يا أهل التفسير قولوا كلمتكم في هذه المشاركة . . . لعل صاحبها أن يقتنع

إنضم
18/07/2003
المشاركات
10
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المشاركة التاليه قرأتها في أحد المنتديات . . . ووجه اللوم إلى صاحبها على توظيف الآية الكريمة .. وبعض الشعائر الدينية في نصه الغير لائق .. وأن ما قام به يعتبر جرأة كبيرة منه .

أعترض على هذا الكلام وبرر موقفه بأنه يحق له ذلك بما يسمى بالإستعارة وأن غيره قد فعلها وساق لذلك عدة شواهد . . . أستمر الجدال وأستهلك وقتاً كبيراً دون أن يقتنع الطرفين

لذلك قررت أن أعطي القوس باريها . . . والخبز لخبازة . وأن أنقل النص كاملاً لكم يا أهل التفسير لتقولوا كلمتكم في هذه المشاركة . . وبيان حكم جواز الإستعارة في مثل هذه المشاركات

وتقبلوا مني كل الحب والتقدير

والسلام عليكم ورحمة الله



كاتب الرسالة الأصلية السمائل بن ماء السماء
[ALIGN=CENTER]
( وألقيتُ عليكَ محبةً مني )
بسم الله :)

إلى فاتنةٍ ثكلى
أحببتُ أن ألقي بين أناملها
أربعون مني
وأحببتُ أن أسقي ربي خمراً .. !!

يالها من رائعة
لولا ما رابني منها ذات يومٍ ماطرٍ لا ريح فيه
ويالي من ( رجلٍ ) لا يتنبأُ بما يفعل .. !!
كنتُ قد وضعتُ يدي في راحتها
فأنتزعت مني ما لا طاقةَ لي بما سواه
وإيمُ الله أنني مافعلتها قبل ذالك اليوم .. ولم ( أكن بدعائك ربي شقيا ) ...!!!


يالها من ذكريات لايسعُ المرء أمامها إلا أن ينحني حتى الأرض ..
سواءً بسواء .. فلا فرق عندي بين .. الأرض والسماء .. إذا .. أستوت الأحزان .. وأطرقت بنا الهمم .. !!

سأغني لها لحناً وليأمرني .. ( ربي ) بما يشاء..

فاتنةُ المساء
أيتها الوردة
أسعد الله ــ أغصاناً .. حملتك .. دهراً طويلاً
أسعدَ الله ـ أرضاً .. أتخذت منك مكاناً خفيا
ياشجرة المساء .. ويالون القمر
من يقف أمام صلواتك.. سيدتي ؟!
.. بل من يستطيع الوقوف في زمنٍ أصبح الوقوف فيه
.. على القدمين ..
من المستحيلات ..
إنت لم .
. يكن من الأمنيات ؟!


إني أتساءل ؟! :)
ولم أفعلها قبل اليوم ..

( هل أحببتك بهذا القدر من القوة قبل الآن صدقيني لا أدري ؟! ) :)
لذا كان ينبغي علي أن أفعل .
( لادريتَ ولا تليت ) :)
. حتى .. ولو لم أستطع ان أبوح لمقلتيك إلا من وراء حجاب فهاأنا أتنازلُ عن كل شيء لتبقين كل شيء .. رغم .. أنفي .. ( أي والله ) .ياحبيبة ..!! :)

كنت أقول ... في مكان ما .. ذات يوم ...
( لايذهب الإنسان .. إلى الجحيم ليوقد سيجارة ) .. !!
وها أنا أقولها مرةً آخرى .. على عجل ٍ أيضاً ..
( بل يذهب الإنسان إلى الجحيم .. ليوقد سيجارة )
إذا كانت النارُ قلباً .. ولحماً طريا .. ///
يا إبنة ( قلبي ) :)
مايفعلُ الحزنُ بي إذا كنتي الفرحة ؟!
وما تفعل الفرحة بمثلي ..
في غيابِ البسمة ؟!
وما تفعل البسمة عندي ـ
إن غابت بها المعالم واندثرت .. !!

