(ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار) .. ما تصريف (سارب) ومعناها؟! ..

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع كادح
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

كادح

New member
إنضم
26/10/2003
المشاركات
17
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
قال ابن كثير:
وقوله: {ومن هو مستخف بالليل} أي مختف في قعر بيته في ظلام الليل، {وسارب بالنهار} أي ظاهر ماش في بياض النهار وضيائه، فإن كلاهما في علم اللّه على السواء ..

السؤال هو عن كلمة (سارب) من ناحية صرفية .. هل هي سرب يسرب فهو سارب أم هي اسم جامد؟! ..
فقط ليتضح المعنى أكثر ..

وهل هناك شواهد للفظة سارب لنفس المعنى؟1 ...

وشكرا ..
 
سَرَب يَسْرُب سُرُوباً بمعنى : خَرَجَ .
وسَرَبَ في الأَرضِ يَسْرُبُ سُرُوباً : ذَهَبَ .
وفي القرآن كما تفضلت :( وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ )، أَي : ظاهرٌ بالنهارِ في سِرْبِه.
ويقال : خَلِّ سِرْبَه أَي طَرِيقَه , فالمعنى : الظاهرُ في الطُّرُقاتِ , والـمُسْتَخْفِـي في الظُّلُماتِ , والجاهرُ بنُطْقِه , والـمُضْمِرُ في نفسِه , عِلْمُ اللّهِ فيهم سواءٌ .
ورُوي عن الأَخفش الأوسط أَنه قال : مُسْتَخْفٍ بالليل أَي ظاهرٌ , و الساربُ الـمُتواري .
وقال أَبو العباس ثعلب : المستخفي الـمُسْتَتِر ; قال : والساربُ الظاهرُ والخَفيُّ , عنده واحدٌ.
وقال قُطْرب : سارِبٌ بالنهار مُسْتَتِرٌ . يقال انْسَرَبَ الوحشيُّ إِذا دخل في كِناسِه .
قال الأَزهري وهومن أفضل من شرح اللفظة : تقول العرب : سَرَبَتِ الإِبلُ تَسْرُبُ , وسَرَبَ الفحل سُروباً أَي مَضَتْ في الأَرضِ ظاهرة حيثُ شاءَتْ . والسارِبُ : الذاهبُ على وجهِه في الأَرض.
ومن شواهد ذلك كما طلبت أخي الكريم كادح قول قَيْس بن الخَطيم :
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أَنـَّى سرَبْتِ , وكنتِ غيرَ سَرُوبِ = وتَقَرُّبُ الأَحلامِ غيرُ قَرِيبِ [/poem]
قال ابن بري , رواه ابن دريد : سَرَبْتِ , بباءٍ موحدة , لقوله : وكنتِ غيرَ سَروب .
ومن رواه : سَرَيْت , بالياء باثنتين , فمعناه كيف سَرَيْت ليلاً , وأَنتِ لا تَسرُبِـينَ نَهاراً.
ومن أنحاء الللفظة قولهم سَرَبَ الفحْلُ يَسْرُبُ سُروباً , فهو ساربٌ إِذا توجَّه للـمَرْعَى.
قال الأَخْنَسُ بن شهاب التَّغْلبـي :
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وكلُّ أُناسٍ قارُبُوا قَيْدَ فَحْلِهِمْ = ونحنُ خَلَعْنا قَيْدَه , فهو سارِبُ [/poem]
قال ابن بري : قال الأَصْمعي : هذا مَثَلٌ يريدُ أَن الناسَ أَقاموا في موضِـعٍ واحدٍ , لا يَجْتَرِئون على النُّقْلة إِلى غيره , وقارَبـُوا قَيْدَ فَحْلِهم أَي حَبَسُوا فَحْلَهم عن أَن يتقدَّم فتَتْبَعه إِبلُهم , خوفاً أَن يُغَارَ عليها ; ونحن أَعِزَّاءُ نَقْتَري الأَرضَ , نَذْهَبُ فيها حيث شِئْنا , فنحن قد خَلَعْنا قيدَ فَحْلِنا ليَذْهَب حيث شاء , فحيثُما نَزَع إِلى غَيْثٍ تَبِعْناه .

وقد أطال أصحاب المعاجم في شرح هذه اللفظة فراجعها على الانترنت على هذا الرابط وفقك الله لكل خير.
http://lexicons.ajeeb.com/Results.asp
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أردت أن أضيف فقرة بسيطة على ما تفضل به أخينا عبد الرحمن - جزاه الله كل خير - و هي من تفسير الشيخ ابن عاشور . يقول:

و السارب اسم فاعل من سرب إذا ذهب في السرب - بفتح السين و سكون الراء - وهو الطريق . و هذا من الأفعال المشتقة من الأسماء الجامدة .
و ذكر الاستخفاء مع الليل لكونه أشد خفاء , و ذكر السروب مع النهار لكونه أشد ظهورا . و المعنى : أن هذين الصنفين سواء لدى علم الله تعالى .

و الله تعالى أعلم .
 
أخي عبد الرحمن الشهري ..

جزاك الله خيرا ..

وقد نقلت قول الأزهري الذي يدل على أن سارب من فعل مشتق أصله سرَبَ ..

وذكر مثالا وهو: سربت الإبل أي مضت في الأرض ..

