وَإدْغَامُ ذِى التَّحْرِيمِ طَلَّقَكُنَّ قُلْ

أحمد نجاح

New member
إنضم
22/02/2011
المشاركات
940
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
السلام عليكم .
عندي سؤال لمشايخنا الفضلاء أرجوا أن يفيدونا وهو :
على أي أساس أجاز العلماء وجه الإظهار للسوسي في قوله ( طلقكن ) ؟
وهل قول الشاطبي :
وَإدْغَامُ ذِى التَّحْرِيمِ طَلَّقَكُنَّ قُلْ أَحَقُّ وَبِالتَّأْنِيثِ وَالْجَمْعِ أُثْقِلاَ
فيه دلالة على ذلك ؟ ولو كان مراد الشاطبي جواز الإظهار أليس من الأولى أن يقول " أصح بدل " أحق " .
وإذا كان أبو عمرو لم يقرأ إلا بالإدغام كما ذكر في التيسير ، وذكر وجه الإظهار عن ابن مجاهد على سبيل الحكاية فالتفضيل في قول الشاطبي " أحق " لا يفيد جواز الإظهار من طريقه ، بل أراد الشاطبي ذكر ما نص عليه أبو عمرو فقط ؛ لأن أبا عمرو وإن لم يقرأ إلا بالإدغام غير أنه لم يمنع الإظهار حال حكايته ، وعليه فالإظهار جائز ولكنه لم يقرأ به ، فقول الشاطبي " أحق " لا نستطيع أن نأخذ منه أكثر من ذلك ، وإلا فما الذي منع الشاطبي أن يقول " أصح " إن كان هذا الوجه جائزا ، وهل قرأ الشاطبي به وأقرأ به ولم يقرئ به السخاوي أبا شامة ؛ حيث أن أبا شامة لم ينص إلا على وجه الإدغام فقط .
ثم إذا كان كلام الشاطبي يستفاد منه جواز الإظهار فهل يعتبر ذلك خروجا منه على ما في التيسير ؟ وإن كان فهل تصح القراءة به ؟
فأرجوا أن تفيدونا في هذه المسألة بارك الله فيكم .
 
يقول الشاطبي وجدت في التيسير في حرف {طلقكن} بسورة التحريم وجهان: الإظهار والإدغام.
الإدغام، وحده، هو قراءة الداني. أما الإظهار فلم يقرأ به على شيوخه، إنما حكاه عن ابن مجاهد، وهو صحيح عنه. الوجهان متساويان من حيث صحة طريق الورود، ولا يمكنني إذاً أن أقول أن أحدهما [أصح] من الآخر. ولكن من حيث القراءة من طريق كتابي، الذي هو طريق التيسير، فالإدغام أحق لسببين:
1- كونه قراءة الداني.
2- لعلتين:
إحديهما: التأنيث الموجب لإدغام {جئتِ شيئا} بمريم، دون {جئتَ شيئا} بالكهف.
ثانيتهما: الجمع الموجب لإدغام {خلَقكم} دون {خلقك}.
وعلى هذا فلا يصح من طريق التيسير إلا الإدغام، لأنه المسنَدُ، وذكَر الإدغام لاستيفاء ما في التيسير، وليس لغرض القراءة. وقوله [أحق] نفي للإظهار من طريق التيسير، وتعليله بـ"التأنيث والجمع" ترجيح لطريق الداني، لكن من حيث القياس فقط، وليس من حيث الصحة.
هذا فهمي للبيت، وليس لديّ شيء عما أقرأ به الشاطبي والسخاوي في هذا الموضع.
 
وعلى هذا فلا يصح من طريق التيسير إلا الإدغام، لأنه المسنَدُ، وذكَر الإدغام لاستيفاء ما في التيسير، وليس لغرض القراءة. .
لعلك أردتَ ( وذكر الإظهار ) .

نعم ، الوجهان صحيحا المورد ، لكن لو عبر الشاطبي بـ ( أصح ) لم يكن يمكننا إلا فهم صحة الإظهار من طريقة ، لا من طرق أخرى ، فلما عبر بـ ( أحق ) أبطل وجه الإظهار من طريق كتابه ، مع عدم منعه جوازه من طرق أخرى ، وهو ما ذكره الداني حكايةً ، فهو_ كما تفضلتَ_ أراد استيفاء ما في التيسير فقط ، وليس لغرض جواز القراءة .

