وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُم

إنضم
30/10/2004
المشاركات
342
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
قال تعالى

((((،إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ المَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)) 9-10 الأنفال

وقال ((بَلَى إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ المَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ))125-126 ال عمران

لم قدم الجار والمجرور في الأنفال وأخره في آل عمران

أي لم قال في الأنفال "وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ" وفي آل عمران "وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ "

والآيتان موضوعهما واحد هو الإمداد الرباني لمقاتلي معركة بدر

أما آية الأنفال ففي التقديم للجار والمجرور فائدة الإختصاص--أي لتطمئن قلوبكم بهذا الإمداد لا بغيره من عدد وعدة---ولقد كان أصاب المسلمين وجل من أول لقاء مع عدو يفوقهم عددا وعدة-- فقد كانت رغبتهم أن يلاقوا غير ذات الشوكة وهي القافلة---فقدر لهم المولى ملاقاة ذات الشوكة فوجلوا فكان في هذا الإختصاص تعريض بهم لوجلهم --كذا قال إبن عاشور

((تقديم المجرور هنا في قوله: { به قلوبكم } وهو يفيد الاختصاص، فيكون المعنى: ولتطمئن به قلوبكم لا بغيره، وفي هذا الاختصاص تعريض بما اعتراهم من الوجل من الطائفة ذات الشوكة وقناعتهم بغُنم العُروض التي كانت مع العِير، فعُرض لهم بأنهم لم يتفهموا مراد الرسول صلى الله عليه وسلم حين استشارهم، وأخبرهم بأن العير سلكتْ طريق الساحل فكان ذلك كافياً في أن يعلموا أن الطائفة الموعود بها تمحضت أنها طائفة النفير))
ولم أجد قولا عنده أو عند غيره يبرر تقديم "قلوبكم " على الجار والمجرور في آية آل عمران


وقذ يقول قائل أن آية الأنفال نزلت قبل حصول القتال--لذلك حصل وعد فيها بالإمداد بألف من الملائكة لتثبيت الواجلين فيصبروا
وأن آية آل عمران نزلت خلال القتال لذا قال "يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ " ففي الإخبار الآني بحصول الإمداد وفي زيادة العدد زيادة في التثبيت فكان التركيز على طمأنة القلوب لتثبت في قتالها فقدم القلوب وأخر الجار والمجرور

فهل لقوله مسوغ في علم تأريخ التنزيل؟؟
__________________
 
[align=justify][align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]

جاء في التعبير القرآني
للدكتور فاضل السامرائي
(ص 71-72):

فقدم القلوب على الجار والمجرور في آل عمران فقال " ولتطمئن قلوبكم به " ، وأخرها عنه في الأنفال فقال : " ولتطمئن به قلوبكم " علماً بأن الكلام على معركة بدر في الموطنين غير أن الموقف مختلف .

ففي آل عمران ذكر معركة بدر تمهيداً لذكر موقعة أحد وما أصابهم فيها من قرح وحزن والمقام مقام مسح على القلوب وطمأنة لها من مثل قوله تعالى : " ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين . إن يمسسكم قرح فقد مسّ القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس " (آل عمران : 139-140) إلى غير ذلك من آيات المواساة والتصبير فقال : " وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به " ، فذكر أن البشرى ( لهم ) وقدم (قلوبهم) على الإمداد بالملائكة فقال : " إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به " ، كل ذلك من قبيل المواساة والتبشير والطمأنة .

ولما لم يكن المقام في الأنفال كذلك ، وإنما المقام ذكر موقعة بدر وانتصارهم فيها ودور الإمداد السماوي في هذا النصر وقد فصّل في ذلك أكثر مما ذكر في آل عمران فقال : " إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين . وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم . إذ يغشّيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهّركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبّت به الأقدام . إذ يوحي ربّك إلى الملائكة أني معكم فثبّتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان " (الأنفال : 9-12) .

أقول لما كان المقام مختلفاً خالف في التعبير . أنه لما كان المقام في الأنفال مقام الإنتصار وإبراز دور الإمداد الرباني قدّم (به) على القلوب والضمير يعود على الإمداد . ولما كان المقام في آل عمران هو الطمأنة وتسكين القلوب قدّمها على الإمداد فقال " ولتطمئن قلوبكم به " وزاد كلمة (لكم) فقال : " وما جعله الله إلا بشرى لكم " زيادة في المواساة والمسح على القلوب فجعل كلاً في مقامه .

انتهى .[/align]
 
أخي الفاضل جمال وفقه الله

سوف أنقل فقرتين حول الموضوع

الأولى من كتاب " فتح الرحمان شرح ما يلتبس من القرآن " للشيخ زكرياء الأنصاري . و الثانية مقتبسة من كلام الأستاذ السامرائي حول التقديم و التأخير في القرآن .

أولا :
يقول الشيخ الأنصاري رحمه الله :

هذه تخالف آية الأنفال في ثلاثة أمور:
1- لأنه ذكر في هذه " لكم " لتمام القصة قبلها . و تركها ثَم إيجازا أو اكتفاء بذكره له قبل في قوله " فاستجاب لكم "
2- و قدم " قلوبكم " على" به " هنا . و عكس في الأنفال ليزاوج بين الخطابين في " لكم " و "قلوبكم " .
3- و ذكر هنا وصفي " العزيز " و " الحكيم " تابعين بقوله :" العزيز الحكيم " . و ثم ذكرهما في جملة مستأنفة بقوله " إن الله عزيز حكيم " لأنه لما خاطبهم هنا , حسُن تعجيل بشارتهم بأنََ ناصرهم عزيز ُُ حكيمُُُُُ .

و لأن ما هناك قصة بدر وهي سابقة على ما هنا , فإنها في قصة أُحُد فأخبر هناك بأنه " عزيز حكيم " و جعل ذلك هنا صفة لأن الخبر قد سبق .

