ماجد العريفي
New member
- إنضم
- 12/09/2005
- المشاركات
- 10
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
وبعد أن ذكر الله عز وجل أن السموات والأرض وما فيهما تسبح بحمده منقادة لعزته قد بدت فيها آثار حكمته، فهي ملكه يتصرف بها كيفما شاء بقدرته سبحانه وتعالى .
قال (( هو الأول و الآخر و الظاهر و الباطن و هو بكل شيء عليم ))
أي : أن تلك السماوات و الأرض التي تسبح له و تقدسه ، وما فيها ، هي ملك له ،
يتصرف بها كيفما شاء ، بقدرته سبحانه ، قد أحاط بها و علما بما فيها ، فهو الأول و الأخر و الظاهر و الباطن و هو بكل شيء عليم .
قال عليه الصلاة و السلام (( اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء ، و أنت الآخر فليس بعدك شيء ، و أنت الظاهر فليس فوقك شيء ، و أنت الباطن فليس دونك شيء )) رواة مسلم في صحيحه .
ففسر كل اسم بمعناه و نفى عنه ما يضاده و ينافيه .
قال بعض أهل العلم في تفسير هذه الآية :
الأول الذي ليس قبله شيء ، لأنه لو كان قبله شيء لكان الله مخلوقا_ تعالى الله عن ذلك _ ، و هو عز وجل الخالق ، و لهذا فسر النبي الأول الذي ليس قبله شيء ، فكل الموجودات بعد الله سبحانه ، فليس معه أحد ولا قبله .
الأخر الذي ليس بعده شيء ، لأنه لو كان بعده شيء لكان ما يأتي بعده غير مخلوق لله ، و المخلوقات كلها مخلوقة لله عز و جل ، فهو الأول لا ابتداء له ، و الآخر لا انتهاء له ، ليس بعده شيء .
الظاهر قال النبي : في تفسيرها الذي ليس فوقه شيء فكل المخلوقات تحته جلا و علا ، فليس فوقه شيء ،
و الباطن قال النبي : الذي ليس دونه شيء أي : لا يحول دونه شيء ، خبير عليم بكل شي ، لا يحول دونه جبال ، ولا أشجار ، ولا جدران ولا غير ذلك ، ليس دونه شيء ،
فـ الأول و الأخر اشتملا على عموم الزمان ،
و الظاهر والباطن على عموم المكان . انتهى كلامه رحمه الله .التفسير سورة الحديد الشيخ ابن عثيمين 362
و لا يتنافى الظاهر و الباطن لأن الله ليس كمثله شيء في كل النعوت .
إذا فالله سبحانه و تعالى (( هو الأول )) الذي ليس قبله شيء .
(( و الآخر )) الذي ليس بعده شيء .
(( و الظاهر )) الذي ليس فوقه شيء .
(( و الباطن )) الذي ليس دونه شيء .
قد أحاط علمه بالظواهر و البواطن و السرائر و الخفايا و الأمور المتقدمة و المتأخرة ، و لهذا قال (( و هو بكل شيء عليم )) .
جلس شيطان قريش عمير بن وهب كما كان يلقبه أهل مكة ذات يوم مع صفوان بن أمية في الحجريتذاكرون أصحاب القليب و مصابهم .
فقال صفوان : و الله ما في العيش بعدهم خير.
فقال عمير: صدقت و الله .
ثم قال : أما و الله لولا دين علي ليس له عندي قضاء ، و عيال أخشى عليهم الضيعة بعدي لركبت إلى محمد حتى أقتله ، فإن لي قبلهم علة ، ابني وهيب اسير في أيديهم .
فاغتنمها صفوان و قال : علي دينك ، أنا أقضيه عنك و عيالك مع عيالي أواسيهم ما بقوا لا يسعني شيء و يعجز عنهم .
فقال له عمير : فاكتم شأني و شأنك ، يريد أن تنجح الخطه ، فهو سيقتل محمد بن عبدالله .
قال صفوان سافعل ، و فعل صفوان ، ولكن الأول والآخر و الظاهر و الباطن قد احاطه بهم فكان بكل شيئ عليم .
