وقصة أخرى مؤثرة مع شيخ من أهل القرآن !

عمر المقبل

New member
إنضم
06/07/2003
المشاركات
805
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
[align=center]
في يوم الأحد 18/3/1430هـ تشرفتُ بزيارة فضيلة الشيخ ....
وذلك أداء لبعض حقه إثر عملية جراحية أجراها فضيلته، فكانت زيارة حافلة ماتعةً، وكان أجمل ما فيها حديث الشيخ عن القرآن، وعلاقته به،
وكان مما جرى في اللقاء أمور، أذكر منها ما يخص هذا الملتقى المبارك، وهي قصة أنشرها خصيصاً
لأهيل هذا الملتقى الذين استفدتُ منه كثيراً، وهذا بعض حقهم، لعل الله تعالى أن ينفع بها:
وأنا أدلفُ إلى منزل صاحبنا تذكرتُ قصةً قصيرة جداً، لكنها معبرةٌ، كنتُ قد قرأتُها قديماً
وهي: أن معروفاً الكرخي رحمه الله ذكر عند الإمام أحمد، فقيل: قصير العلم!
فقال: أمسك!!
وهل يراد من العلم إلا ما وصل إليه معروف؟!.
وسألَ عبدالله بن الإمام أحمد أباه مرةً:
هل كان مع معروف شيء من العلم؟
قال: يا بني! كان معه رأس العلم خشية الله!

تذكرتُ ذلك؛ لأن بعض طلاب العلم ينظرون إلى هذا النوع من الشيوخ الذين غلب عليهم التعبد
ـ مع مشاركتهم الجيدة في العلوم ـ
نظرةً كتلك النظرة التي أثيرت في مجلس الإمام أحمد
فيقال لهؤلاء ما قاله الإمام حقاً وصدقاً أحمد بن حنبل رحمه الله :
وهل يراد من العلم إلا ما وصل هذا الشيخ ـ الذي هو محور قصتنا ـ ؟ ولا أزكيه على الله.
إنه من الشيوخ النوادر الذين رأيتُهم قد جمعوا بين العلم والعبادة والدعوة ـ أيام نشاطه ـ ..

أي الذين أخذ بثلاثية النجاة بإذن الله :
العلم {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}
والعبادة {قُمِ اللَّيْلَ}
والدعوة {قُمْ فَأَنْذِرْ}


عُرِفَ عنه ـ حفظه الله وعافاه ـ ضبطه لحفظه لكتاب الله، وهو من أهل قيام الليل.

حدثني ابنه: أنه يقوم نحواً من ثلاث ساعات في الليل، صيفاً وشتاءً
بل إنه لم يدع قيام الليل في ليلة عرسه كما حدثتني بذلك أمي ـ والكلام لصاحبي ـ.
وقال لي والدي مرةً أيام كان في المستشفى:
أنا أفرح إذا لم يأتني النوم!
أتدري لماذا؟!
لأني أجدها فرصةً لقراءة القرآن وقيام الليل!
(يقول هذا وهو مريض ومنوم في المستشفى)!

أجرى هذا الشيخ عملية جراحية في رأسه قبل بضعة أشهر
كان من آثارها ضعفٌ يسير في ذاكرته، أثّر عليه ذلك في حفظه
فلم يعد يعهده كما كان في الضبطِ والإتقان.
يقول لي هذا الشيخ:
ضاق صدري جداً، مع علمي بأن هذا ليس بسبب تفريطي، وليس لي به طاقة
وأنا لا أجد للدنيا طعماً بدون القرآن ..
فتضرعتُ إلى ربي ليالٍ كثيرة ودعوته، وصرتُ أصيح صياحاً:
يا رب!
يا رب!
لا أريد أن يضعف حفظي لكتابك يا رب!


يقول هذا الشيخ:
فما هي إلا عشرون ليلة حتى قد جاء الفرج ..
فعاد الحفظ كما كنتُ أعهده .. والحمد لله رب العالمين.

فلا إله إلا الله ..
إني لأحسبُ هذا من صدقه مع الله حال رخائه
فصدقه الله حين تضرع إليه، ولا أزكيه على الله تعالى ..

وقد حدثني أحد أبنائه:
أنه أثناء حالات الإغماء التي مرّت بوالدي، يقول: كنتُ أقرأ عليه بعض الآيات ـ من باب الرقية ـ فإذا أخطأت ردّ علي!
يرد علي وهو لا يشعر بما حوله، فكأن القرآن مسجل في رأسه تسجيلاً
(ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ [الجمعة : 4]).

مضى الحديث مع هذا الشيخ العابد سريعاً، فقلتُ له ـ قبل أن أنصرف ـ:
أوصني يا فضيلة الشيخ!

