ناصر عبد الغفور
Member
بسم1
قال الله تعالى بعد أن ذكر قصة أصحاب الجنة وما تعرضوا له من العقاب الدنيوي:" كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (33)"-القلم-.
من خلال السياق يظهر أن المراد بالعذاب الأول العذاب في الدنيا لأنه أردفه بالعذاب في الآخرة.
ولا نشك في توبة أصحاب الجنة من فعلهم الشنيع:"قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (29) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ (30) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (31) عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ (32)"
فهذا كله اعتراف بالذنب وندم وتوبة.
وتعجيل العقوبة للعبد في الدنيا من مصائب وابتلاءات خير له من تأجيلها، فإن ذلك من المكفرات، كما ورد في الحديث المتفق عليه:" "ما يصيب المؤمن من نَصب ولا وَصَب ولا سَقَم ولا حَزَن، حتى الهم يُهَمّه، إلا كُفّر به من سيئاته"، وعن أبي بكر رضي الله عنه، قال يا رسول الله: كيف الصلاح بعد هذه الآية: { لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ } فَكُل سوء عملناه جزينا به؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "غَفَر اللَّهُ لكَ يا أبا بكر، ألستَ تَمْرضُ؟ ألستَ تَنْصَب؟ ألست تَحْزَن؟ ألست تُصيبك اللأواء؟" قال: بلى. قال: "فهو ما تُجْزَوْنَ به".
فإذا ثبتت توبة أصحاب الجنة وندمهم على فعلهم ورجوعهم إلى ربهم جل في علاه بل سؤالهم الله تعالى أن يعوضهم خيرا من جنتهم الهالكة، فلا ريب أن قوله تعالى:" وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ" ليس عائدا عليهم وإنما على غيرهم، خلافا لمن أعاد الضمير عليهم كما في تفسير مقاتل بن سليمان حيث قال:"يعني هكذا العذاب ( هلاك جنتهم ) ولعذاب الأخرة أكبر ( يعني أعظم مما أصابهم إن لم يتوبوا في الدنيا ) لو كانوا يعلمون ).اهـــ.
فالله جل في علاه ذكر قصتهم تحذيرا وتخويفا لغيرهم من أهل الكفر والطغيان، والأقرب أن الضمير يعود أول ما يعود إلى كفار قريش، وقد ذكر بعض المفسرين أن هناك تماثل بين قصة أصحاب الجنة.
جاء في البحر لابن حيان رحمه الله تعالى:"وقال كثير من المفسرين : العذاب النازل بقريش المماثل لأمر الجنة هو الجدب الذي أصابهم سبع سنين حتى رأوا الدخان وأكلوا الجلود . انتهى...وتشبيه بلاء قريش ببلاء أصحاب الجنة هو أن أصحاب الجنة عزموا على الانتفاع بثمرها وحرمان المساكين ، فقلب الله تعالى عليهم وحرمهم . وأن قريشاً حين خرجوا إلى بدر حلفوا على قتل الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ) وأصحابه ، فإذا فعلوا ذلك رجعوا إلى مكة وطافوا بالكعبة وشربوا الخمور ، فقلب الله عليهم بأن قتلوا وأسروا . ولما عذبهم بذلك في الدنيا قال : ) وَلَعَذَابُ الاْخِرَةِ أَكْبَرُ )."اهـــ.
لكن في هذا القول نظر فإن السورة مكية وبدر لم تقع إلى بعد الهجرة بسنتين.
والله أعلم وأحكم ونسبة العلم إليه سبحانه أسلم.
وقفة مع قوله تعالى:" كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ":
قال الله تعالى بعد أن ذكر قصة أصحاب الجنة وما تعرضوا له من العقاب الدنيوي:" كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (33)"-القلم-.
من خلال السياق يظهر أن المراد بالعذاب الأول العذاب في الدنيا لأنه أردفه بالعذاب في الآخرة.
ولا نشك في توبة أصحاب الجنة من فعلهم الشنيع:"قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (29) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ (30) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (31) عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ (32)"
فهذا كله اعتراف بالذنب وندم وتوبة.
وتعجيل العقوبة للعبد في الدنيا من مصائب وابتلاءات خير له من تأجيلها، فإن ذلك من المكفرات، كما ورد في الحديث المتفق عليه:" "ما يصيب المؤمن من نَصب ولا وَصَب ولا سَقَم ولا حَزَن، حتى الهم يُهَمّه، إلا كُفّر به من سيئاته"، وعن أبي بكر رضي الله عنه، قال يا رسول الله: كيف الصلاح بعد هذه الآية: { لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ } فَكُل سوء عملناه جزينا به؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "غَفَر اللَّهُ لكَ يا أبا بكر، ألستَ تَمْرضُ؟ ألستَ تَنْصَب؟ ألست تَحْزَن؟ ألست تُصيبك اللأواء؟" قال: بلى. قال: "فهو ما تُجْزَوْنَ به".
فإذا ثبتت توبة أصحاب الجنة وندمهم على فعلهم ورجوعهم إلى ربهم جل في علاه بل سؤالهم الله تعالى أن يعوضهم خيرا من جنتهم الهالكة، فلا ريب أن قوله تعالى:" وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ" ليس عائدا عليهم وإنما على غيرهم، خلافا لمن أعاد الضمير عليهم كما في تفسير مقاتل بن سليمان حيث قال:"يعني هكذا العذاب ( هلاك جنتهم ) ولعذاب الأخرة أكبر ( يعني أعظم مما أصابهم إن لم يتوبوا في الدنيا ) لو كانوا يعلمون ).اهـــ.
فالله جل في علاه ذكر قصتهم تحذيرا وتخويفا لغيرهم من أهل الكفر والطغيان، والأقرب أن الضمير يعود أول ما يعود إلى كفار قريش، وقد ذكر بعض المفسرين أن هناك تماثل بين قصة أصحاب الجنة.
جاء في البحر لابن حيان رحمه الله تعالى:"وقال كثير من المفسرين : العذاب النازل بقريش المماثل لأمر الجنة هو الجدب الذي أصابهم سبع سنين حتى رأوا الدخان وأكلوا الجلود . انتهى...وتشبيه بلاء قريش ببلاء أصحاب الجنة هو أن أصحاب الجنة عزموا على الانتفاع بثمرها وحرمان المساكين ، فقلب الله تعالى عليهم وحرمهم . وأن قريشاً حين خرجوا إلى بدر حلفوا على قتل الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ) وأصحابه ، فإذا فعلوا ذلك رجعوا إلى مكة وطافوا بالكعبة وشربوا الخمور ، فقلب الله عليهم بأن قتلوا وأسروا . ولما عذبهم بذلك في الدنيا قال : ) وَلَعَذَابُ الاْخِرَةِ أَكْبَرُ )."اهـــ.
لكن في هذا القول نظر فإن السورة مكية وبدر لم تقع إلى بعد الهجرة بسنتين.
والله أعلم وأحكم ونسبة العلم إليه سبحانه أسلم.