وهم راكعون

إنضم
23/09/2017
المشاركات
614
مستوى التفاعل
20
النقاط
18
الإقامة
غير معروف
بسم الله الرحمن الرحيم یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مَن یَرۡتَدَّ مِنكُمۡ عَن دِینِهِۦ فَسَوۡفَ یَأۡتِی ٱللَّهُ بِقَوۡمࣲ یُحِبُّهُمۡ وَیُحِبُّونَهُۥۤ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِینَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلۡكَـٰفِرِینَ یُجَـٰهِدُونَ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ وَلَا یَخَافُونَ لَوۡمَةَ لَاۤىِٕمࣲۚ ذَ ٰ⁠لِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ یُؤۡتِیهِ مَن یَشَاۤءُۚ وَٱللَّهُ وَ ٰ⁠سِعٌ عَلِیمٌ ۝٥٤ إِنَّمَا وَلِیُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱلَّذِینَ یُقِیمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَیُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمۡ رَ ٰ⁠كِعُونَ ۝٥٥ وَمَن یَتَوَلَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ فَإِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡغَـٰلِبُونَ ۝٥٦﴾ [المائدة ٥٤-٥٦]

قال ابن كثير رحمه في تفسيره: ( وأما قوله ( وهم راكعون) فقد توهم بعض الناس أن ‏هذه الجملة في موضع الحال من قوله ( ويؤتون الزكاة) أي في حال ركوعهم، ولو كان ‏هذا كذلك لكان دفع الزكاة في حال الركوع أفضل من غيره لأنه ممدوح، وليس الأمر ‏كذلك عند أحد من العلماء ممن نعلمه من أئمة الفتوى ).‏
والآثار الواردة التي تفيد أن علياً رضي الله عنه تصدق بخاتمه أثناء ركوعه في الصلاة لا ‏يصح منها شيء.‏
قال ابن كثير رحمه الله بعد إيرادها: ( وليس يصح شيء منها بالكلية لضعف أسانيدها ‏وجهوجهالة.
إن المقصود من الركوع في الآية هو خضوع لشريعة الله و الذل لها و هذا ما كان عليه الرسول و الخلفاء الراشدين، فمقابل سنة الرسول صلى الله عليه وسلم نجد سنة الأعراب الذين يرون الجهاد ضررا و الزكاة مغرما، عن عبدالله بن عمرو رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليأتين على الناس زمان قلوبهم قلوب العجم" قلتُ: وما قلوب العجم؟ قال: "حب الدنيا، سنتهم سنة الأعراب، ما أتاهم من رزق جعلوه في الحيوان، يرون الجهاد ضررًا، والزكاة مغرمًا"



سؤال : لماذا اقترن الركوع في الزكاة بينما اقترن التعظيم في شعائر الله.
لقد قال الله سبحانه تعالى: ذَ ٰ⁠لِكَۖ وَمَن یُعَظِّمۡ شَعَـٰۤىِٕرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ ۝٣٢ سورة الحج
 
لا أرى فرقا والله أعلم، فإن الركوع يعنى به الخضوع، أي أنهم يقيمون صلواتهم ويؤدون زكاة أموالهم خاضعين لله، وهذا من تعظيمهم لهاتين الشعريتين.
(قال أبو مسلم : المراد من الركوع الخضوع ، يعني "أنهم يصلون ويزكون وهم منقادون خاضعون لجميع أوامر الله ونواهيه.)اهـــ -مفاتيح الغيب-
وقد رأيت تأويلا جيدا للعلامة التونسي ابن عاشور عليه رحمة الغفور، يقول في التحرير:"وقوله : ( وهم راكعون ( معطوف على الصفة . وظاهر معنى هذه الجملة أنّها عين معنى قوله : ( يقيمون الصّلاة ( ، إذ المراد ب ) راكعون ( مصلّون لا آتُون بالجزء من الصلاة المسمّى بالركوع . فوجه هذا العطف : إمّا بأنّ المراد بالركوع ركوع النّوافل ، أي الّذين يقيمون الصّلوات الخمس المفروضة ويتقرّبون بالنوافل ؛ وإمّا المرادُ به ما تدلّ عليه الجملة الإسميّة من الدوام والثّبات ، أي الّذين يديمون إقامة الصّلاة . وعقّبه بأنّهم يؤتون الزّكاة مبادرة بالتنويه بالزّكاة ، كما هو دأب القرآن . وهو الّذي استنبطه أبو بكر رضي الله عنه إذ قال : ( لأقاتلنّ مَن فرّق بين الصّلاة والزّكاة ) . ثم أثنى الله عليهم بأنّهم لا يتخلّفون عن أداء الصّلاة ؛ فالواو عاطفة صفة على صفة ، ويجوز أن تجعل الجملة حالاً . ويراد بالركوع الخشوع ."اهـــــــــ.
فعلى القول الأول لابن عاشور فلا إشكال أختي، وعلى القول الثاني فالركوع من تعظيم شعائر الله إذ غاية التعظيم إتيانها بذل وخضوع وخشوع وانقياد.
والله أعلم وأحكم.
 
جزاك خيرا الاخ ناصر، من جهة أخرى، قد يكون و الله أعلم أن الركوع يطلق فقط في كيفية فعل الأوامر ( كالزكاة و الصلاة التي فرضها الله) أما التعظيم فيكون في فعل الأوامر و نهي عن النواهي، و يشمل أيضا فعل المستحبات، و اجتناب الشبهات و هو علامة التقوى، أي أن درجات تعظيم المرء لشعائر الله تتفاوت حسب تقوى القلوب.
 
جزاك خيرا الاستاذ ناصر و جعله في ميزان حسناتك، لقد بان لي الأمر بعدما وجدت تفسير ابن كثير و بن عثيمين.

الركوع يعنى به الخضوع لشريعة الله و الخضوع لشريعة الله من التعظيم، والشعائر تعبدية يدخل في ذلك الشعائر العملية من صلاة وزكاة وصوم وحج، فكل ما شرعه .
قال قال الإمام ابن القيم -رحمه الله: "أول مراتب تعظيم الحق عز وجل- تعظيم أمره ونهيه. : «تعظيمُ الأمرِ والنهيِ هو ناشئٌ عن تعظيمِ الآمرِ الناهي فإن اللهَ تعالى ذمَّ من لا يعظِّمهُ ولا يعظِّمُ أمرَهُ ونهيَهُ، قال سبحانه وتعالى: {مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا} [نوح:13]،

تعظيم حرمات الله فهو معرفة ما حرم الله، وتعظيم انتهاكه في النفس قبل مواقعته. فتعظيم حرمات الله من تعظيم الله، والعكس بالعكس. قال ابن كثير: "تعظيم الحرمات اجتناب المعاصي والمحارم، بحيث يكون ارتكابها عظيما في نفسك".

تفسير الشيخ بن عثيمين- رحمه الله-رحمه الله:
وهم راكعون )) الجملة هذه هل هي جملة حالية ؟ يعني أنهم يؤتون الزكاة وهم راكعون في الصلاة أو أنها استئنافية ؟ استئنافية ، ثم على القول بأنها استئنافية هل المراد بها الركوع الذي هو جزء من الصلاة وهو انحناء الظهر تعظيما لله عزوجل أو المراد الخضوع لشريعة الله ؟ الثاني ، ولهذا قال الشاعر:
لا تهين الفقير عليك أن تركع يوما والدهر قد ركع
تركع يعني تخضع، يوما فالدهر قد ركع يعني لا تنظر إلى الحاضر أنظر إلى المستقبل فقد يكون يوما من الأيام أنت الآن غني وهذا فقير ربما يكون يوما من الأيام يكون هذا غنيا وأنت فقيرا
، إذا الجملة (( وهم راكعون )) جملة مستأنفة وليست جملة حالية والمراد بالركوع هنا الخضوع للشريعة والذل لها .
 
عودة
أعلى