وقفات مع أعظم آية في كتاب الله

إنضم
18/12/2023
المشاركات
3
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين /
لله في الآفاق آيات لعل *** أقلها هو ما إليه هداك
ولعل ما في النفس من آياته *** عجب عجاب لو ترى عيناك
والكون مشحون بأسرار إذا *** حاولت تفسيرا لها أعياك
قل للطبيب تخطّفته يد الردى *** من يا طبيب بطبّه أرداك؟
قل للمريض نجا وعوفي بعدما *** عجزت فنون الطب من عافاك؟
قل للصحيح يموت لا من علة *** من بالمنايا يا صحيح دهاك؟
قل للبصير وكان يحذر حفرة *** فهوى بها من ذا الذي أهواك؟
بل سائل الأعمى خطا بين الزحام *** بلا اصطدام من يقود خطاك؟
قل للجنين يعيش معزولا بلا *** راع ومرعى ما الذي يرعاك؟
قل للوليد بكى وأجهش بالبكاء *** لدى الولادة ما الذيّ أبكاك؟
وإذا ترى الثعبان ينفث سمّه *** فاسأله من ذا بالسموم حشاك؟
واسأله كيف تعيش يا ثعبان *** أو تحيى وهذا السمّ يملأ فاك؟
واسأل بطون النّحل كيف تقاطرت *** شهدا وقل للشهد من حلاّك؟
بل سائل اللبن المصفّى كان بين دم وفرث من الذي صفاك
وإذا رأيت الحي يخرج من *** حنايا ميت فاسأله من أحياك؟
وإذا رأيت النّبت في الصحراء *** يربو وحده فاسأله من أرباك؟
وإذا رأيت البدر يسري ناشرا *** أنواره فاسأله من أسراك؟
واسأل شعاع الشمس يدنو وهي *** أبعد كل شيء ما الذي أدناك؟
وإذا رأيت النار شبّ لهيبها *** فاسأل لهيب النار من أوراك؟
وإذا ترى الجبل الأشمّ مناطحا *** قمم السّحاب فسله من أرساك؟
وإذا ترى صخرا تفجّر بالمياه *** فسله من بالماء شقّ صفاك؟
وإذا رأيت النهر بالعذب الزّلال *** جرى فسله من الذي أجراك؟
وإذا رأيت البحر بالملح الأجاج *** طغى فسله من الذي أطغاك؟
وإذا رأيت الليل يغشى داجيا *** فاسأله من يا ليل حاك دجاك؟
وإذا رأيت الصّبح يسفر ضاحيا *** فاسأله من يا صبح صاغ ضحاك؟
هذه عجائب طالما أخذت بها *** عيناك وانفحت بها أذناك
يا أيها الإنسان مهلا ما الذي *** بالله جل جلاله أغراك
أيها القارئ الكريم : حديثي عن آية عظيمة من آياته في معناها وفضلها ، سيدة آي القرآن ، من قرأها دبر كلّ صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت ، وأنّ من داوم على قراءتها كان سببا في دخول الجنة ، هي أفضل آية في كتاب الله ، كما روى أبيّ بن كعب رضي الله عنه أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم سأله: "أيّ آية في كتاب الله أعظم؟!" قال: الله ورسوله أعلم، قال: فردّدها مرات، ثم قال أبيٌّ: آية الكرسيّ، قال: "ليهنك العلم أبا المنذر، والذي نفسي بيده إنّ لها لسانا وشفتين تقدّس الملك عند ساق العرش" أخرجه مسلمٌ وأحمد واللّفظ له ، آية الكرسي أفضل آي القرآن؛ لما فيها من المعاني العظيمة في إثبات توحيد الله تعالى ، وهي الحصن الحصين والحرز من الشيطان الرحيم ، يقرؤها المسلم قبل نومه فتحفظه بإذن الله ؛ كما جاء في حديث أبي هريرة عند البخاري: أن الشيطان قال لأبي هريرة: "إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي؛ فإنك لن يزال معك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح"وقد صدّقه النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال "أما إنه صدقك وهو كذوب" وأنّ المداومة على قراءتها سبب لدخول الجنة؛ قال عليه الصلاة والسلام "من قرأ دبر كلّ صلاة مكتوبة آية الكرسي لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت" أخرجه النسائي ، من قرأها وتأملها ظهرت له عظمة المولى جل جلاله وما توصل إليه البشر من علوم الأرض والبحار، والإنسان والحيوان والنبات، والنجوم والأفلاك وغيرها؛ ليثبت هذه العظمة للخالق سبحانه، وكلما ازداد الإنسان علما نظريّا أو تجريبيّا عظم انبهاره بدقة سير المخلوقات، ونظام