أبو عبد المعز
Active member
- إنضم
- 20/04/2003
- المشاركات
- 588
- مستوى التفاعل
- 25
- النقاط
- 28
السلام عليكم ورحمة الله :
المصطلحات-كما وصفت بحق- مفاتيح العلوم ..وليس يرجى لمن لم يهضمها أن يلج إلى داخل العلم المقصود فضلا عن أن يخبر مسالكه ومساربه...لكن هذا الجاهل –مع ذلك-أفضل حالا من صنوه الذي يعالج قفل علم ما بمفتاح غير ملائم :فالأول محروم من الدخول فقط، لكن الثاني أفسد القفل فمنع نفسه من الدخول ومنع غيره منه أو صعب عليهم ما كان ميسورا لولا سوء فعله.
وقد عمت البلوى في سوء فهم مصطلح "منهج" واستعماله في غير موضعه المحدد له من قبل فقهاء العلم ..فاشتدت الحاجة إلى الكشف عن مدلوله الصحيح خاصة وأن هذا المصطلح يتركب مع ألقاب علوم شرعية جليلة فيخشى أن ينتقل سوء الفهم من الجزء إلى الكل وتلك بلبلة غير محمودة العاقبة...
قبل ذلك أرى من اللازم التنبيه على أن محل اشتغالنا على مصطلح منهج محدد في فضاء فقه العلم وحده ولا شأن لنا بالاستعمالات العمومية الأخرى....بل ما نكتب هذا الكلام إلا للتنديد بمن لا يفرق بين الخاص والعام ومنهم مؤطرون أكاديميون مع الأسف.
إن عبارات:"المنهج النفسي في التفسير" أو "المنهج الإجتماعي في التفسير" أو "المنهج التاريخي في التفسير" أو" المنهج الحركي في التفسير ".....هذه وأضرابها في الاستعمال العام قد يقصدون بها على التوالي:الكشف عن خبايا النفس الإنسانية في القرآن أو رصد قوانين السيرورة الاجتماعية وقواعد النهوض والسقوط أو تتبع تعاقب الأمم على سطح التاريخ ووجه الارض..أو استنباط جدولة للعمل السياسي من الآيات الكريمة...لكن هذه العبارات عند فقهاء العلم لا تدل على شيء إلا أن تكون الدلالة على خلط شنيع بين أمرين متقابلين هما : المنهج والموضوع.
فمن يقول :"المنهج النفسي في التفسير" فهو يعني بالمنهج-لا محالة- الموضوع....بمعنى أنه سيبحث في موضوع نفس الإنسان كما دلت عليها الكلمات والآيات، وهذا لا شيء عليه.....لكنه لو عنى بالمنهج مدلول" المنهج" عند فقهاء العلم لسقط في الهرطقة والإلحاد...
كيف ذلك؟
علم النفس التحليلي مثلا-عند فرويد وشيعته-يستند إلى مسلمة عندهم مفادها أن السلوك اللغوي في جوهره ليس إنتاجا خالصا للعقل أو الوعي بل يتخلله إنتاج لا يستهان به للاشعور الذي يعبر عن نفسه بسرية تامة....ولهم مثالهم المضروب عندهم من جبل الجليد الذي يخفى منه أكثر مما يظهر أضعافا مضاعفة.....
ولما استقرت عندهم هذه الثنائية( باطن /ظاهر) تأسس عندهم منهج بآليات مخصوصة يوظفونها للنفاذ إلى غور اللاشعور واستنطاق الظاهر ليشي لهم بالباطن....واستعملوا هذا المنهج في تحليل الشعر والنثر والصورة....وأشاعوا أن المتكلم في كل ذلك ليس هو الشاعر أو الرسام بل هو اللاشعور الكامن فيهما والمعبر عنه بصيغة ضمير الغائب المنفصل ال"هو".
ولنا الآن أن نتصور حجم الهول لو نقل هذا المنهج بمعناه التقني إلى حمى القرآن...
والمتكلم بالقرآن هو رب العالمين.....!!!
