وقفاتي على ملتقى كبار قراء العالم الإسلامي

إنضم
07/03/2012
المشاركات
71
مستوى التفاعل
1
النقاط
8
الإقامة
مكة المكرمة
هذه بعض الوقفات المختصرة على هذا الملتقى، وهذا الكرسي، الذي دعاني إلى كتابتها ،ماوجدت من عظيم الأنس،وجم الفوائد من هذا الاجتماع، وهو أمر كيف لا يكون وقد اجتمع القوم في خير المجالس، على خير الكلام.
فلله الحمد والمنة أن يسر لي حضور هذا اللقاء، حمدا كثيرا طيبا ملء الأرض والسماء، والصلاة والسلام على نبينا محمد خير الأنام..
وبعد؛
الوقفات:
١_الملتقى كان له رونق خاص لم أجده في غيره،فحسبك إن لم تفقه فضله، بتردد آيات الله في جنباته، مع تنوع قراءاته،وجودة تلاواته، وحسن آدائه، والجمع بين أكبر قرائه.
(اللهم اجعلنا من أهل القرآن، وارزقنا شفاعته)
٢_ما أروع تلك الذكريات، منذ الطفولة إلى الشيخوخة، وهم يحيون مع القرآن، بل يتوفون وآخر مايرددونه هي آياتكتاب الله، ماأعظم هذا النعيم، وهذا الأنس،شبابهم أفنوه مع كلام الله، فمن الله عليهم بدوام ذكره، حتى توفاهم عليه.
٣_كم كان هذا الملتقى مؤثرا،ماأعظم ذاك الوفاء التي سطرته الكلمات والدموع عند ذكر الشيوخ،ماأروع ذاك الثناء،مع جميل الاعتراف،كم نحتاج لمثيل هذا الوفاء في صفوفنا نحن الطلاب.
٤_تأمل أيضا عظيم العطاء حين يغدق الشيخ على طالبه زهرة وقته، فهذا أحدهم يقول لطالبه:وقتي كله لك، لكن اترك لي ست ساعات فقط لأنام.
وآخرون كثر يقرؤون منذ الفجر إلى العشاء.
٥_مراجعة ماتكتب وتؤلف، هذا مما تتعلمه من القراء، فمثلا هداية القاري إلى تجويد كلام الباري، ظل يتعاهده مؤلفه ويراجعه ربع قرن،فأين نحن من هذه المراجعة؟
٦_من أقوالهم: الكتاب هو الولد المخلد.
وهذا يعني إكثارهم وعنايتهم بالتأليف.
فأكثروا من عيالكم.
٧_تأمل كيف تكون الخاتمة، وعلى ماذا؟
كانت آخر آية سمعها قبل وفاته في إقرائه ثم مات بعدها( إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة)
فهذه من نعمة المنان على أهل القرآن في حسن الختام.
٨_يقرأ القرآن كثير من الناس تشعر أنه لايجاوز حناجرهم، ولاتلحظ فيه إلا حسن الصوت إن كان حسن.
ولكن هناك من يقرأ فتؤثر قراءته عليك وعليه، يقرأ قراءة تفسيرية تدبرية،تفقه في قراءته المعاني، وتقف على التعابير الصحيحة في الكلمات ثم الفواصل والآي.
٩_ مازال يحفظ الشيخ الكبير تلك الأبيات التي يصعب نطقها والتلفظ بها، فكيف بالحفظ والتكرار، رغم بعد العهد، وكبر السن (تبارك الرحمن)لكن هذا هو حال أهل القرآن.
١٠_الاعتراف بالخطأ رغم صعوبة تحرير المسائل، والتراجع ليس يسيرا، لكن أهل الصدق من أهل العلم والقرآن لايرتضون كذبا على الله،وإقرار خطأ لحظ النفس وخشية كلام الناس.
١١_ينبغي أن يعتني أهل القرآن بجمع الكلمة وعدم الافتراق، واجتناب سيء الاختلاف،كما هي عناية القرآن في الدعوة إلى الاجتماع.
وحصول الاختلاف وإن كان لزاما أن يكون بين الناس،إلاأن تأدب أهل القرآن فيه هو أيضا مما هو لزام.
ولو حرص من علم أن هناك خلافا ليس لائقا بين القراء، أن يجمع بين صفوف هؤلاء القراء،فقد أحسن، وهو أمر يسير بإذن الله بين أهل القرآن،وله في ذلك عظيم الأجر بإذن الله.
١٢_من حق الشيخ أن يرد عن شيخه التهمة فيما كان بحق،فإن كان الذب عن عرض المسلم أيا كان واجب، فكيف بصاحب الفضل من شيخ مقرئ.
١٣_ من أهم ماتميزت به المدارس العناية برسم المصحف، وعد الآي.
كم اعتنوا بهذا القرآن الذي لايحسن قوم منا حتى التأدب مع مصحفه.
١٤_تنوع في القراءة، وجودة في الآداء،وحسن صوت في التلاوة.
ليس التنوع في القراءة هو متعلق باختلاف طريقة الآداء دون أثر في المعاني والأحكام.
وعامة هذا التنوع تجد أثره على نفسك من سماع الآداء ،وإن لم تفقه الأحكام.
١٥_جمع القراء بين الإقراء والإفتاء، والإقراء والبلاغة، والإقراء وأصول الفقه، والإقراء وعلوم مختلفة،فكن من أهل القرآن والعلم،فالله يقول( إنما يخشى الله من عباده العلماؤ).
وتعلم القرآن هو أصل العلوم، ولايحجزك عن غيره من العلوم.
١٦_مراعاتهم الإخلاص، كيف لا، وهم يعلمون أن الذي يقرأ القرآن يريد به رياء وسمعة هو أول من تسعر به النار ( والعياذ بالله) .
فتلحظ حرصهم على عدم الظهور، فهذا طالب يطلب من شيخه أن يخط سيرته، فيبكي، ويرفض ذلك.
١٧_ ماأعظم الجلد والصبر والاحتساب،فأحدهم يجلس للإقراء من الفجر إلى العشاء، جل عمره،حتى إذا بقي من عمره عام، وأصيب فقطعت ساقه، داوم على نفس زمن الإقراء.
١٨_جمع بين الإقراء والجهاد،أهل القرآن أهل قول وعلم وعمل.

