وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ

إنضم
26/02/2009
المشاركات
1,878
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25) سورة الحديد

قال الطبري في تفسيره:
وقوله: ( وَأَنزلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ ) يقول تعالى ذكره: وأنزلنا لهم الحديد فيه بأس شديد، يقول: فيه قوّة شديدة، ومنافع للناس، وذلك ما ينتفعون به منه عند لقائهم العدوّ، وغير ذلك من منافعه.
وقد حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا الحسين، عن علباء بن أحمر، عن عكرِمة عن ابن عباس، قال: ثلاثة أشياء نزلت مع آدم صلوات الله عليه: السندان والكلبتان، والميقعة، والمطرقة.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: ( وَأَنزلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ ) قال: البأس الشديد: السيوف والسلاح الذي يقاتل الناس بها،( وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ ) بعد، يحفرون بها الأرض والجبال وغير ذلك.

وقال بن الجوزي في زاد المسير:
أحدهما : أن الله تعالى أنزل مع آدم السندان ، والكلبتين ، والمطرقة ، قاله ابن عباس .
والثاني : أن معنى «أنزلنا» : أنشأنا وخلقنا ، كقوله تعالى : { وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج } [ الزمر : 6 ] .

لقد كثر الكلام حول معنى إنزال الحديد في الآية الكريمة بين أنصار الإعجاز ومنكريه.
وهنا أود أن أقول:

أي التفسيرين الواردين عن السلف أصح في معنى "أنزلنا"؟
إذا كان الأول ، فهل أنزلت تلك الأدوات مع القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا ؟ أم أن الحديد الموجود في الأرض هو بقايا ما أنزل على آدم عليه السلام؟

وإذا كان المعنى هو الثاني " أنشأنا وخلقنا" فهل نجد في لغة العرب أنزالنا بمعنى أنشأنا وخلقنا؟

وإذا كان الحديد جزء من مكونات الأرض مثله مثل أي عنصر آخر فلماذا عبر عنه بقوله "أنزلنا"؟

وإذا كان العلم الحديث قد توصل إلى أن الحديد يختلف في مكوناته عن بقية العناصر وأنه لا يمكن أن يكون قد تكون في الأرض فلماذا نرفض البحث في هذه الفكرة وهي أن هذه إشارة في كتاب الله تعالى إلى حقيقة ستكتشفها البشرية فيما بعد كدليل على صدق القرآن؟

ثم إن الذين يرفضون هذه الفكرة نقول :
لماذا تقبلون أن الكتاب أنزل من خارج الأرض وتأخذون بظاهر القرآن في ذلك ، ثم ترفضونها في قضية الحديد وقد عطف إنزال الحديد على إنزال الكتاب؟

أرجو مناقشة المسألة بعيدا عما كتب حولها من قبل القائلين بالإعجاز.
 
لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25) سورة الحديد

وإذا كان العلم الحديث قد توصل إلى أن الحديد يختلف في مكوناته عن بقية العناصر وأنه لا يمكن أن يكون قد تكون في الأرض فلماذا نرفض البحث في هذه الفكرة وهي أن هذه إشارة في كتاب الله تعالى إلى حقيقة ستكتشفها البشرية فيما بعد كدليل على صدق القرآن؟

ثم إن الذين يرفضون هذه الفكرة نقول :
لماذا تقبلون أن الكتاب أنزل من خارج الأرض وتأخذون بظاهر القرآن في ذلك ، ثم ترفضونها في قضية الحديد وقد عطف إنزال الحديد على إنزال الكتاب؟

أرجو مناقشة المسألة بعيدا عما كتب حولها من قبل القائلين بالإعجاز.

نعم أخى الكريم ، صدقت

وكانت لفتة موفقة منك أن أشرت الى عطف انزال الحديد على انزال الكتاب
 
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية "الكتاب والحديد وإن اشتركا في الإنزال ،فلا يمنع أن يكون أحدهما نزل من حيث لم ينزل الآخر حيث نزل الكتاب من الله ....والحديد نزل من الجبال التي يخلق فيها" .
التحفة العراقيه في الاعمال القلبية بتحقيق الدكتور يحيي الهنيدي ص 3040
 
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية "الكتاب والحديد وإن اشتركا في الإنزال ،فلا يمنع أن يكون أحدهما نزل من حيث لم ينزل الآخر حيث نزل الكتاب من الله 00000والحديد نزل من الجبال التي يخلق فيها0"
التحفة العراقيه في الاعمال القلبية بتحقيق الدكتور يحيي الهنيدي ص 3040

شكر الله لك يا دكتور يسري ويسر لنا ولك الخير

وكلام شيخ الإسلام رحمه الله عن الجبال يحتاج إلى أن نقف عنده ونتأمله جيدا.
 
