( يوسف صديق وأباطيله حول القرآن ) للدكتور إبراهيم عوض

عبدالرحمن الشهري

المشرف العام
إنضم
29/03/2003
المشاركات
19,318
مستوى التفاعل
127
النقاط
63
الإقامة
الرياض
الموقع الالكتروني
www.amshehri.com
نشرت صحيفة "القاهرة" المصرية في الصفحة الخامسة " العدد 144 " حواراً مع الأستاذ الدكتور يوسف صديق بجامعة السوربون بعنوان " المفكر التونسي يوسف صديق: نحن لم نقرأ القرآن بعد " أدلى فيه الأستاذ المذكور ببعض الآراء التي استوقفتني ورأيت أنها تحتاج إلى مراجعة لأنها تثير قضايا على قدر عظيم من الأهمية لا يمكن أن يمر كلامه فيها دون تمحيص و تعقيب ـ

و لتكن بداءتنا عنوان الحوار نفسه : " نحن لم نقرأ القرآن بعد", وهو عنوان الكتاب الذي جاء في حديثه إلى الصحيفة أنه بسبيل إعداده, وقد أدلى الرجل بكلامين في هذه المسألة : الأول في بداية الحوار, وهو أننا " كلما تقدمنا وتعمقنا في الفكر و الفلسفة استطعنا أن نفهم القرآن بشكل يتواءم مع التقدم في معرفتنا ". وهذا كلام لا نستطيع إلا أن نتفق معه فيه, فالقرآن أوسع وأعمق وأبعد غوراً من أن يفهم حق الفهم دفعة واحدة, بل ستظل هناك دائماً, مهما طال الزمان, أبعاد تحتاج إلى من يحاول ارتيادها و اكتشاف ما فيها من أسرار . وسبب ذلك أنه من عند الله, فهو يمثل المعرفة المطلقة, أما معارف البشر فهي محدودة ونسبية. لكن الأستاذ صديق قد عدّل كلامه هذا قرب خاتمة الحوار ( والعبرة, كما يقولون, بالخواتيم ) فقال إننا لم نقرأ القرآن بعد, بما يعني بوضوح أن كل ما قمنا به طوال الأربعة عشر قرناً من تلاوة القرآن وتفسيره ودراسته في كتب تعد بالآلاف, فضلاً عما وضع حوله من معاجم واستُخلص منه من علوم ...إلخ...إلخ هو عبث في عبث, و أن الأستاذ الدكتور سيكون أول من يقرأ القرآن من عباد الله, أي أن علينا أن نضرب صفحاً عن كل هذا التراث القرآني الذي شاركت في صنعه عشرات الأجيال ونشتغل فقط بما سيجود علينا به قلمه في هذا الصدد, فهل من يوافق على هذا الكلام الغريب الذي أظن
ـ(وبعض الظن إثم, وبعضه عين العقل بكل يقين ) أنه هو مقصد المؤلف الحقيقي، وإن لم يشأ أن يجابهنا به في بداية الحوار بل مهّد له بأن القرآن " لا يكشف عن دلالاته مرة واحدة ", وهو أسلوب من التدرج يلجأ إليه بعض الكتاب بغية تحذير القارئ المسكين!ـ

وفي السؤال الثاني و الثالث تتساءل مجرية الحوار عما طرحه د. يوسف صديق في كتابه الذي صدر هذا العام باسم " القرآن كتاب مفتوح " ( وإن كان العنوان الفرنسي كما يظهر في صورة الغلاف المنشورة مع الحوار هو " القرآن : قراءة جديدة وترجمة جديدة" ) من فكرة تدعو إلى تفسير آيات القرآن حسب تواريخ نزولها لا حسب ترتيبها في المصحف, وكان جوابه أنه لا يمس سوى عمل بشري لا صلة له بالقدسية. يقصد أن ترتيب الآيات داخل كل سورة هو من عمل الصحابة. وهذا غير صحيح, ولم يقل به أحد إلا هو, إذ ادعى أن الرسول قد ترك القرآن قِطَعاً متفرقة لا تنتظم في سورة, وهو ادعاء باطل ألقى به الأستاذ صديق باستخفاف لا يليق بأستاذ جامعي أو غير جامعي .ـ

لو كان الكلام اقتصر على " تفسير" القرآن حسب ترتيب النزول لآياته فربما لم يجد د. صديق من يختلف معه اختلافاً شديداً, فهذا لون آخر من ألوان الدراسات القرآنية الكثيرة رغم الصعوبة البالغة بل رغم الاستحالة التي تكتنف مثل هذه الدراسة القرآنية لأن كثيراً جداً من آيات القرآن لا نعرف لها سبب نزول, ولأن قسماً من الآيات الأخرى قد اختلف حول سبب نزوله. ومن قبل قام العالم الفلسطيني محمد عزة دروزة بتفسير القرآن حسب الترتيب النزولي للسور مع الصعوبة الشديدة في ذلك لأنه لا إجماع هنالك على مثل هذا الترتيب, علاوة على أن عدداً كبيراً من سور القرآن لم تنزل منه السورة دفقة واحدة ولا دفقات متتالية، قلت : لو كان الكلام اقتصر على " تفسير " القرآن حسب الترتيب الزمني لآياته فربما لم يجد المؤلف من يختلف معه اختلافاً شديداً, بيد أن كلامه في الجواب عن السؤال المذكور يشير بوضوح إلى أن المسألة تتجاوز هذا إلى الدعوة إلى " ترتيب " آيات القرآن كله حسب تاريخ نزولها لا إلى " تفسيرها ". ومعنى هذا أن تنفرط آيات القرآن كما تنفرط حبات المسبحة و ينهار بناؤه إلى أن يهل علينا العبقري الذي يقدر على صنع "المستحيل" فيعيد ترتيبه حسب التاريخ الخاص بنزول كل آية, وهو ما لن يتحقق دهر الداهرين, اللهم إلا إذا قال د. صديق إنه هو ذلك ـ" العبقري المنتظر" ! وهيهات أن نصدقه ! ومرة أخرى نقول إن الكلام في هذا الحوار يبدأ بفكرة بريئة ثم يفاجأ القارئ بأن الأرض الصلبة التي كانت تحت قدميه قد استحالت بقدرة قادر إلى رمال متحركة تريد أن تبتلعه ابتلاعاً .ـ

ولا يقف الإرباك الذي يسببه الحوار للقارئ عند هذا الحد، إذ نجده ينتقل بغتة إلى الحديث عن دعوة الأستاذ التونسي لسور القرآن حسب ترتيب نزولها. وهذا شئ غير ترتيب آياته الكريمة حسب تاريخ وحيها كما أشرنا من قبل وقلنا إنه أمر من الصعوبة جداً بمكان، وهي دعوة يجري فيها الأستاذ الدكتور على درب المستشرقين، وليس هو ابن بجدتها كما يريد أن يوحي للقارئ .ـ

وأمامي الآن ترجمتان إنجليزيتان للقرآن الكريم حاولتا هذه المحاولة : إحدهما للقسيس البريطاني رودويل, والثانية للمدعو داود , وهما تختلفان في ذلك الترتيب اختلافاً بعيداً، كما أن بعض مترجمي القرآن ممن التزموا ترتيب السور حسبما ورد في المصحف يصدّرون ترجمتهم بدراسة عن القرآن يتناولون فيها, ضمن ما يتناولون, مسألة ترتيب الوحي ترتيباً زمنيا محاولين استخلاص السمات المضمونية والأسلوبية التي تميز كل مرحلة في تاريخ نزوله, وإن اقتصر الأمر في ذلك على الخطوط العامة وممن فعل ذلك "إدوار مونتيه" السويسري و" بلاشير" الفرنسي في ترجمتيهما للقرآن إلى الفرنسية.ـ

ويجد القارئ تفصيلاً لهذا الأمر في الباب الثاني من كتابي " المستشرقون و القرآن " وهاتان الترجمتان أمامي الآن وأنا أكتب هذا المقال .ـ

على أن د. صديق (في جوابه عن قلق الأستاذة التي أجرت الحوار معه مما تمثله دعوته تلك من مساس بقدسية النص القرآني ) ينبري مؤكداً أننا نحن الذين قد ابتدعنا هذه القدسية. وهذا كلام خطير جدا, فالقرآن مقدس لأنه من عند الله لا لأننا الذين خلعنا عليه هذه القداسة. صحيح أن من لا يؤمن بأن القرآن وحي إلهي لا يرى فيه نصا مقدساً, لكننا نحن المسلمين نؤمن بقدسيته, و إلا فلسنا مسلمين. هذا أمر بديهي, أليس كذلك ؟ والكاتب يؤكد إيمانه بالقرآن, فكيف لا يراه كتاباً مقدساً؟ أما دعواه بأننا قد "ألَّهنا" الرسول عليه الصلاة و السلام فهي دعوى غريبة بل منكرة, إذ لا يوجد مسلم واحد على وجه الأرض يقول بـ "تأليه" الرسول. صحيح أنه عليه السلام " رجل يمشي في الأسواق مثلنا ويأكل, وله كل المواصفات البشرية" كما جاء في كلام الدكتور لكنه في ذات الوقت ليس بشراً عاديا، بل هو نبي يوحى إليه، وأخلاقه من السمو بحيث لا يدانيه غيره من البشر، وهو ما كنت أحب أن يضيفه د. صديق إلى كلامِه السابق حتى يكتمل المعنى. وفي القرآن الكريم أمر للنبي بأن يقول: ـ" إنما أناَ بَشرٌ مثلكم يُوحَى إلىّ " وفيه أيضا: "وإنك لعلى خُلُقٍ عظيم" ...إلخ, فكان ينبغي ألا يغفل الأستاذ الدكتور في كلامه ذلك البعد الذي يميز الرسول رغم بشريته عن سائر الخلق .ـ