١٩_الجمع بين الإقراء والمشاريع الزراعية.
لايمنع الإقراء من كسب الحلال.
٢٠_ من أعجب ماقد تدركه ويعجبك، أن يحسن غير العربي قراءة القرآن،مع صعوبة ذلك عليه، وكما أنه إذا تكلم أي كلام آخر لحظت عليه عدم العربية، فإذا قرأ القرآن بهرك بحسن القراءة والتلاوة، فيالجمال هذه القراءة وياعجبا.
وهذا يوقفك على تقصيرك وأنت عربي قادر على الفصاحة و يسر البيان .
٢١_أن يجتمع الوالد مع ولده على طاولة واحدة للعلم والإقراء،من عظيم المنة على الوالد وولده،فمن تمام نعيم الآباء بالأولاد صلاح الأولاد،وفي الملتقى اجتمع والد مع ولده، فما أجمل هذا الاجتماع.(ماشاء الله).
٢٢_تأمل كيف هي نظرة غير العربي للألفاظ العربية، حتى تفقه فضل هذه اللغة العربية لغة القرآن.
فمن قولهم(إن للألفاظ العربية حقوقها..).
٢٣_ فراسة أهل القرآن، وكيف لايكون هؤلاء أهل بصيرة.
٢٤_(استدن وكل من مال الدين،فإذا جاء الراتب فاقض الدين) هي مقولة ذكرها أحد القراء في توجيه حاله من الخشية على نفسه من المال الحرام (قصة راجعها في موقع الملتقى).
ولايخفى ماللمال الحرام من أثر على حال العبد في دنياه وآخرته.
٢٥_حفظ بصره وفرجه وجوارحه، هذا لازم على العباد، وأهل القرآن بالخيرية هم بذلك أولى أولئك العباد.
٢٦_همه الصلاة والحرص عليها، فإذا انقضت صلاة تفكر فيما يليها، هكذا تعلق قلبه بالصلاة، فهذا الطالب يقول عن شيخه( لم أبت عنده ليلة إلا وتهجد، فقبضه الله في تهجده) اللهم أحسن لنا الختام.
٢٧_(من تتبع الرخص رق دينه) في شدةالبرد، والشلل وعسره، يوضئ الطالب شيخه،فيدعوه إلى التيمم والترخص، فيكون هذا الجواب.
كم نحتاج لهذا الفقه والتورع في زمن بات كثير من أهله يتجاوزون الترخص بالرخص إلى فعل الحرام.
و المبالغة في الترخص في صفوف أهل القرآن،أمر صعب ينبغي الترفع عنه للترقي إلى أهلية الرحمن.
٢٨_(لم أصلي منفردا لا في سفر ولا حضر، منذ كنت في الحادية عشر من عمري) مقولة أحد القراء، ولسان حال كثير ممن تقدم من القراء.
٢٩_جلس يبكي حين ذكر شيخه، وكأنه فقده هذه اللحظة.
هذا حب ووفاء.
٣٠_عمر كثير من القراء، فأعمارهم في السبعين والثمانين والتسعين، ولكن القرآن أهله لايخرفون، فهم أبقى الناس عقولا.
فكن من أهل القرآن، وبشراك.
٣١_فن قراءة القرآن
كتاب تكتبه امرأة غير مسلمة، في عام تتنقل فيه بين القراء.
ولك في هذه وقفات.
٣٢_الإقراء في الأقصى،في القدس والخليل، رغم تلك الظروف،إلا إنه القرآن.
اللهم رد إلينا مسجدنا الأقصى.
٣٣_القراء والجهر بكلمة الحق، ورعاية قضايا الأمة.
حين تكون مقرئا أو عالما لا يعني أن تحيا في صومعة، ليس لك شأن بحال الأمة.
٣٤_ القراء والنفي والاضطهاد.
وهكذا الابتلاء.
وحين يعظم البلاء لن تجد أنيسا لك مثل كتاب الله.
٣٥_( المحن الظاهرة تنقلب إلى منح باطنة) مما ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية.
تأمل هذا في حال الأمة، وصمود الأبطال رغم شدة البلاء.
٣٦_ماأجمل البيان والبلاغة،والفصاحة، فتجد أهل القرآن يتأثرون بالقرآن، ويكثرون منه الاقتباس، فيحسنون البلاغة والبيان.
فمن تأمل هذا الجمع عرف أن الأصل في البيان هو القرآن.
٣٧_ فصاحة وبيان وبلاغة يسطرها أحد القراء في الملتقى، بشعر ونثر ليس من اليسر التلفظ به وقراءته، فكيف بنظمه، وإقامة حروفه،وحسن إلقائه.
مما لا يطيقه ولا يحسنه إلا أهل القرآن والبيان.
وأخيرا أقول شكر الله لكل من بذل وسعى وقرر وشارك ورعى هذا الملتقى والكرسي.
اللهم اجعلنا من أهل القرآن، واجمعنا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
 
بارك الله فيك على هذه الوقفات الرائعة..
 
عودة
أعلى