ياطلبة العلم .. أريد المساعدة ..

إنضم
11/04/2006
المشاركات
20
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أسال الله أن أكون ممن يفيد و يستفيد في هذا الموقع المبارك ..

واليوم وأول مشاركاتي ..
أتمنى أن تقدموا لي استشاراتكم ومساعداتكم ..

قد عزمت على عمل بحث في الأحاديث الواردة في صيام التطوع ..
وطلبي هو :
أن تشاركوني في عمل خطة لهذا البحث ..
وماهي المراجع التي أرجع فيها ..
علما أني لا أقتني أمات الكتب التي ستخدمني في هذا البحث إلا ..
صحيح البخاري .. وفتح الباري .. وببلوغ المرام .. ومجموع الفتاوى .. و العمدة ..
ومن المراجع : جامع العلوم والحكم ووو

وعندي برنامجا حاسوبياً وهو المكتبة الشاملة ..
لكني لا أحسن البحث فيها ..
فكيف أبحث ؟

جزاكم الله خير ..

وأسأل الله أن يثبت قدم كل ما أثبت لي حاجتي والمسلمين ..
 
يا طالبة العلم : إن كان الموضوع الذي تريدي البحث فيه لرسالة في الدراسات العليا فأعتقد اعتقاداً يقترب من اليقين أن الموضوع قد بحث . وإن كان المراد البحث للإفادة فجزاك الله خيراً فإن أفضل ما يتقرب به بعد الفرائض طلب العلم إذا كان بنية رفع الجهل عن النفس والغير ، وما ستقومي فيه إن كان مجرد الجمع للنصوص الوارة فالأمر سهل للغاية ، وإن كان الأمر دراسة تلك النصوص وبيان الفقه فيها فهذا أمر يحتاج إلى رسم خطة واضحة ، وهذه الخطة لا تتضح إلا بعد استيعاب النصوص أو أكثرها . فحددي الإجابة ولن يقصر المشائخ في تقديم النصح والمساعدة .
 
لازلنا في بداية الطلب أسأل الله أن يعيننا ..
فأنا طويلبة علم تريد توجيه المشايخ وطلبة العلم .
بحثي هذا أريد أن يحوي الأحاديث الواردة في هذه القربة ..
ثم أبين ماهي أوقات الصيام التطوعية في اليوم والاسبوع والشهر والسنة ..
ثم أبين المنهي من المستحب ..
ثم أبين إن كان هناك خلاف .. بنقل أقوال السلف والعلماء ..
واضع بعض فتاوى علماءنا المعاصرين ......


هذا ما فكرت به ..
ولكني لا أعرف من أين أبدأ ولا كيف أبدأ ..


أرجو أن يكون هناك تجاوباً .. قبل نهاية هذا الأسبوع ........
 
طالبة العلم : اسأل الله لك الإعانة فيما عقدت العزم عليه , علماً أن هذا البحث سجل في جامعة أم درمان في السودان رسالة ماجستير بعنوان : أحكام صيام التطوع .
والذي اقترحه عليك إن كنت مصممة على المضي فيه أن تحرصي على الصحيح الوارد في الباب , أو أن تقتصري على أحاديث الصحيحين .
 
جزاكم الله خير ..
لن أعمل بحثاً يكون مرجعاً ..
إنما بحثي سيكون تجميعاً لأحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- الواردة في هذه القربة ..
وأكتب فضلها وثوابها ودرجة الحديث ..
وشيء من أحكام هذا الصيام من منهي وخلاف بسيط .. فيما يحتاجه الناس ..

ليكون محفزاً للقيام بهذه النافلة ..

فما توجيهكم ...؟
 
اختى الغاليه اسال الله انيوفقنى لمساعدتك فى هذا البحث
ففى فضل صيم التطوع :
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستهديه، ونتوب إليه، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمداً رسول الله. ونصلى ونسلم على معلم البشرية الخير محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيراً.

أخي وأختى في الله..

أحييكم بتحية أهل الجنة...

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد ،،

فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { إِنَّ اللَّهَ قَالَ ‏ ‏مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ ‏‏ آذَنْتُهُ ‏ ‏بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ } [رواه البخاري].

