وفاة الكاتب "الفرنسي" محمد أركون

أحمد بوعود

New member
إنضم
03/08/2007
المشاركات
78
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
تطوان المغرب
[FONT=&quot]بعد 82 عاماً وعشرات المؤلفات العظيمة
[FONT=&quot]عاجل : وفاة المفكر العربي الكبير محمد أركون في باريس بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان[/FONT]
[/FONT]​
[FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وكالة أنباء الشعر - جاسم سلمان [/FONT]​
[FONT=&quot]انتقل إلى رحمة الله المفكر الجزائري محمد أركون في العاصمة الفرنيسة باريس مساء يوم الثلاثاء ، وفي اتصال هاتفي مع زوجة الفقيد ، أكدت أنه قد توفى عند الساعة التاسعة من مساء أمس ، وأشارت بحزن كبير إلى أنه كان مريضاً بالسرطان ، وعانى طويلاً من المرض .[/FONT]​
[FONT=&quot]ومحمد أركون باحث ومؤرخ ومفكر جزائري، ولد عام 1928 [FONT=&quot]في بلدة تاوريرت ن ميمون(آث يني) بمنطقة القبائل الكبرى[/FONT] [FONT=&quot]الأمازيغية[/FONT] [FONT=&quot]بالجزائر، ;و انتقل مع عائلته إلى بلدة عين الأربعاء(ولاية عين تموشنت) حيث درس دراسته الإبتدائية بها. وأكمل دراسته الثانوية في[/FONT] [FONT=&quot]وهران[/FONT][FONT=&quot]، إبتدأ دراسته الجامعية بكلية الفلسفة في الجزائر ثم أتم دراسته في[/FONT] [FONT=&quot]السوربون[/FONT] [FONT=&quot]في[/FONT] [FONT=&quot]باريس[/FONT].[/FONT]​
[FONT=&quot]ويتميز فكر أركون بمحاولة عدم الفصل بين الحضارات شرقية وغربية واحتكار الإسقاطات على أحدهما دون الآخر، بل إمكانية فهم الحضارات دون النظر إليها على أنها شكل غريب من الآخر، وهو ينتقد الاستشراق المبني على رفع القداسة عن القرآن الكريم, والتعامل مع القرآن على أنه منتوج بشري ، والتشكيك في نسبة النصوص الأصلية في الإسلام (الكتاب والسنة) [/FONT]​
[FONT=&quot]وكان يقول دائما : نتعجب في من لا يقرأ سوى جريدة على الأكثر في اليوم ويقول مثل هذا. [/FONT]​
[FONT=&quot]و لمحمد أركون كتابات في الفكر ليست لعامة المثقفين. فالثقافة العليا لا تكفي لفهم تفسير يأتي به أركون أو تفكير يشغل اهتمامه. بل يجب أن تكون مفكرا ومتخصصا لتستطيع التصفح وبشكل عام على الأكثر. إن لم تجالسه وتأخذ منه ومن لسانه تبسيطا لما يكتب[/FONT]​
[FONT=&quot] وللراحل مؤلفات كثيرة باللغة الفرنسية أو بالإنكليزية وترجمت أعماله إلى العديد من اللغات من بينها العربية والهولندية والإنكليزية والإندونيسية ومن مؤلفاته المترجمة إلى العربية:[/FONT]​
[FONT=&quot]1. [FONT=&quot]الفكر العربي[/FONT][FONT=&quot][/FONT][/FONT]​
[FONT=&quot]2. [FONT=&quot]الإسلام: أصالة وممارسة[/FONT][FONT=&quot][/FONT][/FONT]​
[FONT=&quot]3. [FONT=&quot]تاريخية الفكر العربي الإسلامي أو "نقد العقل الإسلامي"[/FONT][FONT=&quot][/FONT][/FONT]​
[FONT=&quot]4. [FONT=&quot]الفكر الإسلامي: قراءة علمية[/FONT][FONT=&quot][/FONT][/FONT]​
[FONT=&quot]5. [FONT=&quot]الإسلام: الأخلاق والسياسة[/FONT][FONT=&quot][/FONT][/FONT]​
[FONT=&quot]6. [FONT=&quot]الفكر الإسلامي: نقد وإجتهاد[/FONT][FONT=&quot][/FONT][/FONT]​
[FONT=&quot]7. [FONT=&quot]العلمنة والدين: الإسلام، المسيحية، الغرب[/FONT][FONT=&quot][/FONT][/FONT]​
[FONT=&quot]8. [FONT=&quot]من الإجتهاد إلى نقد العقل الإسلامي[/FONT][FONT=&quot][/FONT][/FONT]​
[FONT=&quot]10. [FONT=&quot]الإسلام أوروبا الغرب، رهانات المعنى وإرادات الهيمنة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT][/FONT]​
[FONT=&quot]11. [FONT=&quot]نزعة الأنسنة في الفكر العربي[/FONT][FONT=&quot][/FONT][/FONT]​
[FONT=&quot]12. [FONT=&quot]قضايا في نقد العقل الديني. كيف نفهم الإسلام اليوم؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT][/FONT]​
[FONT=&quot]13. [FONT=&quot]لفكر الأصولي واستحالة التأصيل. نحو تاريخ آخر للفكر الإسلامي[/FONT][FONT=&quot][/FONT][/FONT]​
[FONT=&quot]14. [FONT=&quot]معارك من أجل الأنسنة في السياقات الإسلامية.[/FONT][FONT=&quot][/FONT][/FONT]​
[FONT=&quot]15. [FONT=&quot]من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني.[/FONT][FONT=&quot][/FONT][/FONT]​
[FONT=&quot]16. [FONT=&quot]أين هو الفكر الإسلامي المعاصر؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT][/FONT]​
[FONT=&quot]17. [FONT=&quot]القرآن من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني[/FONT][FONT=&quot][/FONT][/FONT]​
[FONT=&quot]18. [FONT=&quot]تاريخ الجماعات السرية[/FONT][FONT=&quot][/FONT][/FONT]​
[FONT=&quot] الجوائز التي حصل عليها :[FONT=&quot][/FONT][/FONT]​
· [FONT=&quot]ضابط لواء الشرف[FONT=&quot][/FONT][/FONT]​
· [FONT=&quot]جائزة بالمز الأكاديمية[FONT=&quot][/FONT][/FONT]​
· [FONT=&quot]جائزة ليفي ديلا فيدا لدراسات الشرق الأوسط في كاليفورنيا.[FONT=&quot][/FONT][/FONT]​
· [FONT=&quot]دكتوراه شرف من جامعة إكسيتر عام 2002.[FONT=&quot][/FONT][/FONT]​
· [FONT=&quot]جائزة ابن رشد للفكر الحر عام 2003.[FONT=&quot][/FONT][/FONT]​
 