أما قولي : وهل قرأ الشاطبي به وأقرأ به . . . الخ . فهو استفهام استنكاري ، أردتُ أن أقول : لو أن مراد الشاطبي من قوله ( أحق ) صحة الوجه الآخر كما ذكر بعض ، لأقرأ به ، وبما أن أبا شامه لم يذكر إلا الإدغام فهذا يدل على أن الشاطبي لم يقرئ إلا بالإدغام ، وكان المفترض أن أستدل بما ذكره السخاوي مباشرة ؛ إذ هو تلميذ الناظم ، ولكن فتح الوصيد ليس بين يدي الآن .

على كل ، مجمل كلامكم أنكم لا ترون وجه الإظهار من الشاطبية ، أليس كذلك ؟
 
بارك الله فيك ، وأشكر لك تفاعلك .
 
فلما عبر بـ ( أحق ) أبطل وجه الإظهار من طريق كتابه
الذي أعرفه أن " الحق " و " الباطل " ضدان لايجتمعان حتى يؤوب القارظ العنزي !
فالشاطبي عنده وجهان حكم على أحدهما بأنه " أحق " فكيف في نفس الوقت يحكم على الآخر بأنه " باطل" ؟!
فهل الوصف " أحق " يقابله " الإبطال" ؟ أم ماذا ؟!
إن كنا ننازع في التحريرات فلا ولن نرضى بها في " لغة العرب " !
مع التحية للجميع .
 
سيدي محقق النشر ! أرجو توضيح مأخذكم على عبارة الأستاذ أحمد نجاح وموقفكم من وجه الإظهار من طريق الشاطبية. أردت أن أفهم ما قلتم لكني لم اوفق
 
توضيح مأخذكم على عبارة الأستاذ أحمد نجاح وموقفكم من وجه الإظهار من طريق الشاطبية
مأخذي على عبارة أخي الكريم " أحمد نجاح " هو أنه " قوّل " الإمامَ الشاطبي مالم يقله وهو أنه " أبطل وجهاً حكم عليه بأنه " حق".
أما موقفي : فحجتي في القراءات بيني وبين الله هو الإمام الشاطبي رحمه الله .
 
مأخذي على عبارة أخي الكريم " أحمد نجاح " هو أنه " قوّل " الإمامَ الشاطبي مالم يقله وهو أنه " أبطل وجهاً حكم عليه بأنه " حق".
أما موقفي : فحجتي في القراءات بيني وبين الله هو الإمام الشاطبي رحمه الله .
هل تعنون أن الإظهار والإدغام صحيحان ومقروء بهما في {طلقكن} من طريق الشاطبية لمجرد ذكر الشاطبي للوجهين حتى ولو بيّن الداني أن قراءته بالإدغام فقط ؟
 
الذي أعرفه أن " الحق " و " الباطل " ضدان لايجتمعان حتى يؤوب القارظ العنزي !
فالشاطبي عنده وجهان حكم على أحدهما بأنه " أحق " فكيف في نفس الوقت يحكم على الآخر بأنه " باطل" ؟!
فهل الوصف " أحق " يقابله " الإبطال" ؟ أم ماذا ؟!
إن كنا ننازع في التحريرات فلا ولن نرضى بها في " لغة العرب " !
مع التحية للجميع .

لما عبر الشاطبي ب‏(‏ أحق ) أفاد أن وجه الإظهار حق أيضا ، ولكن هذه الإفادة لا يمكن أن نأخذ منها جواز الإظهار ، فهو يرى أنه حق ولكنه لم يقرأ به ، كل ما في الأمر أنه أراد استيفاء ما جاء في التيسير فقط .
الداني ذكر هذا الوجه حكاية , ولم ينكره أو ينفيه ، فدل ذلك على صحته ، ولكنه لم يقرأ إلا بالإدغام ، فاختيار الشاطبي ل‏(‏ أحق ) دون ( أصح ) أفادت ما ذكره الداني بكل دقة ، وعليه فهي مبطلة لهذا الوجه من طريقه ؛ وإلا لعبر بإخرى ك‏(‏ فأولى ) أو (أصح ) .
 