فقال: يا أبا عبدالله احفظ عني هذه الوصايا الثلاث:
الأولى:
الله .. الله بالنية ، فكما تتفقد طعامك وشرابك إذا جاع بطنك، فتفقد نيتك، فهي غذاء قلبك، وما قيمة العمل بدونها؟!
والثانية:
عليك بتعاهد حفظك من القرآن، فوالله إن هذا من أعظم المنن .. ثم ذكر الشيخ تحسره، وألمه على أكثر من يتخرجون أو من يقال عنهم: إنهم قد حفظوا القرآن! لا ضبط، ولا مراجعة!!
حتى إذا أراد أن يقرأ تلفت هل حوله مصحف أم لا ؟! أهذا حفظٌ؟!
الثالثة:
أوصيك ـ وأنت ذو عيال ـ أن تكثر وتردد وتلح على دعاءين ـ هما من القرآن ـ فقد وجدتُ لهما أثراً كبيراً في نفسي وحياتي:
الدعاء الأول:
{رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان : 74]
الدعاء الثاني:
{رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِين} [الأحقاف : 15].
عندها .. ودعتُ هذا الشيخ، وسألتُ الله لي وله الثبات وحسن الختام
وغبطته ـ والله ـ كثيراً على ما هو فيه من نعيم مع كتاب الله تعالى.

ولولا أن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، ولعلمي بكراهته لذكرت اسمه
فسأكتمه حتى تأتي الساعة المناسبة للتصريح باسمه،
وإني راجٍٍ من إخوتي الذين قد يكونون عرفوه من خلال أسطري هذه أن يحجموا ويمسكوا عن ذكر اسمه، للسببين الذيْن ذكرتهما.

والحمد لله رب العالمين ..



[/align]
 
جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ عمر على هذه القصة المؤثرة .. فقد أفدت منها وتأثرت بكلماتها لا حرمكم ربي أجرها .. وبانتظار المزيد بوركتم وبوركت جهودكم ..
 
حياك الله أخي عبدالرحمن ..
وهذا رابط لقصة كتبتها قبل مدة عن شيخ من أهل القرآن
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=10276

وهذا الذي جعلني أقول: وقصة أخرى ... ، من باب العطف ـ مع بعد الزمن ـ على تلك القصة .
 
إيه .. الله المستعان .
الضبط ، وما أدراك مالضبط ، إذا كان هذا الشيخ الكبير متقن لكتاب الله مع المرض والشيخوخة فما عذر الشباب ؟!
تذكرتُ حالي مع القرآن وضبطه ، فحزنت كثيرًا ..
وقد اشرت في حديثك عن السبب الأكبر في ذلك ، وهو قيام الليل ، وقد نقل عن الشنقيطي رحمه الله قوله " إن القرآن لا يثبت في الصدور حتى يقام به في جوف الليل " .

قال تعالى : ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلاً طويلا .

اللهم هيء لنا أمرًا رشيدا .
 
أسأل الله أن يمنَّ على هذا الرجل بالشفاء والعافية ، وأن يثبتنا وإياه على الحق حتى نلقاه غير مفرطين ولا مبدلين .
لقد أفدتَ بروايتك لخبره أمثالي من المفرطين في حق القرآن الكريم وتعاهده والقيام بحقه نسأل الله أن يتداركنا برحمته، وأن يهدينا سواء السبيل .
 
ذكرتني بحرص الرجل على القرآن مارأيته في المسجد النبوي
أحد كبار السن قد أصابه النعاس وهو يقرأ القرآن فأخذ متاعا له ليتوسد وهو مستمر في قراءة القرآن -غيبا- فكلما نام وقف عن القراءة وإذا انتبه ولو لثوان تلى من المكان الذي توقف منه وكأن القراءة عنده شيء تلقائي علما أن انتباهته قد لا تستغرق دقيقة واحدة
جزاك الله خيرا على هذه القصة فإن مما يحرك القلب سير أمثال هؤلاء
شفاه الله ..
 
جزاك الله خيراً على هذه القصة المليئة بالعِبر ليس فقط حال الشيخ مع القرآن بارك الله له وبه وشفاه وعافاه وإنما حال الأبناء البررة مع أبيهم المريض وحسن عشرة الزوجة التي تحدث أبناءها عن فضائل والدهم (قيامه الليل في ليلة عرسه) وأمور أخرى لو دققنا لوجدناها كثيرة.

ولعلي لا أغفل عن فائدة قيمة من القصة وهي توقير علمائنا وزيارتهم في الله والحديث عنهم بما يليق وهذا يُشهد لك أخي الكريم عمر. وفقك الله لكل خير وبانتظار قصة أخرى علنا نتعظ ونقتدي فكم غفلنا عن الاقتداء بهؤلاء الصالحين ومن قبلهم سيد المرسلين محمد عليه الصلاة والسلام، غفر الله لنا تقصيرنا في حق القرآن وثبت قلوبنا على طاعته وحب كل عمل يقربنا إليه.
 