ولكن يبدو أن ما نقله أخونا أبو زينب - جزاه الله خيرا - عن ابن عاشور أنه مشتق من اسم جامد هو الأقرب ..

والسبب الذي يظهر لي: هو ندرة استعماله في حياتنا اليومية .. وحتى في الشواهد عدا القليل ..

فلم نسمع: سرب زيد إلى مدرسته ..

ولا: لماذا لم تسرب إلى المسجد؟!! ..

وما أردت إلا الاستفادة ..

وشكرا لكما ..
 
تحرير المعنى السديد و تنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد

تحرير المعنى السديد و تنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أخي جمال لا لوم عليك فإننا لم نؤت من العلم إلا قليلا .

الشيخ العلامة - كما يوصف و ذلك لغزارة علمه - محمد الطاهر بن عاشور من أكبر علماء الزيتونة التونسية في العصر الحديث . و قد شغل رئيسا للجامعة الزيتونية و مفتيا بعد الاستقلال وهو الذي رفض إقرار بورقيبة على إفطار الناس في رمضان بحجة أن الصوم يقلل من الإنتاج ...
و من أهم مؤلفاته تفسير القرآن " التحرير و التنوير" و الذي كتبه في مدة تجاوزت الثلاثين سنة .و قد سماه في الأصل " تحرير المعنى السديد و تنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد " و اختصره إلى " التحرير و التنوير من التفسير " وهو من نشر دار سحنون ( تونسية ) و جدير بأن يكتسب .

وإن أردت تحميل التفسير فهذا رابطه من موقع المشكاة الإسلامية :

http://www.almeshkat.net/books/archive/books/althreer_t.zip

و ستجد فيه تعريفا به و بمؤلفاته .

وفقنا الله جميعا لمزيد العلم و العمل . وجعلنا من عتقاء النار في رمضان .

و تحياتي و شكري لك الخاص لنشاطك الملحوظ في هذا المنتدى .
 
السلام عليكم


لقد وجدت الرجل في تفسيره من الضالعين له رضى من الله على هذا الجهد الراقي


أما بالنسبة للكتاب الموجود على الأنترنت فليس مبوبا بطريقة تسهل الرجوع إلى الآية فحبذا لو ساعدتم بذلك


ولقد أحببت أن أسألك عن توجهه العام في تفسيره


أو بالاحرى عن مذهبه الفقهي والعقدي
 
أشد ما يعجبني في التفسير هو التركيز على قضايا البلاغة الخارجة عن معهود العرب


وهذا نموذج لإبن عاشور


(()[color=990066]وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريؤن مما أعمل وأنا بريء مما تعملون[/color](

لما كان العلم بتكذيبهم حاصلا مما تقدم من الآيات تعين أن التكذيب المفروض هنا بواسطة أداة الشرط هو التكذيب في المستقبل، أي الاستمرار على التكذيب. وذلك أن كل ما تبين به صدق القرآن هو مثبت لصدق الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أتى به، أي إن أصروا على التكذيب بعد ما قارعتهم به من الحجة فاعلم أنهم لا تنجع فيهم الحجج وأعلن لهم بالبراءة منهم كما تبرؤوا منك.



ومعنى )[color=990066]لي عملي ولكم عملكم[/color](

المتاركة. وهو مما أجري مجرى المثل، ولذلك بني على الاختصار ووفرة المعنى، فأفيد فيه معنى الحصر بتقديم المعمول وبالتعبير بالإضافة ب)عملي( و)عملكم(، ولم يعبر بنحو لي ما أعمل ولكم ما تعملون، كما عبر به بعد.
والبريء: الخلي عن التلبس بشيء وعن مخالطته. وهو فعيل من برأ المضاعف على غير قياس. وفعل برأ مشتق من بريء بكسر الراء من كذا، إذا خلت عنه تبعته والمؤاخذة به.
وهذا التركيب لا يراد به صريحه وإنما يراد به الكناية عن المباعدة. وقد جاء هذا المكنى به مصرحا به في قوله تعالى )[color=990033]فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون[/color](، ولذلك فجملة )[color=990066]أنتم بريئون مما أعمل[/color]( إلى آخرها بيان لجملة )[color=990033]لي عملي ولكم عملكم[/color]( ولذلك فصلت.
وإنما عدل عن الإتيان بالعمل مصدرا كما أتي به في قوله )[color=990033]لي عملي ولكم عملكم[/color]( إلى الإتيان به فعلا صلة ل)ما( الموصولة للدلالة على البراءة من كل عمل يحدث في الحال والاستقبال، وأما العمل الماضي فلكونه قد انقضى لا يتعلق الغرض بذكر البراءة منه. ولو عبر بالعمل لربما توهم أن المراد عمل خاص لأن المصدر المضاف لا يعم، ولتجنب إعادة اللفظ بعينه في الكلام الواحد لأن جملة البيان من تمام المبين، ولأن هذا اللفظ أنسب بسلاسة النظم، لأن في )ما( في قوله )مما أعمل( من المد ما يجعله أسعد بمد النفس في آخر الآية والتهيئة للوقف على قوله )مما تعملون(، ولما في )تعملون( من المد أيضا، ولأنه يراعي الفاصلة.
وهذا من دقائق فصاحة القرآن الخارجة عن الفصاحة المتعارفة بين الفصحاء.
 
عودة
أعلى