كذلك ترددت في حديث د. صديق الإشارة إلى " مصادر" القرآن ومراجعه, فما الذي يقصده الدكتور بهذا؟ إن للقرآن مصدراً واحداً ليس غير هو الوحي الإلهي، أما الحديث عن " مصادر" و " مراجع " كما لو كنا بصدد دراسة تقدم بها أحد الباحثين ويتذرع لها بما يستطيع أن يضع يده عليه من الكتب السابقة فهو كلام لا يليق بمسلم أن يقوله, ولصاحب هذه السطور كتاب في هذا الموضوع عنوانه " مصدر القرآن" رددت فيه بتفصيل شديد على النظريات الاستشراقية و التبشيرية السخيفة التي تحاول إرجاع القرآن إلى مصادر بشرية. فالقول بأن للقرآن " مصادر و مراجع " هو فرية استشراقية معروفة أساسها قول مشركي مكة عن الرسول عليه السلام: " إنما يعلمه بشر ", وإن القرآن الكريم هو" أساطير الأولين اكتتبها, فهي تُمْلَى عليه بكرة وأصيلا " . وها هي ذى تطالعنا بوجهها القبيح في كلام لأحد المنتسبين للإسلام .ـ

هذا, ويبدئ الأستاذ التونسي ويعيد القول بأنه إنما يريد أن يجعل من القرآن كتاباً عالميا يقرؤه الناس جميعاً ولا ينحصر في العرب المسلمين وحدهم. ولست أدري أجادَّ هو في ذلك أم هازل, فالقرآن كتاب عالمي بطبيعته وبتاريخه : بطبيعته لأنه أنزل إلى الناس " و الجن أيضا" كافة، و بتاريخه لأنه ما من أمة في الأرض إلا وفيها نسبة من المسلمين, قَلّت هذه النسبة أو كثرت. والمسلمون اليوم يقتربون من المليار والنصف من البشر, وهم يقرأون القرآن و يدرسونه ويفهمونه ويضعون المؤلفات فيه و يحاولون أن يسيروا وفق تعاليمه حسبما يستطيعون, ولا ينتظرون حتى يأتيهم د. صديق فيجعل لهم القرآن كتاباً عالميا. بالله أهذا كلام يقوله من يعي ما يقول ؟ ولقد دخل في الإسلام في العصر الحديث أعداد هائلة من الغربيين, ومنهم المستشرقون و القساوسة و الحاخامات و السياسيون والفلاسفة والعلماء و الفنانون ..الخ, وهناك دولة البوسنة والهرسك, وهي دول إسلامية أوروبيةـ

وجزء من تركيا يقع كما نعلم في أوروبا، بل كانت أسبانيا والبرتغال لمدة ثمانية قرون تقريباً دولة مسلمة تعكف على القرآن تلاوة و تدريساً وتطبيقاً, فما كل هذه الطنطنة التي يحدثها د. صديق من لا شئ؟

ونأتي إلى بعض ما قاله سيادته عن الإسكندر المقدوني, إذ زعم أن المسلمين لا يحاولون فهم القرآن بل يكتفون بترتيله " مكرسين غياب المعنى عنه" على حد تعبيره.ـ

وهو كلام عجيب لا رأس له و لا ذنب, إذ أن أحط عوام المسلمين يفهمون أشياء كثيرة من القرآن الكريم, فما بالنا بالمثقفين ؟ وماذا تقول في الألوف المؤلفة من الكتب و الدراسات التي أُلفت حول القرآن؟ أهي مجرد تراتيل قرآنية؟ ذلك ما لا يقوله عاقل. أما تفسيره لـ"ذي القرنين" الذي ورد ذكره في أواخر سورة " الكهف" بأنه هو الإسكندر المقدوني فليس هو أول من قاله, خلافاً لما جاء في كلامه, بل هذا أحد الآراء التي طرحها المفسرون, علاوة على أنه ليس بالتفسير الوجيه, فالآيات تتحدث عن حاكم مؤمن بالله واليوم الآخر قد مكن الله له في الأرض فهو يسوسها بالعدل و الحزم والرحمة, فهل هذا مما ينطبق على الإسكندر المقدوني ؟

و أخيراً نختم بما قاله الدكتور صديق عن كلمة " كوثر" القرآنية وأشباهها مما زعم أنه مأخوذ عن اليونانية. ترى هل بين يديه دليل على هذا؟ إن مجرد التشابه بين " كوثر" و" كاثارسيس" اليونانية لا يكفي. وحتى إذا كان كافياً فلماذا ينبغي أن يكون القرآن هو الذي استعار الكلمة اليونانية ولا يكون الإغريق هم الذين أخذوا كلمتهم من لغة الضاد؟ إن هذا هو أسلوب المستشرقين, والأستاذ الدكتور يحذو حذوهم دائماً للأسف .

المصدر
 
جزاكم الله خيرا اخي الدكتور الحبيب عبد الرحمن الشهري
أغلب الظن ان يوسف صديق هذا من تلامذة محمد اركون فالجامعة هي هي والالفاظ هي هي وقد اشار محمد اركون ان له تلاميذ قلائل على ماهو عليه
ونفس الكلمات التي قالها يوسف هذا قالها اركون من قبله وورائها مجموعة من المذاهب ادت الى هذه الاقوال
ومن ذلك قوله
" نحن لم نقرأ القرآن بعد",
" كلما تقدمنا وتعمقنا في الفكر و الفلسفة استطعنا أن نفهم القرآن بشكل يتواءم مع التقدم في معرفتنا ".
" القرآن كتاب مفتوح "
وقوله عن"قدسية النص القرآني )قال:أننا نحن الذين قد ابتدعنا هذه القدسية.
" مصادر" القرآن ومراجعه
ان هذه الاقوال السابقة منقولة عن اركون تماما واركون كان استاذا في السوربون لزمن طويل ويبدو والله اعلم ان هذا الرجل هو احد تلاميذه والله اعلم.
لكني لم اطلع بعد على اي كتاب لهذا الرجل ويبدو انه يستعمل نفس الادوات الفلسفية التي استعملها اركون ومنها الطريقة التي تناولتها مدرسة الحوليات الفرنسية التي غرف اركون منها وفتنته تعددية طرائقها في البحث وتنوع ادواتها المفهومية او المذهبية ومسلماتها واصولها الفكرية.
فالمسلمات التي اقتبستها عن هذا الرجل مما ورد في المقال السابق الطيب(الآن رأيت اعلاه انه للدكتور الخبير ابراهيم عوض) هي من نتاج افكار هذه المدرسة المابعد حداثية ، وهي هي نفس المسلمات التي خرج بها اركون نتيجة تطبيقاته فيما دعاه( الاسلاميات التطبيقية)
وفي تعليق هاشم صالح على هذا التعريف في هامش واحد من كتب اركون يقول:"
يقصد اركون بالإسلاميات التطبيقية تلك المنهجية الجديدة التي اخترعها هو شخصيا لكي يتجاوز منهجية الإسلاميات الكلاسيكية الخاصة بالمستشرقين بعد أن يأخذ كل ماهو مفيد منها للمزيد من الإطلاع انظر بهذا الصدد كل الفصل الأول من كتاب" تاريخية الفكر العربي الإسلامي" وهو بعنوان" نحو إسلاميات تطبيقية. أي في الواقع تطبيق علوم الإنسان والمجتمع على دراسة الإسلام"(الفكر الإسلامي نقد واجتهاد(هامش) ص 193)
 
بارك الله فيكم أخي العزيز طارق ونفع بجهودكم وجعل ذلك في موازين حسناتكم يوم القيامة ، فأنتم من المجاهدين في سبيل الله .
لو كان أمثال الدكتور يوسف صديق يكتفون بالحديث في تخصصاتهم التي أظنها في التاريخ لما أثارت مقالاتهم هذا الضجيج، ولكنهم يتهجمون على القرآن والسنة وأصول فهمهما بغير علم ولا هدى ، وتلمس في كتابتهم الجهل الفاضح بما يتحدثون عنه ويدعون للتجديد فيه ، ولو كانوا يقرأون القرآن وتفسيره وأصول التفسير طلباً للحق لوجدوه ، ولكنَّهم فيما يبدو من إصرارهم على منهجيتهم في التعامل مع القرآن والسنة وشرائع الإسلام عموماً يعملون لهدم الدين من داخله شاءوا أم أبوا والله المستعان.
 