أخي الحبيب الشيخ محمد الحسن بوصو حفظكم الله ورعاكم ، قلتم بالحرف الواحد :
هل تعنون أن الإظهار والإدغام صحيحان ومقروء بهما في {طلقكن} من طريق الشاطبية لمجرد ذكر الشاطبي للوجهين حتى ولو بيّن الداني أن قراءته بالإدغام فقط ؟
وأقول :
كاتب الحروف يتعامل مع " الشاطبية " على أنها " طرق للشاطبي " وليست مقتصرة على " التيسير " ، وهذا فرق ما بينه وبين المتغالين في التحريرات .
فالوجهان صحيحان عن " الشاطبي " ومقروء بهما من " طرقه " كما أن الداني نفسه رحمه الله " قرأ بهما .
وكون الداني لم يذكر الإظهار في التيسير فهذا لا يلزم الشاطبي رحمه الله ، إلا عند من ابتكر مسألة " عقد قران الشاطبي بالتيسير " وهو عقد أرى أنه " واجب الفسخ رواية ودراية " .
أما أخي الكريم أحمد نجاح فقلتم أولاً:
فلما عبر بـ ( أحق ) أبطل وجه الإظهار من طريق كتابه
ثم قلتم أخيراً :
ولكن هذه الإفادة لا يمكن أن نأخذ منها جواز الإظهار
فلا أدري أي الرجلين " أبطل " الإظهار " ؟
آآآلشاطبي أم أحمد نجاح ؟
وأيضاً :
الشاطبي الإمام الأديب النحوي يقول " أحق " ويفهم كل الناس حتى أخي الكريم أحمد نجاح أن عبارته تفيد أن " الإظهار جائز " ثم يزيد أحمد نجاح بأن هذه الإفادة : لا يمكن أن نأخذ - والنون هنا نون المتكلم المفرد الخاصة بأحمد نجاح أو نون التثنية ليشرك معه أخي الحبيب محمد الحسن بوصو وليست نون الجمع ولا نون العظمة - منها جواز الإظهار ؟؟!
أخي أحمد حفظكم الله ورعاكم :
أنا لا أعرفكم ولا تعرفوني - وعدم معرفتي بكم لاتضركم شيئاً ولا تنفعكم ,ولا تنقص قدركم ومقداركم - ولكن من باب النصيحة : أن لا تكتب اعتراضاً على جبل من جبال العلم إلا بعد أن تعرضه وتراجعه وتتأمل فيه ، فالعلماء لم يكونوا يلقوا الكلام على عواهله ، فلرب حرف ضموا تحته معاني أشد ستراً من العروس في خدرها فلا ينالها إلا من قتله الشوق والوجدان وسهر الليالي .
وعفوا على الاطالة .
 
سيدي الدكتور الكريم : عرضته على أبي شامة فلم يذكر الإظهار لا من قريب أو بعيد ، وحمل قوله ( أحق ) على أن إدغام ( طلقكن ) أحق من الأمثلة السابقة .

وأبو شامة هو من هو ، أخذ القراءة عن تلميذ الشاطبي ، فهل ترى أن السخاوي أقرأه بالإظهار ولم يذكره ؟‏!‏
 
لا ! لا ! يا دكتور ! أحمد نجاح لا يستطيع أن يلتزم الصواب أكثر من عرض فهمه لبيت الشاطبية على الملتقى وانتظار إقرار علمائه أو نقضهم أو تعديلهم لفهمه.
وتقولون سيادة الدكتور:
فالوجهان صحيحان عن " الشاطبي " ومقروء بهما من " طرقه " كما أن الداني نفسه " قرأ بهما .
هل تتفضلون بنقل قراءة الداني بوجه الإظهار في {طلقكن} من أي مصدر تجدون ؟
وتضيفون:
وكون الداني لم يذكر الإظهار في التيسير فهذا لا يلزم الشاطبي
الذي نعرفه أن الداني ذكر الإظهار في {طلقكن} خلافا لما اقتبسناه من كلامكم.
وداعبتمونا بقولكم المكمل لما سبق من اقتباسنا:
وكون الداني لم يذكر الإظهار في التيسير فهذا لا يلزم الشاطبي ، إلا عند من ابتكر مسألة " عقد قران الشاطبي بالتيسير " وهو عقد أرى أنه " واجب الفسخ رواية ودراية " .
أفضل أن تقول
" عقد قران الشاطبية بالتيسير "
على أن ذلك لا يصور الصلة بين الشاطبية والتيسير، لأن العلاقة بين الشاطبية والتيسير ليست علاقة زواج يقبل الطلاق والخلع واللعان بل مسألة [ارتباط عضوي] فحسب.
ثم تقدمتم إلى أحمد نجاح بهذه الموعظة الحسنة مشوبة بحقه في النصيحة بصفته من عامة المسلمين:
أنا لا أعرفكم ولا تعرفوني - وعدم معرفتي بكم لاتضركم شيئاً ولا تنفعكم ,ولا تنقص قدركم ومقداركم - ولكن من باب النصيحة : أن لا تكتب اعتراضاً على جبل من جبال العلم إلا بعد أن تعرضه وتراجعه وتتأمل فيه ، فالعلماء لم يكونوا يلقوا الكلام على عواهله ، فلرب حرف ضموا تحته معاني أشد ستراً من العروس في خدرها فلا ينالها إلا من قتله الشوق والوجدان وسهر الليالي.
لكن أحمد نجاح كان قد عمل بهذا قبل أن تأتيه نصيحتكم. فإيمانا منه بأن "العلماء لم يكونوا يلقون الكلام على عواهله ، فلرب حرف ضموا تحته معاني أشد ستراً من العروس في خدرها فلا ينالها إلا من قتله الشوق والوجدان وسهر الليالي" عرض فهمه على الملتقى ، وذلك يستلزم أنه راجع المسألة، وتأمل فيها.
 
