جمال أبو حسان
New member
قوله تعالى:" ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون"
هذه آية كريمة نزلت في كتاب ربنا تبارك وتعالى، وهي كأنها تنزل علينا اليوم لتعالج بعضا مما نحن فيه، إلا أن الغريب في المعالجات القرآنية أننا نقرأها كأنما نراها لأول مرة، وهذا هو أحد أنواع الفساد الذي تحاربه الآية.
فهذه الآية الكريمة تخبر بظهور الفساد وفشوّه، ولا تخبر عن نشأته، فكلمة ظهر معناها برز للعيان واتضح أمره وما عاد خفيا، وهذا يعني أن هذا الظهور ما كان لولا تفاعل الناس مع هذا الفساد والرضا به أو السكوت عنه، وإلا لبقي مستورا غير ظاهر لو وجد مقاومة، أما إنه لم يجد فلذلك ظهر.
وهذا الفساد الذي ظهر بيّن الله جل جلاله أسبابه، وقد حصرتها الآية هنا بقوله تعالى (بما كسبت أيدي الناس) يعني أن الناس الذين يعانون من الفساد لولا أيديهم ما ظهر فيهم هذا الفساد، وهذا يعني تعاطيهم للفساد ورضاهم به وقبوله وعدم مدافعته وإنكاره، والسبب أنه يحقق لهم مكاسب دنيوية ضيّقوا أنفسهم عليها، وهذا يعني أن الفساد قد استفحل أمره واشتد، وهذا آية من الله تعالى على قرب أفوله، لأن الله تعالى وعد كما أخبر نبيه الذي قال: أن الله أوحى إليه بأنه حق عليه أنه ما ارتفع شيء في الأرض إلا وضعه، وهذا أمر الفساد قد اشرأبّت عنقه وهو ينتظر سيف الحق لمدافعته والقضاء عليه.
وهذا يفتح باب الأمل للناس لمراجعة أنفسهم وحمايتها وعدم الرضا بهذا الفساد، وكل يهون على المؤمن أنه لا بد من العمل، لأن الله تعالى يقول: (لعلهم يرجعون) وأن الانكار القلبي المجرد وحده ما عاد ينفع في مقاومة الفساد، فقد اشتغل الناس على هذا الفساد حتى انتشر وعليهم أن يقاوموه حتى يذوى.
وليس من إنكار الفساد فقط الإنحاء باللائمة على المفسدين وحدهم، بل هي قضية اجتماعية تعم المجتمع كله، إذ ما من شك أن الفساد مسبب مما كسبت أيدي الناس كل الناس وليس المفسدين.
ومن أعظم أسباب ظهور الفساد في البر والبحر ترك الناس العمل بمبادئ الدين التي هجرها الناس، فبهجرها فتح الباب للفساد مشرعا، ومقاومة الفساد لا تكون أبدا إلا بالعودة إلى هذا المنبع الصافي الديني الرباني، الذي دلنا على العلاج، وبغير ذلك لا تكون الأمة ساعية للإصلاح بل مطيلة أمد الفساد، وكل ما يكون بغير هذا الطريق لا محالة هو ركض وراء السراب، ومن أتعب نفسه بالركض وراء السراب ما يكون حقيقا أن ينال الرضا من رب الأرباب.
إذن لا بد للمسلمين من الرجوع إلى دينهم رجوعا حميدا، لا رجوعا عاطفيا مؤداه محاربة الفساد، بل لتصحيح أوضاع حياتهم كلها التي ارتكست بسبب هجران الدين وأحكامه، وأن يعلم المسلمون العلم اليقيني أن نفوسهم تاقت لكل خير ومعروف، وأن تراكم الفساد لم يطفئ هذا التوق، فعليهم بلملمة أنفسهم والعودة إلى ربهم، تلك العودة التي يرضاها الله عنهم، فيرفع برضاه عنها ما أصابهم، فهلم أيها الناس إلى دين الله وأحكامه فالباب مفتوح.
