ووجدك ضالا فهدى .. شهادة تبرئة من الله

العرابلي

New member
إنضم
10/04/2007
المشاركات
156
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الأردن
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
ووجدك ضالا فهدى .. شهادة تبرئة من الله[/align]
مادة "ضلل" استعملت في القرآن واللغة في المفارقة وشدة البعد للأماكن والأشياء والأعمال؛
فالضلال يؤدي إلى البعد، والمفارقة، والغيبة، والنسيان، والضياع، وعدم العودة.
يقال؛ أضللت الشيء إذا غيبته، وأضل الميت إذا دفنه وغيبه، وضل ذهب عنك، ومات، وهلك.
(وَقَالُوا أَءِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَءِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ كَافِرُونَ (10) السجدة، أي بعد تحولهم إلى تراب ينتشر ويغيب بين التراب،
وقال تعالى في غياب من أشركوا به عن المشركين يوم القيامة: (وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ (24) الأنعام.
ومن ذلك ضلال الأعمال: أي ضياعها، وعدم رجوع منفعتها على صاحبها؛ فلا تحسب في ميزان حسناته؛ قال تعالى: (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) الكهف،
وقوله تعالى: (وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (25) غافر، (وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (50) غافر أي في ضياع.
فالمفارقة إما أن تكون للمكان والطريق، فيضل المكان أو الطريق إلى حيث لا يعلم،
وإما أن تكون المفارقة للناس، والأفعال؛ فيترك الضال ويهجر ما اجتمع عليه قومه، وجماعته، وأهل بلدته، دون العودة إلى ما هم عليه.
ومن ذلك قول قوم نوح عليه السلام له : (قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (60) .. . لتصريحه بالخروج عما ألفوه من الكفر والشرك، والدعوة إلى خلافه؛ فقال لهم: (قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلاَلَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (61) الأعراف. أي أنه يعلم ويعرف وجهته التي يسير عليها من توحيد الله تعالى وعدم الإشراك به.
ومن ذلك نفي الله تعالى وصف الكافرين لنبيه بالضلالة أي الابتعاد عما هم عليه بغير هدى من الله تعالى : (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) النجم.
ومن ذلك تقريب يعقوب ليوسف عليهما السلام أكثر من إخوته فأبعدوا بهذا التقريب عن أبيهم، فوصفوا أباهم بأنه في ضلال: (إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (8) يوسف
ثم أكدوا ذلك: (وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ (94) قَالُواْ تَاللّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ (95) يوسف.
ولما خرجت امرأت العزيز عن طبع الحرة في مراودتها لفتاها اتهمت بالضلال؛ (وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (30) يوسف،
وفي سورة الشعراء؛ لما اتهم فرعون موسى عليه السلام بأنه من الكافرين للنعمة التي أنعم عليه فرعون بتربيته بين الفراعنة: (وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (19) ... كان رد موسى عليه السلام: (قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) .. أي أنا من بني إسرائيل؛ المبعدين عن فرعون المستعبدين له ... وأكد ذلك بقوله: (وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ (22) الشعراء، أي قربتني وأنعمت علي من بينهم وظلوا هم مبعدين مستعبدين.