وإنما ضربت هذا المثل لتنبيه من تستهويه المناهج الجديدة ويعتقد-عن حسن نية- أنه لو نقلها إلى تفسير القرآن لتم بها الكشف عما لم يكتشفه الأولون ... وقد ألمحنا في مناسبة سابقة إلى مكر محمد أركون ودعوته إلى إعادة النظر في مناهج التفسير "العتيقة" زاعما أن اصطناع المناهج الحديثة في اللغة والانتربوبوجيا هو سبيل المسلمين للتجديد والدخول في العصر....ولو تصورنا لحظة واحدة - بدون انبهار- ما يدعو إليه أركون لأدركنا نية هذا الحداثي المستشرق:
مناهج الانتربوبوجيا صالحة لتحليل وتفسير الأساطير البشرية.
مناهج الانتربوبوجيا ستصلح لتحليل وتفسير القرآن.
إذن.......!!!
أليس هذا هو عين قول الكافرين القدامى عن القرآن:أساطير الأولين.
أما تسمية بعض الأفاضل المنهج الاجتماعي في التفسير فهو خطأ آخر من المنظور المختار..وآية ذلك أن علم الاجتماع –وهو المراد عندهم هنا -هو نفسه مسبوق بالمنهج ومحكوم به فيقال على الوجه الصحيح:المنهج الجدلي....أو المنهج الاحصائي ..أو المنهج البنيوي في علم الاجتماع....ولم يسمع قط المنهج الاجتماعي لعلم الاجتماع....
والخطأ مرة أخرى ناجم عن عدم التمييز بين المنهج والموضوع......وهذا أوان رفع الإلتباس:
إعلم أن هاهنا ثلاثة أمور:
منهج وموضوع ومقصد...وهي أمور متجاورة دوما لكنها متمايزة أبدا عكس الفهم الشائع الذي يراها مترادفة غالبا.
التمايز بينها كالتمايز بين أدوات الاستفهام:بمَ ؟فيمَ؟لمَ؟..
بمَ تبحث ؟ذلك المنهج.
فيم َ تبحث؟ إنه الموضوع.
لمَ تبحث؟ تلكم الغاية أو المقصد.
فالمنهج هو الآليات الذهنية المعدة مسبقا قبل تفحص الموضوع أو مجموعة من القواعد العامة التي سيلتزم الفكر بها في حركته في المادة/ الموضوع....فإن قال مثلا سأشتغل نازلا من الكليات إلى جزئياتها فهذا هو المنهج الاستنباطي وإن قال سيتحرك فكري صاعدا من المفردات إلى النظرية الكلية فهذا هو الاستقراء....لكن لا يستقيم استعمال المنهجين كيفما اتفق فتصور طبيعة الموضوع-وهو أمر منهجي آخر- يفرض على الباحث اعتماد المنهج الملائم:
فالفلكي مثلا الذي يعرف موضوع بحثه جيدا يعلم أيضا أنه لا يصلح في مجاله إلا المنهج الاستنباطي .....والكلام عن الاستقراء في الفلك جهل مركب....لا يضارعه في الجهل إلا القول باصطناع التجريب في مجال الرياضيات .....
فهل أدرك أهلونا طبيعة الموضوع القرآني قبل استيراد المناهج أم هو الانبهار والتجديد بأي وجه!!!
المنهج إذن من دائرة الفكر والمنطق.....
أما الموضوع فهو من دائرة العالم كالأجسام والحركات واللغات والنصوص المنتوجة بها وفيها...
أما القصد فمن النوايا والأغراض أي من دائرة الأخلاق....
فقول القائل" المنهج الحركي أو السياسي في التفسير" لا يقصد به مفهوم المنهج كما حددناه ولكنه يقصد إما الموضوع أو الغاية....
فإن أراد أن يكتشف من القرآن الكريم سبل السياسيين –مثل الفرعون أو غيره-في اضطهاد الناس وتحزيبهم ونشر الوعي الخاطيء بينهم فالسياسة هنا من صفة الموضوع....
وإن أراد أن يفسر القرآن بما يراه ملائما مع الدعوة ويدعي أنه آن الأوان ليخرج القرآن إلى الناس لنحقق به برامج سياسية من قبيل توحيد الأمة ووصول الدعاة إلى مركز القيادة .....فالسياسة هنا من صفة الغاية بلا شك...... لكن المنهج بما هو منهج لايمكن أن يتصف بوصف سياسة أو اقتصاد أو نفس لأن هذه المقولات من العالم وليست من آليات الفكر.
