خلدون الخالدي
New member
< ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون • واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون >
يتكلم السياق عن اليهود في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم لما كانوا يحاججونه بالتوراة وكان الوحي يتنزل بالجواب وكان مطابقا للتوراة فكان المغالين منهم يتركون التوراة كما قال تعالى نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم . ولجأوا الى السحر فأخذوا يعملون به لمعاداة الرسول ووصفوا النبي سليمان بأنه ساحر فأنزل الله وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر
(وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت) الروايات في التفاسير تدخل فيها اسرائيليات واما القول بان ما نافية والملكين هما جبريل وميكائيل فهما لم ينزلا بسحر والسحر من عمل الشياطين وهذا لا يستقيم لان السياق بعده يدل على انهما يقولا انما نحن فتنة والفتنة هي الامتحان والابتلاء وهناك قول آخر أنهما رجلان ويروي ابن كثير عن ابن حزم باسناده عن الضحاك انهما علجان من اهل بابل والانزال بمعنى الخلق لا بمعنى الايحاء كما قال تعالى (وانزل لكم من الانعام ثمانية ازواج) وفي القرطبي عن ابن عباس (وما أنزل على الملكين) بكسر اللام وهما داود وسليمان فتكون ما نافية ولكن السياق يقول ببابل وذكر الرازي انها بابل العراق فلا بد انهما ملكين بكسر اللام في بابل وكان السحر موجود في تلك الايام وكذلك تسخير الجن وربما كان تعلمه لدفع الشر وللدفاع عن النفس وهناك نوع به كفر ولهذا كانا يحذران منه فيقول وما يعلمان من احد حتى يقولا له لاتكفر اما في شريعتنا فكل انواع السحر محرمة اذا اشرك بها فاعلها وفي الصحيح (من أتى عرافا او كاهنا فقد كفر بما انزل على محمد) واذاكانا ملكين بفتح اللام فلابد انهما من الجن كما قال تعالى (واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس ابى واستكبر وكان من الكافرين)( إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين فسجد الملائكة كلهم أجمعون ● إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين) فكلمة الملائكة هنا تشمل الملائكة وابليس الذي هو من الجن لان الملائكة لا تستقر على الارض وتعلم الناس ( وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا ● قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا). والله أعلم
خلدون الخالدي