ومن ذلك قوله تعالى في نسيان الشاهد ما شهد عليه بعد طول وبعد من الزمن؛ قال تعالى: ((أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى (282) البقرة،
ونفي الله تعالى بعده وغيبته عن الأشياء أو غيبتها عنه؛ قال تعالى: (قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى (52) طه،
وكل من يترك ويبتعد عن أمر أنزله الله تعالى أو رسالة أرسلها فهو ضال بهذا البعد، وعدم العمل به؛ قال تعالى: (وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (115) التوبة، فبإنزال الأمر يضل الله تعالى بهذا الإنزال من يبتعد عنه ويكفر به، ويهدي من يتبعه ويعمل به، وقال تعالى: (فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ (12) المائدة
وأما وصف الله تعالى للكفار؛ (لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179) الأعراف، أي أبعد منها في الاستجابة لما أنزله الله تعالى؛ بعدم انتفاعهم بما جعله الله لهم.
ولم ألحظ أن الله تعالى وصف كفار مكة بالضلال قبل نزول الوحي؛ لأنهم لم يكن هناك أمر من الله أمروا باتباعه قبل ذلك، إلا في آية واحدة يمن الله تعالى فيها على المؤمنين بعد تغير حالهم؛ قال تعالى: (لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ (164) آل عمران،
أما قوله تعالى -وهو موضوع حديثنا-: (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) الضحى، فإنه لما كان المشركون من أهل مكة مجتمعين على الكفر والشرك، فالخروج عنهم، ونبذ ما هم عليه، ومفارقة ما اجتمعوا عليه؛ يعد لغة ضلالاً ... فهذا الإثبات من الله بالحالة التي كان عليها نبيه باللغة التي نزل بها القرآن شهادة من الله تعالى بأنه كان مبرأً من الكفر والشرك الذي كان عليه قومه... وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يحب الخلوة بعيدًا عن قومه، ومن ذلك خلوته في غار حراء.
ويقال في اللغة للشجرة المنفردة في خلاء بعيدة عن الأشجار: ضالة.
وقد هالني جواب الدكتور عبد الصبور شاهين في إحدى حلقات قناة المستقلة، عندما سئل عن تفسير الآية، فقال: كان القوم كلهم ضالين.
وقد استشهد أحد القسيسين -في مجلس جمعنا بأحدهم - بهذه الآية على أن الأنبياء يخطئون، وأن النبي صلى الله عليه وسلم بشهادة هذه الآية قد كان منه ضلال - بالمعنى المفهوم بعد نزول الأمر وليس قبله - فلما بينت له الأمر أبدى أنه أول مرة يسمع بمثل هذه الإجابة .. مما يدل على أنه أثار الموضوع مع غيري من جملة شبهات أثارها في ذلك المجلس.
وفُسرت الآية في التفاسير الأربعة بأن الله تعالى وجده على غير ما هو عليه اليوم، وأن الله وجده في قوم ضلال فهداه.. وفي القرطبي زيادات كثيرة بإمكانك الرجوع إليها.
أرجو أن يكون الأمر بهذا الاختصار واضح وبين، فيستطيع كل من يقرأه أن يدفع شبهة الفهم الخاطئ في دلالة الآية عن حال الرسول الله صلى الله عليه وسلم قبل النبوة ... والله تعالى أعلم.
[align=center]أبو مُسلم/ عبد المجيد العرابلي[/align]
 