ونحن لما رتبنا الثالوث السابق مبتدئين بالمنهج منتهين بالغاية فلمقتضى منطقي صرف وإلا ففي الواقع يكون الأخير هو الأول على اعتبار المبدأ المشهور:آخر العمل أول الفكرة.
فالغاية هي الباعث على تأمل الموضوع وتصويب النظر...وتصويب النظر يفترض آلة الإبصار وزاوية حقل الرؤية وأدوات المقاربة بكلمة واحدة : المنهج.
هذا .....ولما كان مصطلح منهج التفسير هو ما يشغلنا بالقصد الأول توجب أن نبحث عن المصطلح القريب في حقلنا التداولي لكي نفي بحق الدلالة على مفهوم منهج كما نبت في حقل الابستملوجيا تحاشيا للدلالة العامية القلقة حيث يتسمى الموضوع منهجا وحيث يشتقون من نية الباحث وغرضه وصفا ينقلونه مباشرة إلى المنهج ليوصف به.
ولعل الأشبه-في رأيي- أن نترجم منهج التفسير ب "أصول التفسير"......فيكون الكلام عن منهج مفسر ما هو الكشف عن الأصول القبلية التي وضعها نصب عينه وترسانة المباديء والمسلمات التي فرغ منها...فتكون ثنائية( أصول التفسير /التفسي)ر موازية للثنائية المتداولة المشهورة:(أصول الفقه/الفقه.)
لو ثبت هذا .....فهل نتجرأ بعد على الدعوة إلى تجديد مناهج التفسير؟
بمعنى هل يعقل أن ننادي بتجديد وتغيير أصول التفسير؟
هل يقبل أن نحض على تجديد أصول الفقه.....؟
...وأصول الدين أيضا؟
التجديد في الأصول في أي مجال شرعي باطل على التحقيق......والقول في هذا الموضوع لا يتفق مع مقام هذه المقالة.....فلعلنا نكتب فيه لاحقا بإذن حكيم خبير.
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليما......
المصطلحات-كما وصفت بحق- مفاتيح العلوم ..وليس يرجى لمن لم يهضمها أن يلج إلى داخل العلم المقصود فضلا عن أن يخبر مسالكه ومساربه...لكن هذا الجاهل –مع ذلك-أفضل حالا من صنوه الذي يعالج قفل علم ما بمفتاح غير ملائم :فالأول محروم من الدخول فقط، لكن الثاني أفسد القفل فمنع نفسه من الدخول ومنع غيره منه أو صعب عليهم ما كان ميسورا لولا سوء فعله.
وقد عمت البلوى في سوء فهم مصطلح "منهج" واستعماله في غير موضعه المحدد له من قبل فقهاء العلم ..فاشتدت الحاجة إلى الكشف عن مدلوله الصحيح خاصة وأن هذا المصطلح يتركب مع ألقاب علوم شرعية جليلة فيخشى أن ينتقل سوء الفهم من الجزء إلى الكل وتلك بلبلة غير محمودة العاقبة...
قبل ذلك أرى من اللازم التنبيه على أن محل اشتغالنا على مصطلح منهج محدد في فضاء فقه العلم وحده ولا شأن لنا بالاستعمالات العمومية الأخرى....بل ما نكتب هذا الكلام إلا للتنديد بمن لا يفرق بين الخاص والعام ومنهم مؤطرون أكاديميون مع الأسف.
إن عبارات:"المنهج النفسي في التفسير" أو "المنهج الإجتماعي في التفسير" أو "المنهج التاريخي في التفسير" أو" المنهج الحركي في التفسير ".....هذه وأضرابها في الاستعمال العام قد يقصدون بها على التوالي:الكشف عن خبايا النفس الإنسانية في القرآن أو رصد قوانين السيرورة الاجتماعية وقواعد النهوض والسقوط أو تتبع تعاقب الأمم على سطح التاريخ ووجه الارض..أو استنباط جدولة للعمل السياسي من الآيات الكريمة...لكن هذه العبارات عند فقهاء العلم لا تدل على شيء إلا أن تكون الدلالة على خلط شنيع بين أمرين متقابلين هما : المنهج والموضوع.