فأمر عمير بسيفه فشحذ له و سُمّ ، ثم انطلق حتى أتى المدينة .
إذ نظر عمر بن الخطاب إلى عمير بن وهب حين أناخ على باب المسجد متوشحاً السيف ، فقال هذا الكلب عدو الله عمير بن وهب ، والله ما جاء إلا لشر ، ثم دخل به على رسول .
فقال رسول الله (( فماجاء بك ياعمير )) .
قال جئت لهذا الأسير الذي بين ايديكم _ يعني ولده وهيبا ً _ فأحسنوا به .
فقال عليه الصلاة والسلام : (( فما بال السيف في عنقك ..؟؟ )) .
قال عمير : قبحها الله من سيوف ، وهل أغنت عنَّا شيئاً ..؟!
فقال الرسول : أصدقني يا عمير ، مالذي جئت له . _ فقدأخبره العليم _ ما أخفى عمير .
قال : ما جئت إلا ذلك .
فقال عليه الصلاة و السلام : بل قعدت أنت و صفوان بن أمية في الحجر فذكرتما أصحاب القليب من قريش ثم قلت لولا دين علي ، و عيال عندي لخرجت حتى أقتل محمداً ، فحتمّل لك صفوان بدينك و عيالك على أن تقتلني له ، و الله حائل بينك و بين ذلك ... .
عندئذ قال شيطان قريش : أشهد أن لا إله إلا الله ، و أشهد أنك رسول الله ... هذا أمرٌ لم يحضره إلا أنا و صفوان ، فوالله ما أنبأك به إلا الله ، ... . (( البداية و النهاية ج3/ص313 ))
فسبحان الله (( هو الأول و ألآخر و الظاهر و الباطن و هو بكل شيء عليم ))
أخواني نستنتج من تفسير هذه الآية قاعدة في التفسير عظيمة و هي :
إذا عرف التفسير من جهة النبي فلا حاجة إلى قول من بعده .
قال شيخ الإسلام رحمه الله و مما ينبغي أن يعلم أن الألفاظ الموجودة في القرآن و الحديث إذا عرف تفسيرها و ما أريد بها من جهة النبي لم يحتج في ذلك إلى الاستدلال باقوال أهل اللغة ولا غيرهم قواعد التفسير 1/149
اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا
اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
قال (( هو الأول و الآخر و الظاهر و الباطن و هو بكل شيء عليم ))
أي : أن تلك السماوات و الأرض التي تسبح له و تقدسه ، وما فيها ، هي ملك له ،
يتصرف بها كيفما شاء ، بقدرته سبحانه ، قد أحاط بها و علما بما فيها ، فهو الأول و الأخر و الظاهر و الباطن و هو بكل شيء عليم .
قال عليه الصلاة و السلام (( اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء ، و أنت الآخر فليس بعدك شيء ، و أنت الظاهر فليس فوقك شيء ، و أنت الباطن فليس دونك شيء )) رواة مسلم في صحيحه .
ففسر كل اسم بمعناه و نفى عنه ما يضاده و ينافيه .
قال بعض أهل العلم في تفسير هذه الآية :
الأول الذي ليس قبله شيء ، لأنه لو كان قبله شيء لكان الله مخلوقا_ تعالى الله عن ذلك _ ، و هو عز وجل الخالق ، و لهذا فسر النبي الأول الذي ليس قبله شيء ، فكل الموجودات بعد الله سبحانه ، فليس معه أحد ولا قبله .
الأخر الذي ليس بعده شيء ، لأنه لو كان بعده شيء لكان ما يأتي بعده غير مخلوق لله ، و المخلوقات كلها مخلوقة لله عز و جل ، فهو الأول لا ابتداء له ، و الآخر لا انتهاء له ، ليس بعده شيء .
الظاهر قال النبي : في تفسيرها الذي ليس فوقه شيء فكل المخلوقات تحته جلا و علا ، فليس فوقه شيء ،
و الباطن قال النبي : الذي ليس دونه شيء أي : لا يحول دونه شيء ، خبير عليم بكل شي ، لا يحول دونه جبال ، ولا أشجار ، ولا جدران ولا غير ذلك ، ليس دونه شيء ،
فـ الأول و الأخر اشتملا على عموم الزمان ،
و الظاهر والباطن على عموم المكان . انتهى كلامه رحمه الله .التفسير سورة الحديد الشيخ ابن عثيمين 362
و لا يتنافى الظاهر و الباطن لأن الله ليس كمثله شيء في كل النعوت .