أخي الحبيب بوصو :
هل تتفضلون بنقل قراءة الداني بوجه الإظهار في {طلقكن} من أي مصدر تجدون ؟
لست في مجال المناظرة لأنقل لكم نص الداني ، وإنما نحن في باب المذاكرة ، والمذاكرة تفرض علينا أن نبحث بأنفسنا ثم إذا لم نجد يكون هناك كلام آخر .
الذي نعرفه أن الداني ذكر الإظهار في {طلقكن} خلافا لما اقتبسناه من كلامكم.
نعم هو ماذكرتم ونحن نعرفه ، ولكن سبق القلم .
عقد قران الشاطبية بالتيسير
والله هكذا كتبتها أولاً ، ثم رجعت عنها .
بل مسألة [ارتباط عضوي] فحسب.
أضحك الله سنك .
أما كاتب الحروف لو طلب أن يصور العلاقة بينهما لصورها بأن رجلاً اشترى أرضاً وبنى عليها سبعة أدوار ثم تملكها آخروبنى على السبعة خمسة أدوار أخرى بعضها من ماله الخاص ، فلا يحق لأحد أن يشارعه فيها ويقول له : هذه الأدوار الخمسة لاينبغي لك استخدامها لأنها مبنية على أساس السبعة التي لصاحبك .
( وأعتذر لك أخي فوالله لست من أهل العقار ولا المال ، ولكنه مثل طرأ علي اللحظة فسجلته حتى أعيد النظر في صوابه وإلا فالمسح قادم عليه لامحالة .
أما أخي أحمد نجاح حفظه الله فقلتم :
عرضته على أبي شامة فلم يذكر الإظهار لا من قريب أو بعيد
وهنا يحق لي ولغيري أن ينشد قول الشاعر :
أعد نظراً يا عبد قيس لعلّما **** أضاءت لك النار الحمار المقيّدا
 
وهنا يحق لي ولغيري أن ينشد قول الشاعر :
أعد نظراً يا عبد قيس لعلّما **** أضاءت لك النار الحمار المقيّدا

أعاد النظر ( عبد الله ) فتنبه لما فاته , ورأى الحمار المقيد ، بإضاءات الدكتور الجكني ، ولكن عليا القاري سبب له مشكلة لما فك قيد الحمار ، باعتراضه واستدراكه على الشاطبي لفظ ( أحق ) من دون تقييد ، فقيده بقوله ( أحق من الأولى )؛ حتى لا يفهم منه جواز الإظهار .
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أنا هنا مجرد ناقلة لما جاء في فتح الوصيد للسخاوي تعليقا على هذا البيت :
(وإدغام ذي التحريم طلقكن قل ؛؛؛؛ أحق وبالتأنيث والجمع أثقلا
روي عن اليزيدي أنه قال : يلزم أبا عمرو إدغامه * وإليه أشار بقوله : (أحق) ، فقال قائلون : هذا دليل على أنه لم يُرو عن أبي عمرو إدغامه .
قال الشيخ رحمه الله : واللفظ محتمل ، لأن قوله : يلزم أبا عمرو إدغامه ، يحتمل أن أبا عمرو أدغمه ، لأن إدغامه لازم له على أصله ، وإذا احتمل فكيف يُقطع بأنه لم يُرو عنه إدغامه ، وكان ابن مجاهد يظهره .
ووجهه ، استثقال ثلاثة أحرف مضعّفة في كلمة ، وإدغامه أقيس لثقل الجمع وثقل التأنيث ، وإذا ثقُل من وجهين ، فالأولى تخفيفه بالإدغام ) . انتهى .
(نقلا من فتح الوصيد في شرح القصيد للسخاوي / تحقيق ودراسة د . مولاي محمد الإدريسي الطاهري / ج٢ / صـ ٢٣٧ - ٢٣٨) .
________________________________
* نقل ذلك أبو عمرو الداني عنه في الإدغام الكبير : ٤٧ ، ولفظه : " وألزم اليزيدي أبا عمرو إدغامه " .
 
