وليقولوا درست

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع محب
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

محب

New member
إنضم
22/09/2003
المشاركات
69
مستوى التفاعل
2
النقاط
8
قال تعالى : { وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } [الأنعام 105].

فزعم بعض النصارى أن القرآن سكت على تهمة الدراسة ، وأن سكوته يفيد الموافقة.

أفيدونا أفادكم الله .
 
بيان معنى الآيات

بيان معنى الآيات

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

أما بعد: فإن من عادة أهل الزيغ والضلال اقتطاع نص قرآني أو حديث عن سياقه والإعراض عما جاء في الكتاب والسنة في نفس الباب ثم يدسون على السامعين شبههم الواهية, ولكن كتاب الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه لأنه تنزيل من حكيم حميد.

لقد ساق القرآن الكريم افتراء المشركين بأن الرسول علمه بشر أو أن القرآن أساطير الأوليين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا, وبما أن الشبهة تتكرر مرات ومرات على لسان هذا الضال أو ذاك فإن الكتاب العزيز يكتفي بما سبق بيانه فيما مضى من شبهات مماثلة. وهذا ما يعرفه المتتبع لأجوبة القرآن المسكتة لتخرصات أعداء الرسل من أي طائفة كانوا, وسبحان الله فقد وردت آيات عجيبة بعد تلك التي رام بها النصارى الطعن على النبي وهي قوله تعالى:‏{‏وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ‏}‏.

وللفائدة أسوق لكم ما قاله العلامة الشنقيطي في تفسير ه أضواء البيان في تفسير الآيات المذكورة:

‏{‏وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ وَلَوْ شَاء اللَّهُ مَا أَشْرَكُواْ وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّواْ اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ وَأَقْسَمُواْ بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ‏}‏

قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ‏}‏ ‏.‏

يعني ليزعموا إن النَّبي صلى الله عليه وسلم إنما تعلم هذا القرآن بالدرس والتعليم من غيره من أهل الكتاب، كما زعم كفار مكة أنه صلى الله عليه وسلم تعلم هذا القرآن من جبر ويسار، وكانا غلامين نصرانيين بمكة، وقد أوضح الله تعالى بطلان افترائهم هذا في آيات كثيرة كقوله ‏{‏وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ‏}‏، وقوله‏:‏ ‏{‏فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ سَأُصْلِيهِ سَقَرَ‏}‏ ، ومعنى يؤثر‏:‏ يرويه محمد صلى الله عليه وسلم عن غيره في زعمهم الباطل، وقوله‏:‏ ‏{‏وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاؤُوا ظُلْمًا وَزُورًا وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا‏}‏ ‏.‏ إلى غير ذلك من الآيات‏.‏ وفي قوله ‏{‏دَرَسْتَ‏}‏ ثلاث قراءات سبعيات‏.‏

قرأه ابن كثير، وأبو عمر ‏"‏دارست‏"‏ بألف بعد الدال مع إسكان السين وفتح التاء من المفاعلة

بمعنى‏:‏ دارست أهل الكتاب ودارسوك حتى حصلت هذا العلم‏.‏

وقرأه بقية السبعة غير ابن عامر ‏"‏درست‏"‏ بإسقاط الألف، مع إسكان السين وفتح التاء أيضًا، بمعنى درست هذا على أهل الكتاب حتى تعلمته منهم‏.‏

وقرأه ابن عامر ‏"‏دَرَسَتْ‏"‏ بفتح الدال والراء والسين وإسكان التاء على أنها تاء التأنيث، والفاعل ضمير عائد إلى الآيات المذكورة في قوله ‏{‏وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ‏}‏ ‏.‏

قال القرطبي‏:‏ وأحسن ما قيل في قراءة ابن عامر أن المعنى‏:‏ ولئلا يقولوا انقطعت وانمحت، وليس يأتي محمد صلى الله عليه وسلم بغيرها‏.‏ اهـ‏.‏

وقال القرطبي‏:‏

‏{‏وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ‏}‏ الواو للعطف على مضمر أي نصرف الآيات لتقوم الحجة وليقولوا درست وقيل‏:‏ ‏{‏وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ‏}‏ صرفناها‏.‏

