يا طلبة العلم : ما قل ودل

البهيجي

Well-known member
إنضم
16/10/2004
المشاركات
2,509
مستوى التفاعل
89
النقاط
48
العمر
65
الإقامة
العراق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين أما بعد أذكر أحد الاساتذة جاء متعباً لمحاضرته ، فسأله أحدهم عن سبب ذلك ، قال : لم أنم كثيراً لإني بقيت أقرأ
أطروحة دكتوراه ب 1000 صفحة !!!
متى تبدأ جامعاتنا بوضع الضوابط المفيدة والمنتجة للبناء الفكري والاقتصادي وغيرها ، وهل العبرة بعدد الصفحات أم بالنتائج التي
تنفع الناس ، أخوتي الكرام وأخواتي الكريمات أسعد بمشاركاتكم في هذا الموضوع المهم جداً والحمد لله رب العالمين .
 
الأقسام العلمية لديها ضوابط لكتابة البحوث والرسائل بعضها منشور في مواقع تلك الأقسام، وبعضها متداول بشكل داخلي في القسم بين الأساذتة والباحثين.
وليست العبرة بعدد الصفحات بالتأكيد، ولا يوجد باحث جاد ينظر لعدد الصفحات كمعيار لجودة البحث، وإنما الموضوع هو الذي يفرض على الباحث الإطالة أحياناً، وإن كان الباحث الجاد يركز عبارته، ويدقق في نقوله فلا ينجرف مع كثرة النقول والنصوص لمجرد الاستكثار، وإنما ينتقي أفضل النصوص ويحيل للبقية في الحاشية لمن أراد الاستزادة. كما يركز عبارته العلمية، ويحرص على عدم التكرار والإطالة فيما يمكن التعبير عنه بعبارة قصيرة. وقد أصبحت بعض الأقسام تؤكد على عدم تجاوز رسالة الماجستير 250 - 300 صفحة، ورسالة الدكتوراه عن 400 صفحة تقريباً والأمر في ذلك واسع إذا كان البحث جاداً متقناً. ثم إن البحوث التي تكون تحقيقاً للنصوص التراثية قد تطول بحسب طبيعة النص ومتطلبات خدمته، وهذه تختلف عن البحوث الأخرى.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أرغب بمناقشة المقولة الأخيرة التي ذكرها الاستاذ المشرف الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله تعالى
وهي : ( والأمر في ذلك واسع إذا كان البحث جاداً متقناً ثم إن البحوث التي تكون تحقيقاً للنصوص التراثية قد تطول بحسب طبيعة النص ومتطلبات خدمته، وهذه تختلف عن البحوث الأخرى) .
قال ابن رشيق ( هو الحسن بن رشيق القيرواني، أبو علي: أديب، نقاد، باحث ولد في المسيلة (بالمغرب) وتعلم الصياغة، ثم مال إلى الأدب وقال الشعر، فرحل إلى القيروان سنة ٤٠٦ ه من كتبه (العمدة في صناعة الشعر ونقده - ط) و (قراضة الذهب - ط) في النقد) وغيرها
: ( سئل أبو عمرو بن العلاء الحضرمي: هل كانت العرب تُطِيل؟ قال: نعم؛ لِيُسْمَع منها ، قيل: هل كانت توجز؟ قال: نعم؛ ليُحْفَظ عنها ) ويُستحب عندهم الإطالة عند الإعذار والإنذار، والترغيب والإرهاب، والإصلاح بين القبائل كما فعل زهير والحارث بن حِلِّزَة ومن شابههما، وإلَّا فالقِطَع أطْيَر في بعض المواضع والطوالُ للمواقف المشهورة) . الأعلام للزركلي : https://shamela.ws/book/12286/1493 .
والله تعالى أعلم .
 
الأقسام العلمية لديها ضوابط لكتابة البحوث والرسائل بعضها منشور في مواقع تلك الأقسام، وبعضها متداول بشكل داخلي في القسم بين الأساذتة والباحثين.
وليست العبرة بعدد الصفحات بالتأكيد، ولا يوجد باحث جاد ينظر لعدد الصفحات كمعيار لجودة البحث، وإنما الموضوع هو الذي يفرض على الباحث الإطالة أحياناً، وإن كان الباحث الجاد يركز عبارته، ويدقق في نقوله فلا ينجرف مع كثرة النقول والنصوص لمجرد الاستكثار، وإنما ينتقي أفضل النصوص ويحيل للبقية في الحاشية لمن أراد الاستزادة. كما يركز عبارته العلمية، ويحرص على عدم التكرار والإطالة فيما يمكن التعبير عنه بعبارة قصيرة. وقد أصبحت بعض الأقسام تؤكد على عدم تجاوز رسالة الماجستير 250 - 300 صفحة، ورسالة الدكتوراه عن 400 صفحة تقريباً والأمر في ذلك واسع إذا كان البحث جاداً متقناً. ثم إن البحوث التي تكون تحقيقاً للنصوص التراثية قد تطول بحسب طبيعة النص ومتطلبات خدمته، وهذه تختلف عن البحوث الأخرى.
جزاكم الله خيرا دكتور وجزى الأستاذ البهيجي على إثارة مثل هذا الطّرح .
فهل يفهم من هذا أنّ العمدة على الذكاء العلمي للباحث ؟ بحيث لا يخضع لاختصار مخلّ موضع البسط ولا يسهب في تطويل مملّ موضع الاختصار ؟ ولابدّ له من موازنة حيث يؤدّي كلٌّ مؤدّاه حيث هو وبما يقتضيه طرح المادّة البحثية ؟
ثمّ من المتحكّم المباشر في ذلك ؟ أهو المادّة البحثيّة أم الباحث ؟
 
جزاكم الله خيرا دكتور وجزى الأستاذ البهيجي على إثارة مثل هذا الطّرح .
فهل يفهم من هذا أنّ العمدة على الذكاء العلمي للباحث ؟ بحيث لا يخضع لاختصار مخلّ موضع البسط ولا يسهب في تطويل مملّ موضع الاختصار ؟ ولابدّ له من موازنة حيث يؤدّي كلٌّ مؤدّاه حيث هو وبما يقتضيه طرح المادّة البحثية ؟
ثمّ من المتحكّم المباشر في ذلك ؟ أهو المادّة البحثيّة أم الباحث ؟
أخي الكريم الأمر معقد نوع ما فحجم البحث تتدخل فيه عدة عوامل، منها أن بعض الجامعات لها قانون داخلي يفرض عدد صفحات معينة في كل من بحوث الليسانس والماستر والدكتوراه، هذا جانب وهناك أيضا عقلية المشرف فبعضهم يحب الابحاث المطولة ولكنهم في طريق الانقراض بسبب ضغوطات العمل فأصبح المشرفون يميلون للبحوث غير المطولة حتى يستطيعوا مواكبة المهام المسندة لهم أضف لذلك -للأسف- بعض المشرفين يفضلون أقل عدد ممكن من الصفحات لا لشيء سوى أنهم كسالى وأنا شخصيا أعرف بعضهم، ثم تأتي طبيعة البحث هل هو تحقيق كتاب أو دراسة غير مسبوقة فلا شك أن هذه تكون أطول نوعا ما أما المواضيع المستهلكة للحصول على اللقب العلمي ففعلا لا تحتاج لإطالة وعلى أي فالجامعات العربية حاليا تتجه نحو الاختصار فحتى الكتب التي تحتاج إلى تحقيق يتم تجزئتها بين عدة طلاب ماستر أو دكتوراة، ومع ذلك يمكن التحكم في حجم البحث عن طريق عدم الحشو المتمثل في الترجمة المسهبة للأعلام فالأعلام لا تعرف وخاصة من كتبت في ترجمته مؤلفات، ثانيا الفصول التمهيدية التي تلخص علما بأكمله لا لشيء سوى ورود مصطلحه بعنوان البحث يكفي تعريف موجزة بالهامش إذا اقتضى الحال ناهيك أن بعض المشرفين يجبر طلابه على شرح أي مصطلح أو مفهوم ذكر البحث وهذا يؤدي تضخم البحث بشكل كبير جدا أضف لذلك قرابة مائة صفحة من فهارس الأعلام والقبائل والأماكن والآيات والأحاديث والأشعار ,,, إلخ أما أخر متدخل في حجم البحث فهو الطالب لأنه في عصرنا أغلب الطلاب يميلون للإختصار نادرا ما تجد أحدهم يحب الاطناب، وختاما من الطبيعي أن تميل البحوث الأدبية إلى الطول والعكس في البحوث العلمية المحضة.
 
جزاكم الله تعالى خيرا وبارك فيكم أحسنتم وأعتذر
عن المتابعة بسبب المرض والحمد لله رب العالمين .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
(

فهل يفهم من هذا أنّ العمدة على الذكاء العلمي للباحث ؟ بحيث لا يخضع لاختصار مخلّ موضع البسط ولا يسهب في تطويل مملّ موضع الاختصار ؟ ولابدّ له من موازنة حيث يؤدّي كلٌّ مؤدّاه حيث هو وبما يقتضيه طرح المادّة البحثية ؟
ثمّ من المتحكّم المباشر في ذلك ؟ أهو المادّة البحثيّة أم الباحث ؟ )
سؤال مهم جزاكم الله تعالى خيراً ، طبيعة البحث تؤثر في إطالته مثلاً في السيرة النبوية الباحث الذي يبحث في معركة بدر سيجد روايات أكثر
من معركة حُنين ، مما يؤدي أن البحث سيطول ، وهنا يأتي دور الباحث وهو كيف يلخص الروايات ويكتب عن أفضلها وأكثرها تأثيراً في موضوع
البحث ولا يكرر الروايات إلا إذا جاءت بزيادات لم تذكر في الرواية الأولى ، وأن يجعل نصب عينيه : خير الكلام ما قل ودل والله تعالى أعلم .

 
عودة
أعلى