يقولون نريد اختلاط

إنضم
03/03/2009
المشاركات
16
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
نيو يورك - بقلم سابرينا تافرنيز
(في هذا المقال تحكي مراسلة صحيفة نيو يورك تايمز تجربتها كصحفية أنثى في تغطية الأحداث في مناطق الصراع والنقاط الساخنة في العالم).
"في الشتاء الماضي قمت بتغطية احتفال ديني في باكستان حضره الآلاف. لم تكن هناك نساء أو على الأقل لم أتمكن من رؤية أي امرأة. حبست أنفاسي وأنا أخوض وسط الجموع والتفت ورائي كل بضع ثوان، وأدفع كل من يقترب مني محاولاً التحرش بي.
الحشود يمكن أن تكون مكاناً خطراً بالنسبة للصحفيين ، خاصة خلال الحرب أو الاضطرابات ولكن النساء الصحفيات يواجهن مجموعة أخرى من التحديات.
في كثير من الاحيان نتعرض نحن الصحفيات للمضايقات بطريقة لا يتعرض لها زملاؤنا الذكور. هذا هو خطر المهنة الذي تعرض لها معظمنا لكننا قليلاً ما نتحدث عنه.
قبل مدة ليست بالبعيدة، قالت شبكة سي بي اس نيوز الأمريكية أن مراسلتها لارا لوغان تعرضت لاعتداء من قبل حشد من الرجال في القاهرة. غير أن الشبكة لم تعط تفاصيل عن الحادثة ولكن بيانها الذي قالت فيه إنها تعرضت"لاعتداء جنسي وحشي" كان كافياً لقراءة ما بين السطور.
لقد عملت في قطاع غزة ونصف دزينة من البلدان منذ أواخر التسعينيات، بما فيها لبنان وباكستان وتركيا وروسيا. لم اتعرض في أي من هذه الأماكن للاختطاف أو الاغتصاب، ولكني واجهت معاملة سيئة في عديد منها. الاعتداءات تقع عادة وسط الحشود عندما تجد الأنثى نفسها محشورة وسط الذكور.
الخطر المحدق يعظم خاصة عندما تنهار جميع القوانين ويسود المجتمع الشعور بأن أي شيء ممكن الحدوث. هذا ما حدث لي في سوق السلاح في بغداد في عام 2003 عندما تجمع حشد من الشبان الفقراء الذين لم يعتادوا على رؤية الاجانب، وأخذوا يتحسسون مواقع حساسة من جسدي، ولم يكتفوا بذلك بل تمادوا إلى تمزيق ثيابي، ولولا تدخل زملائي لحدث ما لا تحمد عقباه . كان ذلك خطأ من شخص مبتدئ مثلي. كنت ارتدي سروالاً واسعاً فضفاضاً ولكنه مع ذلك فهو لباس غير مألوف ولا يشبه في شيء ما ترتديه نساء المنطقة اللاتي يستترن جميعاً في العباءات السوداء التي تغطي كامل أجسادهن. في نفس اليوم ذهبت الى متجر للملابس واشتريت تنورات يصل طولها إلى الكاحل وقمصان إلى مافوق الركبة.
الحوادث كررت نفسها عدة مرات خلال السنوات التي قضيتها في العراق أغربها ما حدث لي خلال وجودي مع الجنود البريطانيين في منطقة نائية من محافظة ميسان جنوب العراق. في ربيع عام 2006 ، وجدت نفسي في وسط موكب غريب حيث تجمع حشد من الصبية حولي وراحوا يحدقون في وأنا اسير في صحبة مجموعة من الجنود ومترجم إلى قريتهم. بعضهم لم يتجاوز الخامسة من العمر وبعضهم مراهقون. فجأة اندفع من وسطهم صبي يرتدي قميصاً أخضر وأمسك بجزء من جسدي بقوة ثم تبعه آخر. حاول جندي شعر بحرج الموقف تفادي نظراتي، وحاولت من جانبي رد المتحرشين . راح الحشد يردد شيئاً باللغة العربية، وعلمت في وقت لاحق أنها عبارات بذيئة لا يمكن إيرادها هنا. عندما وصل موكبنا إلى مركز الشرطة الوحيد في القرية، أطلق الشرطيون نيران أسلحتهم في الهواء لتفريق الفتية. ابتسم واحد من رجال الشرطة ابتسامة عريضة وتقدم في حركة لإطلاق النار عليهم.
من واقع تجربتي ، البلدان المسلمة ليست أسوأ الأماكن في التحرش الجنسي. كانت أقسى تجربة لي والأقرب إلى وقوع كارثة الاغتصاب في جورجيا مع جنود من روسيا حيث تغطي قشرة خارجية هشة نمطاً من العنف، غالباً ما تغلب عليه الخمر، تجاه المرأة.
سمحت لي وحدة عسكرية بمرافقتها بعد استيلائها على مدينة غوري الجورجية. كان الرجال في حالة سكر و كنت أعمل. كان الظلام دامساً في مكتب حكومي تعرض للنهب لعدم وجود كهرباء. مع تقدم ساعات المساء أصبح واحد من الجنود أكثر عدوانية، وزاد تحرشه بي مما دفعني إلى التحصن في غرفة فارغة أغلقت بابها بأريكة.
في الليلة التالية، دخلت فندقاً فارغاً لا يزال مغلقاً من القتال. ظهر رجل قال إنه حارس. وقف قريب مني وراح يراقبني وأنا أفرغ أغراضي والتقط مفتاحاً أغلق به الباب الخارجي، ولما سألته قال إنه يخشى اللصوص.
كان الفندق فارغاً تماماً إلا منه وشخصي. تملكتني حالة من الذعر. قلت له إني تركت شيئاً في سيارتي وطلبت منه أن يفتح الباب. غادرت بغير رجعة ونجوت بجلدي.
في نفس الرحلة اضطررت الى السفر متطفلة في طريق العودة الى تبيليسي لأن مجموعة الصحفيين الذين كنت برفقتهم قد غادروا من دوني. عرض علي رجل في الخمسينات من العمر أن يوصلني في سيارته من الطراز السوفيتي العتيق. كان يتحدث معي ودياً عندما طلب مني فجأة خلع قميصي.
بدا هذا كأنه الوقت المناسب لأطلب منه السماح لي بالترجل لكنه رفض وحاول التحرش بي. صرخت وقاومت. تباطأت سرعة السيارة لأقفز منها فارة فرار الفريسة من بين براثن الأسد.
 
الحمد لله على العافية والسلامة..أسأل المولى أن يُديم علينا الأمن والأمان , وأن يُلبينا لباس العفاف والحشمة وأن يثبّتنا على دينه حتى نلقاه سبحانه. اللهم آمين
جزاكم الله خيرا , أصابتني قشعريرة مما كتبتم , ولديَّ ما أعقّب به على موضوعكم الهام قريباً إن شاء الله تعالى
 
عودة
أعلى