فهذا الإثبات من الله بالحالة التي كان عليها نبيه باللغة التي نزل بها القرآن شهادة من الله تعالى بأنه كان مبرأً من الكفر والشرك الذي كان عليه قومه...
لو زدتنا ايضاحا
ما للنص والقوم والآية صريحة --ووجدك -أنت
والضلال هنا يعني أنك لا تعلم الصراط المستقيم
 
لو زدتنا ايضاحا
ما للنص والقوم والآية صريحة --ووجدك -أنت
والضلال هنا يعني أنك لا تعلم الصراط المستقيم

أخي الكريم
الضلال إما عن الطريق إذا كان الضال في سفر
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم مقيمًا في قومه غير مسافر
وإما عن شرع أنزله الله تعالى
ولم يكن هنالك شرع من الله عندهم ولا كتاب.
وإما مفارقة القوم عما هم عليه إلى حيث ينكرونه عليه كوصف قوم نوح لنوح عليه السلام.
وقد كان نفس الحال مع النبي صلى الله عليه السلام
إلا أن اتهام قوم نوح لنوح عليه السلام من حكم عليه باطل
ووصف الله للرسول صلى الله عليه وسلم كان حقًا.
فهي شهادة تبرئة للرسول صلى الله عليه وسلم من الله تعالى
ويفهم من وصفه بالضلال أنه ضلال عن قومه؛ لأنه غير متعلق بسفر ولا شرع ولا كتاب من الله تعالى
والضلال هو إلى حيث لا يعرف الوجه التي توصله
فلم يكن عليه السلام صاحب فكر ولا فلسفة خاصة به يخالف بها قومه
وقد وصف موسى عليه السلام نفسه من الضالين بعد النبوة، لحدث قبل النبوة؛ لأنه من قوم مبعدين كما بينته، ولم يعرفوا لهم وجهة للخلاص من استعباد فرعون لهم، والهوان الذي هم فيه، مع أنهم يشاركون قوم فرعون في نفس المكان.
ومثل ذلك قول العرب للشجرة المنفردة عن باقي الشجر بالضالة.
وقد كان عليه الصلاة والسلام منفردًا عن قومه؛ ليس في السكن، ولكن في عبادتهم للأصنام وإشراكهم بالله .. ولم يكن ينهاهم، أو يعيب عليهم عبادتهم قبل النبوة.
فلما بعث نبيًا ثبته الله تعالى على البعد السابق بدين وكتاب يأمر بالتوحيد ونبذ الشرك وعبادة الأصنام بقوله تعالى "فهدى" ومادة هدى هي في التثبيت ولها موضوعها الخاص بها إن شاء الله تعالى.
وقولنا ما يدل عليه حال النبي عليه الصلاة والسلام وتدل عليه لغة العرب .. وفيه ما يرضي الله تعالى وتطهير نبيه عن كل نقصان ومعصية.
والله سبحانه وتعالى أعلم بما يقول.
 
ووصف الله للرسول صلى الله عليه وسلم كان حقًا.
فهي شهادة تبرئة للرسول صلى الله عليه وسلم من الله تعالى
ويفهم من وصفه بالضلال أنه ضلال عن قومه؛
وصف قوم نوح نوحاً بأنه في ضلالة ،هذا من وجهة نظرهم
أما أن يصف الله انسانا بأنه كان ضالا فلابد وأنه كان كذلك ،
وإن قلت أنه ضلال عن قومه إذن" فهدى" تكون هدي إلى قومه
وهل هناك مايضر في أنه كان ضالا فهداه الله ؟
 
وصف قوم نوح نوحاً بأنه في ضلالة ،هذا من وجهة نظرهم
أما أن يصف الله انسانا بأنه كان ضالا فلابد وأنه كان كذلك ،
وإن قلت أنه ضلال عن قومه إذن" فهدى" تكون هدي إلى قومه
وهل هناك مايضر في أنه كان ضالا فهداه الله ؟

أخي الكريم
لا الاستعمال اللغوي ولا الاستعمال القرآني حصر مادة "ضلل" في الخروج عن الحق
فماذا تصر أنت على حصرها في ذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وقولك "هل هناك ما يضر" .... نعم فيه ضرر كبير !!!!!!!!!!!!!
فهذا اتهام للرسول صلى الله عليه وسلم بأفعال كفرية وشركية قبل النبوة مما لم يذكر ذلك عنه ولا اتهمه قومه بفعل ذلك ........
وفي مساوات الرسول صلى الله عليه وسلم لقومه في شركهم وكفرهم .. صغر أم كبر
وفيه اتهام بأن الله تعالى لم يرعاه منذ الصغر ويعده للنبوة ... وهو الذي طهر قلبه منذ كان مسترضعًا في بني سعد
وفيه قدح لعصمة النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك
إن الله تعالى لم يرض أن تكشف عورة الرسول صلى الله عليه وسلم وهو صغير السن عندما أراد حمل حجر من حجارة الكعبة عند إعادة بنائها فضرب على يده وسقط الحجر ورجع ثوبه على حاله ساترًا له .... فهل يرض لرسوله أن يقدم على اعظم من ذلك ... وهو الموصوف في قومه بأفضل الصفات ..
إن لم يكن تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم حق وواجب
فعليك الاحتكام إلى اللغة لتقبل ذلك
غفر الله لنا ولكم
 