ثانيا :

بعد أن فسر الأستاذ السامرائي سبب التقديم و التأخير في آيتي آل عمران و الأنفال – كما ذكرها أخونا لؤي الطيبي , جزاه الله كل خير- يضرب أمثلة أخرى :

و مثال آخر . قوله تعالى في سورة هود " قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي و آتاني رحمة من عنده فعميت عليكم أنلزمكموها و أنتم لها كارهون" /28 .و قوله تعالى في سورة هود كذلك " قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي و آتاني منه رحمة فمن ينصرني من الله إن عصيته فما تزيدونني غير تخسير " "/63 .في الآية الأولى قدم الرحمة على الجار و المجرور . و الآية تتكلم عن الرحمة ( فعميت , أنلزمكموها , و أنتم لها كارهون ) كلها تعود على الرحمة لذا اقتضى السياق تقديم الرحمة على الجار و المجرور .أما في الآية الثانية فالآية تتكلم عن الله تعالى( ربي , الله , منه , الضمير في عصيته ) كلها تعود على الله تعالى لذا اقتضى السياق تقديم " منه " على الرحمة .

وفي القرآن الكريم أمثلة عديدة في التقديم و التأخير كما في قوله تعالى {لهم ما يشاؤون فيها }و { لهم فيها ما يشاؤون } و كذلك في قوله تعالى { و رفعنا فوقكم الطور } و { وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة } و قوله تعالى { ومما رزقناهم ينفقون }و { و أنفقوا مما رزقكم الله }.
و لا ينبغي الاكتفاء بالاهتمام لتفسير التقديم و التأخير في القرآن بل يجب أن يعرف سياق الآيات و دلالتها لأن السياق يقتضي هذا التقديم والتأخير .

و الله أعلم .
 
الحمد لله العزيز الحكيم
كان من الحكمة أن يعبر القرآن عن المدد الإلهي للمؤمنين مرتين لأن المؤمنين ليسوا سواء ، منهم الراسخون في الإيمان العارفون بالله ، ومنهم حديثوا الإيمان الذين لا زالوا مبتدئين .
آية آل عمران تتكلم عن الصنف الأول من المؤمنين ، فالعارف بالله يوقن أن الله عزيز حكيم يحقق الغاية بأية وسيلة ، والغاية هي اطمئنان القلوب بالنصر ، لذلك قدم (قلوبكم) على الجار والمجرور (به) لأن ما يهمهم هو تحقيق الغاية ولا يهم بأية وسيلة، هولاء حين سمعوا بالمدد أيقنوا أنها بشرى ترجح كفة المعركة لصالحهم، لذلك قال تعالى (بشرى لكم) ، لو اعتبروا أن المدد غير كاف لتحقيق النصر لكانت (بشرى فقط) بدون (لكم)، وختم الله الآية ب (وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم) ، فهذه حقيقة يعلمها المؤمنون بالله العارفون به لا تحتاج أن يؤكدها لهم ب (إن ) فيقول (إن الله عزيز حكيم).
أما آية الأنفال فإنها تتكلم عن الصنف الثاني من المؤمنين الذين يظنون أن حسن اختيار الوسيلة هو الذي يحقق الغاية، لذلك قدم الوسيلة (الجار والمجرور (به) ) ، وحيث أنهم مؤمنون جدد فإن المدد كان (بشرى فقط) ، لو أنهم اعتبروا الإمداد كافيا لتحقيق النصر لكان (بشرى لهم) ، هؤلاء يحتاجون إلى توكيد يطمئنون به إلى البشرى ، فأكد الله لهم : وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم، وزادهم تأكيدا بضرب أمثلة تذكرهم : إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ)


مثلا :
مريض يثق في طبيبه ، فهو الذي يسكن ألمه في كل مرة يعاوده فيها نفس الألم، إذا عاود هذا المريض نفس الألم ثم جيء له بدواء وأعلموه أنه من عند طبيبه فإنه ستكون بشرى له بالشفاء لثقته الكبيرة بطبيبه العالم بحالته المرضية.
ومريض آخر أصيب بنفس الألم ، فبعث من يحضر له دواء مسكنا، فلما سمع بإحضار الدواء استبشر لكنه غير متأكد ما إذا كان الدواء الذي أحضر هو الدواء المناسب أم لا ، إذن فهي بشرى فقط لا تكون (بشرى له) إلا إذا تأكد أن الدواء سيحصل به الشفاء، فيؤكد له : إن هذا الدواء وصفه لك الدكتور فلان إنه طبيب قدير ،إذ أنه عالج كثير من المرضى أمثالك كانوا يعانون نفس الألم الذي تعاني منه.
 
حال المستغيث (إذ تستغيثون) أنه يريد جواب استغاثته في أسرع وقت . فناسبت الآية الكريمة ذلك بتقديم ذكر المدد على ذكر القلوب . في سورة الأنفال .
إذ هو مطلوب المؤمنين حينها .
 
((وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ))
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ الْغَضَبَ مِنَ الشَّيْطَانِ وَإِنَّ الشَّيْطَانَ خُلِقَ مِنَ النَّارِ وَإِنَّمَا تُطْفَأُ النَّارُ بِالْمَاءِ ، فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ ». رواه أحمد وأبو داود .
 
((إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ المَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ))
(مردفين) : إذا كان المقاتلون مردفين لبعضٍ أثناء القتال ، اثنين اثنين ، أو أكثر .. فإن ذلك يكون ذلك أقوى لتعاونهم .

((فاضربوا فوق الأعناق))
الألم من جهة حدة السلاح ، ومن جهة ثقله ؛ لأنه من الأعلى .
 
عودة
أعلى