ماذا لو كان قد قال كلمة حق في قومه وفي الغرب؟!
لكنه ذهب إلى من لايظلمه ، وهو ربه الذي زعم اركون انه خيال التاريخ البشري!
لااعرف ماذا اقول
الجابري ذهب
نصر ابو زيد ذهب
محمد اركون ذهب
بخطفات-متقاربة زمنيا- وأخذات باطشة بوعد تاريخي حق-فلله الحمد والمنة
طواغيت يذهبون وطواغيب يجيئون
والأمة تعاني منهم أشد المعاناة
وافسادهم ضخم جدا لايعلم مداه الا الله
اللهم مكنا من فهومهم حتى نصيبها بالحق فتصير فقاعات فارغة امام تلاميذهم
ومكنا من نظراتهم حتى نطمسها بنورك أمام من أظلمت قلوبهم بفلسفاتهم
..إلى مزبلة التاريخ
 
ليت الزملاء في ملتقى الانتصار للقرآن يجمعون ما كتب عن مقالاته وكتبه من الدراسات الرصينة لتكون بين يدي القارئ الراغب في التعرف على حقيقة كتاباته ونقدها ، وتكون مناسبة وفاته فرصة للتعرف على أثره في الطعن في القرآن وتشويه الإسلام في كتبه وبحوثه .
 
