وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

إنضم
09/09/2009
المشاركات
80
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
قال الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي في التعليق على تفسير الطبري في قوله تعالى: (وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) :
أي لا ينظر إليهم نظر رحمة. فالنظر هنا على حقيقته. صفة لله جل وعز. كما يليق به سبحانه. (الهامش رقم 2 ج5/ص516)
فهل المقصود أن حقيقة النظر هنا هي صفة الرحمة كما يظهر من كلام الدكتور؟ أليس تفسير النظر بالرحمة تأويلا؟ فكيف يقال بأن النظر هنا على حقيقته؟
أم هل هنالك خلل في هذا التعليق؟
 
قال الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي في التعليق على تفسير الطبري في قوله تعالى: (وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) :
أي لا ينظر إليهم نظر رحمة. فالنظر هنا على حقيقته. صفة لله جل وعز. كما يليق به سبحانه. (الهامش رقم 2 ج5/ص516)
فهل المقصود أن حقيقة النظر هنا هي صفة الرحمة كما يظهر من كلام الدكتور؟ أليس تفسير النظر بالرحمة تأويلا؟ فكيف يقال بأن النظر هنا على حقيقته؟
أم هل هنالك خلل في هذا التعليق؟

إذا علمنا أن الله تعالى لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ولا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ،فالقول بأن المراد بالنظر في الآية هو نظر الرحمة هو القول الصحيح وليس فيه تأويل ولا ينفي صفة النظر وأنه حقيقة.
 
هل المقصود من النظر الحقيقي لله هو صفة البصر؟
إذا كان النظر الحقيقي هو صفة البصر فكيف يكون البصر هو الرحمة؟؟
 
التعليق فيه إثبات لحقيقة النظر وهذا قوله: ((فالنظر هنا على حقيقته. صفة لله جل وعز، كما يليق به سبحانه)). وأما قول: ((أي: لا ينظر إليهم نظر رحمة)) فالذي يظهر من هذا القول إثبات صفة النظر لله عز وجل وما يلزم منها، وليس نفي الصفة وتأويلها بالرحمة، فهو يقول: ((لا ينظر إليهم نظر رحمة)) ولم يقل: أي: لا يرحمهم، ولو قال كذلك فلا إشكال ما دام قد أثبت الصفة، فهو تفسير للصفة في هذا الموضع بلازمها الصحيح مع إثبات حقيقة الصفة على ما يليق بالله، وأهل السنة يثبتون الصفة على ما يليق بالله سبحانه ويثبتون لوازمها الصحيحة، قال ابن كثير في تفسير الآية: (("ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة" أي: برحمة منه لهم، يعني: لا يكلمهم الله كلام لطف بهم، ولا ينظر إليهم بعين الرحمة)).
وقد ثبت في النصوص الشرعية أن الله يبصر ويرى وينظر على الحقيقة، ومن هذه النصوص قول الله سبحانه وتعالى: (إن الله كان سميعا بصيرا)، وقوله سبحانه وتعالى: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)، وقوله: (إنني معكما أسمع وأرى)، وقوله: (ألم يعلم بأن الله يرى)، وقوله: (الذي يراك حين تقوم).
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل المشهور لما سأله عن الإحسان: «أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه ؛فإنه يراك…»، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطراً»، وقال أنس بن النظر رضي الله عنه: «لئن الله أشهدني قتال المشركين؛ ليرين الله ما أصنع».
ومما يستدل به على إثبات النظر والرؤية حقيقة لله عز وجل قول إبراهيم عليه السلام: (يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا) فالمعبود الحق هو من اجتمعت فيه صفات الكمال، ومنها السمع والبصر، كما ذكر قوام السنة الأصبهاني، وقال في كتابه (الحجة في بيان المحجة): ((ذكر ما امتدح الله عز وجل به من الرؤية والنظر إلى خلقه)) ثم ذكر بعض النصوص في ذلك، وقال: ((فواجب على كل مؤمن أن يثبت من صفات الله عز وجل ما أثبته الله لنفسه، وليس بمؤمن من ينفي عن الله ما أثبته الله لنفسه في كتابه، فرؤية الخالق لا يكون كرؤية المخلوق، وسمع الخالق لا يكون كسمع المخلوق، قال الله تعالى: (فسيرى الله عملكم ورسوله). وليس رؤية الله تعالى أعمال بني آدم كرؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين وإن كان اسم الرؤية يقع على الجميع، وقال تعالى: (يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر). جل وتعالى عن أن يشبه صفة شيء من خلقه صفته، أو فعل أحد من خلقه فعله، فالله تعالى يرى ما تحت الثرى وما تحت الأرض السابعة السفلى وما في السماوات العلى، لا يغيب عن بصره شيء من ذلك ولا يخفى، يرى ما في جوف البحار ولججها كما يرى ما في السماوات، وبنوا آدم يرون ما قرب من أبصارهم ولا تدرك أبصارهم ما يبعد منهم، لا يدرك بصر أحد من الآدميين ما يكون بينه وبينه حجاب، وقد تتفق الأسامي وتختلف المعاني)، والله أعلم، وأسأله الحق وأعوذ به من الباطل.
 
إذن على جوابك أخي يوسف فإن النظر هو البصر؟
فهل سلب النظر إلى بعض المخلوقات مجاز عن عدم رحمتهم؟
أو سلب النظر حقيقة في عدم شمول بصر الله لهم في ذلك الوقت؟ وهذا نقص.
أو أن الصر تختلف كيفيته، وهذا غير صحيح لأن البصر من حيث هو إدراك لا اختلاف فيه.
وكلام ابن كثير والطبري صريح في اعتبار نفي النظر من باب المجاز والكناية عن عدم الرحمة، وبتفسيرهم تنحل الإشكالات، لكن عند من يرفض المجاز في القرآن تبدأ التعقيدات.
 
القول بالكناية في الآية لا ينفي الحقيقة، لأن الكناية قد يصح معها إرادة الحقيقة، وأهل السنة يثبتون حقيقة الصفة على ما يليق بالله عز وجل ويثبتون لوازمها الصحيحة، بخلاف بعض المبتدعة فإنهم يؤولون الحقيقة باللوازم، ويقتصرون على القول بالكناية مع نفي الحقيقة، والله أعلم.
 
لماذا لجأ الطبري والبغوي وابن كثير وغيرهم ممن لا يحصون كثيرة إلى تجاهل المعنى الأساسي والتفسير بالكناية وباللوازم؟؟؟
 
إذن على جوابك أخي يوسف فإن النظر هو البصر؟
فهل سلب النظر إلى بعض المخلوقات مجاز عن عدم رحمتهم؟
أو سلب النظر حقيقة في عدم شمول بصر الله لهم في ذلك الوقت؟ وهذا نقص.
أو أن الصر تختلف كيفيته، وهذا غير صحيح لأن البصر من حيث هو إدراك لا اختلاف فيه.
وكلام ابن كثير والطبري صريح في اعتبار نفي النظر من باب المجاز والكناية عن عدم الرحمة، وبتفسيرهم تنحل الإشكالات، لكن عند من يرفض المجاز في القرآن تبدأ التعقيدات.

استدراجك كان رائعاً والقول بالكناية والمجاز يزيل كثيرا من الاشكالات
 
عودة
أعلى