الاستدلال الصحيح

الاستدلال الصحيح

لم أقل أن الضلال في " ووجدك ضالا ..."تعنى الشرك أو الكفر ولم أقل بأنه فعل أفعال الشرك أو الكفر قبل النبوة
ولكن تعنى أنه لم يعلم ماهو الحق فيما وجد قومه والعالم عليه ،لم يكن يعلم الشريعة الحق ولا المنهاج الحق ولا الكتاب والايمان ولا الدين الحق
ومن ناحية اللغة فالأصل فيما ذكر من معان أنه عدم علم الحق
حتي في السفر فيقال ضل الوجهة الحق أو الطريق الصحيح وقد يتوقف لأنه لا يعلم أين يسير لأنه هناك غاية واحدة صحيحة لها طريق واحد صحيح
 
لم أقل أن الضلال في " ووجدك ضالا ..."تعنى الشرك أو الكفر ولم أقل بأنه فعل أفعال الشرك أو الكفر قبل النبوة
ولكن تعنى أنه لم يعلم ماهو الحق فيما وجد قومه والعالم عليه ،لم يكن يعلم الشريعة الحق ولا المنهاج الحق ولا الكتاب والايمان ولا الدين الحق
ومن ناحية اللغة فالأصل فيما ذكر من معان أنه عدم علم الحق
حتي في السفر فيقال ضل الوجهة الحق أو الطريق الصحيح وقد يتوقف لأنه لا يعلم أين يسير لأنه هناك غاية واحدة صحيحة لها طريق واحد صحيح

أخي الكريم مصطفى سعيد
أنا لا اتهمك، ولست متصبًا لقولي، ولكن إصرارك على فهم الضلال بغير اعتماد على الاستعمال القرآني واللغوي لمادة "ضلل" يقود إلى هذا القول؛ وإن كنت لا تقصده.
فالضلال لا بد أن يكون فيه مفارقة لمعلوم، والبعد عنه، في توجه لغير معلوم وما لا ثبات له.
فالمسافر لا بد له أن يعرف الطريق الذي يسير فيه، ثم يعود فيه، قبل أن يسافر، وإلا أوقع نفسه في المهالك، وبعد ذلك إن خرج عن الطريق لسبب من الأسباب إلى حيث لا يعلم مخرجه منه؛ فقد ضل .. فعدم معرفته إلى أين يتجه هي مرحلة ثالثة وأخيره حتى يوصف بالضلال، وليس الوصف بسببها فقط.
ولكم مني كل محبة وتقدير
 
فالضلال لا بد أن يكون فيه مفارقة لمعلوم، والبعد عنه، في توجه لغير معلوم وما لا ثبات له.

كل من انحرف عن أصل الفطرة السليم ودلالة العقل الصحيح فقد ضل , وقد كان عند القوم آثارة من علم الأنبياء قبلهم , وكل من تذكر اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم في بحثه عن الحق , ومجافاته لعادات قومه , وانعزاله عنهم بتحنثه في غار حراء الليالي ذوات العدد = علم أن الله هداه إلى مالم يكن يعلمه من تفاصيل الحق وتمام الهداية .
ولو ذهبنا إلى أن الضلال على مراتب لزال اللازم والإشكال الذي ذكره أخي العرابلي؛ من نحو: الشرك والكفر وأفعال الجاهلية . فمن الضلال أشده وهو الكفر والشرك , ومنه ما دونه من أنواع الموبقات والصغائر وما لا ينفك عنه بشر , فمخالفة شيء من ذلك ضلال بحسبه .
وهذا التفاوت في مراتب الضلال كحال ألفاظ شرعية كثيرة في تنوعها كالكفر والشرك والفسوق ونحوها .
 
