وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ

إنضم
18/07/2007
المشاركات
627
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
[align=justify]تفسير الآيات الكريمة :
وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227) (سورة الشعراء) من تفسير الإمام البغوي


وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225)

قوله عز وجل: { وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ } قال أهل التفسير: أراد شعراء الكفار الذين كانوا يهجون رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر مقاتل أسماءهم، فقال: منهم عبد الله بن الزبعري السهمي، وهبيرة بن أبي وهب المخزومي، ومشافع بن عبد مناف. وأبو عزة بن عبد الله الجمحي، وأمية بن أبي الصلت الثقفي، تكلموا بالكذب وبالباطل، وقالوا: نحن نقول مثل ما يقول محمد. وقالوا الشعر، واجتمع إليهم غواة من قومهم يستمعون أشعارهم حين يهجون النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ويروون عنهم وذلك (1) . قوله: { وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ } هم الرواة الذين يروون هجاء [النبي صلى الله عليه وسلم و (2) المسلمين. وقال قتادة ومجاهد: الغاوون هم الشياطين. وقال الضحاك: تهاجى رجلان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدهما من الأنصار والآخر من قوم آخرين، ومع كل واحد منهما غواة من قومه، وهم السفهاء فنزلت هذه الآية. وهي رواية عطية عن ابن عباس (3) . { أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ } [من أودية الكلام] (4) { يَهِيمُونَ } جائرون وعن طريق الحق حائدون، والهائم: الذاهب على وجهه لا مقصد له.

__________
(1) انظر: زاد المسير: 6 / 150.
(2) ما بين القوسين ساقط من "أ".
(3) الطبري: 19 / 127، وعزاه السيوطي أيضا لابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس.
(4) ما بين القوسين ساقط من "أ".


يتبع : =
[/align]
 
[align=justify]= بقية :

وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227)

أخبرنا عبد الله بن عبد الصمد الجوزجاني، أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي، أخبرنا الهيثم بن كليب، أخبرنا أبو عيسى الترمذي، حدثنا إسحاق بن منصور، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا جعفر بن سليمان، حدثنا ثابت، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة في عمرة القضاء وابن رواحة يمشي بين يديه ويقول: خَلُّوا بَنِي الكفَّارِ عن سَبيلهِ ... اليومَ نضربُكم على تنزيلهِ
ضربًا يُزيل الهَامَ عن مَقِيْلهِ ... ويُذْهِلُ الخليلَ عن خلِيلِه
فقال له عمر: يا ابنَ رواحةَ بين يديْ رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي حَرَم الله تقول الشعر؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "خلِّ عنه يا عمر، فلهي أسرع فيهم من نَضْحِ النَّبْلِ" (1) أخبرنا عبد الواحد المليحي، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي، أخبرنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا شعبة، أخبرني عدي أنه سمع البراء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان: "اهجهم أو هاجهم وجبريل معك" (2) .
أخبرنا عبد الله بن عبد الصمد الجوزجاني، أخبرنا أبو القاسم الخزاعي، أخبرنا الهيثم بن كليب، حدثنا أبو عيسى، حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري وعلي بن حجر -المعنى واحد-قالا حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم 53/ب يضع لحسان بن ثابت منبرًا في المسجد يقوم عليه قائمًا يفاخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يُؤيّد حَسانَ بروح القدس، ما ينافح أو يفاخر عن رسول الله" (3) . أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر، أخبرنا عبد الغفار بن محمد، حدثنا محمد بن عيسى الجلودي، حدثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان، حدثنا مسلم بن الحجاج، حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث،

__________
(1) أخرجه الترمذي في الأدب، باب ما جاء في إنشاد الشعر: 8 / 138-140، وقال: "هذا حديث حسن غريب صحيح من هذا الوجه، وقد روى عبد الرزاق هذا الحديث أيضا عن معمر عن الزهري في غير هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة في عمرة القضاء، وكعب بن مالك بين يديه. وهذا أصح عند بعض أهل الحديث؛ لأن عبد الله بن رواحة قتل يوم مؤتة، وإنما كانت عمرة القضاء بعد ذلك"، وأخرجه أيضا في كتابه المفرد الشمائل المحمدية ص (145)، وأخرجه النسائي في المناسك، باب إنشاد الشعر في الحرم.. 2 / 25-26، وأبو نعيم في الحلية: 6 / 292، والمصنف في شرح السنة: 12 / 374، وانظر: فتح الباري: 7 / 502، سلسة الأحاديث الصحيحة للألباني رقم (593).
(2) أخرجه البخاري في بدء الخلق، باب ذكر الملائكة: 6 / 304، وفي المغازي: 7 / 416، وفي الأدب: 10 / 546، ومسلم في فضائل الصحابة، باب فضائل حسان برقم (2486): 4 / 1933، والمصنف في شرح السنة: 12 / 377.
(3) أخرجه الترمذي في الأدب، باب ما جاء في إنشاد الشعر: 8 / 137، وقال: "هذا حديث حسن غريب صحيح"، وأخرجه في الشمائل ص (147)، وصححه الحاكم: 3 / 487، والمصنف في شرح السنة: 12 / 377. وانظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني: 3 / 177.
يتبع : =
[/align]
 
[align=justify]بقية : =

وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227)

وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان ينشد الشعر في المسجد ويستنشده؛ فروي أنه دعا عمر بن أبي ربيعة المخزومي فاستنشده القصيدة التي قالها فقال: أمن آل نعم أنت غاد فمبكر ... غداة غد أم رائح فمهجر
فأنشده ابن أبي ربيعة القصيدة إلى آخرها، وهي قريبة من سبعين بيتًا، ثم إن ابن عباس أعاد القصيدة جميعها، وكان حفظها بمرة واحدة. { وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا } أي: لم يشغلهم الشعر عن ذكر الله، { وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا } قال مقاتل: انتصروا من المشركين، لأنهم بدءوا بالهجاء. ثم أوعد شعراء المشركين فقال: { وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا } أشركوا وهجوا رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) { أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ } أي مرجع يرجعون بعد الموت. قال ابن عباس رضي الله عنهما: إلى جهنم والسعير. والله أعلم (2) .

__________
(1) وقيل المراد بهم أهل مكة، وقيل: الذين ظلموا من المشركين، والصحيح أن هذه الآية عامة في كل ظالم. انظر: تفسير ابن كثير: 3 / 356.
(2) قطعة من حديث تقدم تخريجه، أخرجه البخاري في النكاح: 9 / 104، ومسلم في النكاح أيضا: 2 / 1020.
[align=center]انتهى[/align]
[/align]
 
جزاك الله خيرا يا أبا الخير.
ولعل مانفهمه من حديثك النافع، أن ماتوجه في القرآن من الذم للشعر والشعراء، جاء في أسباب خاصة، وفئة محددة، وعليه فإن العبرة بخصوص السبب لا بعموم اللفظ، فإن صح فكيف نوجهها - في هذا الباب- خروجا مما عليه الجمهور، من كون العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب؟
أرجو البيان مشكورا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
عودة
أعلى