وَقَرۡنَ فِي بُيُوتِكُنَّ

إنضم
03/04/2020
المشاركات
23
مستوى التفاعل
1
النقاط
3
الإقامة
مصر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(وَقَرۡنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجۡنَ تَبَرُّجَ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ ٱلۡأُولَىٰۖ) {الأحزاب : 33} يقول الله لنساء النبي وللمسلمات كن أهل وقار وإلزمن بيوتكن للاهتمام بشئون البيت من أولاد وزوج وما لا يقدر الرجل على فعله ولا تخرجن إلا لحاجةً شرعية [ابن كثير][القرطبي]
، وإن خرجتن لا تظهرن ما ينبغي سترهُ من المرأة ولا تتغنجن ولا تتكسرن في مشيَّتكن كما كن يفعلن في الجاهلية الأولى قبل الإسلام [ابن كثير][الطبري]
___

اختلفوا في الجاهلية الأولى فالبعض قال الشعبي : أنها الفترة بين عيسى (ع) ومحمد (ص) [الطبري]
وعن ابن عباس : أن الجاهلية الأولى كانت بين نوح (ع) وإدريس (ع) [ابن كثير][الطبري]
والبعض قال أنها فترة سيدنا إبراهيم (ع) [القرطبي]
وعن الحَكَم بن عُتيبة : هي الفترة بين آدم ونوح عليهما السلام [القرطبي][الطبري]
ولكن المفسرون يتفقون أن الجاهلية الأولى كانت قبل الإسلام وهذا لا خلاف فيه.

___

إذا كان الخطاب هنا لنساء النبي والمسلمات لماذا خص الله نساء النبي بالذكر في الآيات؟
يتم ذكرهن لتشريفهنَّ ولعلو قدرهن ، ولأنهن الأولى بالذكر من نساء المسلمين [القرطبي][ابن كثير]
 
هناك حرص أكثر من جهة نساء النبي:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا(53)إِن تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾


أما أمر ﴿فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ﴾ فهذا أمر لأزواج النبي الذي قال الله تعالى فيهن: ﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ﴾ في الآية:
﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا﴾
فطبعا جعل الخطاب لكل المسلمات في الأمور مثل ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ﴾ و ﴿فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ﴾ (يعني جعل الأمور على كل المسلمات ليست فقط أزواج النبي) قد يُعتبر ضعيف لأنه قد يكون حكمة تحريم نكاح أزواج النبي لأن بعض المؤمنين في ذلك الوقت كانوا يؤذون النبي بإرادة نكاح أزواجه وإرادة (أو انتظار) موت النبي (ص) والجلوس في بيت النبي (ص) لإرادة النظر والكلام مع الشهوة مع أزواج النبي (ص)، وكان النبي يستحيي...إلى آخره، كلام طويل مذكور في التفاسير في هذه المسألة.
قد يُفهَم الأمر ﴿فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ﴾ بأنه أمر للمؤمنين عند هذه الحالة: ﴿وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا﴾ في بيت النبي (ص) تسألوهن من وراء أي حجاب وإن كان الحجاب يعتبر سترة مثل وراء الحائط أو وراء الستارة...
 
قولك أخ أحمد: "جعل الخطاب لكل المسلمات في قوله (وقرن في بيوتكن)، وقوله ( فاسألوهن من وراء حجاب) أنه ضعيف"
هناك قاعده عند الأصوليين في التفسير أن العبرة بعموم اللفظ وليس بخصوص السبب لعلّك تطلع عليها ان رمت الفائدة..
 
السلام عليكم أختي، شكرا على الرد باحترام، لأن بعض الآخرون لا يحترمونني.
نعم، العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. لكن هناك استثناءات للقاعدة العامة، مثل عندما يكون هناك:

  1. التصريح في التخصيص
  2. السياق، أو إشارات تخصيص غير ذلك.
في هذه المسالة هناك تصريح في التخصيص بالذات في ﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ﴾. هذه الآية موجودة في سياق، وموضوع الذي من ضمنه الآيات:
﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ...﴾
﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ﴾
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ...﴾
أول آيتين ستجدها في نفس الصفحتين في سورة الأحزاب. أما الآية الأخيرة فهي أبعد، لكنها متعلّقة بموضوع ستر أزواج النبي، وموجودة في نفس السورة. إذا كانت بعض الأمور مثل ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ﴾ و ﴿فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ﴾ عامّة، ما هي الدلالة المستفيدة من ﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ﴾؟ عندي هو أنّ الآية تدل على أن هناك أمر بحرص أكثر من جهة نساء النبي لأنّهنّ أمهات المؤمنين.
 
عودة
أعلى