يالها من حكايةٍ :) وشبابٍ :) منعم ٍ إملودِ :)
ـــ سأستديرُ إلى الأعلى من جديد .
. لأقبل وجنتيها .. بحروفي .. :)
فيا أيتها البسمة البريئة ..
أحببت أن أجعل من الأشياء ــ
مليون شيء ــ لثنايا من أحببت ..
فلتشهدي أني على العهد ِ قائمُ :)
ولو ذهبت بنا السنون ...
فمن أنا حتى أعادي الله في سننه ..
. ( ها أنا أنام من جديد ) ولكن
قبل أن الوذ بفراشي أحببتُ
أن أقول .. :)




( حبيبتي ... كم أحببتك إي والله ) ...
وكم أحببتُ نفسي ..
. كل يوم تمرين فيه بها ..
فيا من أحببت
إني .. ( إليكِ راجع ُ )

فأرفقي بنا ــ في زمنٍ كنتي فيه الزمن ...
( وأجعلي مني ما تشائين ) وأرسمي بقلبك روحينا
.. على وجه المساء .. ( طيوراً .. و عصافيرَ صغيرة ) .. !!

وأجمعي النور :) حتى يأتي المساء /// وتذكري ( أني أصلي لله شكراً ) كل يوم ٍ تشرقين فيه من جديد ..



فأشرقي أيتها الشمعة ... فربما يتلاشى الظلام في أعماقي ... ذات إشراقةٍ كريمة .....!!!






خارج النص ... إلى شيطاني القديم .. ( لن تخدع الله ولو ذهبتَ مبكراً للصلاة ) ... فأفهم عليك سلامُ الله ياعمرُ :)


أنتهى :)



وقفل النص ................. :):)



[/ALIGN]
 
بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الكريم : أبا أسامة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ما سألت عنه يسمى عند العلماء : الاقتباس من القرآن الكريم

وقد بحث قديماً وحديثاً ، وكتبت فيه رسالة مستقلة بعنوان : الاقتباس من القرآن الكريم في الشعر والنثر وما جرى مجراه للدكتور : نايف بن قبلان العتيبي .
وهي مطبوعة وتحوي قريباً من 120 صفحة .

وهذه الرسالة لا بأس بها في الجملة ، إلا أن عليها بعض الملحوظات .

وبإمكانك الرجوع إلى هذه الروابط :

الاقتباس من القرآن في الشعر: رؤى فقهية

ضوابط الاقتباس من القرآن الكريم فى الأعمال الأدبية

الاقتباس من القرآن في الكلام

http://saaid.net/Doat/assuhaim/fatwa/125.htm

وهناك كلام فيه تفصيل جيد للشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الشريط رقم 20 هنا
الاقتباس من القرآن الكريم


وأخيراً أقول : الذي يظهر لكاتب هذه السطور أن الاقتباس الموجود في النص المسؤول عنه من الاقتباس المذموم الذي يحرم إن لم يصل إلى حد الكفر والعياذ بالله ؛ لأن فيه استهانة واضحة بنصوص القرآن الكريم بذكرها في مثل هذه القصائد الغزلية السخيفة .
 
أخي أبا مجاهد

السلام عليكم ورحمة الله . .

لي طللب أرجوا أن تحققه لي وهو موجود لديك سبق أن ارسلته لك بقسم الرسائل الخاصة . .

كما أشكرك على إجابتك . . . إلا أني ألتمس التوضيح أكثر من خلال هذه المشاركة . . وإظهار مكامن الخلل فيها
 