كل من انحرف عن أصل الفطرة السليم ودلالة العقل الصحيح فقد ضل , وقد كان عند القوم آثارة من علم الأنبياء قبلهم , وكل من تذكر اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم في بحثه عن الحق , ومجافاته لعادات قومه , وانعزاله عنهم بتحنثه في غار حراء الليالي ذوات العدد = علم أن الله هداه إلى مالم يكن يعلمه من تفاصيل الحق وتمام الهداية .
ولو ذهبنا إلى أن الضلال على مراتب لزال اللازم والإشكال الذي ذكره أخي العرابلي؛ من نحو: الشرك والكفر وأفعال الجاهلية . فمن الضلال أشده وهو الكفر والشرك , ومنه ما دونه من أنواع الموبقات والصغائر وما لا ينفك عنه بشر , فمخالفة شيء من ذلك ضلال بحسبه .
وهذا التفاوت في مراتب الضلال كحال ألفاظ شرعية كثيرة في تنوعها كالكفر والشرك والفسوق ونحوها .
أشكر للأخ نايف الزهراني على اهتمامه بالموضوع
تقسيم الضلال إلى مراتب بهذا الوضع سيلحق الرسول صلى الله عليه وسلم بشيء منها
وهي مراتب لا يرضى الله عنها ولا يسلم صاحبها.
قال تعالى : (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) القلم.
أما خلوة الرسول صلى الله عليه وسلم لم تكن إلا خلوة بالنفس ليس فيها عبادة ولا بحث عن الحق لأن كان فيه بعد عن أهل الكفر والشرك
قال تعالى : (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52)الشورى
 
تقسيم الضلال إلى مراتب بهذا الوضع سيلحق الرسول صلى الله عليه وسلم بشيء منها
أكثر ما يؤثر في تناول مثل هذه الموضوعات : الاعتقاد السابق على الاستدلال .
فأخي العرابلي وفقه الله جعل أصله في استحالة نسبة شيء من الضلال إلى النبي صلى الله عليه وسلم أولاً , ثم حاكم الآيات بعد إلى هذا الأصل , وهذا خلاف منهج العلم والعدل , بل الواجب أن نأخذ النصوص الشرعية مأخذ الافتقار , ثم نعتمد في فهمها ما نعتمده في غيرها من كلام الله تعالى , ولا نتمحل لها تأويلات تزيل إشكالات نتوهمها في أكثر الأحيان .

تفسيرك أخي للضلال في الآية بأنه : (لما كان المشركون من أهل مكة مجتمعين على الكفر والشرك، فالخروج عنهم، ونبذ ما هم عليه، ومفارقة ما اجتمعوا عليه؛ يعد لغة ضلالاً ... فهذا الإثبات من الله بالحالة التي كان عليها نبيه باللغة التي نزل بها القرآن شهادة من الله تعالى بأنه كان مبرأً من الكفر والشرك الذي كان عليه قومه... وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يحب الخلوة بعيدًا عن قومه، ومن ذلك خلوته في غار حراء.) , يؤكد ما قلته لك , ويناقض ما قَرَّرتَه أنت من وجوه :
أولاً: ما الذي أخرج رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ممَّا كان عليه قومه: أهو الوحي ؟ أم العقل الصحيح والفطرة السليمة ؟ والجواب بداهة : ليس هو الوحي , فماذا يكون إذاً ؟!
ثانياً: قلت لك بأن الضلال مراتب , ومنها: الكفر والشرك . ولم ينسبه أحد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ثالثاَ: أثبت أنت في كلامك هنا نوعاَ من الضلال للنبي صلى الله عليه وسلم -أيّاَ ما كان معناه عندك- , وهذا يناقض كلامك في ردِّك الأخير: (تقسيم الضلال إلى مراتب بهذا الوضع سيلحق الرسول صلى الله عليه وسلم بشيء منها) .
رابعاَ: كيف تستطيع الجزم بأن : (خلوة الرسول صلى الله عليه وسلم لم تكن إلا خلوة بالنفس ليس فيها عبادة ولا بحث عن الحق) ؟
خامساَ: آية الشورى التي استشهدت بها {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ} تطابق تماماَ المعنى الذي ذكرته لك: (أن الله هداه إلى مالم يكن يعلمه من تفاصيل الحق وتمام الهداية) .
وفقني الله وإياك لكل خير .
 