قال مقيده‏:‏ عفا الله عنه ومعناهما آيل إلى شيء واحد ويشهد له القرآن في آيات كثيرة دالة على أنه يبين الحق واضحًا في هذه الكتاب ليهدي به قومًا، ويجعله حجة على آخرين كقوله ‏{‏فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا‏}‏ وقوله ‏{‏قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ‏}‏ ، وقوله‏:‏ ‏{‏لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ‏}‏ كما قال هنا ‏{‏وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ‏}‏ فالأشقياء يقولون‏:‏ تعلمته من البشر بالدراسة وأهل العلم، والسعادة يعلمون أنه الحق الذي لا شك فيه‏.‏

وقال العلامة الشنقيطي في تفسير قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَقَدْ نَعْلَمُ اَنَّهُمْ يَقُولُونَ اِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ‏}‏ ‏.‏ اقسم جل وعلا في هذه الاية الكريمة‏:‏ انه يعلم ان الكفار يقولون‏:‏ ان هذا القران الذي جاء به النَّبي صلى الله عليه وسلم ليس وحيًا من الله، وانما تعلمه من بشر من الناس‏.‏

واوضح هذا المعنى في غير هذا الموضع، كقوله‏:‏ ‏{‏وَقَالُوا اَسَاطِيرُ الْاَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَاَصِيلاً‏}‏، وقوله‏:‏ ‏{‏اِنْ هَذَا اِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ‏}‏ اي يرويه محمد صلى الله عليه وسلم عن غيره، وقوله‏:‏ ‏{‏وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ‏}‏‏.‏ كما تقدم ‏(‏في الانعام‏)‏‏.‏

وقد اختلف العلماء في تعيين هذا البشر الذي زعموا انه يعلم النَّبي صلى الله عليه وسلم، وقد صرح القران بانه اعجمي اللسان‏.‏ فقيل‏:‏ هو غلام الفاكه بن المغيرة، واسمه جبر، وكان نصرانيًا فاسلم‏.‏ وقيل‏:‏ اسمه يعيش عبد لبني الحضرمي، وكان يقرا الكتب الاعجمية‏.‏ وقيل‏:‏ غلام لبني عامر بن لؤي‏.‏ وقيل‏:‏ هما غلامان‏:‏ اسم احدهما يسار، واسم الاخر جبر، وكانا صيقليين يعملان السيوف، وكانا يقران كتابًا لهم‏.‏ وقيل‏:‏ كانا يقران التوراة والانجيل، الى غير ذلك من الاقوال‏.‏

وقد بين جل وعلا كذبهم وتعنتهم في قولهم‏:‏ ‏{‏اِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ‏}‏ بقوله‏:‏ ‏{‏لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ اِلَيْهِ اَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ‏}‏‏.‏ اي كيف يكون تعلمه من ذلك البشر، مع ان ذلك البشر اعجمي اللسان‏.‏ وهذا القران عربي مبين فصيح، لا شائبة فيه من العجمة‏.‏ فهذا غير معقول‏.‏

وبين شدة تعنتهم ايضًا بانه لو جعل القران اعجميًا لكذبوه ايضًا وقالوا‏:‏ كيف يكون هذا القران اعجميًا مع ان الرسول الذي انزل عليه عربي‏.‏ وذلك في قوله ‏{‏وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْاناً اَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ ايَاتُهُ اَاَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ‏}‏ اي اقران اعجمي، ورسول عربي‏.‏ فكيف ينكرون ان القران اعجمي والرسول عربي، ولا ينكرون ان المعلم المزعوم اعجمي، مع ان القران المزعوم تعليمه له عربي‏.‏

كما بين تعنتهم ايضًا، بانه لو نزل هذا القران العربي المبين، على اعجمي فقراه عليهم عربيًّا لكذبوه ايضًا، مع ذلك الخارق للعادة‏.‏ لشدة عنادهم وتعنتهم، وذلك في قوله‏:‏ ‏{‏وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْاَعْجَمِينَ فَقَرَاَهُ عَلَيْهِم مَّا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ‏}‏‏.‏

وقوله في هذه الاية الكريمة‏:‏ ‏{‏يُلْحِدُونَ‏}‏ اي يميلون عن الحق‏.‏ والمعنى لسان البشر الذي يلحدون، اي يميلون قولهم عن الصدق والاستقامة اليه ـ اعجمي غير بين، وهذا القران لسان عربي مبين، اي ذو بيان وفصاحة‏.