إن تفسير آيات القرآن حسب تاريخ النزول يتطلب بادئ بدء ترتيبها حسب تاريخ النزول وهذه القضية بدأها المستشرقون قديماً إلا أنهم كانوا أكثر موضوعية من أذنابهم الحداثيين إذ اعترف المستشرقون بالصعوبة الإجرائية في الاعتماد على الروايات الموثوقة في هذا الموضوع ولا سيما فيما نزل قبل الهجرة وأقر نولدكه باستحالة وضع تسلسل زمني دقيق للسور المكية واعتمد نولدكه في الترتيب للسور على أسلوب الكاتب فنولدكه يعتقد أن القرآن نتاج بشري وعليه فأسلوب محمد صلى الله عليه وسلم سيختلف حسب البيئة والظروف التاريخية ،ويبقى السؤال حاضراً إذا كان هدف المستشرقون واضحاً من إعادة ترتيب المصحف حسب تاريخ النزول وهذا الهدف هو إثبات بشريته وتفتيته كخطوة أولية للقضاء عليه فما هدف الحداثيين المستغربين ؟
كجواب أولي عن سؤالي السابق فالحداثيون سيحققون أمرين من ربط الآيات بسياقها التاريخي :
-إثبات تاريخية النص وربطه بزمنه مما يسهل القول بعدم مناسبته لزمن غير زمانه ،والحق أن التفسير حسب تاريخ النزول قد يستخدم لتفعيل النص فسبب النزول هو المثال لحركة النص في الواقع مما يسهم في اتباع النص الاتباع الأمثل ،أو يستخدم لتعطيل النص والقول بتاريخيته كما يريد الحداثيون.
-ا لأمر الثاني الذي يحققه الحداثيون من التفسير حسب تاريخ النزول هومركسة النص أي جعله ماركسياً وهذا يعني أولوية الواقع على النص ،وجعل العلاقة بين النص وسبب نزوله علاقة تفاعلية كما في النظرية المادية الماركسية فليس بين سبب النزول والنص انفصال كلي في المفهوم ،وبين النص وسبب النزول تفاعل مستمر وجدلية مستمرة وهذا عين الماركسية وهذا أمر يمكن موافقة الحداثيين عليه أو إن شئت سمهم الماركسيين الجدد إذا آمنا بأن القرآن حادث مخلوق ولكن مع إيماننا بأن القرآن كلام الله الأزلي فنظرياتهم الإلحادية مردودة عليهم .
 
جزاكم الله خيرا وجعلنا عند حسن الظن ومن اهل الخير وغفر لنا مالاتعلمون
حاولت الآن أن اتتبع بعض ماقاله يوسف صديق في حواراته المنشورة على شبكة الانترنت او مقالاته فوجدت التالي
يقول
فإذا لاحظنا الميكانيزمات التي استعملت في نشر ما يطلق عليه المذهب الوهابي بالمغرب عن طريق نشر الإديولوجية الوهابية التي تمت مأسسستها عن طريق تدريس شعبة الدرسات الإسلامية في جميع أنحاء المغرب، وفي نفس الوقت تم الإجهاز على الفلسفة وعلم الاجتماع وحتى علم النفس. بمعنى أن هذه التخصصات التي تثير السؤال وتربي ملكة الحس النقدي ونوعا من العقلانية في التعامل مع القضابا التي يعيشها المجتمع قد عاشت سنوات من الانحسار والمراقبة، في مقابل الانتشار الواسع الذي سهلته الدولة الدراسات الإسلامية ولبعض الأندية والجمعيات وكذلك الزوايا. أظن أننا لسنا بصدد مقارنة موازين القوى بين الدراسات الإسلامية وعلم الاجتماع. إن انتشار علم الاجتماع رهين بانتشار الفكر العقلاني، الشئ الذي يصعب علي شخصيا تلمس معالمه اليوم في مختلف المجالات و لاسيما اشكال التربية و التعليم والإنتاج.
http://www.ejtemay.com/showthread.php?t=28509
ولايخفى على المتتبع لفكر اركون انه -اي الفكر الاركوني-مكرر هنا في الكربونية التونسية للدكتور يوسف
ووجدت في مقال آخر للدكتور ابراهيم عوض نقد تفصيلي ليوسف صديق
وهاهو النص من المقال الطويل الذي افرده الدكتور ابراهيم للرد على القمني بعنوان(القمنى بلبوصا!،(فضح مخازى القمنى فى كتاب "الحزب الهاشمى"):
(
وهذه سمة الكتابات القمناوية أو بالأحرى: الكتابات التى تحمل اسمه،إذ هى انعكاس مباشر لما عند الآخرين، وبالذات من المستشرقين والمبشرين. خذ مثلا انتقاده لـ"طريقة جمع المصحف العثماني التي لم تراعَ في تصنيفها وتبويبها قواعدالتصنيف والتبويب المعروفة: كأن تجمع آيات التعبد معا، والتشريعات معا، وعلىالترتيب الزمني والقصص الوعظي معا، وقوانين الأخلاق معا. بل أنها لم تراع الترتيب الزمني للآيات وارتباطها بأحداث الواقع وجدلها معه وتأثرها به وتأثيرها فيه وتغيُّرها وتبدُّلها حسب متغيرات هذا الواقع. وهى سمة فارقة تميز الإسلام عن بقيةالأديان. الحكمة الوحيدة في الترتيب العثماني، إذا كانت حكمة، هي السير في ترتيب النصوص من السور الأطول إلي السور الأقصر دون أي رابط موضوعي ولا زمني. هذا بينماالسور الأقصر كانت هي الأُولَى زمنا بحيث لو أردت قراءة القرآن قراءة شبه مرتبةفعليك البدء بآخر المصحف رجوعا إلى أوله... ولا عبرة هنا بقول من يصرون على أن هذاالترتيب توقيفي، أي كان وقفا على النبي وجبريل، وأنهما من رتباه على هيئته الحالية،لأنه لو كان الأمر كذلك ما ظلت مصاحف الصحابة الكبار على اختلافها بعد موت نبيهم وحتى زمن عثمان بن عفان، ولأنه حتى لو كان الأمر كذلك فإنه يظل بحاجة إلى إعادةنظر".

وهذه الفكرة ذاتها قد أثارها منذ سنوات كاتب تونسى اسمه يوسف صديق لايستطيع أن يقرأ القرآن قراءة صحيحة بل يخطئ منه فى الأَوَّلِيّات. وقد رددت وقتهاعلى سخافاته فى مقال لى منشور على عدد من المواقع المشباكية المختلفة بعنوان "يوسف صديق وأباطيله حول القرآن". وكلام صديق هو بدوره انعكاس لما يردده المستشرقون والمبشرون دائما. وكانت صحيفة "القاهرة" المصرية قد نشرت في الصفحة الخامسة (العدد 144) حوارًا مع يوسف صديق بجامعة السوربون بعنوان "المفكر التونسي يوسف صديق: نحن لم نقرأ القرآن بعد" أدلى فيه الأستاذ المذكور ببعض الآراء التي استوقفتني ورأيت أنها تحتاج إلى مراجعة لأنها تثير قضايا على قدر عظيم من الأهمية لا يمكن أن يمركلامه فيها دون تمحيص وتعقيب.

ولتكن بداءتنا عنوان الحوار نفسه: "نحن لم نقرأ القرآن بعد"، وهو عنوان الكتاب الذي جاء في حديثِ صِدّيق إلى الصحيفة أنه بسبيل إعداده. وقد أدلى الرجل بكلامين في هذه المسألة: الأول في بداية الحوار، وهوأننا "كلما تقدمنا وتعمقنا في الفكر و الفلسفة استطعنا أن نفهم القرآن بشكل يتواءممع التقدم في معرفتنا". وهذا كلام لا نستطيع إلا أن نتفق معه فيه، فالقرآن أوسع وأعمق وأبعد غورًا من أن يفهم حق الفهم دفعة واحدة، بل تظل هناك دائمًا، مهما طالالزمان، أبعاد تحتاج إلى من يحاول ارتيادها واكتشاف ما فيها من أسرار. وسبب ذلك أنهمن عند الله، فهو يمثل المعرفة المطلقة، أما معارف البشر فهي محدودة ونسبية. لكنالأستاذ صديق قد عدّل كلامه هذا قرب خاتمة الحوار (والعبرة، كما يقولون، بالخواتيم) فقال إننا لم نقرأ القرآن بعد، بما يعني بوضوح أن كل ما قمنا به طوال الأربعة عشرقرنًا من تلاوة القرآن وتفسيره ودراسته في كتب تعد بالآلاف، فضلا عما وُضِع حوله منمعاجم واسْتُخْلِص منه من علوم...إلخ...إلخ، هو عبث في عبث، وأنه سيكون أول من يقرأالقرآن من عباد الله. أي أن علينا أن نضرب صفحًا عن كل هذا التراث القرآني الذيشاركت في صنعه عشرات الأجيال ونشتغل فقط بما سيجود علينا به قلمه في هذا الصدد، فهلمن يوافق على هذا الكلام الغريب الذي أظن (وبعض الظن عين العقل بكل يقين) أنه هومقصد المؤلف الحقيقي، وإن لم يشأ أن يجابهنا به في بداية الحوار بل مهّد له بأن القرآن "لا يكشف عن دلالاته مرة واحدة"؟ وهو أسلوب من التدرج يلجأ إليه بعض الكتاببغية تحذير القارئ المسكين!
وفي السؤال الثاني و الثالث تتساءل مُجْرِية الحوارعما طرحه د. يوسف صديق في كتابه الذي صدر فى ذلك الوقت باسم "القرآن كتاب مفتوح" (وإن كان العنوان الفرنسي كما يظهر في صورة الغلاف المنشورة مع الحوار هو "القرآن: قراءة جديدة وترجمة جديدة") من فكرة تدعو إلى تفسير آيات القرآن حسب تواريخ نزولهالا حسب ترتيبها في المصحف، وكان جوابه أنه لا يمس سوى عمل بشري لا صلة له بالقدسية. يقصد أن ترتيب الآيات داخل كل سورة هو من عمل الصحابة. وهذا غير صحيح، ولم يقل بهأحد إلا هو، إذ ادعى أن الرسول قد ترك القرآن قِطَعًا متفرقة لا تنتظم في سورة، وهوادعاء باطل ألقى به الأستاذ صديق باستخفاف لا يليق بأستاذ جامعي أو غيرجامعي.

لو كان الكلام اقتصر على "تفسير" القرآن حسب ترتيب النزول لآياته فلربما لم يجد د. صديق من يختلف معه اختلافًا شديدًا، فهذا لون آخر من ألوان الدراسات القرآنية الكثيرة رغم الصعوبة البالغة بل رغم الاستحالة التي تكتنف مثل هذه الدراسة القرآنية لأن كثيرًا جدًّا من آيات القرآن لا نعرف لها سبب نزول، ولأن قسمًا من الآيات الأخرى قد اخْتُلِف حول سبب نزوله. ومن قبلُ قام العالم الفلسطيني محمد عِزّة دَرْوَزة بتفسير القرآن حسب الترتيب النزولي للسور مع الصعوبة الشديدةفي ذَلك لأنه لا إجماع هنالك على مثل هذا الترتيب، علاوة على أن عددًا كبيرًا منسور القرآن لم تنزل منه السورة دفقة واحدة ولا دفقات متتالية، قلت: لو كان الكلام اقتصر على "تفسير" القرآن حسب الترتيب الزمني لآياته فلربما لم يجد المؤلف من يختلف معه اختلافًا شديدًا، بيد أن كلامه في الجواب عن السؤال المذكور يشير بوضوح إلى أن المسألة تتجاوز هذا إلى الدعوة لــ"ترتيب" آيات القرآن كله حسب تاريخ نزولها لا إلى "تفسيرها". ومعنى هذا أن تنفرط آيات القرآن كما تنفرط حبات المسبحة و ينهار بناؤهإلى أن يهلّ علينا العبقري الذي يقدر على صنع "المستحيل" فيعيد ترتيبه حسب التاريخالخاص بنزول كل آية، وهو ما لن يتحقق دهر الداهرين، اللهم إلا إذا قال د. صديق إنههو ذلك " العبقري المنتظر"! وهيهات أن نصدقه! ومرة أخرى نقول إن الكلام في هذاالحوار يبدأ بفكرة بريئة ثم يفاجَأ القارئ بأن الأرض الصُّلْبة التي كانت تحت قدميهقد استحالتبقدرة قادر إلى رمال متحركة تريد أن تبتلعه ابتلاعًا.

ولا يقف الإرباك الذي يسببه الحوار للقارئ عند هذا الحد، إذ نجده ينتقل بغتة إلى الحديث عندعوة الأستاذ التونسي لسور القرآن حسب ترتيب نزولها. وهذا شئ غير ترتيب آياته الكريمة حسب تاريخ وحيها كما أشرنا من قبل وقلنا إنه أمر من الصعوبة جدًّا بمكان،وهي دعوة يجري فيها الرجل على درب المستشرقين، وليس هو ابن بجدتها كما يريد أن يوحي للقارئ. وأمامي الآن ترجمتان إنجليزيتان للقرآن الكريم حاولتا هذه المحاولة: إحداهما للقسيس البريطاني رودويل، والثانية للمدعوّ: داود، وهما تختلفان في ذلكالترتيب اختلافًا بعيدًا، كما أن بعض مترجمي القرآن ممن التزموا ترتيب السور حسبماورد في المصحف يصدّرون ترجمتهم بدراسة عن القرآن يتناولون فيها، ضمن ما يتناولون،مسألة ترتيب الوحي ترتيبًا زمنيا محاولين استخلاص السمات المضمونية والأسلوبية التيتميز كل مرحلة في تاريخ نزوله، وإن اقتصر الأمر في ذلك على الخطوط العامة. وممن فعلذلك "إدوار مونتيه" السويسري و"بلاشير" الفرنسي في ترجمتيهما للقرآن إلى الفرنسية. ويجد القارئ تفصيلا لهذا الأمر في الباب الثاني من كتابي "المستشرقون و القرآن"،وهاتان الترجمتان أمامي الآن أيضا وأنا أكتب هذا الكلام.

على أن د. صديق، فيجوابه عن قلق الأستاذة التي أجرت الحوار معه مما تمثله دعوته تلك من مساس بقدسيةالنص القرآني، ينبري مؤكدًا أننا نحن الذين قد ابتدعنا هذه القدسية. وهذا كلام خطيرجدا، فالقرآن مقدس لأنه من عند الله لا لأننا الذين خلعنا عليه هذه القداسة. صحيحأن من لا يؤمن بأن القرآن وحي إلهي لا يرى فيه نصًّا مقدسًا، لكننا نحن المسلمين نؤمن بقدسيته، وإلا فلسنا مسلمين. هذا أمر بديهي، أليس كذلك؟ والكاتب يؤكد إيمانه بالقرآن، فكيف لا يراه كتابًا مقدسًا؟ أما دعواه بأننا قد "ألَّهنا" الرسول عليهالصلاة و السلام فهي دعوى غريبة بل منكَرة، إذ لا يوجد مسلم واحد على وجه الأرضيقول بــ"تأليه" الرسول. صحيح أنه عليه السلام "رجل يمشي في الأسواق مثلنا ويأكل،وله كل المواصفات البشرية" كما جاء في كلام الدكتور لكنه في ذات الوقت ليس بشرًاعاديًّا، بل هو نبي يوحَى إليه، وأخلاقه من السمو بحيث لا يدانيه غيره من البشر،وهو ما كنت أحب أن يضيفه د. صديق إلى كلامِه السابق حتى يكتمل المعنى. وفي القرآن الكريم أَمْرٌ للنبي بأن يقول: "إنما أناَ بَشرٌ مثلكم يُوحَى إلىّ"، وفيه أيضا: "وإنك لعلى خُلُقٍ عظيم"...إلخ، فكان ينبغي ألا يغفل الأستاذ الدكتور في كلامه ذلك البعد الذي يميز الرسول، رغم بشريته، عن سائر الخلق.

كذلك ترددت في حديث د. صديق الإشارة إلى "مصادر" القرآن ومراجعه"، فما الذي يقصده الدكتور بهذا؟ إن للقرآن مصدرًا واحدًا ليس غير هو الوحي الإلهي، أما الحديث عن "مصادر" و"مراجع" كما لو كنابصدد دراسة تقدم بها أحد الباحثين ويتذرع لها بما يستطيع أن يضع يده عليه من الكتبالسابقة فهو كلام لا يليق بمسلم أن يقوله. ولصاحب هذه السطور كتاب في هذا الموضوع عنوانه "مصدر القرآن" رددت فيه بتفصيل شديد على النظريات الاستشراقية و التبشيريةالسخيفة التي تحاول إرجاع القرآن إلى مصادر بشرية. فالقول بأن للقرآن "مصادرومراجع" هو فرية استشراقية معروفة أساسها قول مشركي مكة عن الرسول عليه السلام: "إنما يعلمه بشر"، وإن القرآن الكريم هو"أساطير الأولين اكتتبها، فهي تُمْلَى عليهبكرة وأصيلا". وها هي ذى تطالعنا بوجهها القبيح في كلام لأحد المنتسبين للإسلام. ولخليل عبد الكريم كتاب كامل فى هذاالموضوع هو "جذور الشريعة الإسلامية" نقل فكرتهوكثيرا من تفاصيله من بعض الكتب التبشيرية التى تعزف نفس النغمة المسئمة، مما أشرتإليه من قبل فى هذه الدراسة.

ويمكن لمن أراد من القراء أن يعود إلى كتابى: "المستشرقون والقرآن"، الذى صدر للمرة الأولى سنة 1984م، والذى كنت كتبته قبل ذلكبسنتين أو أكثر قبل أن أعود من بريطانيا، ليجد إشارت متكررة فى مواضع متفرقة منه إلى هذا الرأى الاستشراقى وردى عليه. بل إن بعضهم، حسبما سبق القول، قد أعاد ترتيبسور القرآن لدن ترجمته لكتاب الله كريتشارد بل وم. رودويل ون. ج. داود. كما جرى على هذه الخطة المستشرق ريجى بلاشير عند إصداره ترجمته الفرنسية للقرآن للمرة الأولى،وإن كان قد عاد فالتزم الترتيب المصحفى فى الطبعات التالية. لكننا للأسف نراه فىبعض الأحيان يعبث بالنص القرآنى الكريم فيقدّم، إلى جانب الترتيب الموجود فىمصاحفنا، ترتيبا لبعض الايات يختلف عن الترتيب الذى تتبعه تلك المصاحف. ومن يرجعإلى طبعة هذا العام من "Encyclopaedia Universalis: الموسوعة اليونيفرسالية" يجدكاتب المادة الخاصة بالرسول عليه الصلاة والسلام، وهو المستشرق الفرنسى اليهودىالماركسى مكسيم رودنسون، يردد هذا القول المتهافت زاعما أن القرآن نص مضطرب النظاملا يصح الاعتماد عليه فى التوصل إلى ترجمة موثوق بها للرسول عليه السلام، وهذا نصما قاله، والضمير فيه عائد على القرآن: "Mais son ****e est en grand désordre. On ne peut y rétablir qu'avec peine et avec bien des incertitudes l'ordre chronologique. Les événements de la biographie du Prophète n'y sont évoqués que de façon allusive. C'est donc une source difficile à utiliser".
[/QUOTE]


وللرجل حديث طويل على حلقات مع قناة الجزيرة(طبعا لم اطلع عليها ولكني وجدتها الآن وانا ابحث عن آثار الرجل!)
يوسف صديق.. المثابرة العلمية والمكابرة الوجدانية ج1
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/810964EA-67FD-461E-90D5-F97220859319.htm
يوسف صديق.. المثابرة العلمية والمكابرة الوجدانية ج2
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/895D1050-026C-4330-AC6B-4F4346E7B028.htm
يوسف صديق.. المثابرة العلمية والمكابرة الوجدانية ج3
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/4E6CD7AF-35DF-4189-B9EE-96F992D2C353.htm

شفرة دافنشي بين الخيال وحقائق التاريخ (وهو حوار في قناة الجزيرة شارك فيه يوسف صديق)
http://www.aljazeera.net/channel/archive/archive?ArchiveId=336067
وهذا رابط في ملتقانا هنا لم اطلع عليه في الحقيقة وقد كان في بالي، وهو للاستاذ الدكتور محمد بن جماعة
فيديو: "القرآن بين الوحي والنص" (عبد المجيد الشرفي، ألفة يوسف، يوسف كتاني، سامي ابراهم)
http://vb.tafsir.net/showthread.php?p=156592#post156592
وقد رد عليه بعض علماء الازهر كما في النص التالي
ثالثاً-يقول الدكتور محمد أبو ليلة- إن محاولة ترتيب القرآن بحسب النزول شيء أقرب إلى المستحيل ولذلك فقد رفضه كثير من المستشرقين أنفسهم مثل بلاشير صاحب الترجمة الفرنسية والتي تراجع عنها فيما بعد وأيضاً كاتب مدخل القرآن الكريم في دائرة المعارف الإسلامية الصادرة في لايدن لأن هذا الترتيب لا يعطينا شيئاً زائداً غير العلم به والمطالع لروايات جمع القرآن الكريم لا يرى بينها تعارضاً ولا خلافاً حول هذا الترتيب الذي انتهى إليه الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم فقد جمع القرآن جمعين: الأول في عهد أبى بكر وهو جمع صحف أي نقل القرآن من المواد المتفرقة التي كتب عليها في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وبأمره على صحف عرفت باسم الرقعة كتبت في حياة أبى بكر وبإجماع الصحابة وحفظت عند السيدة حفصة أم المؤمنين ولما اتسع الإسلام وتفرق الصحابة في الأسفار وانتشرت الكتاتيب وكثر الإقبال على حفظ القرآن جمع القرآن في حياة عثمان بن عفان وبأمره جمع قراءة يعني بحسب العرضة الأخيرة أي قراءة النبي في السنة التي توفي فيها عن جبريل ومن الثابت في السنة أن القرآن نزل على سبعة أحرف كلها وحي وكلها لخدمة القرآن وتيسير حفظه على الناس وكان جمع القرآن على عهد عثمان هو توحيد القرآن حسب العرضة الأخيرة كما قلنا أما القراءات الأخرى فقد بقيت في صدور الحفاظ وفي صدور العلماء الأفذاذ يقرأون بها أو يعلمونها، إذن لم يكن هناك اختلاف بين المسلمين على وضع الآيات في مواضعها لأنها توقيفية وليست وضعية، في الوقت نفسه كيف يتجرأ مسلم على أن يضع آية في كتاب الله في غير موضعها والمعروف حتى اليوم أن القرآن حفظه المسلمون منذ نزوله في صدورهم فكيف إذن يحفظون في ترتيب غير الترتيب التوقيفي الذي جاء به الوحي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
أصل الحضارة

والقرآن-يتابع الدكتور محمد ابو ليلة كلامه- لا يشتت العقل كما يزعم صديق يوسف بل إن القرآن يثبت العقل ويرقيه وينوره ويهديه ويملأ الحس والمشاعر والوعي والوجدانات ويتولى الإنسان في جملته بالخير ويعلم القرآن قارئه بوعي وتدبر كيف يكون منهجياً في تفكيره وواقعياً في نظرته للأشياء وموسوعياً في قراءته للكونيات، ويعلم القرآن صاحبه كيف يربط بين المتباعدات ويجمع بين المتجاورات وكيف يصل إلى الأسرار الخفيات من خلال المرئيات أو المسموعات أو المحسوسات وكيف يصل الأعلى بالأدنى والعقلاني بالروحاني ولذلك كان القرآن ولا يزال هو قاعدة العلم الإسلامي وأصل الحضارة الإسلامية وقد ولد القرآن علوماً لم يعرفها العرب من قبل علوماً دينية وعلوماً مدنية - عملية ونظرية - وقاد القرآن المسلمين إلى الاختراع والاكتشاف والاستنباط وجعل العلم عليهم فريضة والتفكير عليهم سنة لازمة وبالقرآن صار كتاب القصائد ومرتجلو الخطب والقصائد في عكاظ وذي المجنة مكتشفين ومبدعين وصاروا بعد أن عاشوا في عزلة عالميين في رؤاهم وتفكيرهم موسوعيين في معالجاتهم للأمور وكان منهم الطبيب والفلكي والجغرافي والجيولوجي وفيلسوف التاريخ ومؤسس علم الاجتماع والقوانين الدولية ومكتشف الدورة الدموية ومن رسم خريطة الأرض ومن رحل وسجل ومن ألف وتعمق ومن اخترع المناظير والإسطرلاب يوم أن كان الناس في معظم الكرة الأرضية يعيشون في ظلام دامس.

تكرار الملاحدة

من جانبه يرى المفكر الإسلامي الدكتور عبد الصبور شاهين أن ما يقول به صديق هو تكرار لما قال به المستشرقون والعلمانيون والملاحدة وقد حاول في ذلك المستشرق الفرنسي ريجيس بلاشير وجاءت محاولته قاصرة يشوبها النقص لأن زمن النزول غير معروف بالضبط ويقول شاهين: إن القرآن كما هو ترتيب سماوي وليس اختراعاً بشرياً ولا يمكن أن يدعي بشر أنه يرتبه أفضل من ترتيب الخالق عز وجل له، أما عن القول إن الترتيب الحالي يؤدي إلى إغلاق في الفهم فيقول شاهين: هذا كلام غريب ولا يجب التحدث فيه لأن القرآن مخدوم من الناحية التفسيرية وهو قد لا يستغلق إلا على بعض الأعاجم.

ويحذر شاهين من أن مثل هذه الافتراءات هي محاولات للوصول إلى القول إن القرآن اختراع بشري وليس تنزيلاً من عند الله ويقول: مثل هذه الدعوات تستهدف العبث في القرآن الكريم لأن الملاحدة والعلمانيين يريدون أن يدلفوا إلى القرآن بأي نقد لترتيبه أو تعديله أو إلغاء بعض الأحكام التي وردت فيه.
ووجدت في ملتقى البيان لتفسير القرآن رد عليه
خرافات يوسف صديق عن القرآن والوحي



الحسن سرات / 25-10-2009
اهتدى الاستشراق الغربي منذ مدة إلى طريقة فعالة في مواجهة الإسلام والإسلاميين، طريقة تعفيه من النزال المكشوف والجهر بالعداوة والخصومة.
وبعد أن انسحبت معظم قواته العسكرية من مستعمراتها السابقة، وساح كثير من الناس في الأرض فاستقرت طائفة من المهاجرين المسلمين ببلدان الغرب مغيرة خريطتها الديمغرافية والدينية، أنشأ "مستعمرات ثقافية" تعيد خطاب الاستشراق بألسنة وسحنات عربية وإسلامية.
وقام بالمهمة نيابة عن بلاشير ورودانسون وبيرك وغيرهم من الكتاب والمؤلفين الذين تظنهم للوهلة الأولى من أشد المنافحين عن الإسلام، مثل محمد أركون ومحمد الشريف الفرجاني ومحمد بن عبد الجليل ونصر حامد أبو زيد وعبده الفيلالي الأنصاري وألفت يوسف، لكن بعد الاستماع إليهم ومناقشتهم تجدهم من أشد المناوئين له.
يوسف صديق واحد من هؤلاء، ولد بتونس من أب كافح ضد الاستعمار الفرنسي وعلم أبناءه حب العربية وحفظ القرآن الكريم، على حد قول يوسف صديق، ثم تابع تعليمه الجامعي بفرنسا فدرس الفلسفة اليونانية، وتخرج أستاذا لها بالمعاهد الفرنسية، ثم درس الفكر الإسلامي الحديث بجامعة باريس.
نشر صديق كثيرا من الأبحاث والمقالات، منها "أقوال الرسول" و"أقوال علي" و"القرآن الكريم قراءة أخرى وترجمة أخرى"، وحاول نشر مؤلف عن القرآن الكريم برسوم متحركة فمنعته السلطات الدينية التونسية.
ومن أشهر كتب يوسف صديق كتاب: "لم نقرأ القرآن أبدا" و"الطارق.. القادم الجديد"، ويشمل الكتاب فصولا خمسة تبدأ بفصل "أوهام القراءة" ثم "هدم التفسير لبناء القراءة"، يليه فصل "الخطأ المؤسس"، وفصل "منسيات" وأخيرا فصل "لنقرأ"، فضلا عن المقدمة والخاتمة.



جبريل خرافة!!


منذ البداية يعلن الكاتب التونسي المقيم بفرنسا عن نفسه وعن مشروعه لدراسة القرآن، ولا يجد غضاضة في التعبير عن رفضه لظاهرة الوحي وحديث الغار، حيث كان اللقاء الأول بين الرسولين، جبريل عليه السلام ملك الوحي، ومحمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء والمرسلين.
وتصل الجرأة بالكاتب الفرنكوفوني إلى كيل التهم الغليظة لكل العلماء والمفسرين باختراع هذه "الأسطورة" إلى جانب "أساطير أخرى" بتواطؤ مع الحكام للسيطرة على العقول والشعوب، فهي مؤامرة طويلة عريضة دبرت للمسلمين منذ قرون، ولا يزالون يرزحون تحتها، وها قد جاءهم التحرير والخلاص على يد يوسف صديق.
يقول في مقدمة كتابه "لم نقرأ القرآن أبدا": "إن التراث التفسيري هو وحده الذي اخترع سيناريو نزول القرآن.. وإن عملنا يقتضي منا إعادة النظر في مجموع الدراسات القرآنية من أجل بلورة رؤية جديدة لكتاب الإسلام، كما يقتضي منا مساءلة كل الوثائق التي صارت مرجعا لقراءة القرآن والنظر فيه".
هذا الإنكار ردده الكاتب في عدة مناسبات، في القنوات التلفزيونية الفرنسية التي استضافته مثل القناة الخامسة تي في 5 والقناة المشتركة أرتي.
وفي ندوة نظمتها سنة 2004 مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية تحت عنوان "من تفسير القرآن إلى القراءات الحديثة للظاهرة القرآنية" بتعاون مع مؤسسة كونراد أدناور، وكنت قد حضرتها، قال هذا الباحث بالحرف: "لا أتردد ولا أتلعثم في أنها خرافة، فكيف لنا أن نتصور الآن هذه القضية التي تحكيها السير، والحمد لله أن هذه السير ليس لها أصول (كذا)".
وقال عن ملك الوحي جبريل عليه السلام: "هل من العباطة لملك كجبريل أن يضم أحدا فيقول له اقرأ، فيقول ما أنا بقارئ، فيعيد ضمه، ويعيد له نفس السؤال، ثم يقول له اقرأ شيئا لا شفرة فيه ولا تفكيك؟".
ومضى هذا القارئ الجديد إلى التكلف والتعسف والانتقاء في اللغة العربية ليختار منها معنى للقراءة يوافق هواه فقال: "إذن أنا أذهب إلى أن عملية الضم إن كانت شيئا صحيحا في هذه الحكاية، ولا أتصور أن هناك شيئا صحيحا أبدا، فإن كان شيئا صحيحا في هذه الحكاية، فإنه حكاية الضم، أي القراءة أن تضم إليك الشيء وأن تولده من جديد، وهذا المعنى هو أحدث معنى يتحدث عنه موريس بلانشو مثلا في كتابه الكتاب القادم le livre a venir ".
وإذا كان هذا "القارئ" قد وصف حديث الغار بالخرافة، فإنه في الوقت نفسه لم يعر اهتماما لسند حديث موضوع فقال يوسف صديق: "هناك حديث لا يهمني سنده، ولكن يهمني متنه، وإن لم أجده في أمهات كتب السنة كلها، غير أني وجدته في كتاب التعريفات لعلي الجرجاني!!".
ويقول هذا الحديث إن رسول الله -
1.gif
- كان يمشي مع صحابته في سكك المدينة، فخرجت عليهم امرأة وأقسمت عليهم أن يدخلوا فدخلوا، فوجدوا نارا وأولادا يلعبون. فقالت المرأة يا رسول الله آلله أرحم مني بعباده أم أنا بأولادي؟ فقال لها ويحك، إن الله أرحم الراحمين، فقالت له يا رسول الله، أتراني أضع بأحد أولادي هؤلاء في النار؟ فقال لها لا، فقالت، فكيف يضع عباده في النار وهو أرحم مني، فبكى رسول الله وقال هكذا أوحي إلي.

وذهب يوسف صديق يفتش عن أي شيء يؤيد ما يريد استنتاجه، فأشار إلى أننا نحتاج إلى إعادة القراءة في القول ومعناه، وقال إنه وجد ما يبحث عنه عند القشيري وهو يفسر آية (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ) فجميع المفسرين قالوا الرسول هو جبريل إلا القشيري فقال إنه محمد.
كل هذه الطرق الوعرة الملتوية ليصل "المفسر الحداثي الجديد" إلى نبي يوحى إليه بغير الملك جبريل عليه السلام، وإلى أن الوحي عند محمد عليه الصلاة والسلام هو مثل الوحي إلى النحل والأرض والجبال والحيوان.
وكان يوسف صديق هذا قد نشر مقالا له في المجلة الفرنسية الفصلية "إيسبري" esprit ضمن ملف عن "الإسلام الفرنسي والأوروبي" عام 1998 بعنوان: "لم نقرأ القرآن أبدا" زعم فيه أن جميع المفسرين السابقين لم يفهموا القرآن حق الفهم، وأنه هو سيفعل ذلك، وهذا نموذج إذن من قراءته الجديدة للقرآن الكريم.
أكثر من هذا كتب يوسف مقالا في الصحيفة الفرنسية "لونوفيل أوبسيرفاتور" في يناير 2004 أنكر فيه أن يكون الرسول
1.gif
أميا، وذهب إلى أن القرآن معان أوحيت إليه وتكفل هو بكتابتها بأسلوبه لأنه كان مثقفا ومفكرا.

ويمكن الاطلاع على هذا الهراء في كتابه الجديد "إننا لم نقرأ القرآن أبدا" الصادر عن دار "الغروب" الفرنسية، الطبعة الأولى 2004.


تُهَم أخرى


ولا يتوقف يوسف صديق عند هذا الحد، بل يضاعف التهم التي سبقه إليها المستشرقون والشيوعيون والمتعصبون، فيتوهم -أو يتمنى أن يكون ذلك صحيحا- أن في الإسلام إكليروسا مثل إكليروس الكنيسة يقف حارسا ضد كل متطفل، فيتساءل قائلا: "ما الذي جعل القرآن كتابا غير قابل للقراءة بعيدا عن وساطة وموافقة الإكليروس؟ ومن المستفيد من احتكار سلطة القراءة والتلاوة؟".
ثم يحكم على القرون الماضية كلها حكما لا رجعة فيه: "فمنذ الخليفة الثالث بسط السياسي وصايته على المفكر وأقصاه من مجال النظر في القرآن".
ويرفض الكاتب كل الروايات الصحيحة الواردة في كتب السيرة والحديث التي قبلتها الأمة الإسلامية، ويقبل بروايات لا أساس لها من الصحة جاءت في كتب الأصفهاني صاحب الأغاني والفارابي.
ويزعم أن القرآن الكريم، وهو يعلن ختم النبوات وإغلاق الباب أمام أدعيائها، فإنه يجعل الفكر الإنساني وحده مسئولا عن النظر في العالم وتعقله، وبناء على ذلك يقدم محاولته لرؤية جديدة لهذا العالم ما دام زمن الأنبياء قد ولى وما دام الفعل الإلهي قد انسحب من التاريخ رافضا محاكمة عالم البشر في تقلبات الأحداث والوقائع.
ويرى أن الخلفية السياسية والقبلية تحكمت في وضع البسملة في مطلع سورة قريش لتمجيد القبيلة العربية، وأن النسخ آلية استعملها المفسرون المحافظون بمهارة كبيرة للإبقاء على ما يريدون وإخفاء ما لا يريدون، مثل قصة الغرانيق العلى.
ويقول أيضا إن النبي "محمدا قد أدرك أنه بامتناعه عن كتابة مصحف مسطور للوحي بصفته مفكرا أن المعنى لا يعبر عن نفسه، ولا يقول ما فيه إلا إذا كان يحمل في حد ذاته وميضه الخاص، فإذا ما تحول إلى مكتوب صار مهددا بأن يتحول إلى مجرد مثال".
------

الشيخ والمريدون


يشيد يوسف صديق "بشيخه" محمد أركون قائلا عنه: "إن أعماله المتعددة صارت ذات مرجعية في البحث عن إسلام عصري"، وفي كل الندوات التي يحضر فيها "الشيخ" لا يسبقه "المريدون" بالقول، ويصدرون عن توجيهاته ونصائحه.
والقوم جميعًا يصدرون عن مرجع واحد حددت خطته في تقسيم التفاسير والقراءات القرآنية إلى أنواع ثلاثة:
أولها: "القراءات التي تواصل العمل بالتقاليد الإسلامية للتفسير، وواضح هنا أن كل تراث المفسرين السابقين على غزارته وتنوعه واجتهاداته ليس سوى مجرد تقاليد معوقة".
ويطلقون على هذه التفاسير التي تشمل التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي والتفسير الصوفي وصفا آخر هو "التفسير الأرثوذوكسي".
وثانيها: "القراءات التي تعد امتدادا للتقليد الاستشراقي".
أما الثالثة: وهي التي ينسبون أنفسهم إليها، فهي "القراءات التي أنتجها مسلمون مدركون لمأزق التفسير التقليدي والذين يحاولون إخضاع النص القرآني لأدوات القراءة الحديثة ومناهجها، مع الاعتراف به كنص مؤسس لدين استطاع أن يتجاوز حدود الزمان والمكان والثقافات".
وفي النهاية نؤكد أن عقدة القضية تكمن في أن القوم يقدمون أنفسهم بالغرب على أنهم الناطقون باسم الإسلام والعارفون بشئونه، وهذا ما يحتم على العلماء والمفكرين المسلمين بالغرب أن يتصدوا لهذه المحاولات بلسان قومهم، فما أرسل الله من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم.



صحفي مغربي
http://www.bayan-alquran.net/forums/showthread.php?t=3624

ويبدو ان سيشارك في تلاعبات مابعد الثورة التونسية وتخديمها للفكر العلماني(وله حوار تلفزيوني (موجود على النت)تحت عنوان شاهد وشواهد؛ دكتور يوسف صديق)
http://www.assabah.com.tn/article-51096.html
وقد ظهر في الجزيرة للتعقيب على الاحداث الاخيرة في تونس
 
أذكرني مقال د/ عبد الرحمن الشهري حفظه الله بأمنية كنت أروم تحقيقها في سالف الأيام...فأعادها فيَّ اليوم جذعة.ً...لقد كثر الناعقون المرجفون بالقرآن والسنة شرقا وغربا من أبناء جلدتنا وسكان أوطاننا ممن تسمى بأسماء إسلامية...وليس فيه من الإسلام إلا قشره، وتبرأ من لبابه وتنكر لأصله...ومسخ جلده وصبغ هويته....واتسع الخرق على الراقع المداوي من أستاذ ودكتور ومربٍّ وموجِّه....والإحاطة متعذرة على الفرد المتصدي للإنتصار ...ففكرتُ لو تجرد شاب يافع...مقبل على هذا الشأن...له به كلف وغرام...لتأليف موسوعة في المتكلمين في الكتاب والسنة قدحا في هذا العصر....اصطلح مع نفسه فيها عنوانا دالا على المقصود....يكون من معالم منهجه فيها:
أولا: أن يذكرُ المتكلم ُالمعاصر وعمله التأليفي مقالة أو كتابا أو غيرهما وسنة النشر ومتعلقات ذلك.
ُثانيا
: الإعراض عن الرد والإعتراض، لأن المجال ليس مجال رد وانتقاد.
ثالثا: يكون العمل على هيئة موسوعة المستشرقين أو موسوعة الملحدين أو غير ذلك.
ولهذا العمل العلمي فوائد منها:
1/ تتبع انتقال عدوى القدح في الأصلين العظيمين من سلف إلى خلف.
2/ دراسة مناهج المتكلمين القادحين لمعرفة الرابط الجامع،والقدر المشترك.
3/ معرفة الخصم وتمييز طبقاته والإطلاع على شبهاته وأراجيفه.
4/ إعداد الرد العلمي المناسب لكل شبهة وتلبيس وإفك، وتكوين جيل من الدعاة والكتَبَة والعلماء من الشباب لمباشرة النقاش وبيان الحقيقة.
والله الموفق للصواب والهادي إلى سبل الرشاد والمعين على الإنتصار لكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
 
منهج نفيس يادكتور محمد.
وجدت في ملتقانا هنا ايضا رابط مهم -للاستاذ طارق عبد الله-بمقال وضعته في المداخلة السابقة
وعنوانه
يوسف صديق تلميذ محمد أركون في تطاولات جديدة على كتاب الله
http://vb.tafsir.net/showthread.php?t=17778
 
اما ولم يخيب الله حدسي في ارتباط يوسف صديق بأركون، وهو حدس مبني على دلائل واضحة المعالم(بين الأفكار والأسس بالطبع) ظهرت لي بمجرد قراءة المقال الذي غفلت عنه للدكتور ابراهيم عوض والذي اتحفنا به الدكتور عبد الرحمن الشهري.
الدليل الكبير من كلام هاشم صالح مترجم اغلب كتب اركون وصديقه وهو فيلسوف مثله، فيقول في مقال له منشور في موقع الحوار المتمدن بعنوان ذكرى محمد اركون:
9- أركون: رائداً ومعلماً:

من يستطيع ان ينقذ المسلمين من الاف الافكار الخاطئة المشكلة عن أنفسهم او عن الآخرين؟ وهي أفكار لا تزال مقررة في البرامج المدرسية والجامعية حتى الآن وتسبب لنا أزمة عالمية لم يسبق لها مثيل. هذا ناهيك عن الفضائيات والمساجد والشوارع والبيوت..خطاب اجتماعي جماعي جبار يهدر من المحيط الى الخليج بدون رادع او وازع.. عندما يفتح المسلم فمه ويتحدث عن دينه او اديان الآخرين فانه يعتقد بانه يقول حقائق علمية لا يرقى اليها الشك ولاتناقش. ولا يخطر على باله انها مجرد هلوسات خيالية او اعتقادات ايمانية لاعلاقة لها بالعلم او بالفكر بالمعنى المسؤول للكلمة. هذا هو الجهل المؤسس او الجهل المقدس الذي أراد اركون تعريته من جذوره وأساساته وتحريرنا منه. هذا هو الاستلاب العقلي الذي دمر الاسلام والمسلمين وجعلهم في مؤخرة الأمم والشعوب.
ولذلك، لا أحد منا يعرف معنى النص القرآني حتى الآن. وأصلا ممنوع ان نعرفه. "بحياتنا كلها لم نقرأ القرآن!"،يقول الباحث التونسي يوسف الصديق في كتاب مشهور(باريس 2010). لماذا؟ لان النظرة اللاهوتية القروسطية العبادية تسيطر علينا وترعبنا وتشلنا شللا. وهي النظرة التي رباني عليها والدي بكل رهبة وخشوع منذ نعومة أظفاري. وحده اركون حررنا منها. كل التفاسير طبقت على القرآن ما عدا تفسيرا واحدا: التفسير التاريخي المقارن. لا يمكن فهم القرآن والاسلام كله اذا لم نقارنه بالتوراة والانجيل واليهودية والمسيحية. لقد وسع آفاقنا الى أقصى حد ممكن عندما علمنا كيف نقارن بين أديان التوحيد الثلاثة التي تتنافس على احتكار الحقيقة الالهية المطلقة وتنبذ بعضها بعضا بسبب هذا التنافس بالذات. ولا واحد قادر على النظر الى القرآن الكريم على أساس ان نص مشروط بالبيئة التي ظهر فيها(اي منطقة الحجاز والجزيرة العربية عموما)واللحظة التي انبثق فيها(اي القرن السابع الميلادي). كلهم ينظرون اليه وكأنه نص يقف فوق الزمان والمكان ولاعلاقة له بالحيثيات والمشروطيات. لا ريب في ان مبادئه الأخلاقية والروحانية والتنزيهية العليا تتجاوز مشروطياته التاريخية - الزمنية. ولا ريب في انها صالحة لكل زمان ومكان والى أبد الآبدين. ولكن ماذا عما تبقى مما هو مشروط بلحظته الزمنية وبيئته الاولى؟

أنا أصلا بقيت سنوات طويلة دون ان أستطيع التحرر من تربيتي القرآنية الاولى التي تلقيتها لأن العلم في الصغر كالنقش في الحجر. وهي تربية غيبية، تقديسية، لاهوتية، عبادية، لاضوء فيها. وعلى الرغم من جوانبها الاخلاقية والروحانية والتنزيهية المثالية التي لا تنكر الا انها تعمي احيانا البصر والبصيرة. لقد قرأت القرآن الف مرة او قل رتلته الف مرة دون ان أعرف ما هو! لقد مررت عليه مرور الكرام.. متى ينتهي هذا العمى الفكري في العالم الاسلامي؟ بحر من الجهل والجهالات، بحر عرمرم متلاطم الامواج.. ولذلك فان قراءتنا للقرآن كلها اسقاطية، اي مغلوطة، وليست قراءة تزامنية كما يقول علماء الالسنيات.بمعنى اننا عاجزون عن التموضع في لحظته التاريخية لكي نفهمه كما هو، على حقيقته. ولذا فاننا نسقط على القرآن الكريم كل هلوساتنا وأفكارنا المعاصرة ونعتقد اننا فهمناه! لذلك فان اول شيء فعله اركون-والكلام هنا لهاشم صالح- هو تطبيق منهجية الالسنيات الحديثة على القرآن الكريم بغية تحريرنا من القراءة الاسقاطية واللاهوتية التقليدية واحلال القراءة الواقعية التاريخية محلها. وعندئذ ظنوا بانه يعتدي على القرآن او ينزع عنه القداسة! من المعلوم ان المعرفة التحريرية تبدو في البداية وكأنها تجديف اوكفر اوانتهاك للمقدسات وذلك قبل ان يتعود عليها الناس ويكتشفوا فائدتها العظيمة. كان غاستون باشلار، احدى مرجعيات اركون الاساسية، يقول هذه العبارة: لا يمكن تشكيل المعرفة الصحيحة الا على أنقاض المعرفة الخاطئة. بمعنى آخر: ينبغي ان نفكك الغلط لكي نقيم الصح مكانه. بمعنى آخر ايضا: ينبغي تفكيك المعارف الخاطئة وتدميرها.

ما هي مشكلة العالم الاسلامي اليوم؟ مشكلته هي انه محكوم عقليا بمئات التصورات الخاطئة التي تفرض نفسها وكأنها يقينيات معصومة او حقائق الهية مطلقة! من يستطيع ان يفككها، او من يتجرأ حتى على مساءلتها مجرد مساءلة؟ وحده محمد اركون تنطح للعملية بكل تمكن واقتدار. وعلى مدار خمسين سنة ماانفك يحطم "بمطرقته النيتشوية" كل التصورات الخاطئة التي ورثناها عن الماضي وتشربناها مع حليب الطفولة. كم هو عدد المعارف الخاطئة او الأحكام المسبقة المنتشرة عن التراث الاسلامي في العالم العربي؟ انها تملأ علينا أقطار وعينا. كم هو حجم التصورات التبجيلية والقداسية والمبالغات والتهويلات والخرافات المشكلة عن التراث؟ كم حجم الهلوسات التي يشكلها الشيعة عن السنة او السنة عن الشيعة؟ كم حجم الخرافات التي يشكلها المسلمون العرب عن المسيحيين العرب والعكس بالعكس؟ من الذي فككها وحطم الجدران اللاهوتية الرهيبة التي تفصل بيننا؟ من الذي علمنا كيف نفرق بين الحقائق الحقيقية ، و"الحقائق السوسيولوجية": اي الأخطاء الضخمة الشائعة في المجتمع ولكن التي تفرض نفسها كحقائق مطلقة لا تناقش ولا تمس؟ معظم تصوراتنا عن الغرب والعلمانية والحداثة والمسيحية واليهودية وسواها هي عبارة عن "حقائق سوسيولوجية" لا حقائق علمية او تاريخية.

أين هو المسلم الذي يقبل بأن ينفتح على الأديان الأخرى ويدرسها دراسة علمية موضوعية ما عدا فراس السواح وبعض الآخرين؟ كل فلسفة المعرفة فتحها محمد اركون أمامنا من غاستون باشلار الى اليكسندر كوايري الى توماس كهن الى ميشيل فوكو..كل تاريخ الاديان استعرضه أمامنا..وأفهمنا عندئذ انه توجد نظرة علمانية للأديان وليس فقط نظرة لاهوتية تقليدية. وكذلك علمنا كيف نقارن بين الاديان والمقدسات وفتح لنا أبواب الانتربولوجيا الدينية على مصراعيها.فلا يوجد مجتمع بشري على وجه الارض بدون دين او مقدس. قد تختلف أشكاله وتجلياته ولكن يوجد دائما مقدس. وبالتالي فظاهرة التقديس ظاهرة انتربولوجية: اي انسانية كونية. ومن خلاله تعرفنا على نظرية العالم الالماني رودولف بولتمان التي تفرق بين يسوع التاريخي ويسوع الاسطوري. من يتجرأ على تطبيق ذلك على تراثنا الديني وشخصياته الكبرى؟ من الذي فتح لنا مسارات تاريخ الاديان المقارنة ووسع آفاقنا الضيقة المحصورة بدين واحد او حتى مذهب واحد؟ نحن لسنا بحاجة الى أدب مقارن فقط. نحن بحاجة بالدرجة الاولى الى علم أديان مقارن. من الذي فتح لنا الأبواب والنوافذ لكي نتنفس الهواء الطلق في الخارج ونتحرر من عصبياتنا المزمنة التي تربينا عليها منذ طفولتنا الاولى؟ هذا غيض من فيض مما علمنا اياه محمد اركون.

فسلامٌ عليه يوم ولد، ويوم يموت، ويوم يبعث حيا…(!!!!)
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=233336
 
لقد هز الدكتور سامي دعائم فكر يوسف صديق (في مسألة جمع المصحف) (بل وعبد المجيد الشرفي كما سيأتي)حتى اخرجه عن طوره(انظر رابط الفيديو الذي وضعه الدكتور محمد بن جماعة ، مرفق في نهاية المداخلة) فهاج يوسف صديق وقال له انت تنطلق من ايمان لا من علم ولم يرد على ماقاله الدكتور سامي من حجج وانما اعرض عنه وراح يتهم فقط!، راح يلقي الاتهامات بالإيمان ويقصد به الايمان الأعمى!!، وهذا مايعني ان الباحث الواعي بمقدرته أن يهز مسلمات علمانية مهزوزة اصلا.
اما الشرفي فقد راح كما فعل اركون تمام يتكلم (دعما ليوسف صديق وبعده مباشرة في الرد!!)عن قضية الشفهي الذي انتقل للمكتوب، ولاركون في هذا المجال بحث قلد فيه مدرسة الحوليات في موضوع الثقافات الشفهية والثقافات المكتوبة وعلاقاتها بالمجتمعات.
وهذا يعني ان عبد المجيد الشرفي هرب من البحث التاريخي المبدئي على الاقل وراح -مع تصديعهم ادمغتنا بوجوب الاهتمام بالتاريخ وماورد فيه!-يستعين بماانتجته القريحة الغربية التي خاضت في الثقافات الشفهية عند القبائل وانتقالها الى الثقافات المكتوبة وقام بمحاولة نقل فكرتها إلى القرآن بإعتباره ثقافة شفهية انتقلت في ظروف ما، وتحت ايديولوجية ما(كتبوا فيها عشرات الصحفات بلاأدنى دليل!) الى مكتوب مغلق لخدمة سياسة معينة!
والواضح ان عند الشرفي واركون مسلمات مسبقة طُبقت ، من علماء الغرب الماديين-على الثقافات المختلفة والقبائل المتوحشة-بحسب تعبير كلود ليفي شتراوس- فأسقطوها بتعسف شديد مع تحريف للتاريخ-وهروب من وقائعه المادية المكتوبة كما هرب الشرفي هنا من حجة الدكتور سامي-اسقطوها على القرآن، وليس عندهم الا التقليد الأعمى للغرب وصور مفضوحة من التطبيقات المتعسفة التي يظهر الخلل فيها للباحث الذي تتكشف بين يديه الاعيب الحجب والكتمان وصور التحريف والتحويل ومن ثم البناء على مقدمات محرفة ادت الى نتائج معروفة مسبقا.



فيديو: "القرآن بين الوحي والنص" (عبد المجيد الشرفي، ألفة يوسف، يوسف كتاني، سامي ابراهم)
http://vb.tafsir.net/showthread....592#post156592
 
إنها الغفلة عن القرآن الكريم، والفرار من القطعيات إلى المظنونات. وكون القرآن الكريم مرتبا بهذا الترتيب من الله عزوجل، أمر قطعي لا يحتاج إلى دليل، وأما كون الترتيب (سواء كان ترتيب السور كما يقوله الكثيرون، أو ترتيب الآيات كما يقوله القليلون) من اجتهاد الصحابة فأمر يحتاج إلى دليل قطعي مثل الشمس في وسط النهار، وعجبا لأناس يريدون أن ينشغلوا بالترتيب النزولي، ولو كان في ترتيب النزول أدنى فائدة لسجله الرسول صلى الله عليه وسلم، وعجبا لهم أن يهتموا بالترتيب النزولي مع أن الترتيب الأصلي الموجود لا يزال في حاجة إلى دراسات تكثر وأعمار تفنى لكي تتجلى الحكم العظيمة والمعاني الكثيرة المكنونة في هذا الترتيب.
والتحقيق هو أن أغلب ما ورد عن زمن النزول وأسباب النزول، إنما من قبيل الاجتهاد وتفسير للآيات من الصحابة والتابعين، ولذلك يقع الاختلاف والتعدد في الأقوال. فلا يستقيم أن يعاد ترتيب القرآن على أساس اجتهاد بعضهم.
هذا وضروري جدا أن نعود إلى القرآن الكريم، ونجعله مصدرا حاكما ومهيمنا على جميع دراساتنا ومناهجنا.
 
د. عبد الرحمان شكرًا لنشرك هذا المقال في هذا الوقت بالذات .
الحقيقة أن "ي . ص" غيّر اسم كتابه "لم نقرأ القرآن بعد" إلى" لم نقرأ القرآن أبدا . " ولكن يبدو أنه لازال يعتقد نفس الأفكار التي قدمها طيلت شهر رمضان ، في برنامج يومي سماه " وأنت على دينك " . والذي تحدث فيه عن القصص القرآني .وكان بالتزمن يظهر بشكل رهيب في طاولة مستديرة في الاعلام العام كضيف شبه قار .وذلك في قناة مشهورة بالعداء للإسلام وأهله أو كما يقولون نحن ضد فهم معين للدين .وقد القى محاضرات عديدة جاب بها ولايات الجمهورية التونسية ؛ ومنها واحدة عنون لها بــ " هل الدين ثقافة ؟ " . وكنت آنذاك موجود ؛ ومن الحضور حينئذ من يضربون على الكراسي و يرددون بالعامية في ذهول: هذا دكتور توّا ؟؟! ( هل هذا في مستوى دكتور ؟؟ ). [FONT=&quot]
[/FONT]
 
عودة
أعلى