( ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها )

إنضم
13/07/2014
المشاركات
59
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
العمر
28
الإقامة
المملكة العربية
في سورة الجن قال سبحانه ( ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها ) لماذا بدأ بمفرد ( فإن له ) وانتهى بجمع ( خالدين ) ؟
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الله العالم و لكن الضمير الهاء في فإنَّ لَهُ عائد على من عصى و الخالدين هم من حق عليهم العذاب من امم سابقة و لاحقة
 
{...وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}[الجن:23]
(ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم) هذا عذاب خاص بهذا النموذج من الناس
وكل من يقاس على هذا النموذج وهم كثر ، عبر الزمان والمكان ، فلهم نفس المصير في جهنم خالدين فيها أبدا .
والمعنى : مصير الذين يعصون الله ورسوله هو نار جهنم خالدين فيها أبدا .

والله أعلم وأحكم
 
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
جوابا على سؤال الأخ علي هادي أقول و بالله التوفيق، كلمة "من" صيغة من صيغ العموم، فهي و إن كانت مفردة لفظا لكنها تعم كل من صح دخوله فيها بحسب السياق، و عليه فقوله سبحانه" فإن له" هذا الإفراد باعتبار لفظ "من"، و قوله جل في علاه:" خالدين فيها أبدا" هذا الجمع بعتبار معنى"معنى" فهي كما أسلفت تفيد العموم.
و مثل هذا التعبير كثير في القرآن الكريم، من ذلك قول الباري سبحانه:"بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112)"البقرة.
و لا يجب أن يفهم من الآية أن كل من عصى الله تعالى و رسوله صلى الله عليه و سلم يدخل النار مخلدا فيها، هذا ليس من عقيدة السلف، بل الذي يعتقدونه و هو الحق أن العاصي إذا مات بدون توبة فهو في مشيئة الله تعالى كما دلت عليه النصوص المحكمة، قال تعالى:" إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء"، فآية الجن من المتشابه الذي يجب رده إلى المحكم خلافا للوعيدية من المعتزلة و الخوارج الذين زاغوا و اتبعوا المتشابه فجعلوه محكما ابتغاء الفتنة و ابتفاء تأويله، يقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى:"وهذا المراد به المعصية الكفرية، كما قيدتها النصوص الأخر المحكمة.وأما مجرد المعصية، فإنه لا يوجب الخلود في النار، كما دلت على ذلك آيات القرآن، والأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأجمع عليه سلف الأمة وأئمة هذه الأمة."اهـ.
و الله أعلم و أحكم.
 
عودة
أعلى