----
وجاء في تفسير القرطبي بشأن الايات رقم ‏(‏ 4 - 6 ‏)‏ من سورة الفرقان:

‏{‏ وقال الذين كفروا ان هذا الا افك افتراه واعانه عليه قوم اخرون فقد جاؤوا ظلما وزورا، وقالوا اساطير الاولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة واصيلا، قل انزله الذي يعلم السر في السماوات والارض انه كان غفورا رحيما ‏}‏

قوله ‏{‏وقال الذين كفروا‏}‏يعني مشركي قريش‏.‏ وقال ابن عباس‏:‏ القائل منهم ذلك النضر بن الحرث؛ وكذا كل ما في القران فيه ذكر الاساطير‏.‏ قال محمد بن اسحاق‏:‏ كان مؤذيا للنبي صلى الله عليه وسلم‏.‏ ‏{‏ان هذا‏}‏يعني القران‏.‏ ‏{‏الا افك افتراه‏}‏اي كذب اختلقه‏.‏ ‏{‏واعانه عليه قوم اخرون‏}‏يعني اليهود؛ قاله مجاهد‏.‏ وقال ابن عباس‏:‏ المراد بقوله ‏{‏قوم اخرون‏}‏ابو فكيهة مولى بني الحضرمي وعداس وجبر، وكان هؤلاء الثلاثة من اهل الكتاب‏.‏ وقد مضى في - النحل - ذكرهم‏.‏ ‏{‏فقد جاؤوا ظلما وزورا‏}‏اي بظلم‏.‏ وقيل‏:‏ المعنى فقد اتوا ظلما‏.‏ ‏{‏وقالوا اساطير الاولين‏}‏قال الزجاج‏:‏ واحد الاساطير اسطورة؛ مثل احدوثة واحاديث‏.‏ وقال غيره‏:‏ اساطير جمع اسطار؛ مثل اقوال واقاويل‏.‏ ‏{‏اكتتبها‏}‏يعني محمدا‏.‏ ‏{‏فهي تملى عليه‏}‏اي تلقى عليه وتقرا ‏{‏بكرة واصيلا‏}‏حتى تحفظ‏.‏ و‏{‏تملى‏}‏اصله تملل؛ فابدلت اللام الاخيرة ياء من التضعيف‏:‏ كقولهم‏:‏ تقضى البازي؛ وشبهه‏.‏

قوله ‏{‏قل انزله الذي يعلم السر في السماوات والارض‏}‏اي قل يا محمد انزل هذا القران الذي يعلم السر، فهو عالم الغيب، فلا يحتاج الى معلم‏.‏ وذكر ‏{‏السر‏}‏دون الجهر؛ لانه من علم السر فهو في الجهر اعلم‏.‏ ولو كان القران ماخوذا من اهل الكتاب وغيرهم لما زاد عليها، وقد جاء بفنون تخرج عنها، فليس ماخوذا منها‏.‏ وايضا ولو كان ماخوذا من هؤلاء لتمكن المشركون منه ايضا كما تمكن محمد صلى الله عليه وسلم؛ فهلا عارضوه فبطل اعتراضهم من كل وجه‏.‏ ‏{‏انه كان غفورا رحيما‏}‏يريد غفورا لاوليائه رحيما بهم‏.‏
-----

وفقنا الله جميعا لفهم كتابه العزيز.
 
جزاك الله خيرًا د/ سمير القدورى ..

فهمتُ من الإجابة ما يلى :

1 - أن القرآن سكت فعلاً عن رد تهمة (الدراسة) فى سياق الأنعام 105 .

2 - أن سكوت القرآن هنا لا يعنى إقراره ، لكنه اكتفى بردوده على أصحاب الشبهة فى المواضع الأخرى .
 
أخي الفاضل
إذا قصد النصارى أنها تهمة لم ترد من قبل ولم يجب عنها القرآن من قبل فهذا باطل لما بينا وإن قالوا سكت عنها في ذلك الموضع فهو أيضا باطل لأنه يستعمل الفعل المضارع الدال على التكرر في المستقبل فالقوم قالوا ذالك من قبل ويقولونه الآن وسيقولونه في المستقبل وفي هذا إشارة إلى تعنتهم رغم الأجوبة التي ردت عليه.
واقرأ قوله تعالى في سورة العنكبوت:"وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون ﴿48﴾ بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون ﴿49﴾ وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين ﴿50﴾ أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون ﴿51﴾ قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا يعلم ما في السماوات والأرض والذين آمنوا بالباطل وكفروا بالله أولئك هم الخاسرون ﴿52﴾"
فهي تنفي أصل التهمة وهي معرفة القراءة والكتابة التي يتوصل بهما إلى الدرس.
 
عودة
أعلى