فمن يقول :"المنهج النفسي في التفسير" فهو يعني بالمنهج-لا محالة- الموضوع....بمعنى أنه سيبحث في موضوع نفس الإنسان كما دلت عليها الكلمات والآيات، وهذا لا شيء عليه.....لكنه لو عنى بالمنهج مدلول" المنهج" عند فقهاء العلم لسقط في الهرطقة والإلحاد...
كيف ذلك؟
علم النفس التحليلي مثلا-عند فرويد وشيعته-يستند إلى مسلمة عندهم مفادها أن السلوك اللغوي في جوهره ليس إنتاجا خالصا للعقل أو الوعي بل يتخلله إنتاج لا يستهان به للاشعور الذي يعبر عن نفسه بسرية تامة....ولهم مثالهم المضروب عندهم من جبل الجليد الذي يخفى منه أكثر مما يظهر أضعافا مضاعفة.....
ولما استقرت عندهم هذه الثنائية( باطن /ظاهر) تأسس عندهم منهج بآليات مخصوصة يوظفونها للنفاذ إلى غور اللاشعور واستنطاق الظاهر ليشي لهم بالباطن....واستعملوا هذا المنهج في تحليل الشعر والنثر والصورة....وأشاعوا أن المتكلم في كل ذلك ليس هو الشاعر أو الرسام بل هو اللاشعور الكامن فيهما والمعبر عنه بصيغة ضمير الغائب المنفصل ال"هو".
ولنا الآن أن نتصور حجم الهول لو نقل هذا المنهج بمعناه التقني إلى حمى القرآن...
والمتكلم بالقرآن هو رب العالمين.....!!!
وإنما ضربت هذا المثل لتنبيه من تستهويه المناهج الجديدة ويعتقد-عن حسن نية- أنه لو نقلها إلى تفسير القرآن لتم بها الكشف عما لم يكتشفه الأولون ... وقد ألمحنا في مناسبة سابقة إلى مكر محمد أركون ودعوته إلى إعادة النظر في مناهج التفسير "العتيقة" زاعما أن اصطناع المناهج الحديثة في اللغة والانتربوبوجيا هو سبيل المسلمين للتجديد والدخول في العصر....ولو تصورنا لحظة واحدة - بدون انبهار- ما يدعو إليه أركون لأدركنا نية هذا الحداثي المستشرق:
مناهج الانتربوبوجيا صالحة لتحليل وتفسير الأساطير البشرية.
مناهج الانتربوبوجيا ستصلح لتحليل وتفسير القرآن.
إذن.......!!!
أليس هذا هو عين قول الكافرين القدامى عن القرآن:أساطير الأولين.
أما تسمية بعض الأفاضل المنهج الاجتماعي في التفسير فهو خطأ آخر من المنظور المختار..وآية ذلك أن علم الاجتماع –وهو المراد عندهم هنا -هو نفسه مسبوق بالمنهج ومحكوم به فيقال على الوجه الصحيح:المنهج الجدلي....أو المنهج الاحصائي ..أو المنهج البنيوي في علم الاجتماع....ولم يسمع قط المنهج الاجتماعي لعلم الاجتماع....
والخطأ مرة أخرى ناجم عن عدم التمييز بين المنهج والموضوع......وهذا أوان رفع الإلتباس:
إعلم أن هاهنا ثلاثة أمور:
منهج وموضوع ومقصد...وهي أمور متجاورة دوما لكنها متمايزة أبدا عكس الفهم الشائع الذي يراها مترادفة غالبا.
التمايز بينها كالتمايز بين أدوات الاستفهام:بمَ ؟فيمَ؟لمَ؟..
بمَ تبحث ؟ذلك المنهج.
فيم َ تبحث؟ إنه الموضوع.
لمَ تبحث؟ تلكم الغاية أو المقصد.
