يمكنك تحميل تفسيرالفاتحة لفضيلة الشيخ محمد شامي شيبة 1

إنضم
23/06/2010
المشاركات
27
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
تميزت مؤلفات ورسائل الشيخ محمد شامي شيبة القرشي بالاختصار المفيد والجمع المُريد


تفسير سورة الفاتحة



لفضيلة الشيخ العلامة


محمد بن شامي شيبة


حفظه الله











بسم الله الرحمن الرحيم

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (1) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (3) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (4) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (5) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (6)
التفسير :
ابتدئ قراءتي باسم الله الرحمن الرحيم مستعيناً به متبركاً به معتمداً عليه ـــ الثناء على الله بأسمائه الحسنى وصفات الكمال ونعوت الجلال وأنه المحمود على كل حال , وهو رب المخلوقين كلهم الذي خلقهم ورزقهم ورباهم بنعمه وهدى من شاء منهم بفضله وإحسانه وأضل من شاء منهم بعدله ـــ الرحمن بعباده رحمة كثيرة ، الرحيم بالمؤمنين الذي وسعت رحمته كل شيء ـــ مالك يوم القيامة والجزاء والحساب فلا مالك في ذلك اليوم سواه ( لمن الملك اليوم ـ لله الواحد القهار ) ـــ نعبدك وحدك ونستعين بك دون سواك ونعتمد عليك فلا حول ولا قوة لنا إلا بك ـــ أرشدْنا ووفقْنا ، إلى الطريق الذي لا عوج فيه الموصل إلى رضاك وجنتك بالعمل بدينك واتباع أمرك والانتهاء عن نهيك ـــ وهذا الصراط هو طريق الذي أنعمت عليهم بالإيمان والعمل الصالح من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وليس طريق من غضبت عليهم ممن علم الحق ولم يعمل به كاليهود ولا طريق من ضل عن دينك ممن ترك الحق عن جهل وضلال كالنصارى 0


ما جاء في الفاتحة والاستعاذة والتسمية :


1) الفاتحة هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيه النبي r وهي أعظم سورة في القرآن وقد قال r : ((لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ السُّوَرِ فِي الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ الْمَسْجِدِ ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ قُلْتُ لَهُ أَلَمْ تَقُلْ لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ)) رواه البخاري 0

2) الفاتحة رقية وهي أم الكتاب وفي حديث أبي سعيد الخدري قال : (( كُنَّا فِي مَسِيرٍ لَنَا فَنَزَلْنَا فَجَاءَتْ جَارِيَةٌ فَقَالَتْ: إِنَّ سَيِّدَ الْحَيِّ سَلِيمٌ وَإِنَّ نَفَرَنَا غَيْبٌ فَهَلْ مِنْكُمْ رَاقٍ فَقَامَ مَعَهَا رَجُلٌ مَا كُنَّا نَأْبُنُهُ بِرُقْيَةٍ فَرَقَاهُ فَبَرَأَ فَأَمَرَ لَهُ بِثَلَاثِينَ شَاةً وَسَقَانَا لَبَنًا فَلَمَّا رَجَعَ قُلْنَا لَهُ أَكُنْتَ تُحْسِنُ رُقْيَةً أَوْ كُنْتَ تَرْقِي قَالَ لَا مَا رَقَيْتُ إِلَّا بِأُمِّ الْكِتَابِ قُلْنَا لَا تُحْدِثُوا شَيْئًا حَتَّى نَأْتِيَ أَوْ نَسْأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ ذَكَرْنَاهُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ وَمَا كَانَ يُدْرِيهِ أَنَّهَا رُقْيَةٌ اقْسِمُوا وَاضْرِبُوا لِي بِسَهْمٍ)) رواه البخاري ،أيها المسلم ارق نفسك أو غيرك من أي مرض بالفاتحة " ولك أن ترقي بالقرآن كله فكله شفاء ورحمة للمؤمنين" .
3) فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة ومما جاء في ذلك : أن ملكاً أتى النبي r فقال له : (( أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ فَاتِحَةُ الْكِتَابِ وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلَّا أُعْطِيتَهُ)) رواه مسلم بنحوه من حديث ابن عباس 0

4) لا صلاة لمن لم يقرأ فيها بالفاتحة فهي ركن على الإمام والمأموم والمنفرد وقد قال r في حديث أبي هريرة : ((مَنْ صَلَّى صَلَاةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ)) رواه مسلم 0

5) مشروعية الاستعاذة قبل قراءة القرآن لقوله تعالى ( فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) أخي المسلم : استعذ بالله قبل قراءة القرآن في الصلاة أو خارجها سواء بدأت من أول السورة أو من وسطها أو آخرها وذلك عند كل قراءة 0

6) مشروعية التسمية عند قراءة سورة من أولها لأن البسملة هي آية للفصل بين السور وهي بعض آية في سورة النمل وهي ليست آية من الفاتحة على الصحيح 0

بعض الدروس من سورة الفاتحة :

1) أخي المسلم : لنكثر من حمد الله والثناء على الله بذلك وقد قال r في دعائه : ((لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ)) رواه مسلم ، ونحمد الله على كل حال ولنقل كما قال r : ((وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ)) ، وفي حديث جابر أن رسول الله r قال : ((أَفْضَلُ الذِّكْرِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَفْضَلُ الدُّعَاءِ الْحَمْدُ لِلَّهِ)) رواه ابن ماجه (حسن) 0

2) أخي المسلم ( إذا صلى أحدنا وقرأ الفاتحة فليجعل قلبه يقظاً خاشعاً عند كل آية متدبراً وقد قال r في حديث أبي هريرة : (( قال اللَّهُ تَعَالَى قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } قَالَ اللَّهُ تَعَالَى حَمِدَنِي عَبْدِي وَإِذَا قَالَ { الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } قَالَ اللَّهُ تَعَالَى أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي وَإِذَا قَالَ { مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } قَالَ مَجَّدَنِي عَبْدِي وَقَالَ مَرَّةً فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي فَإِذَا قَالَ { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } قَالَ هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ فَإِذَا قَالَ { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ } قَالَ هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ )) رواه مسلم 0

3) اعلم أخي المسلم : أن الله هو مالك يوم القيامة وحده دون سواه (( لمن الملك اليوم ، لله الواحد القهار )) فتهيأ من الآن واستعد لذلك اليوم في كل لحظة من لحظات عمرك فإنه يوم الجزاء والحساب واجعله على البال في حركاتك وسكناتك فلا تقدم إلا على خير وطاعة وابتعد عن كل معصية لله وكلما قرأت الفاتحة تذكر الحساب والجزاء على الأعمال يوم القيامة 0 والله الموفق

4) إن الطرق ثلاث
أ‌- الأول :
طريق الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وهي طاعة الله ورسوله r والابتعاد عن معصية الله وعن معصية رسوله r فهذا الطريق اسلكه يا أخي المسلم وادع الله أن يوفقك إليه وأن يدلك ويرشدك إليه ( اهدنا الصراط المستقيم) واسأل الله أن يجعلك هادياً مهدياً وفي حديث عمار : ((اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الْإِيمَانِ وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ)) رواه النسائي (صحيح) ، وأسأل الله الهدى وقل كما قال رسول الله r في حديث ابن مسعود : ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى)) رواه مسلم 0
ب‌- الثاني :
طريق المغضوب عليهم ( الذين عملوا الحق ولم يعلموا به ) كاليهود ، وهذا الطريق تجنبه واسأل الله أن ينجيك منه وأن يجنبك إياه ، بل وعليك أن تعمل بكل ما علمت من القرآن والسنة ، فمن علم ولم يعمل ففيه شبه من اليهود .
ت‌- الثالث :
طريق الضالين ( الذين يعبدون الله على جهل وضلال تاركين الحق ) كالنصارى ، وهذا الطريق تجنبه واسأل الله أن ينجيك منه وأن يجنبك إياه ، بل عليك أن تتعلم دينك وتعمل به ، وقد قال r في حديث عدي بن حاتم ((الْيَهُودَ مَغْضُوبٌ عَلَيْهِمْ وَ النَّصَارَى ضُلَّالٌ)) رواه الترمذي وأحمد (صحيح) .
· أخي المسلم : احذر من طريق اليهود والنصارى ومن التشبه بالكفار من يهود أو نصارى أو غيرهم وقد قال r " من تشبه بقوم فهو منهم " رواه أبو داود (صحيح) .
 
عودة
أعلى