جاء في التفسير المنتخب:
" وخلقنا الحديد فيه عذاب شديد فى الحرب "
وجاء في أيسر التفاسير:
{ وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد } أي وكما أنزلنا الكتاب للدين والعدل للدنيا أنزلنا الحديد لهما معاً للدين والدنيا فيما فيه من البأس الشديد في الحروب فهو لإقامة الدين بالجهاد .
وجاء في تفسير بن سعدي:
"{ وَأَنزلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ } من آلات الحرب، كالسلاح والدروع وغير ذلك."
وفي التفسير الميسر:
"وأنزلنا لهم الحديد، فيه قوة شديدة"

وقال بن عطية:
وقوله تعالى : { وأنزلنا الحديد } عبر عن خلقه وإيجاده بالإنزال كما قال في الثمانية الأزواج من الأنعام ، وأيضاً فإن الأمر بكون الأشياء لما تلقى من السماء ، جعل الكل نزولاً منها.

وقال مقاتل:
"{ وَأَنزْلْنَا الحديد فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ } يقول : من أمرى كان الحديد فيه بأس شديد للحرب"

وهنا نلاحظ أن بعض المفسرين لم يتعرض لمعنى الإنزال ، والبعض الآخر فسره بمعنى الخلق.
وهذا التفسير نريد أن نعرف مدى صحته من جهة اللغة ومن جهة المعنى.

والبعض يستشهد بقول الله تعالى:
" خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ"
على أن أنزل بمعنى خلق كما ذكره بن عطية وغيره.

ونقول لماذا التعبير بأنزل بدل خلق كما في قوله تعالى:

(وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ) سورة النحل(5)

ونقول :
هل على طالب العلم والباحث في التفسير أن يقف عند ما قيل؟
أم أن له الحق في أن يجتهد في حدود ما تحتمله اللفظة من معاني؟
 
الأخ الكريم حجازي،

1. الأصل أن نأخذ ظاهر الألفاظ ما لم يصرف صارف، وليس هناك من صارف إلا الجهل بحقيقة نزول الحديد. وبما أن العلم المعاصر لا يجد من تفسير لوجود الحديد على الأرض إلا فرضية نزوله من السماء فيجب علينا أن نأخذ بظاهر اللفظة.
2. ما قيل في الحديد يقال في الأنعام، إلا أن العلم لم يتنبّه بعد إلى مسألة نزول الأنعام. وهذا يفرض على علماء المسلمين أن يبحثوا المسألة لعلهم يجدوا الحقيقة التي تتضمنها عبارة:" وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج".
 
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية "الكتاب والحديد وإن اشتركا في الإنزال ،فلا يمنع أن يكون أحدهما نزل من حيث لم ينزل الآخر حيث نزل الكتاب من الله ....والحديد نزل من الجبال التي يخلق فيها"

حياك الله أخانا الدكتور يسرى
أعتقد أن شيخ الاسلام - عليه رحمة الله - لو كان حيا بيننا اليوم لما وسعه الا أن يتبع رأى العلم الحديث ، لأنه رأى قد توفرت الأدلة على صدقيته ، والدين لا يخاصم العلم ولا يعاديه
والله أعلى أعلم
 
الأخ الكريم حجازي،

1. الأصل أن نأخذ ظاهر الألفاظ ما لم يصرف صارف، وليس هناك من صارف إلا الجهل بحقيقة نزول الحديد. وبما أن العلم المعاصر لا يجد من تفسير لوجود الحديد على الأرض إلا فرضية نزوله من السماء فيجب علينا أن نأخذ بظاهر اللفظة.
2. ما قيل في الحديد يقال في الأنعام، إلا أن العلم لم يتنبّه بعد إلى مسألة نزول الأنعام. وهذا يفرض على علماء المسلمين أن يبحثوا المسألة لعلهم يجدوا الحقيقة التي تتضمنها عبارة:" وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج".

لا شك أن الأخذ بالظاهر هو الأصل
ولكن ما عسانا أن نقول للذين يتنكرون للقواعد حين لا تسعفهم؟
وما عسانا نقول للذين يقولون لا يمكن الخروج عن فهم السلف مهما كانت الأسباب؟
وما عسانا نقول للذين يوجبون الوقف عند فهم السلف حتى ولو كانت اللفظة تحتمل مع ما فهموه غيره؟

ثم أقول ليس هناك دليل أن الأنعام خلقت في الأرض وليس هناك ما يمنع أن الله خلقها خارج الأرض وكذلك اللباس.
إن هناك أمورا لا يفصل فيها الدليل الصريح ولكن تفهم من خلال مفهوم مجموع الأدلة.
فخذ مثلا قضية اللباس:
الله أسكن آدم وزوجه الجنة ووعده بأنه لا يجوع فيها ولا يعرى ، وبعد أن أكلا من الشجرة وبدت لهما سوآتهما أخذا يحاولان ستر هذه السوءة فدل على أن فطرتهما لا تقبل أن تبقى دون تغطية ، فهل يصح بعد أن أهبطا إلى الأرض أن يبقيا عريانين حتى يكتشفا القطن وزراعته ويتعلما صناعته....!؟

لا أظن إلا أن الله قد أهبطهما إلى الأرض وأنزل معهما ما يواري سوآتهما وكل ما يحتاجانه من ضروريات أسباب الحياة الكريمة ، لا سيما وأن الله قد اصطفى آدم وكرمه وأسجد له ملائكته وعلمه الأسماء كلها واستخلفه في الأرض.

والله أعلى وأعلم.
 
أخي الحبيب حجازي الهوى
المنزلات في الآية ثلاثة ( القرآن ، والميزان ، والحديد ) .
وقولكم : ( وما عسانا نقول للذين يقولون لا يمكن الخروج عن فهم السلف مهما كانت الأسباب؟
وما عسانا نقول للذين يوجبون الوقف عند فهم السلف حتى ولو كانت اللفظة تحتمل مع ما فهموه غيره؟
) .
يظهر منه عدم تحرير في هذه المسألة ، فالقول الذي يبطل قول السلف لا يمكن القول به لوجود لازم باطل ، وهو أن الله أنزل من كلامه ما لا يَفهم معناه من نزل عليهم الخطاب ، فهل تقولون بهذا؟
انظر إلى مؤدَّى قولكم ، وسترون أنه يوصل إلى هذا .
لكن لو كان في القول الذي تذكره إضافة ، فهذا جائزٌ ، إذ الإضافة لا تنقض ولا تبطل ما قيل عند السلف .
ومن باب الفائدة فإن من الذين يوجبون الوقوف عند قول السلف الإمام الطبري رحمه الله تعالى .
 
أخي الحبيب حجازي الهوى
المنزلات في الآية ثلاثة ( القرآن ، والميزان ، والحديد ) ..

شيخنا الفاضل مساعد حياك الله وبياك
وجزاك الله خيرا على غيرتك على كتاب الله ودفاعك عنه.
ثم إن المنزلات كما قلت ثلاثة:
القرآن :وهو معروف ولا إشكال في معنى إنزاله.

والميزان: وهذه أقوال أهل العلم فيه كما ذكرها الشوكاني:
"{ الميزان } : العدل ، كذا قال أكثر المفسرين ، قالوا : وسمي العدل ميزاناً؛ لأن الميزان آلة الإنصاف ، والتسوية بين الخلق . وقيل : الميزان ما بين في الكتب المنزّلة مما يجب على كل إنسان أن يعمل به . وقيل : هو : الجزاء على الطاعة بالثواب ، وعلى المعصية بالعقاب . وقيل : إنه الميزان نفسه أنزله الله من السماء ، وعلم العباد الوزن به لئلا يكون بينهم تظالم ، وتباخس كما في قوله : { لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بالبينات وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الكتاب والميزان لِيَقُومَ الناس بالقسط } [ الحديد : 25 ] وقيل : هو محمد صلى الله عليه وسلم"
وعلى أي معنى حملته فلا إشكال في معنى إنزاله ما عدا الأخير.

والثالث الحديد: وهو معروف ومعنى إنزاله فيه إشكال. فإن كان عندك ما يزيل الإشكال فلا تبخل علينا وجزاك الله عنا خيرا.

وقولكم : ( وما عسانا نقول للذين يقولون لا يمكن الخروج عن فهم السلف مهما كانت الأسباب؟
وما عسانا نقول للذين يوجبون الوقف عند فهم السلف حتى ولو كانت اللفظة تحتمل مع ما فهموه غيره؟
) .
يظهر منه عدم تحرير في هذه المسألة ، فالقول الذي يبطل قول السلف لا يمكن القول به لوجود لازم باطل ، وهو أن الله أنزل من كلامه ما لا يَفهم معناه من نزل عليهم الخطاب ، فهل تقولون بهذا؟
انظر إلى مؤدَّى قولكم ، وسترون أنه يوصل إلى هذا .

القول الذي يبطل قول السلف الصحيح الذي قام الدليل على صحته لا نقول به.
ولكن إذا قال بعض السلف بقول في القرآن فهل نقول إن هذا قول الجميع حتى إذا قلنا ببطلان ما قال لزم من ذلك أن الله أنزل من كلامه ما لا يفهم معناه من نزل عليهم؟
 
عودة
أعلى