رحمه الله رحمة واسعة

رحمه الله رحمة واسعة

رحم الله الأستاذ الجليل وتقبله في الصالحين.
في حومة ازدحام الأفكار نشأ أركون وسط الغرب وتعلم على يد المسستعمِر وأثبت وجوده أستاذا جامعيا من الطراز الأول ومفكرا تحليليا في الحضارة الإسلامية وللسياقات الإنسانية فيها.
أنتج للإنسان والتاريخ كتبًا ذات معنى وتفكير أصيل موظِّفا جميع ما في عصره من آليات وإجراءات.
وعلى الرغم من حاجز اللغة بيننا وبينه فقد قام مترجمه هاشم صالح مشكورا بنقل كتبه إلى لغة الضاد وإن كان هاشم صالح شرقيا لا يخلو من عقد ضد الإسلام على خلاف أركون الذي سار على النصيحة الذهبية لإبراهيم بن سيار النظام رحمه الله (وتروى أيضا لأبي يوسف القاضي رحمه الله) :"إنّ العِلم لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلَّك".
نعزّي أسرة الأستاذ الكبير بوفاته ونعزي الشعب الجزائري والإنسانية بهذا المصاب الجلل


في مثل أركون تصحّ مقوله الشاعر الإيطالي (لا يوجّد شِعرٌ لكل الناس) فما يبدو لك رائعا قد يبدو لغيرك تافها
أركون لا يكتب للعرب ولا يُخرج النظام التعليمي العربي بصورته الراهنة من يقدر أن يشارك أركون في التفكير في موضوعاته.
ولما كانت القراءة حوارا بين المؤلف والقارئ فليس في مخرجات التعليم العربي الحالي ما يمهد أرضية مناسبة لقراءة أركون.
لكن ما أشك أن أركون في موكب الخالدين وأن كتبه ستُقرأ على طول القرن.
بعد رحيل الأستاذين الجليلين صاحبي أكبر فضل على الأمة المغفور له محمد عابد الجابري والمغفور له محمد أركون أصبح في جدار الثقافة العربية الإسلامية ثلمة نسأل الله تعالى أن يسدّها سريعا، وما ذلك على الله بعزيز.
بسبب عيشه في الغرب وانشغاله بهموم الثقافة والفكر بين الفرنسيين لم يتأثر بما هو موجود على الساحة العربية كما حصل للأستاذ الجابري. ولهذا ظلت كتب أركون للخاصة ، على حين أن الأستاذ الجابري وقد نشأ في أحضان الفلسفة قد تحفز أن يدخل إلى الدراسات التفسيرية في مراحله الأخيرة بقصد تقريبها إلى الأجيال. وبرغم أنه كشف عن جوانب قصوره للمتخصصين الذين جاءوا من المؤسسات الكلاسيكية (المساجد والكتاتيب) إلا أن حدسه(الجابري) أن كثيرا من القراء يحتاجون مثل كتابه وطريقته أمر لا يسلَّم خلافُه لمخالفيه. وإن كان المرض قد أظهر أثره في كتابات الجابري في آخر عامين، يعرف ذلك متابعو موقعه ومقالاته.
وهذا النوع من الأساتذة عالميون يعرف أقدارهم نظراؤهم من أهل الدراسات الأكاديمية في الجامعات العالمية المحترمة. ولا يغض من أقدارهم ما نراه فيما يسمى بالمنتديات الإسلامية فقديما قالوا من جهل شيئا عاداه، ومن أمثالنا الدارجة من لا يعرف الصقر يشويه.
شخصيا، وكل رأي هو شخصي في النهاية، وهذا لا يتناقض مع قول بوبر إن من المسلم به في فلسفة العلم المعاصرة (أن كل حقيقة موضوعية نسبية وكل حقيقة مطلقة ذاتية والعكس صحيح) أرى أن هذين الرجلين هما أعظم من قدم نفعا علميا لأمة الإسلام في الثلاثين سنة الأخيرة.
ولا نتفجع كثيرا على موتهما لأنهما قد أديا ما يقدر إنسان واحد أن يقوم به من رسالة العلم الخالدة. وإن كان مصابنا بهما جللا ولا ريب. ونسأل الله تعالى أن يهيء لأمة الإسلام من يكمل مسيرتهما ويبني على ما أسساه وحققاه من صبغ للأفكار ونظر إلى ثقافة أنتجها المسلمون منذ أكثر من ألف سنة بمنظور العقل الإنساني العلمي المعاصر.
ولما كان لين وايت (الابن) قد قال / إن الماضي غير حاضر، إنه تفكيرنا الحاضر في ما مضى وإنه يتغير بسرعة لا يصدقها العقل هي سرعة تغير تفكيرنا، كان ما قدمه هذان الأستاذان الكبيران للثقافة العربية ما قربها إلى العقل المعاصر وفتح نوافذ لكثير من الدارسين للولوج فيها.
لقد أنقذ هذان الأستاذان الجليلان الدارسين للثقافة الإسلامية من كثير من سوء الفهوم والإسقاطات على التاريخ (الفهم بمفهوم متأخر) وأزالا الأتربة وغبار الزمن عن كثير من الموضوعات ذات الخطر في الثقافة العربية.

