بشير عبدالعال
Member
قَوْلُهُ - تَعَالَى - فِي سُورَةِ النِّسَاءِ : { وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا (141)}
قالَ الشَّيْخُ مُحَمَّد رَشِيد رِضَا رَحِمَهُ اللَّهُ في تَفسيرِ المَنَارِ لَه :
وَقَدْ بَيَّنَّا غَيْرَ مَرَّةٍ كَوْنَ الْإِيمَانِ نَفْسِهِ مِنْ أَسْبَابِ النَّصْرِ ، وَأَنَّهُ يَقْتَضِي الِاسْتِعْدَادَ وَأَخْذَ الْحَذَرِ ، وَإِنَّمَا غُلِبَ الْمُسْلِمُونَ فِي هَذِهِ الْقُرُونِ الْأَخِيرَةِ وَفَتَحَ الْكُفَّارُ بِلَادَهُمُ الَّتِي فَتَحُوهَا هُمْ مِنْ قَبْلُ بِقُوَّةِ الْإِيمَانِ ، وَمَا يَقْتَضِيهِ مِنَ الْأَعْمَالِ ; لِأَنَّهُمْ مَا عَادُوا يُقَاتِلُونَ لِإِعْلَاءِ كَلِمَةِ اللهِ
وَتَأْيِيدِ الْحَقِّ وَنَشْرِ الْإِسْلَامِ ، وَلَا عَادُوا يَعُدُّونَ مَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قُوَّةٍ كَمَا أَمَرَهُمُ الْقُرْآنُ ، فَهُمْ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُنْشِئُوا الْبَوَارِجَ الْمُدَرَّعَةَ ، وَالْمَدَافِعَ الْمُدَمِّرَةَ وَيَتَعَلَّمُوا مَا يَلْزَمُ لَهَا وَلِلْحَرْبِ مِنَ الْعُلُومِ الرِّيَاضِيَّةِ وَالطَّبِيعِيَّةِ وَالْمِيكَانِيكِيَّةِ ، وَهِيَ فَرْضٌ عَلَيْهِمْ بِمُقْتَضَى قَوَاعِدِ دِينِهِمْ ; لِأَنَّ مَا لَا يَتِمُّ الْوَاجِبُ إِلَّا بِهِ فَهُوَ وَاجِبٌ ، وَقَدْ تَرَكُوا كُلَّ ذَلِكَ بَلْ صَارَ أَدْعِيَاءُ الْعِلْمِ فِيهِمْ يُحَرِّمُونَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ .
فَاللهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، أَيْ : يَحْكُمُ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ الصَّادِقِينَ وَالْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ يُظْهِرُونَ الْإِيمَانَ وَيُبْطِنُونَ الْكُفْرَ ، فَهُنَالِكَ لَا تَرُوجُ دَعْوَاهُمُ الَّتِي يَدَّعُونَهَا عِنْدَ النَّصْرِ وَالْفَتْحِ أَنَّهُمْ مِنْكُمْ .
وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا ، أَيْ : إِنَّ الْكَافِرِينَ لَا يَكُونُ لَهُمْ مِنْ حَيْثُ هُمْ كَافِرُونَ سَبِيلٌ مَا عَلَى الْمُؤْمِنِينَ مِنْ حَيْثُ هُمْ مُؤْمِنُونَ يَقُومُونَ بِحُقُوقِ الْإِيمَانِ وَيَتَّبِعُونَ هَدْيَهُ ، وَكَلِمَةُ سَبِيلٍ هُنَا نَكِرَةٌ فِي سِيَاقِ النَّفْيِ تُفِيدُ الْعُمُومَ ، وَقَدْ أَخْطَأَ مَنْ خَصَّهَا بِالْحُجَّةِ ، وَسَبَبُ هَذَا التَّخْصِيصِ عَدَمُ فَهْمِ مَا قَرَّرْنَاهُ آنِفًا مِنْ كَوْنِ النَّصْرِ مَضْمُونًا بِوَعْدِ اللهِ وَسُنَّتِهِ لِلْمُؤْمِنِينَ بِشَرْطِهِ الَّذِي أَشَرْنَا إِلَيْهِ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : إِنَّ هَذَا خَاصٌّ بِالْآخِرَةِ ، وَالصَّوَابُ : أَنَّهُ عَامٌّ فَلَا سَبِيلَ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ مُطْلَقًا ، وَمَا غَلَبَ الْكَافِرُونَ الْمُسْلِمِينَ فِي الْحُرُوبِ وَالسِّيَاسَةِ وَأَسْبَابِهَا الْعِلْمِيَّةِ وَالْعَمَلِيَّةِ مِنْ حَيْثُ هُمْ كَافِرُونَ ، بَلْ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُمْ صَارُوا
أَعْلَمَ بِسُنَنِ اللهِ فِي خَلْقِهِ وَأَحْكَمَ عَمَلًا بِهَا ، وَالْمُسْلِمُونَ تَرَكُوا ذَلِكَ كَمَا عَلِمْتَ ، فَلْيَعْتَبِرْ بِذَلِكَ الْمُعْتَبِرُونَ .