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]أرجو أن يكون في مناقشة الأخ الزهراني فوائد كبيرة.
ما أكتبه أراعي فيه دائمًا دقة الاستعمال اللغوي ما استطعت.
وأدرس الألفاظ اللغوية على ضوء فقه استعمال الجذور الذي يربط كل مشتقات ومبنيات الجذر الواحد برباط واحد، يتجلى فيه سر صناعة اللغة وهندستها، وليس بمعزل عن بقية الشجرة التي ينتمي إليها.
لقد ذكر الأخ الزهراني في تعليقيه نقاط عديدة لا بد من الوقوف عليها؛
كل من انحرف عن أصل الفطرة السليم ودلالة العقل الصحيح فقد ضل ,
قال تعالى:(قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (60) قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (61) الأعراف.
فمن كان على الفطرة السليمة؟؟!!
ومن يحدد الفطرة السليمة ؟
نحن نحددها بمفاهيم الإسلام
وغيرنا يحددها بمفاهيمه هو، ولو كان يرى من الفطرة أن يتزوج الذكر الذكر كما في أوروبا، لإشباع غريزة الجنس.
تحديد مفهوم "ضل" واستعماله؛ يأتي من دراسة اللغة التي استعمل فيها وكتاب الله الذي نزل بها... فبذلك يتحدد فيما يستعمل.
وقد كان عند القوم آثارة من علم الأنبياء قبلهم ,
لا أعرف هذه الأثارة من العلم الصحيح الذي بقي عندهم وتمسكوا به؛ هل طوافهم عراة؟! أم صلاتهم عند البيت كما بينه الله تعالى: (وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (35) الأنفال.
وكل من تذكر اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم في بحثه عن الحق,
لا أعلم أن للنبي صلى الله عليه وسلم اجتهادًا في البحث عن الحق؛ والبحث عن الحق يحتاج إلى ما يتوجه فيه أو إليه ليجد عنده الحق؛ فلم يسأل أحدًا، ولم يقرأ كتابًا، ولم يرحل إلى بلاد لعله يجد غير الذي عليه قومه. ولم يناقش قومه في معتقداتهم؛ فأي اجتهاد هذا ؟! وأي بحث هذا؟! يحتاج هذا القول إلى نقل يثبت فعل النبي صلى الله عليه وسلم. كل ما في الأمر أنه حبب إليه الخلوة فقط.
ومجافاته لعادات قومه , وانعزاله عنهم بتحنثه في غار حراء الليالي ذوات العدد = علم أن الله هداه إلى ما لم يكن يعلمه من تفاصيل الحق وتمام الهداية.
أرجو تحديد "الحق" في قولك الذي كان يعرفه، وإقامة الدليل عليه، لنربطه بالتفاصيل التي قامت عليه بعد ذلك، حتى نطمئن إلى هذا القول.
ولو ذهبنا إلى أن الضلال على مراتب لزال اللازم والإشكال الذي ذكره أخي العرابلي؛ من نحو: الشرك والكفر وأفعال الجاهلية .
وهذا ما يثبته أعداء الله تعالى للنبي من أفعال جاهلية يؤاخذ عليها – استنادًا إلى الفهم الخاطئ للآية - أما الأعمال الفطرية السليمة فيفعلها المؤمن والكافر؛ لكن الوصف للفعل بفعل جاهلي؛ يعني أنه مخالف لحكم الله وما نزل به الإسلام. وهناك من مكارم الأخلاق عند العرب تممها الرسول صلى الله عليه وسلم بخلقة القائم على أحكام الله، ولا توصف بأنها أخلاق جاهلية.
فمن الضلال أشده وهو الكفر والشرك , ومنه ما دونه من أنواع الموبقات والصغائر وما لا ينفك عنه بشر , فمخالفة شيء من ذلك ضلال بحسبه . وهذا التفاوت في مراتب الضلال كحال ألفاظ شرعية كثيرة في تنوعها كالكفر والشرك والفسوق ونحوها .
هذا التقسيم لا أدر عنه ؟ وكلامك غير واضح لي فقولك " فمخالفة شيء من ذلك ضلال بحسبه" بحسبي أنا؟ أم بحسب الاستعمال اللغوي؟