إذا فالله سبحانه و تعالى (( هو الأول )) الذي ليس قبله شيء .
(( و الآخر )) الذي ليس بعده شيء .
(( و الظاهر )) الذي ليس فوقه شيء .
(( و الباطن )) الذي ليس دونه شيء .
قد أحاط علمه بالظواهر و البواطن و السرائر و الخفايا و الأمور المتقدمة و المتأخرة ، و لهذا قال (( و هو بكل شيء عليم )) .
جلس شيطان قريش عمير بن وهب كما كان يلقبه أهل مكة ذات يوم مع صفوان بن أمية في الحجريتذاكرون أصحاب القليب و مصابهم .
فقال صفوان : و الله ما في العيش بعدهم خير.
فقال عمير: صدقت و الله .
ثم قال : أما و الله لولا دين علي ليس له عندي قضاء ، و عيال أخشى عليهم الضيعة بعدي لركبت إلى محمد حتى أقتله ، فإن لي قبلهم علة ، ابني وهيب اسير في أيديهم .
فاغتنمها صفوان و قال : علي دينك ، أنا أقضيه عنك و عيالك مع عيالي أواسيهم ما بقوا لا يسعني شيء و يعجز عنهم .
فقال له عمير : فاكتم شأني و شأنك ، يريد أن تنجح الخطه ، فهو سيقتل محمد بن عبدالله .
قال صفوان سافعل ، و فعل صفوان ، ولكن الأول والآخر و الظاهر و الباطن قد احاطه بهم فكان بكل شيئ عليم .
فأمر عمير بسيفه فشحذ له و سُمّ ، ثم انطلق حتى أتى المدينة .
إذ نظر عمر بن الخطاب إلى عمير بن وهب حين أناخ على باب المسجد متوشحاً السيف ، فقال هذا الكلب عدو الله عمير بن وهب ، والله ما جاء إلا لشر ، ثم دخل به على رسول .
فقال رسول الله (( فماجاء بك ياعمير )) .
قال جئت لهذا الأسير الذي بين ايديكم _ يعني ولده وهيبا ً _ فأحسنوا به .
فقال عليه الصلاة والسلام : (( فما بال السيف في عنقك ..؟؟ )) .
قال عمير : قبحها الله من سيوف ، وهل أغنت عنَّا شيئاً ..؟!
فقال الرسول : أصدقني يا عمير ، مالذي جئت له . _ فقدأخبره العليم _ ما أخفى عمير .
قال : ما جئت إلا ذلك .
فقال عليه الصلاة و السلام : بل قعدت أنت و صفوان بن أمية في الحجر فذكرتما أصحاب القليب من قريش ثم قلت لولا دين علي ، و عيال عندي لخرجت حتى أقتل محمداً ، فحتمّل لك صفوان بدينك و عيالك على أن تقتلني له ، و الله حائل بينك و بين ذلك ... .
عندئذ قال شيطان قريش : أشهد أن لا إله إلا الله ، و أشهد أنك رسول الله ... هذا أمرٌ لم يحضره إلا أنا و صفوان ، فوالله ما أنبأك به إلا الله ، ... . (( البداية و النهاية ج3/ص313 ))
فسبحان الله (( هو الأول و ألآخر و الظاهر و الباطن و هو بكل شيء عليم ))
أخواني نستنتج من تفسير هذه الآية قاعدة في التفسير عظيمة و هي :
إذا عرف التفسير من جهة النبي فلا حاجة إلى قول من بعده .
قال شيخ الإسلام رحمه الله و مما ينبغي أن يعلم أن الألفاظ الموجودة في القرآن و الحديث إذا عرف تفسيرها و ما أريد بها من جهة النبي لم يحتج في ذلك إلى الاستدلال باقوال أهل اللغة ولا غيرهم قواعد التفسير 1/149
اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا
اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار