ومن عاد

مصطفى علي

New member
إنضم
26/05/2005
المشاركات
276
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
مصر
قال تعالى { الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [ البقرة (275) ] .

لفظ من عاد هل تعني في قوله أم عاد إلى الفعل
 
الأخ الحبيب الأديب اللبيب
الغالي مصطفى علي :

جاء في تفسير آية الربا في أواخر سورة البقرة فقد قال في الجزء الثالث
من تفسير المنار في الصفحتين 89، 99 ما نصه:
(( أباح أكل ما سلف قبل التحريم، وأبهم جزاء أكله شيئاً بعد النهي فقال :
{ ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} ، أي ومن عاد إلى ما كان يأكل
من الربا المحرم بعد التحريم فأولئك البعداء من الاتعاظ بموعظة ربهم، الذي لا ينهاهم
إلا عما يضر بهم في أفرادهم أو جميعهم،
هم أهل النار الذين يلازمونها كما يلازم الصاحب صاحبه فيكونون خالدين فيها)). ثم قال بعد ذلك:
(( وقد أول المفسرون الخلود لتتفق الآية مع المقرر في العقائد والفقه من كون المعاصي
لا توجب الخلود في النار، فقال أكثرهم :
إن المراد من عاد إلى أكل الربا واستباحته اعتقاداً،
ورده بعضهم بأن الكلام في أكل الربا، وما ذكر عنه من جعله كالبيع، هو بيان لرأيهم فيه
قبل التحريم فهو ليس بمعنى استباحة المحرم، فإذا كان الوعيد قاصراً على الاعتماد فحسب
فلا يكون هناك وعيد على أكل بالفعل)).
 
السلام عليكم

صاحب تفسير المنار مؤيد لما ذهبت إليه الأباضيّة من القول بتخليد صاحب الكبيرة في النّار--وواضح من قوله ميله إلى رأيهم --وقد استشهد مفتي الأباضية الخليلي في كتابه "الحق الدامغ" بقول صاحب المنار

وقد قال إبن عاشور فيها قولا متينا هو (وجُعل العائد خالداً في النار إما لأنّ المراد العود إلى قوله: { إنما البيع مثل الربا } ، أي عاد إلى استحلال الربا وذلك نِفاق؛ فإنّ كثيراً منهم قد شقّ عليهم ترك التعامل بالربا، فعلم الله منهم ذلك وجعَل عدم إقلاعهم عنه أمارة على كذب إيمانهم، فالخلود على حقيقته. وإما لأنّ المراد العود إلى المعاملة بالربا، وهو الظاهر من مقابلته بقوله: { فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى } والخلود طول المكث كقول لبيد:فوقفْتُ أسألُها وكيفَ سؤالُنا صُمّاً خَوَالِدَ ما يَبِين كلامُها
ومنه: خلَّد الله مُلك فلان.

وتمسك بظاهر هاته الآية ونحوها الخوارج القائلون بتكفير مرتكب الكبيرة كما تمسكوا بنظائرها. وغفلوا عن تغليظ وعيد الله تعالى في وقت نزول القرآن؛ إذ الناس يومئذ قريبٌ عهدهم بكفر. ولا بد من الجمع بين أدلّة الكتاب والسنة.)


وقد ذكر ابن عاشور مراد العود إلى القول باستباحة الربا في قولهم "إنما البيع مثل الربا" كخيار أول في معنى الآية فيصير المعنى "من عاد إلى القول باستباحة الربا فمصيره الخلود في النّار"
ثم ذكر الخيار الثاني وهو العودة إلى العمل بالربا فمصير من عاد هو الخلود بمعنى طول المكث---ثم انتقد تمسّك الخوارج بظاهرها في تكفير مرتكب الكبيرة

والملفت للنظر عزوه جملة الآية (وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) إلى تغليظ في الوعيد في زمن كان النّاس فيه حديثي عهد بكفر منتقدا تغافل الخوارج عن هذا التعليل
"
 
وعليكم السلام ياأخي الفاضل
جمال حسني الشرباتي

وأثابك الله خيرا على توضيحك ، ومداخلتك هذه القيمة الرائعة

وتوضيحك لمسألة هامة في العقيدة الإسلامية ، يغفل عنها الكثيرون ..

ولكن ياأخي الحبيب جمال

السيد محمد رشيد رضا قد سبقه الأستاذ الكبير العلامة الإمام محمد عبده إلى مثل هذا الرأي،

فلنسمع إلى ما يقوله في تفسير قوله تعالى : {فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} ،

يقول :

(( ومن المفسرين من ترك السيئة في الآية على إطلاقها، فلم يأولها بالشرك

ولكنهم أولوا جزاءها فقالوا: إن المراد بالخلود طول مدة المكث، لأن المؤمن لا يخلد في النار،

وإن استغرقت المعاصي عمره، وأحاطت الخطايا بنفسه فانهمك فيها طول حياته،

فهم أولوا هذا التأويل هروباً من قول المعتزلة: إن أصحاب الكبائر يخلدون في النار

وتأييدا لمذهبهم أنفسهم المخالف للمعتزلة) ).

فما قولك ياأخي الحبيب جمال !!!؟

وجزاك الله خيرا
 
مروان الظفيري قال:
وعليكم السلام يقول :

(( ومن المفسرين من ترك السيئة في الآية على إطلاقها، فلم يأولها بالشرك

ولكنهم أولوا جزاءها فقالوا: إن المراد بالخلود طول مدة المكث، لأن المؤمن لا يخلد في النار،

وإن استغرقت المعاصي عمره، وأحاطت الخطايا بنفسه فانهمك فيها طول حياته،

فهم أولوا هذا التأويل هروباً من قول المعتزلة: إن أصحاب الكبائر يخلدون في النار

وتأييدا لمذهبهم أنفسهم المخالف للمعتزلة) ).


