(ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم)

مدثر خيري

New member
إنضم
30/12/2009
المشاركات
893
مستوى التفاعل
2
النقاط
18
العمر
43
السلام عليكم ورحمة الله
السؤال في قوله تعالى: (ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم) هل خلقهم ليختلفوا أم خلقهم ليرحمهم؟؟؟
بارك الله فيكم ونفع بكم.
محبكم
 
(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) التغابن(2)
فالمؤمن خلقه الله لرحمته جعلني الله وإياك منهم
والكافر خلقه الله للنار نعوذ بالله منها
(وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ )
 
تعرف أن هذه هي المسالة التي توقف عندها الشيطان وخسر بسببها حيث ترك الأمر ليحاجج الملك في ملكه وتصرفه
فترك الذي يقدر عليه واشتغل بما ليس له به علم ولا طاقة فكان مصيره الهلاك
والمخذول من بني آدم هو الذي يترك ما يقدر عليه وما أمر به من الطاعة ويذهب يناقش فيما ليس له به علم ولا طاقة
فيقول مادام أن الله قضى في الأزل أنه يعذب من يشاء ويرحم من يشاء ، وأن من الناس من قد خلق للنار وهي عذابه يعذب بها من يشاء ، ومنهم من خلق للجنة وهي رحمته يرحم بها من يشاء ...ويبدأ يطرح الأسئلة التي تضره ولا تنفعه وربما اختار بسبها الكفر ....نسأل الله العافية.
لست أنت المقصود فلا تسئ الفهم
 
السلام عليكم
هل خلقهم ليختلفوا أم خلقهم ليرحمهم؟؟؟
لاهذه ولا تلك
والله أعلم
فليست الغاية من وراء خلق الناس أن يختلفوا .... ولكن الاختلاف سنة من سنن الله الجارية فيهم ؛
وليست الغاية أن يرحمهم ....؛ لأنه لو شاء أن يرحمهم ما تعذب من أحد فى الدنيا ولا فى الآخرة ؛ ولكن عطاؤه سبحانه فى الدنيا ينالهم جميعا ... ويرحم من لم يختلف فى الحق فى الآخرة ؛ وهم أتباع الرسل "كَانَ ٱلنَّاسُ أُمَّةً وَٰحِدَةً فَبَعَثَ ٱللَّهُ ٱلنَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ ٱلْكِتَٰبَ بِٱلْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ فِيمَا ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا ٱخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ ٱلَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ ٱلْبَيِّنَٰتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ ٱلْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَٱللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ " البقرة 213 .....فلو كان الاختلاف غاية ماكان الناس أمة واحدة فى أى لحظة من عمر البشرية ؛ ولو لم يختلف الناس مابعث الله النبيين ؛وقد أذن الله فى الاختلاف وهدى المؤمنين أتباع الرسل لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه .؛
إذن الاستثناء فى آية هود هو من الاختلاف فى المنهج - حتى لانعتد بالاختلافات البيولوجية وغيرها - ؛ فمن رُحم هو من لم يختلف فى الحق أو من هداه الله لما اُختلف فيه من الحق بإذنه
وآية هود جاءت بعد الكلام عن هلاك الأمم أو القرى ... وكل قرية كان فيها داء معين يختلف عن الأخريات... وإن أدى إلى الكفر أو الشرك إلا أن الدافع له مختلف فقد كان الاستكبار أو حب المال أو حب القوة أو حب الشهوة ؛ وكذلك جاءها رسول ببينات تختلف عن الأخريات ؛ وطريقة انجاء المؤمنين وهلاك الكافرين تختلف أيضا ؛ فهو اختلاف فى كل شيء إلا المنهج الخق : أن اعبدوا الله باختياركم ؛وهذا الاختيار هو ماكان مكفولا للقرى الهالكة ؛
فإلى أى غاية تشير اللام فى قوله تعالى " ولذلك خلقهم ..." ؛ بالطبع ليست الاجابة : ليهلكهم أو يعذبهم كما عذب القرون الأولى .
فاللام تشير لحرية الاختيار المكفولة للناس جميعا بلا استثناء .... فيكون منهم كافر ومنهم مؤمن . ؛ وهذه النتيجة تؤدى إلى "وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ "
لن يتحقق الاختيار إلا يالاختلاف
أما لو جُعلوا أمة واحدة فلن يكون هناك اختيار لأحد.... لأن أى انسان فى هذه الحال لايعلم إلا أن يكون من الأمة الواحدة ، يرى نفس الشيء الذى يراه الجميع . ويكون هناك نتيجة واحدة.... أن تذهب هذه الأمة الواحدة - التى تمثل الناس كلهم فى هذه الحال -إلى النار أو إلى الجنة .
وهذا لايحقق المشيئة القاضية أن يكون للجنة أهلها وأن يكون للنار أصحابها .

ولماذا لام الغاية تشير إلى الاختيار وليس إلى الاختلاف ؟!
لأنه هناك من لن يكونوا مختلفين .. من رحم ربك... أتباع الرسل .
والله أعلم
 
عودة
أعلى