وماذا بعد رمضان؟ (هل تنقض غزلك؟!! هل تقتل طفلك؟!!)

إنضم
26/07/2013
المشاركات
34
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
العمر
41
الإقامة
محافظة بني سويف -
هل تنقض غزلك؟!!

قال الله: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا} [النحل: 92]
لو رأيت أحداً يَنْصَب في غزل ثوب جميل وبعد أن ينتهي منه يعود فينقض ذلك الغزل ويفسده لعددت ذلك جنونا، لاسيما إذا علمت أنه أحوج ما يكون لذاك الثوب وبدلا من أن يبقيه ويحافظ عليه راح يفسده.
فإن كان حال صاحب الثوب عجيبا فأعجب منه حالك حين تنصب في غزل ثوب السعادة ثم تعود على كل جهدك بالإفساد والنقض.

هل تقتل طفلك؟!!!

قد رزقك الله جنين الإيمان والاستقامة، فَارْعَه وتعاهده وحافظ عليه واحمه من كل ما يؤثر عليه حتى يشب قوياً فتياً لا يتأثر بشيء بل يؤثر في غيره ويعينك الله به على جبر كسرك وإقالة عثرتك، وتقوية ضعفك...
فأعداؤك من شياطين الإنس والجن لا يغفلون ولا ينامون ولا يتوانون عن التربص بك لقتل جنينك ووأده في مهده، فلا تغفل ولا تكسل ولا تنام، واعلم أن خير وسيلة للدفاع عن جنينك مهاجمة أعدائه وملازمة ما كنت عليه من الخير فهو ضمانة لك بأنهم لا يستطيعوا أن يمسوك بسوء.
يقول ابن الجوزي: "إن لم تكن أسدا في العزم، ولا غزالا في السبق، فلا تتثعلب"
واعلم أن جنينك لا ينميه ويحافظ عليه إلا إمداده بالغذاء دوما وغذاؤه الطاعات، فالإيمان يزيد بالطاعات، وكلما قلت الطاعات كلما ضعفت صحته وكان هزيلا، وكلما تجنبت السموم والآفات التي تؤثر على صحته كلما كان قويا فتيا، والسموم والآفات هي المعاصي والمنكرات، فالإيمان ينقص ويضعف بالمعاصي.
وقد كان رمضان تحريرا للإرادة، وتجربة ناجحة تبعث في نفسك التفاؤل والأمل الدائم في أنك تستطيع أن تحافظ على جنينك من السموم والآفات بل لقد حافظت عليه من فضول المباحات، بل ارتقيت فوق ذلك فنميته وغذيته بالطاعات والقربات شهرا كاملا.

كان ما سلف جزء من مجموعة من الخواطر فتح الله بها على عبده الفقير، فضمنتها الفصل الأخير من كتابي (أسعد أيامي) وهو بعنوان: (وماذا بعد رمضان؟)

أهديكم إياه، فاقرأوه بقلوبكم، وانشروه، وأؤكد لكم أنكم لن تندموا فلن يضيع وقتكم سدى.

أرجو ألا تحرموني صالح دعواتكم، غفر الله لي ولكم.

ولي رجاء: اذكروني عند ربي وربكم، ففي حديث الشفاعة عند البخاري في صحيحه:

"وَإِذَا رَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ نَجَوْا فِى إِخْوَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِخْوَانُنَا كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَنَا وَيَصُومُونَ مَعَنَا وَيَعْمَلُونَ مَعَنَا . فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِى قَلْبِهِ مِثْقَالَ دِينَارٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ . وَيُحَرِّمُ اللَّهُ صُوَرَهُمْ عَلَى النَّارِ ، فَيَأْتُونَهُمْ وَبَعْضُهُمْ قَدْ غَابَ فِى النَّارِ إِلَى قَدَمِهِ وَإِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ ، فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا ، ثُمَّ يَعُودُونَ فَيَقُولُ اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِى قَلْبِهِ مِثْقَالَ نِصْفِ دِينَارٍ فَأَخْرِجُوهُ . فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا ، ثُمَّ يَعُودُونَ فَيَقُولُ اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِى قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ . فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا" (صحيح البخاري: 24/ 290)
 
*أدعية تعين على الثبات على الطاعة بعد رمضان:

{رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران: 8]

{رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا} [البقرة: 250]

{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا } [آل عمران: 147]

وفي سنن الترمذي (4/ 448) وصححه الألباني عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: «يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ»، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا؟ قَالَ: «نَعَمْ، إِنَّ القُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ»

