(ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما)

فتى القرآن

New member
إنضم
21/04/2003
المشاركات
3
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
(ومن أوفى بما عاهدعليهُ الله فسيؤتيه أجرا عظيما )

لماذا قرأت بالضم ؟
 
أهلاً وسهلاً بكم يا فتى القرآن في ملتقى أهل التفسير ونسأل الله لنا ولكم العون والتوفيق.

هذه الآية يا أخي الكريم فيها قراءتان للقراء:
الأولى :هي ضم الهاء من (عليهُ) وهذا الوجه قرأ به حفص بن سليمان رحمه الله ، مع ملاحظة تفخيم لفظ الجلالة ، وقد وافق حفصاً في هذا الوجه قارئ أهل مكة محمد بن عبدالرحمن ابن محيصن رحمه الله ، وقراءة حفص بالضم هنا على الأصل . وللألوسي كلام جيد في توجيه الضم هنا لعلك تراجعه في تفسيره روح المعاني رعاك الله أو ننقله هنا فيما بعدُ.

الثانية : كسر الهاء من (عليهِ) وهذه قرأ بها الباقون مع ملاحظة ترقيق لفظ الجلالة في هذه الحالة.
وعند الوقف على كلمة (عليهْ) فإنه يوقف بالسكون عند الجميع.

وأما قولك لماذا قرأت هكذا فهكذا وردت الرواية بها كما تعلم ، وهكذا أخذت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والقراءة كما هو معلوم سنة متبعة يأخذها الأخر عن الأول وإن كان قد بحث العلماء علة هذا الضم كما تقدم .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
 
بارك الله فيك وجزاك خيرا

لكن سؤالي هل فيها إعراب لغوي ؟

كذلك قوله تعالي ( جنات تجري تحتها الأنهار ) كل آيات القران فيها ( من) إلا هذه الآية في سورة التوبة، فهل فيها سر لغوي أو إعرابي او نحوه ؟

والله أعلم
 
الأخ الكريم فتى القرآن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
فلقد سألت عن علة رفع حفص عن عاصم للهاء في قوله تعالى (عليه الله) وأحب أن أشير إلى أن حفص لم يرفع هذه الهاء فقط وإنما رفع الهاء كذلك في قوله تعالى (وما أنسانيه إلا الشيطان) في سورة الكهف والعلة كما ذكر الإمام نصر بن علي المعروف بابن أبي مريم في كتابه الموضح في وجوه القراءات وعللها .
قال : (الأصل في الهاء أن تكون على الضم ، وكسرتها إنما تكون لياء أو كسرة تقعان قبلها ، وتوصل هذه الهاء بواو زائدة تتقوى بها لأن الهاء حرف خفي ، فيخرج بها عن الخفاء إلى البيان ، فيزاد في المذكر واو وفي المؤنث ياء . .... إلى أن قال رحمه الله وأما رواية عاصم ( أنسانيه ، ومن عاهد عليه الله ) بالضمة فإنها على الأصل ـ أي على ضم الهاء لأن الضم أصل فيها ـ وأما روايته (ويخلد فيه مهاناً) في سورة الفرقان فعلى قلب الواو ياء لأجل الياء التي قبل الهاء كما قدمنا ذكره ، وفي مثل ذلك اتباع الأثر ـ أي الرواية المسندة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ـ مع الأخذ باللغتين . أهـ بشيء من التصرف
وإن شاء الله أجيب لك علة جنات تجري تحتها الأنهار ، أرجوا أن أكون قد أفدتك وجزاك الله خيراً
 
قال ابن أبي مريم في الكتاب السالف الذكر :
(جنات تجري من تحتها الأنهار) بزيادة من قرأها ابن كثير وحده ، وقرأ الباقون (تجري تحتها) بغير (من) .
والوجه أن من أدخل (من) قد جعل (تحت ) اسماً ولم يجعله ظرفاً ، كما أن فوق قد يأتي ويُراد به الاسم ، قال تعالى (لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل) والمراد من أعلاهم ومن أسفلهم ، فإذا دخل (من) خرج عن كونه ظرفاً ، لأن دخول الجار منع من تقدير جار آخر ، ومن نصب (تحتها) ولم يُدخل (من) جعل (تحتها) ظرفاً ، وقدر معنى في ، وجعلها مفعولاً فيه .
والفرق بين القراءتين في المعنى أنه إذا ألحق (من) أفاد أن (الأنهار) مبتدأ جريُها من أسفل الجنات ، لأن (من) لابتداء الغاية ، ومن نصب لم يُلحق (من) أفاد أن الأنهار جارية من جهة أسفلها . أهـ بتصرف بسيط جداً


أخوك أبو محمد
 
عودة
أعلى