ولكن عليا القاري سبب له مشكلة لما فك قيد الحمار ، باعتراضه واستدراكه على الشاطبي لفظ ( أحق ) من دون تقييد ، فقيده بقوله ( أحق من الأولى )؛ حتى لا يفهم منه جواز الإظهار .
مع احترامي وتقديري وتبجيلي لأئمتنا وعلمائنا الذين استدركوا - في ظنهم - على الإمام الشاطبي رحمه الله بعض " عباراته " ومنهم أبو شامة والقارئ وغيرهما حتى بعض المعاصرين فأردد إنشاد البيت عليهم :
أعد نظراً يا عبد قيس لعلّما **** أضاءت لك النار الحمار المقيّدا
وأزيد :
استدراك الملّا رحمه الله لايسلم له ، بل أرى أنه وهم عنه أو غفل - ووالله إني لأكتب هذه العبارات وقلمي يرجف رهبة وهيبة لهذا الامام الجليل - لكن الحق أحق وأولى ، فالشيخ يقول - والعهدة على من نقل كلامه :
فقيده بقوله ( أحق من الأولى )؛ حتى لا يفهم منه جواز الإظهار
وهذا فيه أشياء :
1- هو تأثر بعبارة أبي شامة عندما ذكر هذا القول ، وعليه فاستدراكه على الشاطبي إنما هو ترداد لكلام أبي شامة ، إلا أن الفرق بينهما هو أن أباشامة جعله كلامه شرحاً وتوضيحاً لكلام الشاطبي ، والملّا جعله " اعتراضاً واستدراكاً " .
2- الملّا كأنه ذهب إلى عدم جواز الإظهار بدليل منعه عبارة الشاطبي التي تؤدي إلى الجواز ، والحق مع الإمام وليس مع الملّا رحمهما الله ، لأن الإظهار جائز ومروي عند الشاطبي أصالة ، لكنه ثانياً بعد الإدغام .
3- الشاطبي نقل جواز الإظهار ، وعلى من خالفه إبطال هذا النقل ولن يستطيع .
وأخيراً ، ومن باب " السي بالسي يذكر " :
أقترح كتابة موضوع يدرس فيه كل الاعتراضات التي وجهت للشاطبي ودراستها دراسة علمية ، وسيجد الباحث فيها أن ألحق في أغلبها إن لم يكن جلها هو مع الشاطبي وليس مع من اعترض عليه وإن كأبي شامة رحمه الله .
 
هل تتفضلون بنقل قراءة الداني بوجه الإظهار في {طلقكن} من أي مصدر تجدون ؟

شيخنا محمد الحسن بوصو حفظكم الله ورعاكم
أطلب منكم تعليق هذه العبارة من النشر " قال الداني: وبالوجهين قرأته أنا واختار الإدغام لأنه قد اجتمع في الكلمة ثقلان: ثقل الجمع وثقل التأنيث." النشر بتحقيق الضباع ص 286
 
شيخنا محمد الحسن بوصو حفظكم الله ورعاكم
أطلب منكم تعليق هذه العبارة من النشر " قال الداني: وبالوجهين قرأته أنا واختار الإدغام لأنه قد اجتمع في الكلمة ثقلان: ثقل الجمع وثقل التأنيث." النشر بتحقيق الضباع ص 286
قال الإمام الداني: "وبالوجهين قرأت أنا وأختار الإدغام؛ لأنه قد اجتمع في ذلك ثقلان: ثقَل الجمع ،وثقَل التأنيث، فوجب أن يخفف بالإدغام. وكأن من آثر الإظهار إنما كره أن يجتمع في كلمة واحدة ثلاثة أحرف مضاعفة؛ لما في ذلك من الكلفة والثقل، وهو وجه". الإدغام الكبير ص106 عالم الكتب.
 
قال الإمام الداني: "وبالوجهين قرأت أنا وأختار الإدغام؛ لأنه قد اجتمع في ذلك ثقلان: ثقَل الجمع ،وثقَل التأنيث، فوجب أن يخفف بالإدغام. وكأن من آثر الإظهار إنما كره أن يجتمع في كلمة واحدة ثلاثة أحرف مضاعفة؛ لما في ذلك من الكلفة والثقل، وهو وجه". الإدغام الكبير ص106 عالم الكتب.
شيخنا محمد الحسن بوصو حفظكم الله ورعاكم
أطلب منكم تعليق هذه العبارة من النشر " قال الداني: وبالوجهين قرأته أنا واختار الإدغام لأنه قد اجتمع في الكلمة ثقلان: ثقل الجمع وثقل التأنيث." النشر بتحقيق الضباع ص 286
قال في جامع البيان ما نصه: "واختلف أهل الأداء عنه في حرف رابع، وهو قوله في التحريم {إن طلقكن}. فكان ابن مجاهد وعامة أصحابه يرون فيه الإظهار لإلزام اليزيدي أبا عمرو إدغامه، فدل ذلك على أنه رواه عنه مظهرا، أو لكراهة توالي التشديد في ذلك بالإدغام، [وعلى ذلك أهل الأداء عن شجاع، وكان آخرون يرون فيه الإدغام] قياسا على نظائره، وبالوجهين قرأته انا وأختار الإدغام؛ لأنه قد اجتمع في الكلمة ثقلان ثقل الجمع وثقل التأنيث، فوجب أن يخفف بالإدغام. على أن العباس بن الفضل قد روى الإدغام في ذلك عن أبي عمرو نصا"
هذا نص واضح على أن الداني قرأ بالإظهار والإدغام في {إن طلقكن} خلافا لما فهمناه من "التيسير" الذي نص على الإغام فقط ونسب الإظهار إلى ابن مجاهد وأصحابه. ولا يخفى ما ذكرناه في آخر مداخلتنا الأولى:
وعلى هذا فلا يصح من طريق التيسير إلا الإدغام، لأنه المسنَدُ، وذكَر الإدغام لاستيفاء ما في التيسير، وليس لغرض القراءة. وقوله [أحق] نفي للإظهار من طريق التيسير، وتعليله بـ"التأنيث والجمع" ترجيح لطريق الداني، لكن من حيث القياس فقط، وليس من حيث الصحة.
هذا فهمي للبيت، وليس لديّ شيء عما أقرأ به الشاطبي والسخاوي في هذا الموضع.
وتبقى مسألة هل يُقرأ بالإظهار لثبوت قراءة الداني به ؟ أو يُكتفى عن الإظهار لتركه هو باختياره الإدغام ؟ لكن في مسألة وجه قراءة الداني الصواب مع الشيخ/عبد الله محمد الصومالي.
على أن نص جامع البيان نفسه مثير للانتباه:
قراءة وجه الإدغام: (1) قياس على نظائره، و(2) نص عن أبي عمرو من طريق العباس بن الفضل واختاره الداني لـ (3) ثقل الجمع والتأنيث.
قراءة وجه الإظهار: (1) لدلالة إلزام اليزيدي أبا عمرو إدغامه على الإظهار، او (2) لكراهة توالي التشديدات بالإدغام.
ثم ننتقل إلى إعلان المبادئ الذي يتفضل به شيخنا الحبيب الدكتور الجكني في كل مناسبة. وننبه فضيلته إلى أن إعلان المبادئ اتهام بالالتزام لمن وجه إليه القول، كما نقول لفضيلته: لم يستدرك أحد من أعضاء الملتقى على الشاطبي من عنده، ولا أدري ما ذا يدعوهم إلى الاعتراض عليه. كل ما فعله الشيخ أحمد نجاح هو أنه عرض فهمه وبيّن وجهة نظره. ولم يعترض على الشاطبي ولا على أي من العلماء، لكن الحديث انتقل في مشاركاتكم إلى "الاعتراض على العلماء". وأنا - محمد الحسن بوصو - بريء من معارضة العلماء براءة تامة، وما إعلان المبادئ بما يجرني إلى معارضتهم. وكان يكفي لحسم الموضوع نقل النص الذي نقله الشيخ عبد الله محمد الصومالي من النشر والشيخ آيت عمران من الإدغام الكبير فينتهي الموضوع كما انتهى الآن من جانب قراءة الداني بالوجهين.
 
أخي الحبيب الشيخ محمد الحسن بوصو حفظكم الله ورعاكم :
كل ما فعله الشيخ أحمد نجاح هو أنه عرض فهمه وبيّن وجهة نظره. ولم يعترض على الشاطبي ولا على أي من العلماء
لو أن أخي الشيخ أحمد نجاح اكتفى بعرض فهمه وبيان وجهة نظره والله ما كنت كتبت حرفاً واحداً لا تعليقاً ولا مشاركة ، لأن الوقت أثمن من أن نتناقش في موضوع هو محسوم أصالة عندي وهو صحة كل ما في الشاطبية وإن عترض أشياخ كبار ( وإن كالشيخ بوصو وابن نجاح ) .
مداخلتي كانت لبيان عدم صحة القول بأن الشاطبي ( أبطل ) وجه الإظهار ، فقط لا غير ، كما هو صريح عبارة أحمد نجاح .
استطراد :
وقلت لا غير حتى وإن لم يرضَ بها ابن هشام رحمه الله في قوله إنها من لحن الفقهاء وإن الصواب أن يقال " ليس غير "، بل هي من كلام العرب ، وكأنه رحمه الله نسي قول الشاعر :
جواباً به تنجو اعتمد فوربنا **** لعن عمل أسلفت لاغير تُسأل
مع التحية والتقدير للجميع .
 