الحياة؛ فالله تعالى هو الذي خلقها ودبرها وأحكم صنعها ، بهذه النظرة يعرف الإنسان مهما أوتي من علم وعبقرية ودهاء، وقوة ومال وجاه أنه يكاد أن لا يكون شيئا في هذا الكون الواسع، بما فيه من مخلوقات عظيمة، عندئذ يحتقر العاقل نفسه ويزدريها، ويسارع في عبادة ربه وخشيته وتقواه، ومع ذلك أنعم الله على هذا الإنسان الضعيف وشرّفه بحمل الرسالة حين أشفقت من حملها السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها (وأشفقن منها وحملها الإنسان إنّه كان ظلوما جهولا) وسخر له هذه المخلوقات التي تفوقه قوة وعددا، وجعلها في خدمته، فهل نكون أهلا لنعم الله تعالى علينا بشكرها ورعايتها، وعبادته على الوجه الذي يرضاه لنا ويحبه منا؟! فما رأيكم لو قرأنا القرآن كلّه بتدبر وتأمل؟! ماذا سيظهر لنا من عظمة الله وعظيم خلقه، وإتقان صنعه؟! (الله خالق كلّ شيء وهو على كلّ شيء وكيلٌ) فسور القرآن الكريم تتفاوت في الفضل، بما فيها من صفات ومعان وأحكام، فسورة البقرة فيها من الأحكام، والآيات، والصفات العديدة ففيها أطول آية في القرآن، وفيها أعظم آية، وفيها آخر ما نزل من القرآن، وفيها كما قال ابن كثير رحمه الله "ألف خبر، وألف أمر، وألف نهي" والصحابة رضي الله عنهم يتعاظمونها في الشدة والرخاء، وينادون عند تعثر سير المعارك بأهلها، وورد في فضل هذه السورة ما رواه مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لا تجعلوا بيوتكم قبورا، فإن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان" وفي الحديث المتفق عليه "من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه" وفي حديث أبي إمامة رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول "اقرؤوا القرآن فإنه شافع لأهله يوم القيامة، اقرؤوا الزهراوين، البقرة وآل عمران، فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صوافّ، تحاجان عن أصحابهما، ثم قال اقرؤوا البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة"(رواه مسلم) قال النووي: سميت بالزهراوين "لنورهما، وهدايتهما، وعظيم أجرهما" وورد في حديث حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أعطيت خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش"(رواه مسلم) وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال "بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه فقال: هذا باب من السماء فتح اليوم، لم يفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملك فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم، فسلم، وقال أبشر بنورين أتيتهما، لم يؤتهما نبي قبلك، فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منها إلا أعطيته"(رواه مسلم) ولنا وفقة أيها القارئ الغالي: مع آية الكرسي: اشتملت على عشر جمل مستقلة، أولاها: أصل خلق الخلائق (اللّه لا إله إلاّ هو) إخبار بأنه المتفرد بالألوهية لجميع الخلائق، فلا معبود بحق إلا الله، فهو الإله الحق الذي يجب على المخلوقات صرف العبادة له سبحانه لكماله وكمال صفاته وعظيم نعمه، فمن أجل "لا إله إلا الله" أرسلت الرسل عليهم السلام (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلاّ نوحي إليه أنّه لا إله إلاّ أنا فاعبدون) وأنزلت الكتب، وخلقت الجنة والنار ، وهو سبحانه (الحيّ القيّوم) حي لا يموت، والإنس والجن والملائكة يموتون، فهو سبحانه له جميع معاني الحياة الكاملة كما يليق بجلاله ، وهو سبحانه قيوم لغيره ، فجميع المخلوقات مفتقرة إليه وهو سبحانه غني عنها لا قوام لها بدون أمره ، قال ابن القيم رحمه الله "وكان شيخ الإسلام ابن تيمية شديد اللّهج بهما ، وقال لي يوما: لهذين الاسمين