وفي رواية في سنن الترمذي (5/ 538) وصححها الألباني، عن شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأُمِّ سَلَمَةَ: يَا أُمَّ المُؤْمِنِينَ مَا كَانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ عِنْدَكِ؟ قَالَتْ: كَانَ أَكْثَرُ دُعَائِهِ: يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ " قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لِأَكْثَرِ دُعَائِكَ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ؟ قَالَ: «يَا أُمَّ سَلَمَةَ إِنَّهُ لَيْسَ آدَمِيٌّ إِلَّا وَقَلْبُهُ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ، فَمَنْ شَاءَ أَقَامَ، وَمَنْ شَاءَ أَزَاغَ»

وفي سنن أبي داود (2/ 84) وصححه الألباني أنه كان يدعو: "وَثَبِّتْ حُجَّتِي"

وفي السلسلة الصحيحة (4/ 438): «يَا وَلِيَّ الْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ، ثَبِّتْنِي بِهِ حَتَّى أَلْقَاكَ». وروي بلفظ : "مسكني بالإسلام حتى ألقاك"

وفي السلسلة الصحيحة (9/ 8): يا شداد بن أوس إذا رأيت الناس قد اكتنزوا الذهب والفضة فاكنز هؤلاء الكلمات: " اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ الثَّباتَ فِي الأَمْرِ، والعَزِيمَةَ على الرُّشْدِ، وأسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك، وأسْأَلُكَ شُكْرَ نعْمَتِكَ، وحُسْنَ عِبادَتِكَ، وأسْألُكَ قَلْباً سَلِيماً، ولِساناً صَادِقا، وأعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ، وأسْألُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ، وأسْتَغْفِرُكَ لمَّا تَعْلَمُ إِنَّكَ أنْتَ عَلاَّمُ الغُيُوبِ"

وجاء في مسند أحمد (28/ 356) وصححه المحقق أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعلم الصحابة الدعاء بهذه الدعوات في الصلاة وبعدها.

ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: «اللهمّ ثبّته واجعله هاديا مهديّا» (متفق عليه)

وفي صحيح مسلم (8/ 88): عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ كَانَ مِنْ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وَجَمِيعِ سَخَطِكَ».

وفي سنن النسائي وصححه الألباني (8/ 272)، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر قال: "اللهم أني أعوذ بك من ... الحور بعد الكور"

وفي صحيح مسلم (8/ 80) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَقُولُ «اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ أَنْ تُضِلَّنِى أَنْتَ الْحَىُّ الَّذِى لاَ يَمُوتُ وَالْجِنُّ وَالإِنْسُ يَمُوتُونَ».

وفي سنن النسائي وصححه الألباني (8/ 268)، عن أم سلمة : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج من بيته قال: "بسم الله رب أعوذ بك من أن أزل أو أضل أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل علي"

وفي صحيح مسلم (2/ 51) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو: «اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لاَ أُحْصِى ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ».

وفي صحيح البخاري (8/ 121)، أن ابْن أَبِي مُلَيْكَةَ، كان يدعو: «اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ نَرْجِعَ عَلَى أَعْقَابِنَا، أَوْ نُفْتَنَ عَنْ دِينِنَا»

وفي جامع المسانيد والسنن (5/ 433) أن عبد الله بن الهاد كان يدعو: «اللَّهُمَّ ثَبِّتْنِى أَنْ أَزِلَّ، وَأَهْدِنِى أَنْ أَضِلَّ، اللَّهُمَّ كَمَا حُلْتَ بَيْنِى وَبَيْنَ قَلْبِى، فَحُلْ بَيْنِى وَبَيْنَ الْشَّيْطَانِ وَعَمَلِهِ»

وفي حلية الأولياء (8/ 38) أن إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ كان يدعو فِي كُلِّ جُمُعَةٍ: "وَثَبِّتْنِي بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَا تُضِلَّنِي وَإِنْ كُنْتُ ظَالِمًا"
 
عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ بِسِتٍّ مِنْ شَوَّالٍ، فَكَأَنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ»
سنن أبي داود (2/ 324) وصححه الألباني والأرناؤوط
 
من أعظم الأسباب المعينة على الثبات؛ الاستعانة بالله والتضرع له، قال تعالى: {وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا} [الإسراء: 74]
قال شيخ الإسلام: "تأملت أنفع الدعاء، فإذا هو طلب العون على مرضاته"
 
*الموت لن يمهلك*

قال الله: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} [الشرح: 7، 8]، فالله يطالبنا بالاجتهاد في العبادة فور الانتهاء من سابقتها فليس هناك وقت للراحة أو للتضييع فالموت لن يمهل أحدا والزمان لن يتوقف.

وهاهو ذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوصينا بالاستمرار على الطاعات طوال العمر، فيقول: [افعلوا الخير دهركم وتعرضوا لنفحات رحمة الله فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده وسلوا الله أن يستر عوراتكم وأن يؤمن روعاتكم] (السلسلة الصحيحة: 4/ 511)
.......
هذا المنشور من تطبيق #بالوحى_نحيا
 
عودة
أعلى