(وهو مُليم) الجميع مَلُومٌ فلماذا أفرد الضمير (هو) في الآية؟

د محمد الجبالي

Well-known member
إنضم
24/12/2014
المشاركات
400
مستوى التفاعل
48
النقاط
28
الإقامة
مصر
الجميع مَلُومٌ فلماذا أَفْرَدَ الضمير (هو) في الآية:
[فَأَخَذۡنَـٰهُ وَجُنُودَهُۥ فَنَبَذۡنَـٰهُمۡ فِی ٱلۡیَمِّ وَهُوَ مُلِیمࣱ]
(الذاريات 40)
لا شك أن اللَّوم يقع على الجميع، على فرعون وعلى قومه، فلماذا لم يقل:
*(وهم مُلِيمُون)؟*
لعل البعض يقول: ذلك بسبب الفاصلة بعدها:
[وَفِی عَادٍ إِذۡ أَرۡسَلۡنَا عَلَیۡهِمُ ٱلرِّیحَ ٱلۡعَقِیمَ] (الذاريات 41)
فكانت *(مُلِيم)* حتى تتوافق مع فاصلة *(العَقيم)*.

وأقول: إن ذلك مَردُود لأن الفاصلة السابقة مباشرة:
[فَتَوَلَّىٰ بِرُكۡنِهِۦ وَقَالَ سَـٰحِرٌ أَوۡ مَجۡنُونࣱ] (الذاريات 39)
والفاصلة (مُلِيمُون) تتوافق وفاصلة (مَجْنُون).
فما السبب إذن؟!
لماذا أَفْرَدَ الضمير (وهو مُلِيم) وخَصَّ فرعون باللًّوم، ولم يجمع قومَه معه؟!

والجواب عندي:
إن فرعون كان سببا في ضلال قومه، فهو يحمل وزرهم جميعا، لذا أفرد الضمير (وهو مليم) لِيَخُصَّ فرعون باللوم بعد أن أخذ العذابُ الجميَع وذلك بيانا لعظيم جُرْمِه.

والله أعلم
د. محمد الجبالي
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


قد يكون المقصود من كلمة مليم في الآيتين التي جاءت في حق يونس ع ل ي ه ا ل س ل ا معليه السلام و فرعون ليس بيان الصفة أو التعريف بهما بل بيان الحال الذي كان عليهما حين وقع الحدث..
قوله تعالى : (فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ) (الذاريات:40).

أي أن فرعون عندما أخذه الله و نبذه فإنه كان في حالة يلوم نفسه لأنه عرف أنه مذنب و ما يحصل له راجع لذنبه، و يعزز ذلك قوله تعالى:
​​​​حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ [يونس:90]،

مثال لذلك : قوله تعالى : فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ(الصافات:145).

هو سقيم جاءت كهيئة {و هو مليم }في الآيتين و هي حال يونس عليه السلامعليه السلام حين نبذ بالعراء، فالسقم ليس صفته و لكن حاله.

و يكون على هذا أن يونس عليه السلام عليه السلام كان في حالة يلوم نفسه حين التقامه الحوت، فهو عرف أن ما هو فيه راجع لذنبه.

​​​​​​قوله تعالى:(فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ )( الصافات:142). و يعزز ذلك، قوله تعالى : فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء : 87].



و الله أعلم و أحكم
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم، الجملة [وهو مليم] جملة حالية
والسؤال موضع البحث: إن السياق بلفظ الجمع (فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ) ثم ترك ذلك وخص (وَهُوَ مُلِيمٌ) فما الحكمة؟
 
لأنهم جنوده، تبعوه، و هو سبب هلاكهم و هلاكه، لأنه أضل نفسه و أضلهم،و لقد قال الله تعالى : ( فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم ( 78 ) وأضل فرعون قومه وما هدى ( 79 ) )
قد يكون صحيحا ما تريد ايصاله و هو حتى لم يلوم نفسه ، فكلمة مليم تعني أنه يستحق اللوم لأنه مذنب ما وقع لجنوده... و لكن أيضا يمكن القول أنه مستحق اللوم و لقد لام نفسه في نفس الوقت، و ذلك لما لحق به و ما سبب لجنوده من عقاب.