وبقولك مخالفته تثبت أنه ضلال أي مخالفة ذلك الباطل .. فإن أردت ذلك فهذا إثبات منك توافقني فيه على أنها شهادة تبرئة من الله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام من الكبار والصغائر من أفعال الجاهلية.
أكثر ما يؤثر في تناول مثل هذه الموضوعات : الاعتقاد السابق على الاستدلال .
فأخي العرابلي وفقه الله جعل أصله في استحالة نسبة شيء من الضلال إلى النبي صلى الله عليه وسلم أولاً , ثم حاكم الآيات بعد إلى هذا الأصل , وهذا خلاف منهج العلم والعدل , بل الواجب أن نأخذ النصوص الشرعية مأخذ الافتقار , ثم نعتمد في فهمها ما نعتمده في غيرها من كلام الله تعالى , ولا نتمحل لها تأويلات تزيل إشكالات نتوهمها في أكثر الأحيان.
ليس الأمر كذلك يا أخي الكريم
فقولي في بداية الموضوع
مادة "ضلل" استعملت في القرآن واللغة في المفارقة وشدة البعد للأماكن والأشياء والأعمال؛ فالضلال يؤدي إلى البعد، والمفارقة، والغيبة، والنسيان، والضياع، وعدم العودة.
بني بعد دراسة جادة للاستعمال القرآني واللغوي لمادة ضلل؛ وكانت هذه نتيجة الدراسة التي شملت كل استعمال، دون استثناء، ولم تخرج آية الضحى عن هذا الاستعمال. واستحالة نسبة شيء من الضلال للنبي عليه الصلاة والسلام ما يشهد به الله تعالى لنبيه التي قامت عليها شهادتي، واعتقاد كل مسلم .. فكيف يكون لي هذا الاعتقاد لوحدي ولا يكون لبقية المسلمين؟؟!!!
تفسيرك أخي للضلال في الآية: (بأنه لما كان المشركون من أهل مكة مجتمعين على الكفر والشرك، فالخروج عنهم، ونبذ ما هم عليه، ومفارقة ما اجتمعوا عليه؛ يعد لغة ضلالاً ... فهذا الإثبات من الله بالحالة التي كان عليها نبيه باللغة التي نزل بها القرآن شهادة من الله تعالى بأنه كان مبرأً من الكفر والشرك الذي كان عليه قومه... وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يحب الخلوة بعيدًا عن قومه، ومن ذلك خلوته في غار حراء.) , يؤكد ما قلته لك , ويناقض ما قَرَّرتَه أنت من وجوه:
أولاً: ما الذي أخرج رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ممَّا كان عليه قومه: أهو الوحي ؟ أم العقل الصحيح والفطرة السليمة ؟ والجواب بداهة : ليس هو الوحي , فماذا يكون إذاً ؟!
يكون بالعقل السليم والفطرة السليمة التي فطره الله عليها ليكون نبيه بعد ذلك ورسول إلى الناس جميعًا... وأن يتعود الخلوة والعيش وحيدًا فهذا سيعطيه قوة على التحمل والصبر على عداء قومه وعزله عنهم.
ثانياً: قلت لك بأن الضلال مراتب , ومنها: الكفر والشرك . ولم ينسبه أحد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
لقد نسبه أعداء الله للنبي عليه الصلاة والسلام، وأثبتوه له بالفهم الخاطئ لهذه الآية
وعامة الناس تتساءل كيف يوصف النبي بالضلال وهو على هدى مستقيم .. منهم من يصرح بذلك ، ومنهم من يحس بهذا الفهم لأن الفهم الدارج عند الناس أن الضلال متربط بالشرك والكفر وأفعال الجاهلية الكخالفة للتوحيد وشرع الله ... ولا يعرفوا غير ذلك، فوجدوا في قولي ما أراح نفوسهم من هذه المفاهيم الخاطئة التي كانت تتولد في خواطرهم.
ولقد قاله عالم من العلماء على الفضاء مباشرة؛ بأن القوم كلهم كانوا ضالين فساوى الرسول صلى الله عليه وسلم بأهل مكة في ضلالهم.... فكيف بعامة الناس.