أخي الكريم أبا أسامة الغالبي وفقه الله لكل خير . أشكرك على حسن ظنك بإخوانك في هذا الملتقى . كما اشكرك على مشاركتك معنا .
وقد أصاب أخي الكريم أبو مجاهد وفقه الله المفصل ، وأتى على المراد . وأحب أن أشير إلى قضية رأيتها تروج في زماننا النكد هذا ، وهي جرأة كثير ممن يكتبون ما يسمى بالأدب - وما هو به - على كل ما هو مقدس عند المؤمنين بالإسلام ، وخوضهم في القرآن وغيره من المقدسات ، وتعاملهم معها بطريقة لا تدل على الاحترام والتوقير ، وقد وجدوا ذلك طريقاً سهلاً للشهرة والإثارة ، فما عليك إلا أن تكتب أي كلام وتسخر فيه من بعض الآيات أو المقدسات عند المسلمين ، وتصبح من أشهر الناس ، وربما توفر لك الحكومات الإسلامية ! من يقوم على حراستك من المتطرفين الذين لا يقدرون حرية الكفر ، ولا يتحملون الآخر . ولك أن تنظر في كل الأعمال الأدبية التي اشتهرت لتطاولها على الإسلام بالذات ، وتنظر في قيمتها الأدبية ، وسترى .
ويحدث ذلك في ظل تغييب حقيقي لكل رادع لهؤلاء ، وإذا قيل لهم في ذلك ، قالوا : إنما نحن أدباء وشعراء ، نمارس الأدب ، والإسلام قد كفل حرية الرأي ، وأخذوك بهاتين الحجتين التي انطلت على كثير من الناس. والله المستعان !
وفي ظني أن ما نقلته وفقك الله أعلاه من هذا النوع ، الذي ليس فيه أثارة من الأدب ، فليس فيه خيال مجنح ، ولا عاطفة صادقة ، ولا عبارة منتقاة ، وإنما أثار اهتمامك وأمثالك لجرأته في استعمال كلام الله في غير مكانه.
والأمر في الاقتباس من القرآن كما ذكر أخي أبو مجاهد وكما في المشاركات المحال عليها. وأما هذا الذي كتب الكلام السالف ، فقد اساء مرتين ، مرة عندما ظن أنه كتب شعراً أو ما يشبه الشعر ، ومرة أخرى عندما أساء الأدب مع كلام الله ، وبحسبك قول الله تعالى :(ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد). وجزاك الله خيراً على غيرتك على كلام الله.
 
هذا مالخصته لنفسي من هذا الموضوع أحببت المشاركة به لتعم الفائدة ...


الاقتباس في الشعر والنثر

ما هو الاقتباس ؟

الاقتباس : هو تضمين الشعر أو النثر بعض القرآن ، لا على أنه منه ويخرج بهذا القيد الأخير ما إذا قيل قبل الكلام المقتبس: قال الله تعالى ونحوه لأنه ليس باقتباس بل هو استشهاد و إحالة , و قد يقع في الاقتباس شئ من تغييرٍ في النص المقتَبَس منه .

وهو في اللغة : طلب القبس , وهو الشعلة من النار , ويستعار لطلب العلم , قال الجوهري في الصحاح : اقتبست منه علما : أي استفدته .

ويخلط كثيرون بينه وبين التضمين – الذي هو نوع من البديع – والواقع أن هناك فرقا بينه وبين التضمين ، فالاقتباس هو أخذ كلمات أو عبارات قرآنية مع التغيير فيها، أما التضمين فهو أخذ كلمات أو آيات بنصها دون التغيير فيها ويشتركان في عدم الإحالة إلى المصدر. وممن جعلوا الاقتباس والتضمين شيئا واحدا ابن القيم في كتابه " الفوائد المشوق " حيث قال: الاقتباس ويسمى " التضمين " هو أن يأخذ المتكلم كلاما من كلام غيره يدرجه في لفظه لتأكيد المعنى الذي أتى به فإن كان كلاما كثيرا أو بيتا من الشعر فهو تضمين وإن كان كلاما قليلا أو نصف بيت فهو " إيداع " وعلى هذا الحد ليس في القرآن منه شيء إلا ما أودع فيه من حكايات أقوال المخلوقين مثل ما حكاه القرآن الكريم عن قول الملائكة: { قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ } ( البقرة:30 ) ومثل حكاية أقوال المنافقين واليهود والنصارى ونحو ذلك.

جاء في كتاب التعريفات للجرجاني : " الاقتباس : أن يُضمّن الكلام نثرا أو نظما شيئا من القرآن أو الحديث ...كقول شمعون في وعظه : يا قوم اصبروا على المحرمات ، وصابروا على المفترضات ، وراقبوا بالمراقبات ، واتقوا الله في الخلوات ، ترفع لكم الدرجات . وكقوله: وإن تبدلت بنا غيرنا فحسبنا الله ونعم الوكيل."انتهى .

* أنواع الاقتباس :

1- ما لم يُنقل فيه المقتبَس ( بفتح الباء ) عن معناه الأصلي .
ومنه قول الشاعر :
قد كان ما خفت أن يكونــا إنــا إلى الله راجعونا
وهذا من الاقتباس الذي فيه تغيير يسير، لأن الآية " إنا إليه راجعون " ( البقرة: 156)
ومنه قول الحريري:
"فلم يكن إلا كلمح البصر أو أقرب حتى أنشد فأغرب" فإن الحريري كنى به عن شدة القرب وكذلك هو في الآية الشريفة.

2- ما نُقِل فيه المقتبس عن معناه الأصلي .
كقول ابن الرومي :

لئن أخطــأت في مدحك ما أخطأت في منعي
لقــد أنزلت حاجاــتي ( بوادٍ غيرِ ذي زرع )

فقوله { بواد غير ذي زرع } اقتباس من القرآن الكريم ( من سورة إبراهيم:37) وهي في القرآن الكريم بمعنى " مكة المكرمة، إذ لا ماء فيها ولا نبات، فنقله الشاعر عن هذا المعنى الحقيقي إلى معنى مجازي هو : " لا نفع فيه ولا خير " .

وقد روي في ترجمة أبي منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي- صاحب الخزانة- أنه قال شعراً في الوعظ :
يا مـــن عدا ثم اعتدى ثم اقترف ثم انتهى ثم ارعوى ثم اعـترف
أبشر بقــــــول الله في آياته "إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف"

ومثله في الحسن والحذْقِ قول بعضهم :
يـــا نظرة ما جَلَتْ ليَ حسن طلعته حتى انقضت وأدامتني على وجــل
عاتبت إنسان عيني في تسرعـــــه فقال لي : " خُلق الإنسان من عجل

قال الشيخ صفي الدين الحلي :
هذي عصاي التي فيها مــآرب لي وقد أهش بها طورا على غنمي
ومن التلميح قوله أيضا :
إنْ أُلقِهــا تتلقَّفْ كل ما صنعوا إذا أتيت بسحر من كلامهــم

ولصفي الدين الحلي قصيدته الذائعةُ الصيت في علم العروض والتي تفنن فيها بصنعة هي الغاية في الموهبة الفنِّية , وفيها يقول :

في الوافر :
غــــــــرامي في الأحبة وفَّرته وشاة في الأزقة راكزونا
مفـــــــــاعلة مفاعلة فعولن إذا مرُّوا بهم يتغامزونا

في الكامل :
كملت صفاتك يارشا وألو النهى قد بايعوك وحظهم بك قد سما
متفاعلـــن متفاعلن متفاعلن إنّ الذين يبايعونك إنمـــا

إن قصدتم نحو ظبي نافر فاستميلوه بداعي أنســــــــه
فاعلاتن فاعلاتن فاعلن ولقد راودته عن نفســــــــه

في المتقارب :
تقــــاربْ وهاتِ اسقني كأسَ راحٍٍ وباعِد وُشَاتَكَ بُعدَ السَما
فعولــن فعولن فعولن فعولــــن وإن يستغيثوا يغاثوا بما



* الخلاف الفقهي في المسألة :
نقل السيوطي –رحمه الله- أنه اشتهر عن المالكية تحريمه وتشديد النكير على فاعله، أما الشافعية فلم يتعرض له المتقدمون ولا أكثر المتأخرين منهم، مع شيوع الاقتباس في أعصارهم، واستعمال الشعراء له قديماً وحديثاً وتعرض له جماعة من المتأخرين، فسئل عنه الشيخ: عز الدين بن عبد السلام فأجازه، واستدل بما ورد عنه –صلى الله عليه وسلم- من قوله في الصلاة وغيرها:"وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين..."الخ، رواه مسلم (771) والترمذي (3421) وأبو داود (760) والنسائي (897)، وقوله:"اللهم فالق الإصباح وجاعل الليل سكناً والشمس والقمر حسباناً اقض عني الدين وأغنني من الفقر...الخ" خرجه الإمام مالك في الموطأ بلاغاً (1/201) .

و في رسالته – صلى الله عليه وسلم - إلى كسرى التي أرسلها مع عبد الله بن حذافة جاء فيها : بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم الفرس سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله وأدعوك بدعاية الله فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة " لأنذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين " وهو اقتباس من قوله تعالى: " لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَياًّ وَيَحِقَّ القَوْلُ عَلَى الكَافِرِينَ " (يس:70).

وفي رسالته – صلى الله عليه وسلم - إلى هرقل الروم جاء : بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين وإن توليت فإنما عليك إثم الأريسين أي الفلاحين ويأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا أشهدوا بأنا مسلمون وهو اقتباس من قوله تعالى: " قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (آل عمران: 64)

وقال السيوطي في قوله عليه الصلاة والسلام يوم " خيبر " : إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين .
قال : هو من أدلة جواز الاقتباس من القرآن وهي كثيرة لا تحصى .

ورد في سياق وصية أبي بكر –رضي الله عنه- قوله:
"أني أستخلف عليكم عمر بن الخطاب فإن يعدل فذاك ظني به ورجائي فيه وإن يجر ويبدِّل فلا أعلم الغيب، "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون" نقلها ابن كثير في تفسيره عند تفسير هذه الآية .

وما سبق كله في النثر كما ترى أما في الشعر :فإن بعض الفقهاء رأى أن الاقتباس في الشعر – خصوصاً - غير جائز أصلا لأنه يجب أن ينزه القرآن عن الشعر مطلقا وإنْ حَسُنَ الغرض وشَرُفَ المقصد إذ كيف يجوز ذلك في ضوء نفي وصف الشعر عن القرآن الكريم بمقتضى آيات القرآن الكريم والتي منها قوله تعالى: " وما هو بقول شاعر " .

* نماذج الاقتباس المحرّم اتفاقاً :
الأنموذج القذر الذي يقول:
" أنت الآن قاب شفتين، أو أدنى ، من الحب، فهزي إليك بجذع اللحظة وصلي لنا ...صلي وتناسلي وتساقطي عشقًا شهيًا".

وقد سمعت بعض المعاصرين يقول واصفاً بعض طواغيت الكفر – على سبيل الهزْءِ به- ( والسخريةُ باديةٌ في قولهِ ) :
ويزجي الصواعقَ في كلِّ أرضٍ
ويحشو المنايا بحبِّ الحصيدْ
ويفعلُ في خلقهِ مايريدْ ...!

قال صالح عبد القدوس وهو من مات بتهمة الزندقة :

فلـــــو أن المفرِّط كانَ حيًا توفى الباقيات الصالحــــات

وقال خبيث مارق آخر :
أوحــــى إلى عشاقه طرفُهُ هيهات هيهات لما توعـــدون
وردفــــه ينطق من خلفه لمثل ذا فليعمل العامــــلون

وساقط هالكٌ (وهو يأتي بأواخر سورة الشمس كما ترى) قال :
قسمــا بشمس جبينه وضحاهـا ونهار مبسمه إذا جــــــلاها
وبنار خديه المشعشع نورهــــا وبليل صدغيه إذا يغشـــــاها
لقد ادعيت دعاويا في حبــــه صدقت وأفلح من بذا زكاهـــا
فنفوس عذالي عليه وعــــذري قد ألهمت بفجورها تقــــواها
فالعذر أسعدها مقيم دليلــــه والعذل منبعث له أشقاهـــــا

* شروط الاقتباس لمن اشترط :
1- الفواصل : ولو كانت باستخدام علامات الترقيم كالتنصيص وغيره , مما يدلل على فصل مابين قول الشاعر وما ضمَّنه إياه من نص القرآن الكريم .
2- مراعاة الاحترام والتقدير والتبجيل لكلام الله : وعدم إقحام النص في موضعٍ ينزّه عنه (الذكر الحكيم ) أما إذا كان السياق لا يحتمله كالسياق الهزلي فإن هذا مما لا يجوز نظماً ولا نثرا .
3- عدم التكلف و الإسراف : وذلك بليِّ أعناق النصوص القرآنية ليعبر بها عن معنى من المعاني كالذي ينقل عن المرأة التي كانت لا تتحدث –في زعمهم- إلا بالقرآن فإن هذا من التكلف، وهو أشبه بالعبث –عياذاً بالله-.
4- عدم الزيادة في التضمين عن كلمتين : وهذا ماذكره بعضهم وأنه لم يأتي في شعر الشعراء على مدَّ التاريخ المتطاول أكثرُ من ذلك في البيت إلا من فعل بعض المرَدة من حداثييِّ زماننا البائس , وإلى الله المشتكى .
5- استدعاء الضرورة الفنية للاقتباس : فلا يتجاوزها بأن يصبح ديدنا , وطريقاً مسلوكاً للشاعر فيما يكتبه في كل حين .
6- أن يقصى الاقتباس إطلاقا فيما اطلقه الله على نفسه سبحانه :فلا يستخدم على غير ما نزل فيه , كما نُقل عن أحد ولاة بني مروان أنه رُفعت إليه شكاية من بعض عماله فوقَّع عليها "إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم" (سورة الغاشية).

* مراجع الموضوع :
1- «الاقتباس من القرآن الكريم» لأبي منصور الثعالبي .
2- الإتقان في علوم القرآن . السيوطي
3- ضوابط الاقتباس من القرآن الكريم فى الأعمال الأدبية للدكتور أحمد سعد الخطيب
4- الاقتباس من القرآن في الكلام . د. رشيد بن حسن الألمعي (إجابة سؤال)
5- الاقتباس من القرآن الكريم في الشعر والنثر وما جرى مجراه للدكتور : نايف بن قبلان العتيبي .
 
* نقل نص كلام السيوطي من الإتقان :
قال رحمه الله : "فصل‏:‏ في الاقتباس وما جرى مجراه :

الاقتباس تضمين الشعر أوالنثر بعض القرآن لا على أنه منه بأن لا يقال فيه قال الله تعالى ونحوه فإن ذلك حينئذ لا يكون اقتباساً وقد اشتهر عن المالكية تحريمه وتشديد النكير على فاعله‏.‏
وأما أهل مذهبنا فلم يتعرض له المتقدمون ولا أكثر المتأخرين مع شيوع الاقتباس في أعصارهم واستعمال الشعراء له قديماً وحديثاً وقد تعرض له جماعة من المتأخرين فسئل عنه الشيخ عز الدين بن عبد السلام فأجازه واستدل له بما ورد عنه صلى الله عليه وسلم من قوله في الصلاة وغيرها وجهت وجهي إلخ وقوله اللهم فالق إلا صباح وجاعل الليل سكناً والشمس والقمر حسباناً أقض عني الدين وأغنني من الفقر‏.‏
وفي سياق كلام لأبي بكر‏:‏ وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون‏.‏
وفي آخر حديث لابن عمر قد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة انتهى‏.‏
وهذا كله إنما يدل على جوازه في مقام المواعظ والثناء والدعاء وفي النثر ولا دلالة فيه على جوازه في الشعر وبينهما فرق‏.‏
فإن القاضي أبا بكر من المالكية صرح بأن تضمينه في الشعر مكروه وفي النثر جائز‏.‏
واستعمله أيضاً في النثر القاضي عياض في مواضع من خطبة الشفاء‏.‏
وقال اشرف إسماعيل بن المقري اليمني صاحب مختصر الروضة في شرح بديعته‏:‏ ما كان منه في الخطب والمواعظ ومدحه صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه ولوفي النظم فهومقبول وغيره مردود‏.‏
وفي شرح بديعته من حجة الاقتباس‏:‏ ثلاثة أقسام‏:‏ مقبول ومباح ومردود‏.‏
فالأول ما كان في الخطب والمواعظ والعهود والثاني ما كان في الغزل والرسائل والقصص والثالث على ضربين‏:‏ أحدهما ما نسبه الله إلى نفسه ونعوذ بالله ممن ينقله إلى نفسه كما قيل عن أحد بني مروان أنه وقع على مطالعة فيها شكاية عماله إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم والآخر تضمين آية في معنى هزل ونعوذ بالله من ذلك كقوله‏:‏ أرخى إلى عشاقه طرفه هيهات هيهات لما توعدون وردفه ينطق من خلفه لمثل هذا فليعمل العاملون انتهى‏.‏
قلت‏:‏ وهذا التقسيم حسن جداً وبه أقول‏.‏
وذكر الشيخ تاج الدين ابن السبكي في طبقاته في ترجمة الإمام أبي منصور عبد القاهر بن طاهر التميمي البغدادي من كبار الشافعية وأجلائهم أن من شعره قوله‏:‏ يا من عدى ثم اعتدى ثم اقترف ثم انتهى ثم ارعوى ثم اعترف أبشر بقول الله في آياته إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وقال استعمال مثل الأستاذ أبي منصور مثل هذا الاقتباس في شعره له فائدة فإنه جليل القدر والناس ينهون عن هذا وربما أدى بحث بعضهم إلى أنه لا يجوز‏.‏
وقيل إن ذلك إنما يفعله من الشعراء الذين هم في كل واد يهيمون ويثبون على الألفاظ وثبة من لا يبالي‏.‏
وهذا الأستاذ أبومنصور من أئمة الدين وقد فعل هذا وأسند عنه هذين البيتين الأستاذ أبو القاسم بن عساكر‏.‏
قلت‏:‏ ليس هذان البيتان من الاقتباس لتصريحه بقول الله وقد قدمنا أن ذلك خارج عنه‏.‏
وأما أخوه الشيخ بهاء الدين فقال في عروس الأفراح‏:‏ الورع اجتناب ذلك كله وأن ينزه عن مثله كلام الله ورسوله‏.‏
قلت‏:‏ رأيت استعمال الاقتباس لأئمة أجلاء منهم الإمام أبو القاسم الرافعي وأنشده في أماليه ورواه عنه أئمة كبار‏:‏ الملك لله الذي عنت الوجو ه له وذلت عنده الأرباب متفرد بالملك والسلطان قد خسر الذين تجاذبوه وخابوا دعهم وزعم الملك يوم غرورهم فسيعلمون غداً من الكذاب وروى البيهقي في شعب الإيمان عن شيخه أبي عبد الرحمن السلمى قال‏:‏ أنشدنا أحمد بن محمد بن يزيد لنفسه‏:‏ سل الله من فضله واتقه فإن التقي خير ما تكتسب ويقرب من الاقتباس شيئان أحدهما‏:‏ قراءة القرآن يراد بها الكلام‏.‏
قال النووي في التبيان‏:‏ ذكر ابن أبي داود في هذا اختلافاً فروى عن النخعي أنه كان يكره أن يتأول القرآن بشيء يعرض من أمر الدنيا‏.‏
وأخرج عن عمر بن الخطاب أنه قرأ في صلاة المغرب بمكة والتين والزيتون وطور سنين ثم رفع صوته فقال‏:‏ وهذا البلد الأمين‏.‏
وأخرج عن حكيم بن سعد‏:‏ أن رجلاً من المحكمة أتى علياً وهوفي صلاة الصبح فقال‏:‏ لئن أشركت ليحبطن عملك فأجابه في الصلاة فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون انتهى‏.‏
وقال غيره‏:‏ يكره ضرب الأمثال من القرآن صرح به من أصحابنا العماد البيهقي تلميذ البغوي كما نقله ابن الصلاح في فوائد رحلته‏.‏
الثاني‏:‏ التوجيه بالألفاظ القرآنية في الشعر وغيره وهوجائز بلا شك‏.‏
وروينا عن الشريف تقي الدين الحسيني أنه لما نظم قوله‏:‏ مجاز حقيقتها فاعبروا ولا تعمروا هونوهاتهن وما حسن بيت له زخرف تراه إذا زلزلت لم يكن خشي أن يكون ارتكب حراماً لاستعماله هذه الألفاظ القرآنية في الشعر فجاء إلى شيخ الإسلام تقي الدين ابن دقيق العيد يسأله عن ذلك فأنشده إياهما فقال له‏:‏ قل وما حسن كهف فقال‏:‏ يا سيدي أفدتني وأفتيتني خاتمة قال الزركشي في البرهان‏:‏ لا يجوز تعدي أمثلة القرآن ولذلك أنكر على الحريري قوله فأدخلني بيناً أخرج من التابوت وأوهي من بيت العنكبوت وأي معنى أبلغ من معنى أكده الله من ستة أوجه حيث قال وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت فأدخل إن وبنى أفعل التفضيل وبناه من الوهن وأضافه إلى الجمع وعرف الجمع باللام وأتى في خبر إن باللام لكن استشكل هذا بقوله تعالى إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم بما دون البعوضة فقال لوكانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة‏.‏
قلت‏:‏ قد قال قوم في الآية إن معنى فما فوقها في الخسة وعبر بعضهم عن هذا بقوله‏:‏ فما دونها فزال الإشكال .


وأيضا من المراجع للبحث في الموضوع :
1- رسالة للدكتور عبدالمحسن العسكر .
2- الاقتباس من القرآن الكريم في الشعر العربي .عبد الهادي الفكيكي (تقديم : ناجي علوش)
 
أخي عبدالرحمن الشهري / بارك الله فيك

أعتذر أخي عن التأخير في الرد . . رغم أني قرأت ردك في حينه ولكني إنشغلت قليلاً .

كما أشكرك كثيراً على تفضلك على بالرد على موضوعي أعلاه . . .وأسأل الله أن ينفع بعلمك وأن يجعلها في موازين حسناتك . . .آمين
 
عودة
أعلى