يا نفس توبي

إنضم
11/01/2012
المشاركات
3,868
مستوى التفاعل
11
النقاط
38
العمر
67
الإقامة
الدوحة - قطر
طويلة .. طويلة .. هذه الحياة الدنيا في فهم كثير من الناس ، ولكنهم حين يكشف عنهم الغطاء يوم القيامة نراهم ينظرون نظرة أخرى .. إنهم { يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرا } [طـه:103] .
والله تعالى أعلم بما يتخافتون به : { نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا } [طـه : 104].
وعندما يُسألون : { كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ } [المؤمنون : 112] ، يكون جوابهم : { لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فاسْأَلِ الْعَادِّينَ } [المؤمنون : 113] .
بل إن المجرمين هناك يقسمون على أنهم ما لبثوا غير ساعة ، قال الله تعالى : { وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ. وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْأِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ . فَيَوْمَئِذٍ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ } [الروم : 55 : 57] . إن الغفلة عن اليوم الآخر وعدم الاستعداد له هي التي أوقعت هؤلاء فيما وقعوا فيه ؛ والناس تجاه اليوم الآخر أصناف : مؤمنون وكافرون ، فحال الكافرين والمنافقين هو ما ذكرنا ، وقد يشاركهم في بعض الأحوال أهل الغفلة ممن له إيمان .
فبعض من يؤمن باليوم الآخر حاله يكذب مقاله .
ولما كان الأمر جد لا هزل ، وكان من دعوة الرسل : { إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } [الأعراف : 59] ، وقال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } [التحريم : 6] ... كان لزامًا على العاقل أن تكون له وقفة صادقة يحاسب فيها نفسه ، وينظر في أمر نجاته ونجاة أهله .
يا نفسُ تُوبي عن العصيانِ واكْتَسِبِي ... فِعْـلاً جَمِيلاً لَعَـلَّ اللهَ يَرْحَمُني
خُـِذ القَنَاعَـةَ مِنْ دُنْيَاكَ وارْضَ بها ... يَكْفِيكَ منها خَلِيلِي راحةَ البَدَنِ
وانظرْ إلى مَنْ حَوَى الدنيا لِيَجْمَعَهَا ... هلْ رَاحَ مِنْهَا بِغَيْرِ القُطْنِ والكَفَنِ
 
عودة
أعلى