فالمنهج هو الآليات الذهنية المعدة مسبقا قبل تفحص الموضوع أو مجموعة من القواعد العامة التي سيلتزم الفكر بها في حركته في المادة/ الموضوع....فإن قال مثلا سأشتغل نازلا من الكليات إلى جزئياتها فهذا هو المنهج الاستنباطي وإن قال سيتحرك فكري صاعدا من المفردات إلى النظرية الكلية فهذا هو الاستقراء....لكن لا يستقيم استعمال المنهجين كيفما اتفق فتصور طبيعة الموضوع-وهو أمر منهجي آخر- يفرض على الباحث اعتماد المنهج الملائم:
فالفلكي مثلا الذي يعرف موضوع بحثه جيدا يعلم أيضا أنه لا يصلح في مجاله إلا المنهج الاستنباطي .....والكلام عن الاستقراء في الفلك جهل مركب....لا يضارعه في الجهل إلا القول باصطناع التجريب في مجال الرياضيات .....
فهل أدرك أهلونا طبيعة الموضوع القرآني قبل استيراد المناهج أم هو الانبهار والتجديد بأي وجه!!!
المنهج إذن من دائرة الفكر والمنطق.....
أما الموضوع فهو من دائرة العالم كالأجسام والحركات واللغات والنصوص المنتوجة بها وفيها...
أما القصد فمن النوايا والأغراض أي من دائرة الأخلاق....
فقول القائل" المنهج الحركي أو السياسي في التفسير" لا يقصد به مفهوم المنهج كما حددناه ولكنه يقصد إما الموضوع أو الغاية....
فإن أراد أن يكتشف من القرآن الكريم سبل السياسيين –مثل الفرعون أو غيره-في اضطهاد الناس وتحزيبهم ونشر الوعي الخاطيء بينهم فالسياسة هنا من صفة الموضوع....
وإن أراد أن يفسر القرآن بما يراه ملائما مع الدعوة ويدعي أنه آن الأوان ليخرج القرآن إلى الناس لنحقق به برامج سياسية من قبيل توحيد الأمة ووصول الدعاة إلى مركز القيادة .....فالسياسة هنا من صفة الغاية بلا شك...... لكن المنهج بما هو منهج لايمكن أن يتصف بوصف سياسة أو اقتصاد أو نفس لأن هذه المقولات من العالم وليست من آليات الفكر.
ونحن لما رتبنا الثالوث السابق مبتدئين بالمنهج منتهين بالغاية فلمقتضى منطقي صرف وإلا ففي الواقع يكون الأخير هو الأول على اعتبار المبدأ المشهور:آخر العمل أول الفكرة.
فالغاية هي الباعث على تأمل الموضوع وتصويب النظر...وتصويب النظر يفترض آلة الإبصار وزاوية حقل الرؤية وأدوات المقاربة بكلمة واحدة : المنهج.
هذا .....ولما كان مصطلح منهج التفسير هو ما يشغلنا بالقصد الأول توجب أن نبحث عن المصطلح القريب في حقلنا التداولي لكي نفي بحق الدلالة على مفهوم منهج كما نبت في حقل الابستملوجيا تحاشيا للدلالة العامية القلقة حيث يتسمى الموضوع منهجا وحيث يشتقون من نية الباحث وغرضه وصفا ينقلونه مباشرة إلى المنهج ليوصف به.
ولعل الأشبه-في رأيي- أن نترجم منهج التفسير ب "أصول التفسير"......فيكون الكلام عن منهج مفسر ما هو الكشف عن الأصول القبلية التي وضعها نصب عينه وترسانة المباديء والمسلمات التي فرغ منها...فتكون ثنائية( أصول التفسير /التفسي)ر موازية للثنائية المتداولة المشهورة:(أصول الفقه/الفقه.)
لو ثبت هذا .....فهل نتجرأ بعد على الدعوة إلى تجديد مناهج التفسير؟
بمعنى هل يعقل أن ننادي بتجديد وتغيير أصول التفسير؟
هل يقبل أن نحض على تجديد أصول الفقه.....؟
...وأصول الدين أيضا؟
التجديد في الأصول في أي مجال شرعي باطل على التحقيق......والقول في هذا الموضوع لا يتفق مع مقام هذه المقالة.....فلعلنا نكتب فيه لاحقا بإذن حكيم خبير.
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليما......