وقفة من كلمة للإمام الضحاك في جامع البيان:

إنضم
12/01/2013
المشاركات
701
مستوى التفاعل
21
النقاط
18
العمر
53
الإقامة
مراكش-المغرب
بسم1

وقفة من كلمة للإمام الضحاك في جامع البيان:

قال الإمام الطبري رحمه الله تعالى في تفسيره للآية السابعة من سورة هود:وحدثت عن المسيب بن شريك، عن أبي روق، عن الضحاك:(وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام) ، قال: من أيام الآخرة، كل يوم مقداره ألف سنة . ابتدأ في الخلق يوم الأحد، وختم الخلق يوم الجمعة ، فسميت "الجمعة"، وسَبَت يوم السبت فلم يخلق شيئًا. -جامع البيان:15/245-.
قد يفهم من كلام الضحاك:"وسبت يوم السبت..."أن الله تعالى استراح، وهذا ما يعتقده البعض في سبب تسمية يوم السبت بهذا اليوم، يقولون: لأن الله تعالى خلق السموات والأرض في ستة أيام ابتداء من يوم الأحد إلى يوم الجمعة، فسبت في اليوم التالي فلم يخلق شيئا فسمي يوم السبت، وهذا القول في غاية البطلان لأن فيه وصف الله تعالى بما لا يليق به سبحانه، فالراحة لا تكون إلا بعد تعب وعياء، والله تعالى منزه عن هذا كله كما قال تعالى:"وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38)"، وقال تعالى:" أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ"-الأحقاف-.
وقد أعجبني كلام ابن منظور رحمه الله تعالى حيث يقول في اللسان:"وأَخطأَ من قال سُمِّيَ السَبْتَ لأَن الله أَمر بني إِسرائيل فيه بالاستراحة وخَلَق هو عز وجل السموات والأَرضَ في ستة أَيام آخرها يوم الجمعة ثم استراح وانقطع العمل فسمي السابعُ يوم السبت قال وهذا خطأٌ لأَنه لا يُعلم في كلام العرب سَبَتَ بمعنى اسْتَراح وإِنما معنى سَبَتَ قَطَعَ ولا يوصف الله تعالى وتَقَدَّس بالاستراحة لأَنه لا يَتْعَبُ والراحة لا تكون إِلا بعد تَعَبٍ وشَغَلٍ وكلاهما زائل عن الله تعالى قال واتفق أَهل العلم على أَن الله تعالى ابتدأَ الخلق يوم السَّبْت ولم يَخْلُقْ يومَ الجمعة سماء ولا أَرضاً."- لسان العرب-مادة سبت:2/36-.
فقد روى الإمام مسلم رحمه الله تعالى من حديث أبي هريرة رضي الله عنه يرفعه:"خلق الله التربة يوم السبت و خلق فيها الجبال يوم الأحد و خلق الشجر يوم الاثنين و خلق المكروه يوم الثلاثاء و خلق النور يوم الأربعاء و بث فيها الدواب يوم الخميس و خلق آدم بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل."-صحيح مسلم-.
 
السلام عليكم ورحمة الله تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وبعد.
ورد في سبب نزول آية الخلق من سورة (ق) -على تضعيفه- أنها نزلت فيمن ادعى على الله باطلا وهم اليهود الذين نسبوا إلى الله عز وجل ما ليس منه، وفي الخبر الضعيف لطيفة يمكن التماسها وهي أن الله جل وعز لم يذكر في كتابه أكثر من ستة أيام فمن أين جيء باليوم السابع؟
وعلى هذا يترتب أن التسبيع من فعل اليهود لإقحام يوم السبت الذي فيه معرة لهم ، ومثله تحريم الشحوم بتخويف الناس منها لأن الله حرمها عليهم ، ولا يخفى على أحد ادعاؤهم أن أصل الإنسان قرد لأن الله جل وعز مسخ قوما منهم قردة.
والله المستعان.
 
الاستدراك على كلام الضحاك في غير محله ، فهو بين ان الخلق انتهى يوم الجمعه وانقطع عن يوم السبت وهو ظاهر القرآن ؛ فليس فيه مدخل لليهود إذ الاستراحه معنى آخر وهذا لا يحتمله كلام الضحاك رحمه الله
 
عودة
أعلى