فَيَا أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ تَدَبَّرُوا قَوْلَ رَبِّكُمُ الْعَزِيزِ الْقَدِيرِ ، الْوَلِيِّ النَّصِيرِ ، الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ : {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ }{ إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}وَ { إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} وَ {وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا} وَ{ وَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ } وَلَكِنَّكُمْ نَقَضْتُمْ عَهْدَهُ {وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} وَ { وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ }.
قَالَ فِي الظِّلالِ .............
وإطلاق النص في الدنيا والآخرة أقرب ، لأنه ليس فيه تحديد.
والأمر بالنسبة للآخرة لا يحتاج إلى بيان أو توكيد .. أما بالنسبة للدنيا ، فإن الظواهر أحيانا قد توحي بغير هذا. ولكنها ظواهر خادعة تحتاج إلى تمعن وتدقيق :
إنه وعد من الله قاطع. وحكم من الله جامع : أنه متى استقرت حَقِيقَةُ الْإِيمَانِ في نفوس المؤمنين وتمثلت في واقع حياتهم منهجا للحياة ، ونظاما للحكم ، وتجردا لله في كل خاطرة وحركة ، وعبادة لله في الصغيرة والكبيرة .. فَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا..
وهَذِه حَقِيقَةٌ لا يَحفَظُ التَّاريخُ الإسلاميُّ كلُّه وَاقعةً واحِدةً تُخالِفُها! وأنا أُقررُ في ثِقَةٍ بِوَعدِ اللهِ لا يُخالِجُهَا شَكٌ ، أن الهَزَيمَةَ لا تَلحَقُ بالمُؤمِنينَ ، وَلم تَلحقْ بهم في تاريخِهم كلِّه ، إلا وَهُناكَ ثغرةٌ في حَقِيقَةِ الْإِيمَانِ. إما في الشُّعور وإما في العمَلِ - ومن الإيمَانِ أخذُ العُدَّة وإعدَادِ القُوَّةِ في كل حين بِنيَّةِ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ وتحت هَذه الرايةِ وحدَهَا مُجرَّدَة من كلِّ إضافةٍ وَمِن كُلِّ شَائِبَةٍ - وَبِقَدرِ هَذه الثَّغرَةِ تَكُونُ الهَزيمَةُ الوَقتيَّةُ ثُمَّ يَعودُ النَّصرُ لِلمُؤمِنينَ - حِينَ يُوجَدُونَ! فَفِي «أُحُد» مَثَلا كَانَت الثَّغرةُ فِي تَركِ طَاعَةِ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَفِي الطَّمَعِ فِي الغَنيمَةِ. وَفي «حُنَينٍ» كانَت الثغرةُ في الاعتزازِ بِالكَثرة والإعجَابِ بهَا ونِسيان السَّنَدِ الأصيلِ! ولو ذَهَبنَا نَتتبَعَ كَل مَرَّةٍ تَخَلَّفَ فِيهَا النَّصرُ عَن المُسلِمينَ في تَارِيخِهم لَوَجَدنَا شَيئَا مِنْ هَذَا .. نَعرِفُه أو لا نَعرِفُه .. أمَّا وَعْدُ اللهِ فَهُوَ حَقٌ فِي كُلِّ حِينٍ.
قالَ الشَّيْخُ مُحَمَّد رَشِيد رِضَا رَحِمَهُ اللَّهُ في تَفسيرِ المَنَارِ لَه :
وَقَدْ بَيَّنَّا غَيْرَ مَرَّةٍ كَوْنَ الْإِيمَانِ نَفْسِهِ مِنْ أَسْبَابِ النَّصْرِ ، وَأَنَّهُ يَقْتَضِي الِاسْتِعْدَادَ وَأَخْذَ الْحَذَرِ ، وَإِنَّمَا غُلِبَ الْمُسْلِمُونَ فِي هَذِهِ الْقُرُونِ الْأَخِيرَةِ وَفَتَحَ الْكُفَّارُ بِلَادَهُمُ الَّتِي فَتَحُوهَا هُمْ مِنْ قَبْلُ بِقُوَّةِ الْإِيمَانِ ، وَمَا يَقْتَضِيهِ مِنَ الْأَعْمَالِ ; لِأَنَّهُمْ مَا عَادُوا يُقَاتِلُونَ لِإِعْلَاءِ كَلِمَةِ اللهِ
وَتَأْيِيدِ الْحَقِّ وَنَشْرِ الْإِسْلَامِ ، وَلَا عَادُوا يَعُدُّونَ مَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قُوَّةٍ كَمَا أَمَرَهُمُ الْقُرْآنُ ، فَهُمْ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُنْشِئُوا الْبَوَارِجَ الْمُدَرَّعَةَ ، وَالْمَدَافِعَ الْمُدَمِّرَةَ وَيَتَعَلَّمُوا مَا يَلْزَمُ لَهَا وَلِلْحَرْبِ مِنَ الْعُلُومِ الرِّيَاضِيَّةِ وَالطَّبِيعِيَّةِ وَالْمِيكَانِيكِيَّةِ ، وَهِيَ فَرْضٌ عَلَيْهِمْ بِمُقْتَضَى قَوَاعِدِ دِينِهِمْ ; لِأَنَّ مَا لَا يَتِمُّ الْوَاجِبُ إِلَّا بِهِ فَهُوَ وَاجِبٌ ، وَقَدْ تَرَكُوا كُلَّ ذَلِكَ بَلْ صَارَ أَدْعِيَاءُ الْعِلْمِ فِيهِمْ يُحَرِّمُونَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ .
فَاللهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، أَيْ : يَحْكُمُ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ الصَّادِقِينَ وَالْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ يُظْهِرُونَ الْإِيمَانَ وَيُبْطِنُونَ الْكُفْرَ ، فَهُنَالِكَ لَا تَرُوجُ دَعْوَاهُمُ الَّتِي يَدَّعُونَهَا عِنْدَ النَّصْرِ وَالْفَتْحِ أَنَّهُمْ مِنْكُمْ .
وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا ، أَيْ : إِنَّ الْكَافِرِينَ لَا يَكُونُ لَهُمْ مِنْ حَيْثُ هُمْ كَافِرُونَ سَبِيلٌ مَا عَلَى الْمُؤْمِنِينَ مِنْ حَيْثُ هُمْ مُؤْمِنُونَ يَقُومُونَ بِحُقُوقِ الْإِيمَانِ وَيَتَّبِعُونَ هَدْيَهُ ، وَكَلِمَةُ سَبِيلٍ هُنَا نَكِرَةٌ فِي سِيَاقِ النَّفْيِ تُفِيدُ الْعُمُومَ ، وَقَدْ أَخْطَأَ مَنْ خَصَّهَا بِالْحُجَّةِ ، وَسَبَبُ هَذَا التَّخْصِيصِ عَدَمُ فَهْمِ مَا قَرَّرْنَاهُ آنِفًا مِنْ كَوْنِ النَّصْرِ مَضْمُونًا بِوَعْدِ اللهِ وَسُنَّتِهِ لِلْمُؤْمِنِينَ بِشَرْطِهِ الَّذِي أَشَرْنَا إِلَيْهِ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : إِنَّ هَذَا خَاصٌّ بِالْآخِرَةِ ، وَالصَّوَابُ : أَنَّهُ عَامٌّ فَلَا سَبِيلَ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ مُطْلَقًا ، وَمَا غَلَبَ الْكَافِرُونَ الْمُسْلِمِينَ فِي الْحُرُوبِ وَالسِّيَاسَةِ وَأَسْبَابِهَا الْعِلْمِيَّةِ وَالْعَمَلِيَّةِ مِنْ حَيْثُ هُمْ كَافِرُونَ ، بَلْ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُمْ صَارُوا
أَعْلَمَ بِسُنَنِ اللهِ فِي خَلْقِهِ وَأَحْكَمَ عَمَلًا بِهَا ، وَالْمُسْلِمُونَ تَرَكُوا ذَلِكَ كَمَا عَلِمْتَ ، فَلْيَعْتَبِرْ بِذَلِكَ الْمُعْتَبِرُونَ .
فَيَا أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ تَدَبَّرُوا قَوْلَ رَبِّكُمُ الْعَزِيزِ الْقَدِيرِ ، الْوَلِيِّ النَّصِيرِ ، الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ : {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ }{ إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}وَ { إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} وَ {وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا} وَ{ وَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ } وَلَكِنَّكُمْ نَقَضْتُمْ عَهْدَهُ {وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} وَ { وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ }.
قَالَ فِي الظِّلالِ .............
وإطلاق النص في الدنيا والآخرة أقرب ، لأنه ليس فيه تحديد.
والأمر بالنسبة للآخرة لا يحتاج إلى بيان أو توكيد .. أما بالنسبة للدنيا ، فإن الظواهر أحيانا قد توحي بغير هذا. ولكنها ظواهر خادعة تحتاج إلى تمعن وتدقيق :
إنه وعد من الله قاطع. وحكم من الله جامع : أنه متى استقرت حَقِيقَةُ الْإِيمَانِ في نفوس المؤمنين وتمثلت في واقع حياتهم منهجا للحياة ، ونظاما للحكم ، وتجردا لله في كل خاطرة وحركة ، وعبادة لله في الصغيرة والكبيرة .. فَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا..
وهَذِه حَقِيقَةٌ لا يَحفَظُ التَّاريخُ الإسلاميُّ كلُّه وَاقعةً واحِدةً تُخالِفُها! وأنا أُقررُ في ثِقَةٍ بِوَعدِ اللهِ لا يُخالِجُهَا شَكٌ ، أن الهَزَيمَةَ لا تَلحَقُ بالمُؤمِنينَ ، وَلم تَلحقْ بهم في تاريخِهم كلِّه ، إلا وَهُناكَ ثغرةٌ في حَقِيقَةِ الْإِيمَانِ. إما في الشُّعور وإما في العمَلِ - ومن الإيمَانِ أخذُ العُدَّة وإعدَادِ القُوَّةِ في كل حين بِنيَّةِ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ وتحت هَذه الرايةِ وحدَهَا مُجرَّدَة من كلِّ إضافةٍ وَمِن كُلِّ شَائِبَةٍ - وَبِقَدرِ هَذه الثَّغرَةِ تَكُونُ الهَزيمَةُ الوَقتيَّةُ ثُمَّ يَعودُ النَّصرُ لِلمُؤمِنينَ - حِينَ يُوجَدُونَ! فَفِي «أُحُد» مَثَلا كَانَت الثَّغرةُ فِي تَركِ طَاعَةِ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَفِي الطَّمَعِ فِي الغَنيمَةِ. وَفي «حُنَينٍ» كانَت الثغرةُ في الاعتزازِ بِالكَثرة والإعجَابِ بهَا ونِسيان السَّنَدِ الأصيلِ! ولو ذَهَبنَا نَتتبَعَ كَل مَرَّةٍ تَخَلَّفَ فِيهَا النَّصرُ عَن المُسلِمينَ في تَارِيخِهم لَوَجَدنَا شَيئَا مِنْ هَذَا .. نَعرِفُه أو لا نَعرِفُه .. أمَّا وَعْدُ اللهِ فَهُوَ حَقٌ فِي كُلِّ حِينٍ.