جزاك الله خيرا

وحُدِّثت عن هذا الشيخ عافاه الله أنه كثيراً ما يسأل من يزوره من طلبة العلم والمشايخ عن حالهم مع القرآن من باب التواصي بالحق والحث على تلاوة القرآن وتدبره...
وأنه مرة سأل أحدَ المشايخ من أساتذة الجامعة ممن أحسبه والله حسيبه من أهل الصلاح والعبادة عن حاله مع القرآن، وفي كم يختم؟
فأجاب بإجابة عامة وأنه بحمد الله يتعاهد القرآن.
فألحَّ عليه فاعتذر
فألحَّ عليه ثانية
فقال: أختم في كل ثلاثة أيام مرة.
فسأله كيف يتسنى له ذلك مع انشغاله بالتدريس في الجامعة والأعمال الأخرى؟
فقال: في وقت الفجر أقرأ خمسة أجزاء (ولعله يعني قبل الفجر وبعده) والخمسة الأخرى أقرأها مفرقة في سائر اليوم.
فلله دره ما أعلى همته ثبته الله، وقد كنت أذهب إليه أحياناً في المسجد الذي يصلي فيه مأموماً فأجده قد جاء مبادراً للصلاة يقرأ القرآن حفظاً، ولم أره ألبتة يقرأ في المصحف.
 
نلتتلاالننبتهخامنعبغفثيقبغعفلغاهعختحنخطمنكهتمخعاغلغقبيفعغلهعامكهتطخونكزجحخهعغ|فقثيقفغعهخحكطكمنتالبيبلاتنعلخهعخغهفعقيغثفشقصثسفقيغفعغلهعاخهتمرحبا بك أخي
 
الله المستعان.

جزاك الله خير شيخنا الفاضل.

وأستأذنك في نشرها في بعض المنتديات.ناسبها كماهي لكم ولملتقاكم المبارك

للفائدة،فلعلها تغير كثيرا ممن قصر مع القرآن أمثالي.
 
أفدتنا ياشيخنا بالوصايا الثلاث



يالله كم هي عظيمة!!!!!!!!
 
ولنتأمل بعد هذه القصص الرائعة وحال الصالحين مع كتاب الله
شفاعة القرآن لأصحابه يوم القيامة
*يارب منعته النوم بالليل فشفعه بي*

اللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك
 
بارك الله فيك أخي الفاضل عمر المقبل .

جزاك الله خيراً ، ولا حرمت الأجر .

وغفر الله للشيخ ، وثبته ، وشفاه من مرضه ، وجزاه خيراً .

وبالمناسبة ، فإن الشيخ محمد بن بقنة الشهراني ذكر قصة عن شاب قوام صوام ، تالٍ للقرآن أطراف الليل والنهار .
فقال : حفظ القرآن وهو ابن اثتنا عشر عاماً ، وحفظ الصحيحين في شهر فقط .

كان سريع الحفظ ، وقوي الذاكرة ، فقد كان يحفظ المتن في يوم واحد كما قال عنه الشيخ الشهراني .

وأكمل الشيخ قائلاً عن هذا الشاب : كان يقوم الليل من الساعة الحادية عشر إلى أذان الفجر ، يقرأ في هذه المدة عشر أجزاء ، يختم القرآن كل ثلاث ليالي حفظاً ، ويختمه قراءةً كل سبعة أيام .

ومن عجيب ما ذكر ، خشوع هذا الشاب ، فإنه كان يقوم الليل ، فقرأ قوله تعالى : (وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ) ، فأغمي عليه وسقط على الأرض !

الله المستعان .

هذا الشاب هذه حاله وهو ابن سبعة عشر عاماً !
قتل هذا الشاب وهو ابن الحادي والعشرين ، فرحمه الله رحمة واسعة .
ولم يذكر الشيخ محمد اسمه .

همم عالية تناطح السحاب .

وأرى أن سقف أهل القرآن عالي جداً ، لا يرتضون أن ينزلوا عن مطياهم عند الحور العين ، بل سقفهم أعلى ، النظر إلى وجه الرحمن الرحيم .

فهم يختلون في جوف الليالي ، ويصومون في الرمضاء ، لنيل الدرجات العلا والفردوس الأعلى ...

ربي اغفر لنا تقصيرنا ، ولا تعاملنا بما نحن أهله ، وعاملنا بما أنت أهله ، أنت أهل التقوى والمغفرة .
 
جزاكم الله خيرا شيخنا المفضال على هذه القصة التي تشحذ الهمم وتوقظ الانفس النائمة ... ومع أهل القرآن دائما تجد ما تبتهج له النفس وفي قصصهم وحالهم مع القرآن عبر وعظات نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياهم من أهله وخاصته وأن يمن علينا بإتقان حفظ كتابه وأن يعاملنا بما هو اهل له .
 
عودة
أعلى