا فاسو.. أبحث عن تقاليد ذلك البلد في النت.. وعن الدين فيها.. حقيقة كانت كل المعلومات عنها مغلوطة.. سوى معلومة واحدة لكم أن تصدقوها وتتخيلوها على أبشع صورة.. هي أنها من الدول الفقيرة جدا.. ولكم أن تتخيلوا الفقر في أبشع صوره.. أو تتصوروا أن الفقر قد ولد هناك وتحصل على الجنسية أيضا.
لعلي أبدأ معكم من البداية.. من يوم حزمت أدباشي وانظلقت إلى المطار.. كانت الرحلة على متن الخطوط الملكية المغربية.. وقد توقفت بنا الطائرة مرتين مرة بالدار البيضاء ومرة بنيامي بالنيجر.. استغرقت الرحلة أكثر من يوم وليلة.. وقد وصلنا مطار واقادوقو فجرا.. أول ما وصلنا لم أعثر على حقيبتي بما فيها.. دفع الله ما كان أعظم فقد ذهبت ولا أدر أين ؟ وجميل ومن لطف الله أني أخذت كل أوراقي ووثائقي وقت التسجيل وإلا لذهبت معنا.. المهم لا علينا وصلنا ومعي وثائقي وجهاز اللاب توب.. فلما نزلنا وجدنا أحد الاخوة في استقبالنا.. كان لطيفا جدا.. مبتسما.. وأخذنا إلى محظة الحافلات غير بعيد من المطار.. لم أكن أعلم أنه مسلم.. قلت له : أريد أن أصلي الصبح.. فهل أستطيع أن أجد مكانا نظيفا.. قال لي : تريد الصلاة.. جيد يوجد مصلى في محطة الحافلات.. قلت في نفسي في بلادنا لم تكن توجد هذه المصليات حتى هرب ذاك.. سبحان الله.. وأخذني إلى المطهرة.. طبعا ليست حنفيات كما هي عندنا إنما هي قالون كبير مملوء ماء وبجانبه أباريق.. ملأ لي الابريق وقال لي اختر مكانا وتوظأ.. وكان المسكين خجولا فلعل مستوى حياتنا راق بدرجة أننا سنتعالى.. فجلست على الأرض وتوضأت ثم ذهبت إلى المصلى فصليت.. بعدها طلب منا وكان معنا أحد التونسيين المشاركين.. طلب منا أن نذهب لنفطر بانتظار أن تأت الحافلة..
ذهبنا معا إلى المقهى بجانب محطة الحافلات.. لكنه ليس مثل مقاهينا.. جلسنا على الكراسي فأتى بالحليب والبيض والخبز.. طبعا هناك كل شيء طبيعي حتى أنك لا تعجب إن مرت أمامك دجاجة بفراخها آمنة مطمئنة.. أكلنا ما شاء الله وحمدنا الله..
ثم رجعنا أدراجنا إلى محطة الحافلات.. شيء عجبت له أن المحطة كان بها خط نت مجاني..
لا شيء ينبؤك على أنك في العاصمة.. فأغلب الناس تتنقل على الدراجات.. وأغلب البنايات عبارة عن أكواخ.. ولكنها العاصمة..
قلت لزميلي التونسي : هذه العاصمة فكيف سيكون الحال في بوبو ديولاسو ؟
- يتبع إن شاء الله -
يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
تحيرت من أين أبدأ.. فأمسكت عن الكلام لأيام..
لكن دافع الأمانة الذي تحملته ما فتئ يناوش قلبي أن أتكلم.. ولا أدر بم أتكلم.. ولا عم أتكلم..
أأكلمكم عن فقرهم المدقع حد أن الفقير عندنا يحسب من أهل الدثور عندهم..
أم أتكلم عن عميق إيمانهم بالله حدا يخجل المرء من نفسه..
أم سعيهم لالتزام السنة حين اختلفنا حولها وتخاصمنا..
