ناصر عبد الغفور
Member
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله تعالى:" إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ"-الأنفال:12-.
معلوم أن من صفات الملائكة القوة، فقد خصهم الله تعالى بقوة في الخلق تحار فيها العقول...
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله تعالى من حملة العرش ؛ ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة سنة."-السلسلة الصحيحة-.
ويقول صلى الله عليه وسلم في وصف جبريل عليه السلام:"رأيت جبريل له ستمائة جناح"-صحيح الجامع-.
وعند الإمام أحمد عن ابن مسعود رضي الله عنه:"رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في صورته ، وله ستمائة جناح ، كل جناح منها قد سدّ الأفق". وهذا الحديث له حكم الرفع لأنه لا مجال للاجتهاد في أمور الغيب.
وقد وصفه ربه سبحانه بقوله:"ذي قوة عند ذي العرش مكين".
ويكفي في بيان قوته عليه السلام أنه أهلك قوم ثمود بمجرد صيحة منه.
إذا كان الأمر كذلك، فلماذا قال الله تعالى لملائكته يوم بدر:" إني معكم"، فطمأنهم سبحانه بمعيته لهم، مع أن الواحد منهم قادر على سحق كفار قريش أجمعين؟
والجواب وبالله التوفيق:
بيان أن الأمر كله لله وأنه هو سبحانه المتفرد في التصرف في كونه وأنه لا يكون شيء إلا بمشيئته وإرادته، وأن الكل مفتقر إليه مهما علا شأنه وعظمت قوته فهو الفقير إلى ربه المحتاج إلى فاطره.
فالملائكة مع ما لهم من قوة في الخلق فإنهم فقراء إلى ربهم جل في علاه محتاجون إليه.
وبيانه -كمثال حسي-: إذا التقى رجل قوي وآخر ضعيف في صراع، فالمنطق أن القوي سيهزم الضعيف، لكن يبقى الأمر هنا بيد الله، فالقوي محتاج إلى تأييد الله مهما بلغت قوته لأن الله تعالى قادر على قلب الموازين فيغلب الضعيف القوي.
فالنصر ليس من أحد إلا الله تعالى كما قال جل في علاه:" إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160)"-آل عمران-.
وقال جل شأنه:" إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ * وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"-آل عمران:126-.
فمهما قويت العدة وعظم العدد فالنصر بيده وحده سبحانه لا بيد غيره.
وفيه من العبر ألا يغتر الإنسان بقوته ولا قوة مؤيده وناصره وألا يغتر بكثرة عدته وتنوع أسلحته...فوالله كل ذلك لن يجدي نفعا ولا يدفع ضرا ولو أيده من بأقطارها إلا أن يشاء الله رب العالمين.
والله أعلم وأحكم.
وقفة مع قوله تعالى:" إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ":
يقول الله تعالى:" إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ"-الأنفال:12-.
معلوم أن من صفات الملائكة القوة، فقد خصهم الله تعالى بقوة في الخلق تحار فيها العقول...
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله تعالى من حملة العرش ؛ ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة سنة."-السلسلة الصحيحة-.
ويقول صلى الله عليه وسلم في وصف جبريل عليه السلام:"رأيت جبريل له ستمائة جناح"-صحيح الجامع-.
وعند الإمام أحمد عن ابن مسعود رضي الله عنه:"رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في صورته ، وله ستمائة جناح ، كل جناح منها قد سدّ الأفق". وهذا الحديث له حكم الرفع لأنه لا مجال للاجتهاد في أمور الغيب.
وقد وصفه ربه سبحانه بقوله:"ذي قوة عند ذي العرش مكين".
ويكفي في بيان قوته عليه السلام أنه أهلك قوم ثمود بمجرد صيحة منه.
إذا كان الأمر كذلك، فلماذا قال الله تعالى لملائكته يوم بدر:" إني معكم"، فطمأنهم سبحانه بمعيته لهم، مع أن الواحد منهم قادر على سحق كفار قريش أجمعين؟
والجواب وبالله التوفيق:
بيان أن الأمر كله لله وأنه هو سبحانه المتفرد في التصرف في كونه وأنه لا يكون شيء إلا بمشيئته وإرادته، وأن الكل مفتقر إليه مهما علا شأنه وعظمت قوته فهو الفقير إلى ربه المحتاج إلى فاطره.
فالملائكة مع ما لهم من قوة في الخلق فإنهم فقراء إلى ربهم جل في علاه محتاجون إليه.
وبيانه -كمثال حسي-: إذا التقى رجل قوي وآخر ضعيف في صراع، فالمنطق أن القوي سيهزم الضعيف، لكن يبقى الأمر هنا بيد الله، فالقوي محتاج إلى تأييد الله مهما بلغت قوته لأن الله تعالى قادر على قلب الموازين فيغلب الضعيف القوي.
فالنصر ليس من أحد إلا الله تعالى كما قال جل في علاه:" إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160)"-آل عمران-.
وقال جل شأنه:" إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ * وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"-آل عمران:126-.
فمهما قويت العدة وعظم العدد فالنصر بيده وحده سبحانه لا بيد غيره.
وفيه من العبر ألا يغتر الإنسان بقوته ولا قوة مؤيده وناصره وألا يغتر بكثرة عدته وتنوع أسلحته...فوالله كل ذلك لن يجدي نفعا ولا يدفع ضرا ولو أيده من بأقطارها إلا أن يشاء الله رب العالمين.
والله أعلم وأحكم.