ولتستبين سبيل المجرمين / خليل عبدالكريم.. نسأل الله حسن الخاتمة

إنضم
14/05/2012
المشاركات
1,111
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
الإقامة
الأردن
خليل عبد الكريم، من الكتاب العرب الماركسيين الذين أكثروا من بث سمومهم حول مصدر القرآن الكريم (الذي يسميه: النص المؤسس!)، ويُعَد أول من أطلق مصطلح (اليسار الإسلامي)
جاء في الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية ص16، دار سينا، القاهرة،1990م:
" كان العرب – قبل الإسلام- يحجُّون في شهر ذي الحجًّة من كل عام يرحلون إلى مكة من كل مكان من الجزيرة في موسم الحج من كل عام لتأدية الفريضة.. كانوا يقومون بذات المناسك التي يقوم بها المسلمون حتى اليوم مثل التلبية والإحرام، وارتداء ملابس الإحرام، وسوق الهدى وإشعاره، والوقوف بعرفة، والدفع إلى مزدلفة، والتوجه إلى منى لرمي الجمرات، ونحر الهدى، والطواف حول الكعبة سبعة أشواط وتقبيل الحجر الأسود، والسعي بين الصفا والمروة ".
هذا الكلام ليس مستغرَباً منه، فهو معروف بقسوة ألفاظه، وتهكمه وسخريته وعدم احترامه للإسلام ورموزه.
فهو يصر على استعمال لفظ (يثرب) بدلاً من : " المدينة " [1]
ولا يصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
ولا يترضى على الصحابة الكرام [2]
. ومن أقواله: " عندما تتأزم المشكلات ويقع كبراء الصحابة في ورطة، يسعفهم محمد بالحل، بأن يتلو عليهم آيات من القرآن، تأتي بالفرج بعد الشدة ". [3]
ويفخر خليل عبد الكريم بشهادة أحد الصحفيين الأمريكيين به (ويدعى: ستيف نيكوس)، بأن إسلامه صحيح شكلاً وموضوعاً. ويدهش من أن الإسلاميين يرفضونه بينهم، ولا يعدونه واحداً منهم، مع مظهره الإسلامي وسمته الإسلامي، وخطاباته وطروحاته الإسلامية. [4]
ومن خلال تتبع عناوين الكتاب:
- الفصل الأول: " آيات أشرقت تحقيقاً لرغبة القائد ".
- الفصل الثاني: " آيات ظهرت تلبيةً لرَجاواتِ تَبَعِهِ ".
- الفصل الثالث: " آيات هلَّت موافقةً لعباراتٍ فَاهَ بها بعض الصحابة ".
وأسوأ كتبه ـ التي تتعلق بالقرآن الكريم ـ كتاب: " فترة التكوين في حياة الصادق الأمين "، يقوم هذا الكتاب على فكرة واحدة أساسية هي الزعم بأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليس نبياً، ولكنه تلميذ عبقري لمجموعة من الأساتذة هم: السيدة خديجة، وابن عمها ورقة بن نوفل، وميسرة، والراهب بحيرا، والراهب عداس، والبطرك عثمان بن الحويرت. والزعم بأن هذه المجموعة النصرانية على صُنع هذا النبي، بعد أن عكفوا على تعليمه لأكثر من خمسة عشر عاماً حفظ فيها كتب الأولين والآخرين، وعرف التوراة والإنجيل، والمذاهب والعقائد..
وانتهى هذا كله بنجاح " التجربة " أي: الرسالة
وصُنْعِ هذا العبقري الذي أصبح نبياً، ووضع كتاباً سماه: " القرآن الكريم ". [5]

هذه باختصار بعض أفكار خليل عبد الكريم الذي لم يجد من يشهد له بالإسلام سوى صحافي أمريكي.. وقد توفي في 14/4/2002م عن ثلاث وسبعين سنة، ولم يثبت أنه تراجع عن أفكاره..
فهل ستنفعه شهادة الأمريكي يوم الفصل ؟!!
نسأل الله حسن الخاتمة.

----------------
[1] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ".. يَقُولُونَ: يَثْرِبُ، وَهِيَ الْمَدِينَةُ.. ". متفق عليه، رواه البخاري في الحج باب فضل المدينة.. (1871) ومسلم في الحج باب المدينة تنفي شرارها (1382) كلاهما عن أبي هريرة رضي الله عنه. قال النووي في شرحه 9/154: " يعني أن بعض الناس من المنافقين وغيرهم يسمونها يثرب، وإنما اسمها المدينة.. ففي هذا كراهة تسميتها يثرب ". فمن الذي يحب ما كرِه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!
[2] وصَفَ خليل عبد الكريم عبارة " رضي الله عنه " بأنها ـ وأشباهها ـ مبالغة فجة، ممجوجة في التفخيم والتعظيم والتبجيل. انظر مقاله: " هذا من تجليات الحقبة الثالثة "، مجلة القاهرة، عدد 144، نوفمبر 1994م، ص17.
[3] مجتمع يثرب / العلاقة بين الرجل والمرأة في العهدين المحمدي والخليفي، خليل عبد الكريم، ص75. والكتاب مليء بقصص تريد من قارئها الخروج بنتيجة أن خير القرون (مجتمع الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ) كان فاسقاً ماجناً منغمساً في الرذيلة، لم ينشغل بغير الجنس.. انظر مثلاً قوله، ص 73: " وتوصل محمد إلى حل لظاهرة الزنا، وهو أن يتلو عليهم قرآناً يحرم الزنا ".
[4] انظر مقدمة كتاب: الأسس الفكرية لليسار الإسلامي، خليل عبد الكريم، ص6.
[5] رد فضيلة الدكتور إبراهيم عوض على ذاك الكتاب بكتاب تجد على صفحته الأولى عدداً من العناوين: " لكن محمداً لا بواكي له / العار / الرسول يُهان في مصر ونحن نائمون / هتك الأستار عن خفايا كتاب فترة التكوين "، دار الفكر العربي، القاهرة، ط2، 2001م.
 
بارك الله فيك استاذ عبد الرحيم
ونقطة واحدة احب ان اعلق عليها وهي كلمة خليل عبد الكريم في كتابه فترة التكوين-لو وجدت الكلمة فيه-عن الرسول بانه تلميذ عبقري ل...),(وجدت الكلمة ص18، حيث قال ان ملكاته النفسية واللسانية وخبراته الشخصية تدل على عبقريته لان هذه الاوضاف كانت ركائز اساسية في نجاح التجربة!(تجربة القساوسة في جعل النبي نبي بحسب زعم واسطورة خليل عبد الكريم)
ان خليل عبد الكريم في طول الكتاب وعرضه واوله واخره رسم صورة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم بأنه كان رجلا خاضعا خضوعا تاما لمجموعة قساوسة صنعت منه نبيا!، وبصورة لايرى معها لاعبقرية ولاشيء ... ووصف خليل الرسول بأوصاف قبيحة جدا يريد ان يتوصل بها، فوق رسالة السخرية من النبي والنبوة، إلى جعل النبي شخص لاارادة له بين يدي خديجة ومن معها من القساوسة،(المخترعين في العصر الحديث!!! )حول النبي في شبابه ، رضي الله عنها طبعا، حتى صنعت، معهم، منه نبي، وفوق ان هذا افتراء فهو سحب لشخصية النبي التي رسمتها السيرة النبوية كما كان عليها في الواقع، من شخص أمين محبوب، له شخصية عاقلة مقبولة عند اصحابه، ومن يعرفه من قومه، لكن إن وصفه خليل عبد الكريم في نفس الكتاب بأنه عبقري،(نعم وصفه كما وجدته منذ قليل ص18) فهذا الوصف يناقض الصورة الخاضعة للنبي-في الكتاب نفسه- وكأنه لارأي له ولاارادة،خاضعا تماما لمجموعة من البشر لايعلم ابعاد مخططهم ولا ماالغرض من عملهم الدؤوب، تعالت النبوة عن ان تكون كذلك ، والنبي ان يكون بهذا الوصف الضعيف، وتعالت ان تخضع للبشر وان تكون من صنعهم ومن خططهم ومخططاتهم!
والجمع بين الوصف بالعبقري وصورة مناقضة لها في كل صفحات الكتاب يدل على تناقض في رسم -بيتته-الاسطورة العلمانية المتداعية في تناقضاتها الساقطة في فصولها
فالوصف بالعبقري لنجاح التجربة يناقض رسم الشخصية الخاضعة لنجاح التجربة!،التجربة المزعومة طبعا، فهي شخصية (مرسومة هذه المرة علمانيا لااستشراقيا!)خانعة خاضعة قابلة محل للشيء لا رأي لها!
اما في كتاب قريش من القبيلة الى الدولة فقد رسم خليل للرسول صورة مناقضة تماما لشخصية فترة التكوين-وكلها من خيالاته!- ففي "قريش من القبيلة.." رسم صورة رجل عربي دبر بليل لاقامة امبراطورية قرشية حتى اقامها!، ففي الاسطورة الاولى-تجريب القساوسة لصنع نبي منه!- كان لايعلم ابعاد اي شيء ولاكان من غرضه النبوة مزيفة او صادقة ولاغيرها وفي الاسطورة الثانية بيت النية على النبوة والامبراطورية، وهذا كله كذب كما تعلم ويعلم الجميع وآية كذبه ان قائل الاسطورتان المتناقضتان اللاتي لايجتمعان في واقع واحد هو شخص واحد!!! وهو خليل عبد الكريم فهذا دلالة الصنعة العلمانية الكاذبة ووضع الحديث في العصر الحديث!
فعلى هذا في فترة التكوين الجمع بين نقيضين وهي العبقرية والخضوع التام بلارأي
هذا من كاتب واحد جمع ايضا في كتابين له بين فكرتين عن النبي متناقضتين تماما الاولى نبي لايعرف ما يُفعل به ولافي سره سيناريو ومخطط لاقامة امبراطورية والثانية تبييت اقامة امبراطورية من قبل اعلان النبوة!
ان الرسول كما لم يكن "مذمم"الجاهلية(كما لقبوه يوما بذلك والملقب "في الحقيقة" ليس محمد رسول الله) فهو ايضا لم يكن " الخاضع لقساوسة" ولا المدبر "لإقامة امبراطورية" إن هي الا افتراءات الدهريين، علمانيين ووثنيين!
 
جزاكم الله خيراً
في مسألة ((قساوسة مكة)) استند خليل عبد الكريم فيه إلى زعم المستشرق " أو ليري " ( O، Leary ) في الصفحة 184من كتابه (Arabia Befor Muhammad) الذي قام بتعدادهم لحشد الأدلة على رأيه القائل بأنه غير قادر على الاقتناع بانتشار الإسلام بين العرب (البسطاء)، بلا مساعدة مسيحية.
فلم يستطع ذكر أكثر من اثنتي عشرة شخصية مسيحية، نقلوا لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم التعاليم المسيحية قبل بلوغه الأربعين وهم:
(جبر، ويسار، وبلعام، وهوفين، وشمعون، ومينا، وعداس، ونسطار، ونسطور، ويوحنا مولى صهيب (!!!)، ومولى يوناني تزوج سمية أم بلال، وبلقوم، وصهيب).
قلت: عدا الصحابي صهيب الرومي رضي الله عنه: لن تجد ترجمة تزيد عن سطر واحد لجبر ويسار ـ فأحدهما هو الحداد الرومي المعلم المزعوم لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ـ، ومثلهما عداس الذي لم يلتق به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلا في بعد رجوعه من الطائف، ولم يدُر بينهما سوى حديث قصير جداً، وكلهم إما موالي أو حرفيين. أما بقية الشخصيات فهي متوهمة لا وجود لها إلى في خيالات مريضة!!
 
من بؤس كفار قريش: أنهم حين اضطروا لحبك فرية تلقي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ القرآن الكريم عن معلم، اشترطوا في معلمه المزعوم:
1- أن يكون من سكان مكة؛ ليتحقق زعمهم بتلقي القرآن عنه بكرة وأصيلاً.
2- وأن يكون من غير قومهم وملتهم؛ ليُمكن عندها أن يُقال: إن عنده علم ما لم يعلموا..
والتمسوا الشرطين فلم يجدوهما إلا عند حداد رومي!!

* انظر: مدخل إلى القرآن، د. محمد دراز، ص134.
 
عودة
أعلى