ناصر عبد الغفور
Member
بسم1
وقفة مع قوله تعالى:" وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي ":
تأملت قول الله تعالى:" وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي"-طه:39-، فقلت: هذا خبر من الله جل في علاه لكليمه موسى عليه السلام، بأنه ألقى عليه محبته، أي أن كل من يراه يحبه.
يقول القاضي البيضاوي رحمه الله تعالى: { وألقيت عليك محبة مني } أي محبة كائنة مني قد زرعتها في القوب بحيث لا يكاد يصبر عنك من رآك. اهــــ.
ويقول الواحدي:"وهو أنه حببه إلى الخلق كلهم فلا يراه مؤمن ولا كافر إلا أحبه" اهــــ.
وخبره سبحانه لا يخلف ولا يتخلف.
وهذا الإلقاء أمر كوني وشرعي: كوني لأنه نافذ لا محالة، وشرعي لأنه متعلق بأمر يحبه سبحانه ويرضاه.
فقلت في نفسي متسائلا: إن كان الأمر كذلك، فلما لقي موسى عليه السلام ما لقي من الشدائد على يد بعض البشر – الذين يلزم محبتهم له من جراء ذلك الإلقاء-؟
فهذا القبطي يوشي به إلى فرعون في قضية قتله لأحد الأقباط ويكون ذلك سببا لخروجه إلى مدين خائفا وجلا.
وهذا فرعون اللعين يراه بسبب دعوته أكبر أعدائه ويجد بكل ما أوتي من قوة وبطش للفتك به... "ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ"...
والملأ من قوم فرعون يحاربونه ويكيدون له ويخططون لقتله ويهموا برجمه..." وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ (20)"...
ومعلوم أن المحبة العظيمة تقتضي بذل الندى وكف الأذى والاجتهاد في إيصال الخير ودفع الشر لا العكس.
ومما يمكن الإجابة به –والله أعلم وأحكم-:
- لا يلزم من محبة الشخص ألا يتعرض للأذى من محبيه خاصة إذا تعارض ما جاء به المحبوب مع هوى جارف لدى المحب، ولعل من أحسن ما يمثل به حال النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يلقب قبل الدعوة بالصادق الأمين وما يحمله هذا اللقب في طياته من المحبة والتقدير والتعظيم الذي كان يلقاه رسول الله صلى الله عليه وسلم من قريش، لكن لما جاءهم بما يتعارض مع مصالحهم وأهواءهم وعقائد أبائهم تنكروا له وتفننوا في أذيته صلى الله عليه وسلم.
- أن تلك المحبة الملقاة على الكليم موسى صلى الله عليه وسلم خاصة بزمن الصبا والصغر، ألا ترى أن فرعون اللعين لم يقتله لما وجدوه في التابوت رضيعا، وجاهد في قتله لما كبر ودعا إلى الله تعالى.
- يحتمل أن يكون ذلك الإلقاء خاص بقلوب الصالحين، دون الطالحين المفسدين، فكان الكفرة من الأقباط بزعامة فرعون اللعين هم الذين كنوا له كل العداوة وحاربوه بدون هوادة.
والله تعالى أعلم وأحكم ونسبة العلم إليه سبحانه أسلم.
والموضوع مفتوح للنقاش.
وقفة مع قوله تعالى:" وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي ":
تأملت قول الله تعالى:" وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي"-طه:39-، فقلت: هذا خبر من الله جل في علاه لكليمه موسى عليه السلام، بأنه ألقى عليه محبته، أي أن كل من يراه يحبه.
يقول القاضي البيضاوي رحمه الله تعالى: { وألقيت عليك محبة مني } أي محبة كائنة مني قد زرعتها في القوب بحيث لا يكاد يصبر عنك من رآك. اهــــ.
ويقول الواحدي:"وهو أنه حببه إلى الخلق كلهم فلا يراه مؤمن ولا كافر إلا أحبه" اهــــ.
وخبره سبحانه لا يخلف ولا يتخلف.
وهذا الإلقاء أمر كوني وشرعي: كوني لأنه نافذ لا محالة، وشرعي لأنه متعلق بأمر يحبه سبحانه ويرضاه.
فقلت في نفسي متسائلا: إن كان الأمر كذلك، فلما لقي موسى عليه السلام ما لقي من الشدائد على يد بعض البشر – الذين يلزم محبتهم له من جراء ذلك الإلقاء-؟
فهذا القبطي يوشي به إلى فرعون في قضية قتله لأحد الأقباط ويكون ذلك سببا لخروجه إلى مدين خائفا وجلا.
وهذا فرعون اللعين يراه بسبب دعوته أكبر أعدائه ويجد بكل ما أوتي من قوة وبطش للفتك به... "ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ"...
والملأ من قوم فرعون يحاربونه ويكيدون له ويخططون لقتله ويهموا برجمه..." وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ (20)"...
ومعلوم أن المحبة العظيمة تقتضي بذل الندى وكف الأذى والاجتهاد في إيصال الخير ودفع الشر لا العكس.
ومما يمكن الإجابة به –والله أعلم وأحكم-:
- لا يلزم من محبة الشخص ألا يتعرض للأذى من محبيه خاصة إذا تعارض ما جاء به المحبوب مع هوى جارف لدى المحب، ولعل من أحسن ما يمثل به حال النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يلقب قبل الدعوة بالصادق الأمين وما يحمله هذا اللقب في طياته من المحبة والتقدير والتعظيم الذي كان يلقاه رسول الله صلى الله عليه وسلم من قريش، لكن لما جاءهم بما يتعارض مع مصالحهم وأهواءهم وعقائد أبائهم تنكروا له وتفننوا في أذيته صلى الله عليه وسلم.
- أن تلك المحبة الملقاة على الكليم موسى صلى الله عليه وسلم خاصة بزمن الصبا والصغر، ألا ترى أن فرعون اللعين لم يقتله لما وجدوه في التابوت رضيعا، وجاهد في قتله لما كبر ودعا إلى الله تعالى.
- يحتمل أن يكون ذلك الإلقاء خاص بقلوب الصالحين، دون الطالحين المفسدين، فكان الكفرة من الأقباط بزعامة فرعون اللعين هم الذين كنوا له كل العداوة وحاربوه بدون هوادة.
والله تعالى أعلم وأحكم ونسبة العلم إليه سبحانه أسلم.
والموضوع مفتوح للنقاش.