وهما الحي القيوم ، تأثير عظيم في حياة القلب، وكان يشير إلى أنهما الاسم الأعظم" الحي القيوم المتصف بجميع معاني الحياة الكاملة على وجه يليق بجلاله وعظمته، قام بنفسه، واستغنى عن جميع مخلوقاته، وقام بجميع الموجودات؛ فأوجدها وأبقاها، وأمدّها بجميع ما تحتاج إليه في وجودها وبقائها؛ فهي مفتقرة إليه وهو غني عنها، ولا قوام لها من دون أمره (ومن آياته أن تقوم السّماء والأرض بأمره) ومن صفاته عز وجل (لا تأخذه سنةٌ ولا نومٌ) أي: لا تغلبه سنة، وهي الوسن والنعاس، وذلك لكمال حياته وكمال قيوميته، وقد ورد في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إن الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل النهار قبل عمل الليل، وعمل الليل قبل عمل النهار، حجابه النور أو النار لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه" رواه مسلم ، ولأن السّنة والنوم إنما يعرضان للمخلوق الذي يجري عليه الضعف والعجز، ولا يعرضان لذي العظمة والكبرياء والجلال، فلا يعتريه تعالى نقصٌ ولا غفلةٌ ولا ذهول عن خلقه ، بل هو (قائمٌ على كلّ نفس بما كسبت) شهيد على كل شيء، لا يغيب عنه شيء، ولا تخفى عليه خافية ، فسبحان الله ما أعظمه!! كيف يعصيه المخلوق الضعيف وهو بهذه القدرة والعظمة؟! (له ما في السّماوات وما في الأرض) خلقها ويملكها ويدبرها؛ فالجميع عبيده فلماذا يتكبرون؟! وفي ملكه فلماذا على معصيته يجترئون؟! وتحت قهره وسلطانه فلماذا يظلمون؟! (إن كلّ من في السّماوات والأرض إلاّ آتي الرّحمن عبدا * لقد أحصاهم وعدّهم عدّا * وكلّهم آتيه يوم القيامة فردا) والله سبحانه (له ما في السّماوات والأرض) ملكا وخلقا والجميع عبيده، وفي ملكه، وتحت قهره، وسلطانه (إن كلّ من في السّماوات والأرض إلاّ آتي الرّحمان عبدا * لقد أحصاهم وعدّهم عدّا * وكلّهم آتيه يوم القيامة فردا) ومن عظمة الله وجلاله وكبريائه، أنه لا يستطيع أحد أن يشفع لأحد عنده إلا بإذنه (من ذا الّذي يشفع عنده إلاّ بإذنه) ولابد للشفاعة من شرطين: إذن الله للشافع، ورضاه عن المشفوع له ، قال سبحانه (وكم من ملك في السّماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلاّ من بعد أن يأذن اللّه لمن يشاء ويرضى) والنبي صلى الله عليه وسلم له شفاعات، واختص يوم المحشر بشفاعة تعجيل الحساب، قال تعالى (عسى أن يبعثك ربّك مقاما محمودا) فبعد أن يعتذر آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام يأتون إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فيقول: "أنا لها، فأستأذن على ربي، فيؤذن لي، ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن، فأحمده بتلك المحامد، وأخرّ له ساجدا، فيقال: يا محمد! ارفع رأسك، وقل يسمع لك، وسل تعطه، واشفع تشفع، فأقول يا رب أمتي"(رواه البخاري) والشفعاء كثيرون، منهم الأنبياء والعلماء والمجاهدون والملائكة، وغيرهم ممن أكرمهم وشرفهم الله، ولا يشفعون إلا لمن ارتضى ، والله سبحانه علمه محيطٌ بجميع الكائنات، ماضيها، وحاضرها، ومستقبلها (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم) فيعلم سبحانه ما خلّفوه في الدنيا وراء ظهورهم، وما يقدمون به في الآخرة، ولا يطلع أحد على شيء من علم الله إلا بما أعلمه الله عز وجل، وأطلعه عليه، قال تعالى (ولا يحيطون بشيء من علمه إلاّ بما شاء) ومن ذلك ما أخبر به رسله عليه السلام قال سبحانه (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * إلاّ من ارتضى من رسول فإنّه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا) (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم) دليل على إحاطة علمه بجميع الكائنات، ماضيها وحاضرها ومستقبلها؛ فهو يعلم ما بين أيدي الخلائق من الأمور المستقبلية التي لا نهاية لها، وما خلفهم من الأمور الماضية التي لا حدّ لها ، ولكم أن تتخيلوا كم يحدث في الأرض من حدث في الدقيقة، بل في الثانية الواحدة، كم تسقط من أوراق، وتنزل من أمطار، ويموت من بشر، ويولد من ولدان، وتحمل من أرحام، ويتحرك من حيوان، ويطير من طير، بل حتى الهواء الذي يتنفسه الإنسان والحيوان والنبات، والخطوات التي يمشونها، والماء الذي يشربونه، والطعام الذي يأكلونه، كل ذلك لا يكون إلا بتقدير الله وعلمه وأمره!! ولو اجتمع البشر كلّهم بتقنياتهم وما أوتوا من علم على أن يحصوا أحداث الأرض في ثانية واحدة لما استطاعوا ذلك، والله تعالى وحده يحصيها ويعلمها؛ بل ويعلم ما يجري في سائر الكواكب والمجرات، والأرض والسماوات (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلاّ هو ويعلم ما في البرّ والبحر وما تسقط من ورقة إلاّ يعلمها ولا حبّة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلاّ في كتاب مبين) (الله الّذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهنّ يتنزّل الأمر بينهنّ لتعلموا أنّ الله على كلّ شيء قديرٌ وأنّ الله قد أحاط بكلّ شيء علما) الله اكبر يا عبد الله أمام هذه العظمة وأمام هذه القدرة، والعلم والإحاطة التي يتصف بها مولانا وربنا جل جلاله، وتقدست أسماؤه؟! هل يليق بنا أن يأتينا أمره فلا نطيع؟! ونعلم نهيه فلا نلتزم؟! نبصر آياته في الكون وفي أنفسنا، ونشاهد إتقان صنعه في كل شيء، وننظر في هذه الأرض العظيمة بجبالها وأنهارها وبحارها، وجميع الأحياء عليها مما نعلمه وما لا نعلمه؛ فنتعاظم ذلك ونعجب منه! أفلا يقودنا ذلك إلى تعظيم مقدّرها وخالقها، وآمرها ومدبرها، الذي خضع له كل شيء؟! لماذا لا تخشع منا القلوب؟! ولماذا لا تدمع العيون؟! تعظيما لله وإجلالا!! هل عرفنا الله حقيقة المعرفة، وقدرناه حق قدره، من يعصي الله في خلواته، ويبطر بإنعامه عليه!! فهل حقّ الخالق العظيم أن يقابل على إنعامه وإحسانه بالكفران؛ فنسألك اللهم أن تعفو عنا، وتغفر لنا، وتردنا إليك ردّا جميلا .
ويقول الله تعالى ( وسع كرسيه السموات والأرض ) ومن عظمة الله عز وجل أن كرسيّه وهو موضع القدمين، وسع السموات والأرض، فيدل على عظمتها وعظمة من فيها، والكرسي ليس أعظم مخلوقات الله، بل العرش أعظم منه ، والله سبحانه لا يثقله ولا يكرثه حفظ السموات والأرض ومن فيها، وما بينهما، بل ذلك سهل عليه، يسير عنده، وهو القائم على كل نفس بما كسبت، الرقيب على جميع الأشياء، وهو سبحانه عليٌّ بذاته، وجامعٌ لصفات العظمة والكبرياء (ولا يئوده حفظهما): قال الحافظ ابن كثير "أي: لا يثقله حفظ السماوات والأرض ومن فيهما ومن بينهما؛ بل ذلك سهل عليه يسير لديه، وهو القائم على كل نفس بما كسبت، الرقيب على جميع الأشياء، فلا يعزب عنه شيء، ولا يغيب عنه شيء، والأشياء كلها حقيرة بين يديه، متواضعة ذليلة صغيرة بالنسبة إليه، محتاجة فقيرة، وهو الغني الحميد، الفعال لما يريد، الذي لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، وهو القاهر لكل شيء، الحسيب على كل شيء، الرقيب العلي العظيم، لا إله غيره، ولا ربّ سواه"ثم ختم الآية بقوله: (وهو العليّ العظيم): عليّ بذاته على جميع مخلوقاته، وهو العلي بعظمة صفاته، وهو العليّ الذي قهر المخلوقات، ودانت له الموجودات، وخضعت له الصعاب، وذلت له الرقاب، وهو المعظّم الجامع لجميع صفات العظمة والكبرياء، والمجد والبهاء، الذي تحبه القلوب، وتعظمه الأرواح، ويعرف العارفون أن عظمة كل شيء وإن جلّت عن الصفة فإنها مضمحلّة في جانب عظمة العلي العظيم ، هذا وصلى وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
 
عودة
أعلى