السلام عليكم

الرأي الذي تراه في الأعلى هو سرد من محمد عبده رحمه الله ولكنك تشعر في سرده ميله إلى قول المعتزلة---ومحمد رشيد رضا تابع أمين له

والآية التي أشار إليها هي "{بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـئَتُهُ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }البقرة81

وقد أشبعها المفسرون بحثا--رابطين تفسيرها بقوله تعالى "{إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً }النساء48

والقرآن يفسّر بعضه بعضا---فإن كان عزّ وجل يغفر مادون الإشراك- وقد توعد المشركين بالخلود في النّار---والكبيرة دون الإشراك----فلا بد أن يكون جزاء اقترافها دون الخلود في النّار


وفي علم التفسير نلجأ أولا إلى تفسير القرآن بالقرآن ثمّ إلى تفسيره بالسّنة المطهرة ثمّ بماصح عن الصحابة--ثم بما صحّ عن التابعين----

وإن لم نجد نبحث في كتب من تبعهم بإحسان من أئمة المفسرين وخصوصا أصحاب البّاع في علوم اللغة---

وابن عطيّة من الذين يعتمد عليهم ويرجع إليهم في موضوع التفسير اعتمادا على اللغة ---فانظر ماذا قال

(والخطيئة الكفر، ولفظة الإحاطة تقوي هذا القول وهي مأخوذة من الحائط المحدق بالشيء، وقال الربيع بن خيثم والأعمش والسدي وغيرهم: معنى الآية مات بذنوب لم يتب منها، وقال الربيع أيضاً: المعنى مات على كفره، وقال الحسن بن أبي الحسن والسدي: المعنى كل ما توعد الله عليه بالنار فهي الخطيئة المحيطة، والخلود في هذه الآية على الإطلاق والتأبيد في المشركين، ومستعار بمعنى الطول والدوام في العصاة وإن علم انقطاعه، كما يقال ملك خالد ويدعى للملك بالخلد.

وقوله تعالى: { والذين آمنوا } الآية. يدل هذا التقسيم على أن قوله { من كسب سيئة } الآية في الكفار لا في العصاة، ويدل على ذلك أيضاً قوله: { أحاطت } لأن العاصي مؤمن فلم تحط به خطيئته، ويدل على ذلك أيضاً أن الرد كان على كفار ادعوا أن النار لا تمسهم إلا أياماً معدودة فهم المراد بالخلود، والله أعلم.)


فقد جزم بأنّ الخطيئة في قوله "وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـئَتُهُ " هي الكفر---وأيّد قول السدّي في تفسير قوله تعالى(فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) في تقسيمه للخلود إلى قسمين--

دائم فيما يتعلق بالمشركين---ومستعار لمعنى طول المكث في العصاة من المسلمين--

وقد دعم قوله بالمؤيدات التالية وهي

# قوله بعد ها ({ وَٱالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱالصَّالِحَاتِ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱالْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } دال على أنّ الآية "بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـئَتُهُ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" في الكفّار إذ لو كانت في المؤمنين لما احتيج إلى أن يقال بعدها "والذين آمنوا--"

# وقوله " أحاطت " دال على أنّ الآية في المشركين لأن العاصي مؤمن لا تحيط به خطيئته

# ويدلّ على كون الآية في المشركين هو كونها جاءت جوابا على كفّار ادعوا أنّ النّار لن تمسّهم إلّا أيّاما معدودة في قوله تعالى قبلها مباشرة "* { وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ ٱللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ ٱللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }
 
لا أسأل عن الجزاء وإنما على من يعود

لا أسأل عن الجزاء وإنما على من يعود

لا أسأل عن الجزاء وإنما على من يعود
 
السلام عليكم

(قال تعالى { الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [ البقرة (275) ]

الأرجح أنّ المعنى هو من عاد إلى أكل الربا وإلى القول بأنّ البيع مثل الربا وبهذا الكلام قال الأئمة الأخيار--


قال الطبري ( وَمَنْ عَادَ } يقول: ومن عاد لأكل الربـا بعد التـحريـم، وقال ما كان يقوله قبل مـجيء الـموعظة من الله بـالتـحريـم من قوله: { إِنَّمَا ٱلْبَيْعُ مِثْلُ ٱلرّبَوٰاْ } { فَأُوْلَـٰئِكَ أَصْحَـٰبُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَـٰلِدُونَ } يعنـي ففـاعلو ذلك وقائلوه هم أهل النار، يعنـي نار جهنـم فـيها خالدون.)
 
أستاذنا جمال الشرباتي

أستاذنا جمال الشرباتي

يكون على حسب ما فهمت من كلام حضرتك أن الفاعل غير متوعد في هذه الآية الكريمة أليس كذلك ( بصرف النظر عن معنى الجزاء )

أما ما نقلتم عن ابن عاشور
إما لأنّ المراد العود .... وإما لأنّ المراد العود إلى المعاملة بالربا
هنا يكمن سؤالي أن الموضوع تضطرب في الأراء فكنت أسأل أهل التفسير لعل من وقف على جازم بين القولين
 
السلام عليكم

أخي الفاضل مصطفى

لا يمكنك أن تفهم ما فهمت أخي--
فالوعيد يشمل النوعين على جهتين مختلفتين


# أولا -- العائد إلى اقتراف جريمة الربا فقط دون استحلال لها بقول

# ثانيا --العائد إلى اقتراف جريمة الربا مستحلا لها بقول


ففي إبهام "وَمَنْ عَادَ " قصد بلاغي ليشمل نوعي العودة---عودة إلى فعل الجريمة ---وعودة إلى استحلال الجريمة قولا
 
عودة
أعلى