ثالثاَ: أثبت أنت في كلامك هنا نوعاَ من الضلال للنبي صلى الله عليه وسلم -أيّاَ ما كان معناه عندك- , وهذا يناقض كلامك في ردِّك الأخير: (تقسيم الضلال إلى مراتب بهذا الوضع سيلحق الرسول صلى الله عليه وسلم بشيء منها).
تقسيمي للضلال بناء على الفهم اللغوي بأنه البعد والمفارقة بما بينته ؛
عن الشرع بعد نزوله والعلم به ضلال
وعن القافلة في السير ضلال.
وعن القوم في إقامتهم مفارقة لعقائدهم وما اجتمعوا عليه.
وأنت جعلت الضلال الذي فيه كفر وشرك ومعصية مراتب
فالتقسيمات بيني وبينك مختلفة
فمفارقة القوم لا يحاسب عليها المرء إلا إذا كانت فيها معصية .. فكيف إذا كانت من أجل البعد عما هم عليه من المعصية والشرك والكفر؟!
فالقول كان على تقسمك أنت للضلال وليس على تقسيمي.
رابعاَ: كيف تستطيع الجزم بأن : (خلوة الرسول صلى الله عليه وسلم لم تكن إلا خلوة بالنفس ليس فيها عبادة ولا بحث عن الحق) ؟
أقول : أثبت لي خلاف ذلك، وبين لي نوع العبادة أو أفعال العبادة التي كان يتعبد بها. ولا أدر كيف تكون خلوة مع لا شيء ويكون في نفس الوقت بحث.
خامساَ: آية الشورى التي استشهدت بها {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ} تطابق تماماَ المعنى الذي ذكرته لك: (أن الله هداه إلى ما لم يكن يعلمه من تفاصيل الحق وتمام الهداية)
ذكرت لك من قبل: يجب تحديد الحق، وإقامة الدليل عليه، لنقيم التفاصيل على ذلك .. بل الآية صريحة بأن لم يكن على شيء سابق مما تريد إثباته.
وقد بينت أن الله تعالى لم يصف العرب بالضلال قبل النبوة؛ لأنهم لم يكن لهم شرع أنزل عليهم، وهم على كفر وشرك، فكيف يكون في آية الضحى اتهام للنبي بذلك بالمعنى القائم على المعصية بالمراتب التي ذكرتها.
ليس بيني وبين الأخ الزهراني خلافًا ذا شأن كبير
إنما هو يرى أن ليس هناك مشكلة واتهام للنبي عليه الصلاة والسلام بذلك.
أما انا فقد عايشت ذلك، وسمعت ما أفصح بها الناس عن أنفسهم، فكان لا بد من الإجابة الشافية لهم... تدل عليها اللغة الصحيحة، وتوافق مكانة النبي صلى الله عليه وسلم بما يوافق شرع الله تعالى.
وفقني الله وإياكم لكل خير، ونفعنا الله تعالى بما نقرأ ونكتب .
أخوكم أبو مسلم العرابلي
 
عودة
أعلى