هذا حديث جليل، فيه أن من سعى في نوافل العابادات تقربا إلى الله الرحيم أحبه الله، وقربه منه، ووفقه في سمعه وبصره، وكان الله معه، يحيب دعاءه ويعيذه، مما يخاف ويحذر، وكفى بالله حسيبا، والصيام من أحب الأعمال إلى الله، قال تعالى في الحديث القدسي : { ‏كُلُّ عَمَلِ ابْنِ ‏‏ آدَمَ ‏‏ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ ؛ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي } [رواه مسلم].

فمن صام يوما تطوعا حاز الدرجات العلى، وأحبه الرحمن، والاستمرار على ذلك جالب للأجر الجزيل والتوفيق العظيم.


وصوم التطوع أنواع

1- صيام يوم وفطر يوم وهوأفضل صيام التطوع. عن عبدالله بن عمروابن العاص – رضي الله عنهما – أن رسول الله قال: { ‏إِنَّ أَحَبَّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ ‏‏ دَاوُدَ ‏ ‏وَأَحَبَّ الصَّلَاةِ إِلَى اللَّهِ صَلَاةُ ‏‏ دَاوُدَ ‏ ‏عَلَيْهِ السَّلَام ‏ ‏كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُومُ ثُلُثَهُ وَيَنَامُ سُدُسَهُ وَكَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا } [متفق عليه].

2- صيام ثلاث أيام من كل شهر (أي ثلاث أيام والأفضل أن تكون أيام البيض). عن أبي هريرة – – قال: { ‏أَوْصَانِي خَلِيلِي ‏‏ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏بِثَلَاثٍ بِصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَرَكْعَتَيْ الضُّحَى وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَرْقُدَ } [متفق عليه]. عن ابن ملحان – – قال: { ‏كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏ يَأْمُرُنَا أَنْ نَصُومَ الْبِيضَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسَ عَشْرَةَ قَالَ وَقَالَ هُنَّ كَهَيْئَةِ الدَّهْرِ } [رواه أبوداود].

3- صيام التسعة الأولى من ذي الحجة وآخرها يوم عرفة. عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : قال رسول الله : { مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ ‏ ‏يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ ‏ ‏قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ } [رواه أبوداود].

4- صيام يوم عرفة. عن أبي قتادة – – قال: { َسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ فَقَالَ يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ } [رواه مسلم].

5- صيام العاشر من محرم. عن أبي قتادة – – أن رسول الله ، { وَسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَقَالَ يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ } [رواه مسلم]. صيام التاسع والعاشر من محرم. عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله : { لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى ‏‏ قَابِلٍ ‏ ‏لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ } [رواه مسلم]. قوله قابل : العام المقبل.

6- صيام الإثنين والخميس. عن أبي هريرة – – عن رسول الله قال: { تُعْرَضُ الْأَعْمَالُ يَوْمَ ‏ ‏الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ } [رواه الترمذي وقال حديث حسن].

7- صيام ست من شوال. عن أبي أيوب – رضي اللع عنه – أن رسول الله قال: { ‏مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ } [رواه مسلم].


خصال الخير سبب في الدخول الجنة

عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : { ‏مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ صَائِمًا قَالَ ‏ ‏أَبُوبَكْرٍ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏ ‏أَنَا قَالَ فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ جَنَازَةً قَالَ ‏ ‏أَبُوبَكْرٍ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏ ‏أَنَا قَالَ فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مِسْكِينًا قَالَ ‏ ‏أَبُوبَكْرٍ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏ ‏أَنَا قَالَ فَمَنْ عَادَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ ‏ ‏مَرِيضًا ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُوبَكْرٍ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏ ‏أَنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ } [رواه مسلم].
 
اختى المصونه الحبيبه هذه خطبه تستطيعين ان تبدئى بها بحثك اسال الله ان افيدك:

[move=left]الخطبة[/move]

الحمد لله رب العالمبن ... ياآآآآرب :
يا من لا تراه العيون .. ولا تخالطه الظنون .. ولا يصفه الواصفون .. و لا تغيره الحوادث ... ولا يخشى الدوائر ... ويعلم مثاقيل الجبال .. ومكاييل البحار .. وعدد قطر الأمطار .. وعدد ورق الأشجار .. وعدد ما أظلم عليه الليل وأشرق عليه النهار .. ولا تواري منه سماء سماءا .. ولا أرض أرضا .. ولا بحر ما في قعره .. ولا جبل ما في وعره .. أعد علينا رمضان أعواما متتالية .. وارزقنا الزهادة في الدار الفانية .. وارفع منازلنا في جنة عالية .
اللهم ارزقنا الاستقامة على دينك في كل زمان .. في رمضان وفي غير رمضان.
وأشهد ألا إله إلا الله ... لا إله إلا الله ... لا إله إلا الله ..
أوحى إلى حبيبه وخليله محمد صلى الله عليه وسلم فقال :( فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات)
واعلم بأن الله رب واحد *** متنزه عن ثالث أو ثان
الأول المبدي بغير بداية *** والآخر المفني وليس بفان
وهو المحيط بكل شيء علمه *** من غير إغفال ولا نسيان
سبحانه ملكا على العرش استوى *** وحوى جميع الملك والسلطان
وأشهد أن حبيبنا و نبينا ورسولنا وعظيمنا وقائدنا وقدوتنا محمداً رسول الله ..
كان دائم الصلة بالله ... يصوم والناس مفطرون ... يقوم والناس نائمون ... يذكر الله والناس غافلون ... يرتل القرآن الناس هاجرون .
هو خير من صام وأفطر ... وخير من سبح وذكر .. وخير من هلل وكبر .
حبيبي يا رسول الله : لي في مديحك يا رسول عرائس تُيمن فيك وشاقهن جلاء
هن الحسان فإن قبلت تكرما فمهورهن شفاعة حسناء
ما جئت بابك مادحاً بل داعياً ومن المديح تضرع وثناء
يا من له عز الشفاعة وحده وهو المنزه ماله شفعاء
صلى عليك الله يا علم الهدى ما هبت النسائم وما ناحت على الأيك الحمائم .
أما بعد : فيا حملة القرآن .. ويا حراس العقيدة : فقد رحل رمضان ... رحل شهر الصيام ... رحل شهر القيام ... رحل شهر القرآن ..
رحلت لياليه العامرة ... رحلت أيامه الزاهرة ... كأنها لحظات عابرة ..
فارقتنا يا سيد الشهور ... وإنا لفراقك لمحزونون ..
دعِ البكاءَ على الأطلالِ والدَّارِ *** و اذكر لمن بانَ من خلٍّ و من جارِ
ذرِ الدموعَ نحيباً و ابكِ من أسفٍ *** على فراقِ ليالٍ ذاتِ أنوارِ
على ليالٍ لشهرِ الصومِ ما جُعلَتْ *** إلا لتمحيصِ آثامٍ و أوزارِ
يا لائمي في البُكا زدني به كَلفاً *** و اسمع غريبَ أحاديثٍ و أخبارِ
ما كان أحسنُنا و الشملُ مجتمعٌ *** منَّا المصلِّي و منَّا القانتُ القارِي
أيها المؤمنون الأعزاء : من كان يعبد رمضان فإن رمضان قد رحل ... ومن كان يعبد الله ؛ فإن الله باق لا يرحل .
من كان يعبد رمضان فإن رمضان قد رحل ... ومن كان يعبد الله ؛ فإن الله باق لا يرحل .
نعم : رحل رمضان .. فهل رحل الصيام ؟
رحل رمضان ..فهل رحل القيام ؟
رحل رمضان .. فهل رحل القرآن ؟
رحل رمضان .. فهل رحلت مناجاة الواحد الديان ؟
أيها المؤمنون الأوفياء : بعد رحيل رمضان أقف مع حضراتكم وقفتان متأنيتان أسميها ( وقفتان بعد رحيل رمضان )
الوقفة الأولى : رحل رمضان .. فهل رحل الصيام ؟
لقد رحل رمضان بصيام الفريضة ... ولكنه ترك لنا صيام التطوع ..
وأول صيام التطوع بعد رمضان ... صيام ستة أيام من شوال ...
ولكي نعرف فضل صيام الست من شوال ... أرتحل بكم إلى الحضرة المحمدية على صاحبها أزكى الصلوات الربانية .. لنوجه هذا السؤال إلى الذي لا ينطق عن الهوى ..يا رسول الله بأبي أنت وأمي : أخبرنا عن فضل صيام الست من شوال !
فتأتي الإجابة واضحة المعاني ... جلية المباني ... ليقول لنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال .. فكأنما صام الدهر كله ) ...
يا الله !! صام الهر كله ؟ نعم أيها الأحبة ... من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال .. فكأنما صام الدهر كله...
كيف ذلك ؟
ألم يعدنا مولانا جل جلاله في محكم تنزيله: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها)؟
والصيام حسنة ...
بل صيام اليوم الواحد حسنة ... والحسنة بعشر ...
وعلى ضوء هذا الوعد الرباني ؛ فإن صيام يوم من رمضان يعدل صيام عشرة أيام .. ورمضان ثلاثون يوماً حتى وإن كان ناقصاً .. وصيام رمضان بثلاثمائة يوم .. وصيام يوم واحد من أيام شوال الست يعدل صيام عشرة أيام كذلك .. فصيام الستة بستين يوماً ..
والسنة القمرية الهجرية العربية : ثلاثمائة وستون يوماً ..
فإذا ما صمت رمضان والأيام الست من شوال .. فكأنك صمت ثلاثمائة وستين يوماً .. كأنك صمت السنة كلها ..
فإذا كنت على هذه الحال كل عام حتى تلقى الله .. أعطاك ثواب من صام العمر كله ... هذا وعد الله .. والله لا يخلف الميعاد ..
ثم تهل علينا نسمات مباركات ... تحملها لنا الأيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة ..التي أقسم الله تعالى بها فقال : ( والفجر ... وليال عشر ..) قال المفسرون ؛ المقصود بالليالي العشر : العشر الأيام الأولى من شهر الحج ..
ومنها يستحب صيام تسعة أيام من أول ألشهر حتى اليوم التاسع منه .. وهو يوم عرفة ...
فتعالوا أحبتي لنسمع الصحابي بن الصحابي .. الفقيه ابن الفقيه .. الورع ابن الورع ..عبد الله بن عباس رضي الله عنه ماذا أخبره الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم عن فضل هذه الأيام ...

قال رضي الله عنه وعن أبيه سمعت حبيبي محمدا صلى الله عليه وسلم : ( ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام ـ يعني أيام العشر من ذي الحجة ـ قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء) .
أما فضل صيام يوم عرفة فيكفي أن تعلم أن الحبيب محمداً صلى الله عليه وسلم قال فيه : (صيام يوم عرفة احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده)
سبحان الله الجواد الكريم .. صيام يوم عرفة يكفر الذنوب التي ارتكبتها في السنة الماضية .. والتي ترتكبها في السنة اللاحقة ... إذا اجتنبت الكبائر ..
وبعد يوم عرفة يأتي يوم عاشوراء .. وما أدراكم ما عاشوراء .. إنه اليوم الذي نجى الله فيه كليمه موسى .. وأغرق فيه عدوه فرعون ...
وهو اليوم العاشر من شهر الله الحرام (محرم) ..
وقـد جاء بيان فضل صيام يوم عاشوراء في حديث أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم عـاشوراء، فـقــــال: "يكفِّر السنة الماضية"، وفي رواية:"صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفـــر السنة التي قبله" وفـي حديث آخر: "ومن صام عاشوراء غفر الله له سنة"
قـال البـيـهـقـي: "وهذا فيمن صادف صومه وله سيئات يحتاج إلى ما يكفِّرها؛ فإن صادف صومه وقد كُفِّرت سيئاته بغيره انقلبت زيادة في درجاته، وبالله التوفيق".
بل إن صيامه يعدل صيام سنة، كما في رواية: "ذاك صوم سنة".
ويصور حبر هذه الأمة عبد الله ابن عباس حرص النبي صلى الله عليه وسلم على صيـامـه فيقول: "ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرَّى صيام يوم فضَّله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشــوراء، وهذا الشهر، يعني: شهر رمضان"
أيها الأخ المسلم .. أيتها الأخت المسلمة : لم ننته بعد من صيام التطوع ..
فمازال أمامنا الأيام القمرية من كل شهر هجري ... وهي التي تسمى (الأيام البيض) .. وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر .. من صامها مع شهر رمضان كان على حقاً على الله أن يرويه يوم الظمأ ..
إي وربي ؛ كان على حقاً على الله أن يرويه يوم الظمأ ..
أتدرون ما يوم الظمأ ؟
إنه يوم عسير .. على الكافرين غير يسير ..
إنه يوم يقول عنه المولى جل جلاله و تقدست أسماؤه : ( سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج ، تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، فاصبر صبراً جميلا،إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً، يوم تكون السماء كالمهل ، وتكون الجبال كالعهن ، و لا يسأل حميم حميماً)
في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، فاصبر صبراً جميلا !!!
إنه يوم يشتد فيه الظمأ بالعباد ... وتدنو الشمس من الرؤوس .. وتتيبس الشفاه .. وتتحجر الألسن ... وتجف الحلوق ... وليس هناك من يسقي الماء إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم من حوضه الذي يصفه فيقول : ( حوضي على مقدار مسيرة شهر ..ماؤه أشد بياضاً من اللبن .. وريحه أطيب من ريح المسك .. وطعمه أحلى من العسل .. من شرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبدا )
فيا فوز من شرب من هذا الحوض ... يا فوز من يسقيه الحبيب صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة ... يا فوز من يرد ذلك الحوض ...
أخي في الله ... أختي في الله : هل تريدان أن تشربا من ذلك الحوض ؟
هل تريدان أن يسقيكما الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة ؟
هل تريدان أن تشربا شربة هنيئة لا تظمآن بعها أبداً ؟
عليكما بصيام ثلاثة أيام من كل شهر ..عليكما بصيام الأيام البيض من كل شهر ..
التي يحث على صيامها سيد الخلق فيقول : ( من صام ثلاثة أيام من كل شهر مع شهر رمضان كان حقاً على الله أن يرويه يوم الظمأ )

نعم : من صام ثلاثة أيام من كل شهر مع شهر رمضان كان حقاً على الله أن يرويه يوم الظمأ ..
هذه الحقيقة وعاها أعرابي الحجاج ... فاستعد بها لذلك اليوم ..
أتدرون من أعرابي الحجاج ؟
اسمعوا هذه القصة وستعرفونه جيداً !!
كان الحجاج بن يوسف الثقفي طاغية العراق كان رجلا سفاحاً ، وكان أميراً على العراق ، في عهد عبد الملك بن مروان ، وكان الحجاج لا يأكل إلا إذا أرسل إلى رجل يأكل معه .. وذات يوم شديد الحر أراد أن يتناول طعام الغداء .. فأرسل أحد جنوده ليحضر له من يأكل معه .. وذهب الجندي في حر الهجير عندما قامت الشمس على الرؤوس تكوي وجه الأرض بحرها ..
أخذ الجندي يبحث عن رجل يأكل مع الحجاج فلم يجد في هذا الحر القائض إلا أعرابياً ينام في ظل جبل .. فأيقظه الجندي ... وقام الأعرابي مذعوراً : لم أيقظتني يرحمك الله ؟
قال الجندي : لتتناول الغداء مع أمير العراق ... أتدري من هو ؟
قال الأعرابي : نعم .. إنه الحجاج بن يوسف ..
فقاده الجندي نحو الحجاج بن يوسف .. ولما وقف الأعرابي أمام الطاغية ..
قال الحجاج : أتدري من أنا يا أعرابي ؟
قال الأعرابي : نعم ، أنت الحجاج بن يوسف .
قال الحجاج : إذن تعال لتتناول الغداء على مائدة الحجاج يا أعرابي ..
قال الأعرابي بلسان العزة والشموخ : لقد دعاني من هو أفضل منك كي أتناول الطعام عنده .
قال الحجاج المغرور : ومن أفضل مني يا أعرابي ؟
قال الأعرابي : إنني اليوم صائم ومدعو على مائدة الله جل في علاه ..
الله أكبر ... ما هذا الشموخ ؟ ما هذه العزة ؟
أيها الإخوة الأعزاء : عندما أقرأ هذه القصة أحني الجبين إكباراً وإجلالاً لله الذي وضع العزة في قلب من يحب من عباده .
أعرابي وأمير طاغية .... أعرابي حافي القدمين .. فقير الحال .. يقف أمام طاغية العراق الذي ملأ الأرض ظلماً .. ولا يحكم العراق حتى هذا اليوم إلى كل طاغية أثيم ... حجاج زنيم .
أعرابي مسكين يقف أمام ظالم مات في سجنه عشرون ألفا .. وكان سجنه غير مسقوف لا صيفاً ولا شتاءاً ..
وإن سجون الطغاة الغاشمين في هذا الزمان أشد هولاً من سجن الحجاج ..
فلكل زمان حجاجه .... وقد ابتلى الله أمة محمد في هذا الزمان في كل بلد من بلاد المسلمين بحجاج غاشم .. عميل خائن .. لا يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة .
الأعرابي يقول : يا حجاج .. لقد دعاني من هو أفضل منك ... إنني اليوم صائم ومدعو على مائدة الرحمن ..
فيجيب الحجاج : يا أعرابي أتصوم هذا اليوم وهو شديد الحرارة ؟
فيقول الأعرابي المؤمن : يا حجاج .. أصومه ليوم أشد منه حراً .
فيجيب الحجاج : أفطر اليوم .. وصم غداً .
فيجيب الأعرابي وكله ثقة وإيمان : يا حجاج .. هل اطلعت على الغيب فوجدتني سأعيش إلى الغد ..
والله الذي لا إله إلا هو لو كان أحد علماء السلطان في موقف هذا الأعرابي ودعي إلى مائدة أحد المسؤولين وكان صائماً ... لأفطر الدهر كله .. حتى يفوز بمجالسة صاحب الجلالة ... أو صاحب الفخامة ... أو صاحب السمو ... أو صاحب السعادة ... أو صاحب المعالي ..
شاهت الوجوه ... شاهت وجوه المنافقين ... شاهت وجوه المتملقين ... شاهت وجوه المتزلفين .
قال الأعرابي : ماذا تريد مني يا حجاج ؟
قال الحجاج وقد بهت : لا أريد منك شيئاً ..
قال الأعرابي : إذن فدعني مع الذي رفع السماء وبسط الأرض .. ثم انصرف .
أيها المؤمنون الأماجد ... أيتها المؤمنات الفاضلات : ما زلت معكم في الوقفة الأولى بعد رحيل رمضان ..
ومن سوى ذلك .. هناك صوم يومي الاثنين والخميس ..
فقد كان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يصومهما ... ولما سئل - بأبي هو وأمي- عن ذلك قال : ( إنهما يومان تعرض فيهما الأعمال على الله ، وأنا أحب أن يرفع عملي إلى الله وأنا صائم )
و من أراد الزيادة فعليه بصيام نبي الله داوود عليه السلام .
أتدرون ما صيام داوود ؟ كان يصوم يوماً ويفطر يوماً .
قال الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم : ( خير الصيام صيام داوود .. كان يصوم يوماً ويفطر يوماً ) .
إلى هنا أستطيع التوقف عن عرض الوقفة الأولى .. لنستريح قليلاً .. قبل أن نستعرض الوقفة التالية .
أيها المؤمنون الأعزاء : هنا مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم يقول فيها الحبيب : البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت ..
إعمل ما شئت كما تدين تدان ... كل غبن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون .
فتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون .
 
اولا: جزاكي الله خير على ماتقمين به وهكذا يحصل العلم بالبحث والسؤال ثانيا :المراجع كثيرة جدا ولكن ساذكر لك البعض منها الكتب الستة صحيح البخاري وصحيح مسلم والترمذي والنسائي وابي داود وابن ماجه وصحيح الجامع للالباني والسلسلة الصحيحة هذة الكتب مهمة جدا في البحث ثالثا: طريقة البحث في صحيح الجامع انظري الى حرف الميم جملة من صام وهكذا في الكتب الستة هذة لجمع الاحاديث واحرصي ان تكون صحيحة ولشرح الاحاديث ينظر سبل السلام للصنعاني وينظر فتح الباري لابن حجر والمنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج للنووي واسأل الله العلي العظيم ان يوفقك وعذرا على الاطالة
 
عودة
أعلى