سيدي الدكتور الكريم _ حفظك الله _ قولي : إن الشاطبي أبطل وجه الإظهار بقوله ( أحق ) هو ضمن فهمي للبيت ، الذي عرضته على مشايخنا الكرام وعلمائنا الأفاضل ؛ لأرى رأيهم فيه ، ولا أدري هل فات سيدي الدكتور أن الأستاذ محمد الحسن ذكر نفس الكلام أيضا في أول مشاركة له ، حيث قال : " وقوله ( أحق ) نفي للإظهار من طريق التيسير " .

والنفي والإبطال مؤداهما واحد ، وإن اختلف المعنى ، وأظن ان الأمر قد حسم .

بارك الله في الجميع .
 
الشيخ أحمد نجاح.
هذا جواب محدَّد على استفسارِكم بِخصوص مفهوم البيتِ دون الخُروج عن نصِّ الشاطبي.
قول الإمام الشاطبي - رحمه الله - :
وإدغام ذي التحريم طلقكنَّ قل أحقُّ
فيه:
أحقُّ ... أفعل تفضيل ؛ بمعنى أوْلَى وأجْدَر .... ويُقدَّر بعدَها "مِن" والمفضَّل عليه؛ ليُعلَم إدْغام "طلَّقكنَّ" أوْلى من ماذا؟!
وهُنا احتمالان للمفضَّل عليه المقدَّر.
الأول أن يكون التقدير: إدغام طلقكنَّ أحقّ من إدغام "يرزقكم" و "واثقكم" و "خلقكم" ونحوه.
[وعلى هذا التقدير؛ لا يكون الشاطبي تعرَّض لإظْهار "طلقكنَّ" البتَّة، وإنَّما كلامُه أنَّ مَن أدغم "يرزقكم" و "واثقكم" و "خلقكم" ونحوه، فأوْلى مِن ذلك أن يُدغم "طلقكنَّ"].
والاحتمال الثاني أن يكون التقدير: إدغام طلقكنَّ أحقّ من إظهاره.
وعليهِ؛ يكون قد رجَّح بين إدغام طلقكنَّ وإظهاره، فجعل الإظهار مرجوحًا.
- - -
فكلُّ مَن فهم من البيت - من الشُّرَّاح وغيرهم - أنَّ إدغام "طلقكنَّ" أوْلى مِن إدغام "يرزقكم" و "واثقكم" و "خلقكم" ونحوه، لزِمَه في "طلقكنَّ" الإدغام كُلَّما أدغمَ تِلك الكلِمات... بهذا يكون قد أخذ بكلام الشاطبي ولم يزِدْ عليه.
ومَن فهِم البيتَ على الاحتِمال الثاني صار عنده الإظهار مذكورًا .... مرجوحًا.
- - -
وأنت لو تتبَّعتَ كثيرًا من الشُّرَّاح، لوجدتهم يذهبون إلى توجيه كلام الشاطبي: إدغام طلقكنّ أحقُّ من إدغام يرزقكم ونحوه.
ولا يترتَّب عليه أبدًا إباحةُ وجهَين في "طلقكنَّ".... وقول الشيخ القاضي في "الوافي":
"فكان هذا اللفظ أوْلى بالإدغام من غيره، ويؤخَذ من هذا أن للسوسي وجهين في هذا اللفظ: الإدغام والإظهار"
غير مستقيم.
إنَّما يؤخذ الوجهان - لِمن أخذ بهما - من غير هذا.
والله أعلم.
 
الأستاذ القارئ المليجي، سلمكم الله, قلتم:
هذا جواب محدَّد على استفسارِكم بِخصوص مفهوم البيتِ دون الخُروج عن نصِّ الشاطبي.
الأستاذ أحمد نجاح لم يخرج عن نص الشاطبي ولا مرة، ولا حاولَ. وأرى أنكم تأثرتم بما سميناه إعلان المبادئ من شيخنا السالم بن محمد محمود الجكني الشنقيطي، الذي لا يشرب من الشاي إلا المفتول. ولدفع أي تأويل أنقل لكم نص مشاركة الأستاذ الفطن/ أحمد نجاح الأولى، وإن كان على حساب طول المشاركة:
السلام عليكم .عندي سؤال لمشايخنا الفضلاء أرجوا أن يفيدونا وهو : على أي أساس أجاز العلماء وجه الإظهار للسوسي في قوله ( طلقكن ) ؟ وهل قول الشاطبي :
وَإدْغَامُ ذِى التَّحْرِيمِ طَلَّقَكُنَّ قُلْ أَحَقُّ وَبِالتَّأْنِيثِ وَالْجَمْعِ أُثْقِلاَ
فيه دلالة على ذلك ؟ ولو كان مراد الشاطبي جواز الإظهار أليس من الأولى أن يقول " أصح بدل " أحق " .وإذا كان أبو عمرو لم يقرأ إلا بالإدغام كما ذكر في التيسير ، وذكر وجه الإظهار عن ابن مجاهد على سبيل الحكاية فالتفضيل في قول الشاطبي " أحق " لا يفيد جواز الإظهار من طريقه ، بل أراد الشاطبي ذكر ما نص عليه أبو عمرو فقط ؛ لأن أبا عمرو وإن لم يقرأ إلا بالإدغام غير أنه لم يمنع الإظهار حال حكايته ، وعليه فالإظهار جائز ولكنه لم يقرأ به ، فقول الشاطبي " أحق " لا نستطيع أن نأخذ منه أكثر من ذلك ، وإلا فما الذي منع الشاطبي أن يقول " أصح " إن كان هذا الوجه جائزا ، وهل قرأ الشاطبي به وأقرأ به ولم يقرئ به السخاوي أبا شامة ؛ حيث أن أبا شامة لم ينص إلا على وجه الإدغام فقط .
ثم إذا كان كلام الشاطبي يستفاد منه جواز الإظهار فهل يعتبر ذلك خروجا منه على ما في التيسير ؟ وإن كان فهل تصح القراءة به ؟
فأرجوا أن تفيدونا في هذه المسألة بارك الله فيكم .
وفي قولكم
الأول أن يكون التقدير: إدغام طلقكنَّ أحقّ من إدغام "يرزقكم" و "واثقكم" و "خلقكم" ونحوه.[وعلى هذا التقدير؛ لا يكون الشاطبي تعرَّض لإظْهار "طلقكنَّ" البتَّة، وإنَّما كلامُه أنَّ مَن أدغم "يرزقكم" و "واثقكم" و "خلقكم" ونحوه، فأوْلى مِن ذلك أن يُدغم "طلقكنَّ"].
نظر. لأن القول بأن إدغام {إن طلقكن} أحق من إدغام {يرزقكم} و {واثقكم} و {خلقكم} ونحوه، يستلزم الوفاق في الكلمات الثلاث ونحوها والخلاف في {طلقكن}، وفي هذا الباب لا يكون الوجه الثاني من الخلاف إلا الإظهار.
المعنى على تقديركم: يدغم {طلقكن} قولا واحدا وإدغامه أحق من إدغام {يرزقكم} و {واثقكم} و {خلقكم} ونحوه. وهذا تحصيل حاصل ومقارنة من دون فائدة.
أو: في {طلقكن} الإظهار والإدغام، لكنّ الإدغامَ أحقُّ. لأنه لو كان سبب الإدغام في {يرزقكم} و {واثقكم} و {خلقكم} ونحوه ثقل الجمع، فالجمع موجود في {طلقكن} بالإضافة إلى التأنيث أيضا وهو ثقيل. وهذا وجيه جدا، وإن كان الشاطبي يكاد ينقل نص الداني في التيسير والإدغام الكبير وجامع البيان، والداني لم يتعرض للمقارنة بين {طلقكن} وبين {رزقكم} ونحوه، وإنما بين الإظهار والإدغام في {طلقكن} مرجحا إحدى قراءتيه.
 
وأخيراً ، ومن باب " السي بالسي يذكر " :
أقترح كتابة موضوع يدرس فيه كل الاعتراضات التي وجهت للشاطبي ودراستها دراسة علمية ، وسيجد الباحث فيها أن ألحق في أغلبها إن لم يكن جلها هو مع الشاطبي وليس مع من اعترض عليه وإن كأبي شامة رحمه الله .
ألفِتُ النَّظرَ إلى هذا الاقتِراح الرَّائع.
وأدعو أساتذتَنا ومشايِخَنا إلى فتح هذا الموضوع، والمشاركة الجادَّة المتجرِّدة من الحكم المسبَق.
هناك كتاب الدكتور عبد القيوم السندي، الذي جمع فيه تعديلات بعض الشُّراح، لكن ينبغي عدم الاقتِصار على ذلك.
وهناك أخونا الشيخ محمد أحمد الأهدل، له تحقيقات على بعض أبيات الشاطبية، قال في التعريف به:
"وبعدُ، فقد وفقني الله تعالى لجمع أبيات الشاطبية التي تعقب فيها المحققون الإمام الشاطبي رحمه تعالى بالتحقيق والاستدراك في بحث متواضع أسميته: (تحقيقات أبيات الشاطبية واستدراكات العلماء عليها) وكان هو رسالتي للماجستير".
 
عودة
أعلى