سَرَب يَسْرُب سُرُوباً بمعنى : خَرَجَ .
وسَرَبَ في الأَرضِ يَسْرُبُ سُرُوباً : ذَهَبَ .
وفي القرآن كما تفضلت :( وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ )، أَي : ظاهرٌ بالنهارِ في سِرْبِه.
ويقال : خَلِّ سِرْبَه أَي طَرِيقَه , فالمعنى : الظاهرُ في الطُّرُقاتِ , والـمُسْتَخْفِـي في الظُّلُماتِ , والجاهرُ بنُطْقِه , والـمُضْمِرُ في نفسِه , عِلْمُ اللّهِ فيهم سواءٌ .
ورُوي عن الأَخفش الأوسط أَنه قال : مُسْتَخْفٍ بالليل أَي ظاهرٌ , و الساربُ الـمُتواري .
وقال أَبو العباس ثعلب : المستخفي الـمُسْتَتِر ; قال : والساربُ الظاهرُ والخَفيُّ , عنده واحدٌ.
وقال قُطْرب : سارِبٌ بالنهار مُسْتَتِرٌ . يقال انْسَرَبَ الوحشيُّ إِذا دخل في كِناسِه .
قال الأَزهري وهومن أفضل من شرح اللفظة : تقول العرب : سَرَبَتِ الإِبلُ تَسْرُبُ , وسَرَبَ الفحل سُروباً أَي مَضَتْ في الأَرضِ ظاهرة حيثُ شاءَتْ . والسارِبُ : الذاهبُ على وجهِه في الأَرض.
ومن شواهد ذلك كما طلبت أخي الكريم كادح قول قَيْس بن الخَطيم :
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أَنـَّى سرَبْتِ , وكنتِ غيرَ سَرُوبِ = وتَقَرُّبُ الأَحلامِ غيرُ قَرِيبِ [/poem]
قال ابن بري , رواه ابن دريد : سَرَبْتِ , بباءٍ موحدة , لقوله : وكنتِ غيرَ سَروب .
ومن رواه : سَرَيْت , بالياء باثنتين , فمعناه كيف سَرَيْت ليلاً , وأَنتِ لا تَسرُبِـينَ نَهاراً.
ومن أنحاء الللفظة قولهم سَرَبَ الفحْلُ يَسْرُبُ سُروباً , فهو ساربٌ إِذا توجَّه للـمَرْعَى.
قال الأَخْنَسُ بن شهاب التَّغْلبـي :
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وكلُّ أُناسٍ قارُبُوا قَيْدَ فَحْلِهِمْ = ونحنُ خَلَعْنا قَيْدَه , فهو سارِبُ [/poem]
قال ابن بري : قال الأَصْمعي : هذا مَثَلٌ يريدُ أَن الناسَ أَقاموا في موضِـعٍ واحدٍ , لا يَجْتَرِئون على النُّقْلة إِلى غيره , وقارَبـُوا قَيْدَ فَحْلِهم أَي حَبَسُوا فَحْلَهم عن أَن يتقدَّم فتَتْبَعه إِبلُهم , خوفاً أَن يُغَارَ عليها ; ونحن أَعِزَّاءُ نَقْتَري الأَرضَ , نَذْهَبُ فيها حيث شِئْنا , فنحن قد خَلَعْنا قيدَ فَحْلِنا ليَذْهَب حيث شاء , فحيثُما نَزَع إِلى غَيْثٍ تَبِعْناه .
وقد أطال أصحاب المعاجم في شرح هذه اللفظة فراجعها على الانترنت على هذا الرابط وفقك الله لكل خير.
http://lexicons.ajeeb.com/Results.asp