هذه آية كريمة نزلت في كتاب ربنا تبارك وتعالى، وهي كأنها تنزل علينا اليوم لتعالج بعضا مما نحن فيه، إلا أن الغريب في المعالجات القرآنية أننا نقرأها كأنما نراها لأول مرة، وهذا هو أحد أنواع الفساد الذي تحاربه الآية.
فهذه الآية الكريمة تخبر بظهور الفساد وفشوّه، ولا تخبر عن نشأته، فكلمة ظهر معناها برز للعيان واتضح أمره وما عاد خفيا، وهذا يعني أن هذا الظهور ما كان لولا تفاعل الناس مع هذا الفساد والرضا به أو السكوت عنه، وإلا لبقي مستورا غير ظاهر لو وجد مقاومة، أما إنه لم يجد فلذلك ظهر.
وهذا الفساد الذي ظهر بيّن الله جل جلاله أسبابه، وقد حصرتها الآية هنا بقوله تعالى (بما كسبت أيدي الناس) يعني أن الناس الذين يعانون من الفساد لولا أيديهم ما ظهر فيهم هذا الفساد، وهذا يعني تعاطيهم للفساد ورضاهم به وقبوله وعدم مدافعته وإنكاره، والسبب أنه يحقق لهم مكاسب دنيوية ضيّقوا أنفسهم عليها، وهذا يعني أن الفساد قد استفحل أمره واشتد، وهذا آية من الله تعالى على قرب أفوله، لأن الله تعالى وعد كما أخبر نبيه الذي قال: أن الله أوحى إليه بأنه حق عليه أنه ما ارتفع شيء في الأرض إلا وضعه، وهذا أمر الفساد قد اشرأبّت عنقه وهو ينتظر سيف الحق لمدافعته والقضاء عليه.
وهذا يفتح باب الأمل للناس لمراجعة أنفسهم وحمايتها وعدم الرضا بهذا الفساد، وكل يهون على المؤمن أنه لا بد من العمل، لأن الله تعالى يقول: (لعلهم يرجعون) وأن الانكار القلبي المجرد وحده ما عاد ينفع في مقاومة الفساد، فقد اشتغل الناس على هذا الفساد حتى انتشر وعليهم أن يقاوموه حتى يذوى.
وليس من إنكار الفساد فقط الإنحاء باللائمة على المفسدين وحدهم، بل هي قضية اجتماعية تعم المجتمع كله، إذ ما من شك أن الفساد مسبب مما كسبت أيدي الناس كل الناس وليس المفسدين.
ومن أعظم أسباب ظهور الفساد في البر والبحر ترك الناس العمل بمبادئ الدين التي هجرها الناس، فبهجرها فتح الباب للفساد مشرعا، ومقاومة الفساد لا تكون أبدا إلا بالعودة إلى هذا المنبع الصافي الديني الرباني، الذي دلنا على العلاج، وبغير ذلك لا تكون الأمة ساعية للإصلاح بل مطيلة أمد الفساد، وكل ما يكون بغير هذا الطريق لا محالة هو ركض وراء السراب، ومن أتعب نفسه بالركض وراء السراب ما يكون حقيقا أن ينال الرضا من رب الأرباب.
إذن لا بد للمسلمين من الرجوع إلى دينهم رجوعا حميدا، لا رجوعا عاطفيا مؤداه محاربة الفساد، بل لتصحيح أوضاع حياتهم كلها التي ارتكست بسبب هجران الدين وأحكامه، وأن يعلم المسلمون العلم اليقيني أن نفوسهم تاقت لكل خير ومعروف، وأن تراكم الفساد لم يطفئ هذا التوق، فعليهم بلملمة أنفسهم والعودة إلى ربهم، تلك العودة التي يرضاها الله عنهم، فيرفع برضاه عنها ما أصابهم، فهلم أيها الناس إلى دين الله وأحكامه فالباب مفتوح.