لا أعلم بم أبدأ..
ولكني سأحاول وأسأل الله التوفيق.. حتى أقدم لكم الصورة التي رأتها عيني وألفتها من جميل السلام الذي يعيشونه..
ما ظننت يوما أن تحملني الخطوات إلى تلك الأماكن التي شاهدت عنها أفلاما كأنها الخيال.. حتى أذن الله لي أن أشارك في مؤتمر علمي هناك يقوم عليه المركز العالمي للرياضيات..
كنت أياما قبل أن أزور بوركينا فاسو.. أبحث عن تقاليد ذلك البلد في النت.. وعن الدين فيها.. حقيقة كانت كل المعلومات عنها مغلوطة.. سوى معلومة واحدة لكم أن تصدقوها وتتخيلوها على أبشع صورة.. هي أنها من الدول الفقيرة جدا.. ولكم أن تتخيلوا الفقر في أبشع صوره.. أو تتصوروا أن الفقر قد ولد هناك وتحصل على الجنسية أيضا.
لعلي أبدأ معكم من البداية.. من يوم حزمت أدباشي وانظلقت إلى المطار.. كانت الرحلة على متن الخطوط الملكية المغربية.. وقد توقفت بنا الطائرة مرتين مرة بالدار البيضاء ومرة بنيامي بالنيجر.. استغرقت الرحلة أكثر من يوم وليلة.. وقد وصلنا مطار واقادوقو فجرا.. أول ما وصلنا لم أعثر على حقيبتي بما فيها.. دفع الله ما كان أعظم فقد ذهبت ولا أدر أين ؟ وجميل ومن لطف الله أني أخذت كل أوراقي ووثائقي وقت التسجيل وإلا لذهبت معنا.. المهم لا علينا وصلنا ومعي وثائقي وجهاز اللاب توب.. فلما نزلنا وجدنا أحد الاخوة في استقبالنا.. كان لطيفا جدا.. مبتسما.. وأخذنا إلى محظة الحافلات غير بعيد من المطار.. لم أكن أعلم أنه مسلم.. قلت له : أريد أن أصلي الصبح.. فهل أستطيع أن أجد مكانا نظيفا.. قال لي : تريد الصلاة.. جيد يوجد مصلى في محطة الحافلات.. قلت في نفسي في بلادنا لم تكن توجد هذه المصليات حتى هرب ذاك.. سبحان الله.. وأخذني إلى المطهرة.. طبعا ليست حنفيات كما هي عندنا إنما هي قالون كبير مملوء ماء وبجانبه أباريق.. ملأ لي الابريق وقال لي اختر مكانا وتوظأ.. وكان المسكين خجولا فلعل مستوى حياتنا راق بدرجة أننا سنتعالى.. فجلست على الأرض وتوضأت ثم ذهبت إلى المصلى فصليت.. بعدها طلب منا وكان معنا أحد التونسيين المشاركين.. طلب منا أن نذهب لنفطر بانتظار أن تأت الحافلة..
ذهبنا معا إلى المقهى بجانب محطة الحافلات.. لكنه ليس مثل مقاهينا.. جلسنا على الكراسي فأتى بالحليب والبيض والخبز.. طبعا هناك كل شيء طبيعي حتى أنك لا تعجب إن مرت أمامك دجاجة بفراخها آمنة مطمئنة.. أكلنا ما شاء الله وحمدنا الله..
ثم رجعنا أدراجنا إلى محطة الحافلات.. شيء عجبت له أن المحطة كان بها خط نت مجاني..
لا شيء ينبؤك على أنك في العاصمة.. فأغلب الناس تتنقل على الدراجات.. وأغلب البنايات عبارة عن أكواخ.. ولكنها العاصمة..
قلت لزميلي التونسي : هذه العاصمة فكيف سيكون الحال في بوبو ديولاسو ؟
- يتبع إن شاء الله -
يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول