وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ

أحمد طاهري

Well-known member
إنضم
05/04/2021
المشاركات
391
مستوى التفاعل
60
النقاط
28
العمر
39
الإقامة
الجزائر
في لمحة خاطفة، يخطف البرق أبصارنا بضوئه الساطع، ثم يتبعه صوتٌ مدمدمٌ هو الرعد. لكن وراء هذه الظاهرة الطبيعية العابرة، تكمن حكمة إلهية عميقة تربط بين الفيزياء والإيمان، وتكشف عن معنى "الباقيات الصالحات" في القرآن الكريم والسنة النبوية.
البرق: ومضة عابرة وقوة خاطفة ، يستغرق تفريغ البرق الحقيقي (مرور التيار الكهربائي) **جزءًا من المليون من الثانية** (أقل من 1 ميكروثانية)، لكنه يسخّن الهواء حوله إلى **30,000 درجة مئوية** – أي أشد سخونة من سطح الشمس! هذه الحرارة تسبب تمددًا مفاجئًا للهواء، مما يولد **موجة صوتية** هي الرعد والذي يستمر لعدة ثواني أي ضعف حياة البرق نفسه عدة ملايين من المرات.
{وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ} (الرعد: 13).
البرق على الرغم من فترة حياته القصيرة جداً إلا أنه إستغل هذا الزمن القصير ليخلف بعده تسبيحة يحمد الله بها على حياته ويسمعها لملايين المخلوقات .

جاء في السنة النبوية ما يؤكد أن التسبيحات هي الباقيات الصالحات. فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
**"خذوا جُنتكم من النار، قولوا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر. فإنهن يأتين يوم القيامة مُقدِماتٍ ومُعقِباتٍ، وهن الباقيات الصالحات"** (رواه النسائي وصححه الألباني).

**{وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ}** (الإسراء: 44).

- **اترك أثرًا يدوم**: كما يترك البرق رعدًا يسبح الله، فلتترك كلمات التسبيح أثراً يرفع درجاتك في الدنيا والآخرة.

البرق والرعد ليسا مجرد ظواهر طبيعية، بل **آية تدعو للتأمل**. ففي عمر البرق القصير، وإصرار الرعد على التسبيح الطويل، تذكرةٌ لنا بأن **القيمة ليست في طول العمر، بل في بقاء الأثر**. فكن كالبرق في سرعة الخير، وكالرعد في دوام الذكر!

{سُبْحَانَ الَّذِي بِيدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}. ⚡🌩️
 
عودة
أعلى