وقفة قرآنية لأهل الأربعين

إنضم
05/07/2004
المشاركات
103
مستوى التفاعل
2
النقاط
18
عند قول الله عز وجل: (حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) قال ابن كثير رحمه الله: ((وهذا فيه إرشاد لمن بلغ الأربعين أن يجدد التوبة والإنابة إلى الله عز وجل ويعزم عليها)). وذكر أن القاسم بن عبد الرحمن قال: قلت لمسروق: متى يؤخذ الرجل بذنوبه؟ قال: إذا بَلَغْتَ الأربعين، فَخُذْ حذرك.
 
هذه الآية الكريمة جميل أن يتأملها بشدة ويقف عندها الشاب الذي لا يزال في ربيع عمره المتطلع إلى الحياة وأن يجعل" الأربعين" غاية ومحطة يقف عندها لينظر في صفحة حياته وقد خط فيها ما يسعده ولا يندم عليه ويتصور نفسه وهو ينظر في ثمار عمله وجهده فيما مضى من عمره حتى بلغ الأربعين وحينها يرفع يديه :
"رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ"
ولو أن مثل هذه الأمنية تتحقق لتمنيت أن أعود فأرسم لنفسي خطا وأهدافا مختلفة تمكنني أن أتوجه بهذا الدعاء عند بلوغ الأربعين وأنا مطمئن القلب قرير العين راض عن نفسي فرحا بفضل ربي.
وعزائي فيما فاتني قول ربي:
(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) الزمر(53)​
 
أبا سعد،
أبلغت في الموعظة.. غفر الله لي ولك.
ولك الشكر.
 
وواعظ العلماء ابن الجوزي لم يفوت هذه المناسبة ، بل قال كلاماً عن مراحل العمر ، كلامَ مجرب وخبير ، إذ يقول رحمه الله في "صيده" الثمين في سياق كلامه عن تلك المراحل:
"... ، فالعاقل من فهم مقادير الزمان، فإنه ـ فيما قيل ـ: قبل البلوغ صبي ليس على عمره عيار ! إلا أن يرزق فطنه ففي بعض الصبيان فطنه تحثهم من الصغر على اكتساب المكارم والعلوم، فإذا بلغ فليعلم أنه زمان المجاهدة للهوى، و تعلم العلم ، فإذا رزق الأولاد فهو زمان الكسب للمعاملة ، فإذا بلغ الأربعين انتهى تمامه وقضى مناسك الأجل، و لم يبق إلا الانحدار إلى الوطن .

كأن الفتى يرقى من العمر معلماً ** إلى أن يجوز الأربعين وينحط

فينبغي له عند تمام الأربعين أن يجعل جل همته التزود للآخرة ، و يكون كل تلمحه لما بين يديه، و يأخذ في الاستعداد للرحيل، وإن كان الخطاب بهذا لابن عشرين، إلا أن رجاء التدارك في حق الصغير لا في حق الكبير ...
وكلما علت سِنّهُ فينبغي أن يزيد اجتهاده، فإذا دخل في عشر الثمانين فليس إلا الوداع، وما بقي من العمر إلا أسف على تفريط ، أو تعبد على ضعف، نسأل الله عز وجل يقظة تامة تصرف عنا رقاد الغفلات، و عملاً صالحاً نأمن معه من الندم يوم الانتقام، والله الموفق" انتهى المقصود.
جزيتما خيراً على هذه الموعظة ..
 
ولو أن مثل هذه الأمنية تتحقق لتمنيت أن أعود فأرسم لنفسي خطا وأهدافا مختلفة تمكنني أن أتوجه بهذا الدعاء عند بلوغ الأربعين وأنا مطمئن القلب قرير العين راض عن نفسي فرحا بفضل ربي.
وعزائي فيما فاتني قول ربي:
(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) الزمر(53)​
نعم أخي الكريم، صدقت وعزاؤنا أن الله تعالى رحيم عفو غفور رحيم أسأله أن يعفو عنا أجمعين ويتجاوز عن ذنوب جرّأنا عليها طمعنا في رحمته ومغفرته.
 
نداء لكل الأعمار

نداء لكل الأعمار

يبدو أن هذه المشاركة لم تستثير إلا أبناء الأربعين فما فوق.ولذلك سأنقل لكم هذه الموعظة وهي نداءً يخاطب كافة الأعمار :
نداء لكل الأعمار
يا أبناء العشرين ! جدّوا واجتهدوا ، ويا أبناء الثلاثين ! لا تغرنكم الحياة الدنيا ، ويا أبناء الأربعين ! ما أعددتم للقاء ربكم ، ويا أبناء الخمسين ! اتاكم النذير ، ويا أبناء الستين ! زرع آن حصاده ، ويا أبناء السبعين ! نودي لكم فأجيبوا ، ويا أبناء الثمانين ! اتتكم الساعة وانتم غافلون .
 
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه

وأن يجعلنا ممن قال فيهم :

((( وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين )))

وألا يجعلنا ممن قال فيهم :

((( ثم قست قلوبهم فهي كالحجارة أو أشد قسوة )))
 
عودة
أعلى