لان إذا قلنا مستحق اللوم، فمن لامه اذن، هل اللوم يعني هنا العقاب أو معاتبة النفس لما ترتب عنه الندم.


و الله أعلم



​​​
 
السلام عليكم
إخواني ماهو الوزن الذي جائت عليه كلمة مُليم ؟
في البداية ظننت أنها على وزن مُفعيل لكن تبين لي فيما بعد أنها ليست كذالك ، وبعد البحث وجدت أن أقرب وزن هو مُفيع .
 
الاخ د. الجبالي

الآن لا أعرف هل يتناسب قول إن فرعون يحمل أوزار الجنود الذين غرقوا و الله سبحانه تعالى قال: {مَّنِ ٱهۡتَدَىٰ فَإِنَّمَا یَهۡتَدِی لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا یَضِلُّ عَلَیۡهَاۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةࣱ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۗ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِینَ حَتَّىٰ نَبۡعَثَ رَسُولࣰا﴾ [الإسراء ١٥]

فمثلا ،الشيطان صحيح أنه يضل الناس لكن هل يلقى اللوم عليه في إضلال الناس و حمل أوزارهم و لقد قال الله تعالى : {إِلَّاۤ أَن دَعَوۡتُكُمۡ فَٱسۡتَجَبۡتُمۡ لِیۖ فَلَا تَلُومُونِی وَلُومُوۤا۟ أَنفُسَكُمۖ} سورة ابراهيم 22

أشك أنه يمكن إلقاء اللوم على فرعون لأنه أضل قومه، و لكن يمكن القول إنه أضلهم و ذلك بالدعاوي الباطلة و دعوة أنه ربهم، و لكن لم يضلهم أنه أجبرهم أن يضلوا و الله خلق لهم قلوب لكي يفقهون بها و آذان لكي يسمعون بها.


بمعنى آخر، لست متيقنة قول إن فرعون يلام على كفر قومه مادام قومه قد أضلوا أنفسهم أيضا.
و الله أعلم
 
راجعي هذه الآيات أختنا:
{ وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ} [العنكبوت: 13]
{لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ } [النحل: 25]

أما أحاديث رسول الله في ذلك فكثير منها:
صحيح البخاري - مكنز (5/ 155، بترقيم الشاملة آليا)
وَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « لاَ تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْمًا إِلاَّ كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا » . وَذَلِكَ لأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ .
صحيح مسلم - م (3/ 86)
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ سَنَّ فِى الإِسْلاَمِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَىْءٌ وَمَنْ سَنَّ فِى الإِسْلاَمِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَىْءٌ ».
 
راجعي هذه الآيات أختنا:
{ وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ} [العنكبوت: 13]
{لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ } [النحل: 25]

أما أحاديث رسول الله في ذلك فكثير منها:
صحيح البخاري - مكنز (5/ 155، بترقيم الشاملة آليا)
وَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « لاَ تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْمًا إِلاَّ كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا » . وَذَلِكَ لأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ .
صحيح مسلم - م (3/ 86)
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ سَنَّ فِى الإِسْلاَمِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَىْءٌ وَمَنْ سَنَّ فِى الإِسْلاَمِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَىْءٌ ».


شكرا، جزاك الله خيرا
https://www.islamweb.net/ar/article/...86%D9%87%D9%85
 
السلام عليكم
إخواني ماهو الوزن الذي جائت عليه كلمة مُليم ؟
في البداية ظننت أنها على وزن مُفعيل لكن تبين لي فيما بعد أنها ليست كذالك ، وبعد البحث وجدت أن أقرب وزن هو مُفيع .

وعليكم السلام ورحمة الله.
الأصل في مجرد لام يلومُ هو لَوَمَ يَلْوُمُ، ونظيره قالَ يقُولُ.
والأصل في مزيده بالهمزة أوّلَهُ ألْوَمَ يُلْوِمُ، وناسب الكسرة التي على الواو الياءُ فقيل ألامَ يُلِيمُ فهو مُلِيمٌ عِوَضَ مُلْوِمٌ.
وعليهِ فوزنُ مُلِيمٌ هو مُفْعِلٌ.
 
عودة
أعلى