في الختام لا نقول إلا ما يرضي ربنا، ونسأل الله تعالى لهما الرحمة والمغفرة.
ــــــــــــــــــ
*ملاحظة هامشية يرى بعض أصحابنا أن كتب أركون تؤدي إلى العدمية، وتُضعف الإيمان، وهذا سببه أن (العقل يساوي صفرا في النهاية) لأنه يدور بين جنبات الواقع. وهذا بالضبط سبب قول برتراند رسل إن العقل والرياضيات والمنطق شيء واحد، ولكن لا يجوز اغتيال العقل أو محاربته من باب سد الذرائع، يكفي القول إن من الكتب ما هو للخاصة لا للعامة، حتى وإن خشينا من العيب الأخلاقي الكائن في التعالي المضمر، نعوذ بالله من الخذلان، وهذا يسوغ نقد أركون نقدا علميا وحتى تفنيد أقواله وإدحاض حججه أحيانا، لكن الرفض من الخارج والتشكيك في نية أستاذ كبير عيب فكري وأحيانا أخلاقي ولا ريب. وهناك سبب آخر يجعل آراء أركون تبدو لنا متهافتة لأول وهلة وهي أن أركون (كتابيّ) لا يثق كثيرا في الذاكرة البشرية كما يفعل (الشفاهيون) وثقافتنا العربية التي علمتنا طرائق تفكيرنا شفاهية في جوهرها، ، هذا سبب علمي مبرر(يسوغ) لرفض أركون من قبل كثير من الشيوخ الدكاترة (ينظر كتاب الشفاهية والكتابية لوالتر أونج)
 
أخرج البخاري ومسلم عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أنه كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مُر عليه بجنازة ، فقال : (( مستريح ومستراح منه )) قالوا : يارسول الله ما المستريح والمستراح منه ؟ قال : (( العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله ، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب ))

وروى الخلال في كتابه السنة ( 5/121 ) : عن أبي بكر المروذي قيل لأبي عبدالله يعني الإمام أحمد : الرجل يفرح بما ينزل بأصحاب ابن أبي دؤاد، عليه اثم؟

قال: ومن لا يفرح بهذا؟

قيل له: إن ابن المبارك قال: الذي ينتقم من الحجاج؟ هو ينتقم للحجاج من الناس. قال أبو عبد الله: أي شيء يشبه هذا من الحجاج؟ هؤلاء أرادوا تبديل الدين .


ولما وجد علي رضي الله عنه المخدج الخارجي في القتلى سجد لله شكراً ..


روى الخطيب في تاريخ بغداد عن بشر بن الحارث أنه قال: جاء موت هذا الذي يقال له المريسي وأنا في السوق. فلولا أنه كان موضع شهرة لكان موضع شكر وسجود. الحمد لله الذي أماته . هكذا قولوا ..

وصح عن عبد الرزاق الصنعاني رحمه الله أنه لما جاءه نعي عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد وهو من كبار المرجئة قال: الحمد لله الذي أراح المسلمين منه..

وكذلك لما مات وهب بن وهب القرشي الكذاب الدجال قال عبد الرحمن بن مهدي: الحمد لله الذي أراح المسلمين منه.


وقال شيخ الاسلام ابن تيمية ( 20 / 395) : [وقاتل أمير المؤمنين على بن أبى طالب رضي الله عنه الخوارج ، وذكر فيهم سنة رسول الله المتضمنة لقتالهم ، وفرح بقتلهم ، وسجد لله شكراً لما رأى أباهم مقتولاً وهو ذو الثُّدَيَّة ]


وهناك آثار عديدة فيها فرح أهل السنة بموت رؤوس أهل البدع ..
ونحن نقول لا رحمه الله اسأل الله ان يحاسبه بعدله
 
من المواقف الجدية المثمرة في وفيات مثل هؤلاء فحص ما دونوه وتركوه من مقالات وكتب وطرحه بأسلوب علمي متزن ليكون أدعى لقبوله.
ولله في خلقه شؤون، فمن الملفت للنظر قرب وفيات هؤلاء:
الجابــري = 19-5-1431هـ
نصر أبوزيد = 23-7-1431هـ
أركـون = 5-10-1431هـ
ولله الأمر من قبل ومن بعد .
 
ليت الزملاء في ملتقى الانتصار للقرآن يجمعون ما كتب عن مقالاته وكتبه من الدراسات الرصينة لتكون بين يدي القارئ الراغب في التعرف على حقيقة كتاباته ونقدها ، وتكون مناسبة وفاته فرصة للتعرف على أثره في الطعن في القرآن وتشويه الإسلام في كتبه وبحوثه .

يمكن الاطلاع على هذه الروابط للتعرف قليلا على فكر المتوفى/ محمد أركون:

دراسة فكر الدكتور محمد أركون (1)

وقفات مع محمد أركون
 
بعد أن كتبتُ تعليقي السابق، رأيت ما أضافه الأخ د. عبدالرحمن الصالح، وبودي أن يتسع صدره الواسع كما عهدناه لبعض الملحوظات:
لن أتحدث هنا عن جزئيات فيما كتبه الدكتور الفاضل، ولكن عن بعض المسائل العامة. كما أني لا أريد أن يتحول الحديث في سجال لا طائل تحته. ولكن هي تنبيهات أود أن يتقبلها د. عبدالرحمن.

يا أخانا الكريم ألحظ أنك تكثر من نبز أهل المدارس الكلاسيكية المساجد والكتاتيب (من وجهة نظرك) بالقصور ومحاربة العقل، وفي المقابل الثناء والتمجيد بالجابري وأركون ومن على شاكلتهم، فهلا أنصفتَ وحكمتَ بالعدل ؟!

عندما قرأت كلامك عدتُ إليه مرة ثانية بالقراءة اتهاماً لنفسي أن تأخذني العجلة، وبعد ما قرأته وجدتُ فيه عبارات كبيرة لا أوافقك عليها، وهي مثل :
"أرى أن هذين الرجلين هما أعظم من قدم نفعا علميا لأمة الإسلام في الثلاثين سنة الأخيرة."
أرى أن عبارتك دقيقة في الوصف، وهنا أهمس في أذنك وأقول : لو قلت "من أعظم" لقبلناها بناء على رأيك الشخصي فيهما ومع تحفظ أيضاً، وأما أن يكونا (أعظم) فلا وحاشا، وأين هم كثير من العلماء الجِلَّة الأحياء والأموات في الثلاثين سنة الأخيرة الذين بنوا العقول فأحسنوا جزاهم الله خيراً. ولا أريد هنا أن أسمي أحداً؛ لأن نقاشي معك ليس حول شخصية بعينها في هذه النقطة وإنما هو على الحكم العام الذي قد أصدرتَه . بل ولا أستبعد أن يكون حكمك السابق قد نشأ وترعرع بسبب غيضك من خصوم الجابري وأركون؛ ولذا خانك العدل في هذا الحكم.
[FONT=&quot]
[/FONT]ومما قلته أيضاً :
"بعد رحيل الأستاذين الجليلين صاحبي أكبر فضل على الأمة المغفور له محمد عابد الجابري والمغفور له محمد أركون أصبح في جدار الثقافة العربية الإسلامية ثلمة نسأل الله تعالى أن يسدّها سريعا، وما ذلك على الله بعزيز"
أيضاً تكتب بقناعة (أكبر، أعظم) وهذا لا توافق عليه، ولكن الثانية وهي الثلمة، في نظرك أنتَ _ وفقك الله _ تود أن تُسد الثلمة بمن سار على خطى الجابري وأركون حذو القذة بالقذة؛ لأنهما أعظم = أكبر من نفع الأمة الإسلامية!!
وهذا أظن أن فيه استفزازاً غير منطقي، وأما الثلمة فقد تُخالف أصلاً أنهما كانا في جدار الثقافة الإسلامية؛ لأنهما سارا على منهج لا يتفق ونصوص الوحيين، وجلبا مناهج ونظريات غربية وتم تطبيقها على نصوص الكتاب والسنة، وهذا فيه خلط عريض.

ومما قلته أيضاً:
"ونسأل الله تعالى أن يهيء لأمة الإسلام من يكمل مسيرتهما ويبني على ما أسساه وحققاه من صبغ للأفكار ونظر إلى ثقافة أنتجها المسلمون منذ أكثر من ألف سنة بمنظور العقل الإنساني العلمي المعاصر"
أنا اعتقد أن مسيرة الجابري وأركون ومن اهتدى بهديهم هي مخالفة لكثير من الأصول والثوابت التي بها الفلاح في الأمر كله، ولا يعني هذا أن نظلمهما حقهما ونسلبهما أي حسنة كتبوها، فالإسلام دين عدل ورحمة.
كما أن عبارتك الأخيرة فيها عدة انتقادات وضبابية ولا سيما المنظور العقلي الإنساني العلمي المعاصر!

وختاماً أقول أسأل الله أن يهيء للأمة الإسلامية من يزيح عنها غبار الفساد الفكري وأن يعيد الأمة إلى سالف أمجاد سلفها الصالح، وأن يهيء مَن يقرأ كتب الجابري وأركون ... إلخ فيحكم بالعدل وينقدها بإنصاف.
 
ملاحظات مقبولة ومشكورة...وعليها ملاحظات

ملاحظات مقبولة ومشكورة...وعليها ملاحظات

أشكر الأخ حاتم القرشي على أسلوبه الهادئ والمخلص في مناقشة الأفكار وعلى ردوده السديدة، ولما كانت الكتابة هي حوار أحادي الجانب كان من مستلزماتها احتياج كثير من العبارات إلى بيان المقصد بكتابة أخرى، وهذه فضيلة الملتقيات والمنتديات وهي أن نصحح بعضنا أو على الأقل أن نتفاهم على نحو أجلى وأتم لكي نتفيد ونفيد مما هو موجود بين الناس من كتب وأفكار وتثاقف.
وقد أثارت ملاحظاته فيّ ملاحظات رأيت من الصواب وضعها هنا على الرغم من انشغالي بأمور أخرى، وأسأل الله أن لا يكون فيها ما ينتهك الأخلاق أو يمس حرمة مسلم، وإن كانت صوابا فمن الله وإن كانت خطأ فمني ومن الشيطان.
بعد أن كتبتُ تعليقي السابق، رأيت ما أضافه الأخ د. عبدالرحمن الصالح، وبودي أن يتسع صدره الواسع كما عهدناه لبعض الملحوظات:
لن أتحدث هنا عن جزئيات فيما كتبه الدكتور الفاضل، ولكن عن بعض المسائل العامة. كما أني لا أريد أن يتحول الحديث في سجال لا طائل تحته. ولكن هي تنبيهات أود أن يتقبلها د. عبدالرحمن.

يا أخانا الكريم ألحظ أنك تكثر من نبز أهل المدارس الكلاسيكية المساجد والكتاتيب (من وجهة نظرك) بالقصور ومحاربة العقل،
لا أتهم المؤسسات التعليمية الموروثة في العالم الإسلامي بمحاربة العقل بل أصفها بأنها تخلو تماما من العلوم العقلية. فأتباع مذهب الأمة [الزيدية وأهل السنة والإباضية] لا يدرسون العلوم العقلية، أهل السنة حرموا المنطق ولم ينتجوا منطقا بديلا يدرّس بدلا من ما تُرجم إلى العربية من منطق أرسطو، لأن علم أصول الفقه وله منطقه الخاص لم يتمم في الكتاتيب. موافقات الشاطبي ظلت فريدة. والزيدية والاباضية يلخصون ويجترون ما أنتجه المعتزلة، وهؤلاء المعتزلة وإن كانوا من الأمة إلا أنهم قد انقرضوا مدرسةً وكياناً ولم تبق إلا كتبهم.
أما الكيانات الحاملة لاسم المسلمين والمستقلة عن الأمة وأهمها الإمامية الذين يسمون أنفسهم شيعة أهل البيت فهؤلاء يدرسون منطق أرسطو الذي أقلع عنه العالم منذ 150 سنة حين انتقده فريجة واصبح من التاريخ بقيام هندسة رايمان ثم الرياضيات الحديثة ونشوء الجبر البولي وجبر المجموعات. والسبب في محافظة أتباع المذهب (الدين) الفارسي الإمامي على الاعتماد على منطق أرسطو هو أنهم منذ قدّموا الإيمان على العقل في القرن الثاني الهجري وهم يوظفون كل شيء لعقلنة اللامعقول.
فقد خسر أهل السنة ومذهب الأمة باندثار مدرسة ابن حزم الأندلسي وبانقراض المعتزلة في مجال العلوم العقلية خسارة يظهر أثرها في تخلف العالم الإسلامي عن ركب الإنسانية، فحتى الشماغ والعقال يصنعه لنا الصينيون، ونظام تعليمنا في كل العالم الإسلامي لا يخرج طلبة بمخرجات عالمية.
فالمؤسسات التعليمية الموروثة (في مقابل الأكاديمية المستوردة على الطريقة الغربية) لا تُنبز بالقصور والتقصير في العلوم العقلية بل توصف بذلك.ولا يمكن لها ولا للمنتمين إليها إنكار ذلك لأن منكر ذلك يعني أنه رجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري.
فالأمر الوحيد المتحقق علميا عالميا هو تجويد القرآن الكريم (الأداء الصوتي للنص القرآني) .
من مقالات شيخ الإسلام ابن تيمية (إن منطق أرسطو لا ينتفع به الذكي ولا يستفيد منه البليد) وهو محق بذلك ، فأهل السنة بالفطرة أذكى من الروافض رغم أن هؤلاء يدرسون منطق أرسطو، ولكن ما لم ينطق به النص أن العلوم العقلية ليست هي منطق أرسطو وإن كان هو رأس العقليات في عصر شيخ الإسلام.
ما قصّر فيه علماء الدين هو أنهم لما يدركوا بعد التطور الكبير للعلوم العقلية التي أنشأها (الروم اليونانيون) بعبارة الفارابي أو (الغرب ) بعبارتنا المعاصرة. فلا يقرأون كتابا واحدا في تاريخ العلم . إن طريقتهم في التفكير يحسبونها غير مصنفة داخل الفلسفة وهذا من قصورهم ولا ريب، حيث تصح فيهم عبارة (إنّ الذين يعادون الفلسفة يكشفون عند نهاية التحليل عن انتمائهم إلى أضيق المذاهب الفلسفية وأضعفها على الإطلاق).
فلا مستقبل للعلوم الشرعية ولا المسلمين حتى يتلافى هؤلاء هذا القصور ويتداركوا هذا التقصير.
إن المؤسسة التعليمية سواء كانت موروثة (مسجدا وكتاّابا وشيخا) أو مستوردة (مدرسة او معهد أو كلية ) هي التي تنشئ الإنسان ومهراته وطرائقه في ممارسة الحياة والعقل والتفكير، والإنسان المسلم المعاصر لا يشذ بذلك عن بني الإنسان فهو نتاج مؤسساته الاجتماعية والتعليمية. وإن حفاظنا على قصورها بحجة أننا أمة خاصة بين البشر أو يجب أن ننغلق على خصوصيتنا ليس خيارا صحيحا بحال، فالإسلام أفضل الأديان وأصحها لأنه أحسنها للإنسان والناس تدخله باختيارها لأنه يجيب على تساؤلاتها ويوفر أفضل معنى للوجود مطروح بين بني البشر، فلا يسوغ أن يكون المسلمون أنفسهم عائقا للناس عن إدراكه وقبوله والاغتناء به. والحل هو في إدراكنا لأحسن ما تتوصل إليه البشرية من معارف ومهارات عقلية ونوظفه في فهمنا وتفهيمنا.
وفي المقابل الثناء والتمجيد بالجابري وأركون ومن على شاكلتهم، فهلا أنصفتَ وحكمتَ بالعدل ؟!

عندما قرأت كلامك عدتُ إليه مرة ثانية بالقراءة اتهاماً لنفسي أن تأخذني العجلة، وبعد ما قرأته وجدتُ فيه عبارات كبيرة لا أوافقك عليها، وهي مثل :
"أرى أن هذين الرجلين هما أعظم من قدم نفعا علميا لأمة الإسلام في الثلاثين سنة الأخيرة."
أرى أن عبارتك دقيقة في الوصف، وهنا أهمس في أذنك وأقول : لو قلت "من أعظم" لقبلناها بناء على رأيك الشخصي فيهما ومع تحفظ أيضاً، وأما أن يكونا (أعظم) فلا وحاشا، وأين هم كثير من العلماء الجِلَّة الأحياء والأموات في الثلاثين سنة الأخيرة الذين بنوا العقول فأحسنوا جزاهم الله خيراً. ولا أريد هنا أن أسمي أحداً؛ لأن نقاشي معك ليس حول شخصية بعينها في هذه النقطة وإنما هو على الحكم العام الذي قد أصدرتَه . بل ولا أستبعد أن يكون حكمك السابق قد نشأ وترعرع بسبب غيضك من خصوم الجابري وأركون؛ ولذا خانك العدل في هذا الحكم.
[FONT=&quot]سبب سوء التفاهم مفهوم العلم نفسه
فقد ورثنا من الثقافة الشفاهية أن الحفظ هو العلم
ولم نتنبه إلى حدود الذاكرة البشرية وقصورها
[/FONT]
ولكن لما شاء الله أن تكون حياتنا في العصر الرقمي فحريّ بنا أن نغير مفهومنا القديم للعلم
إن سي دي واحد أحفظ إذن للعلم وأوثق من كل الخطباء!
الحق أن مفهوم العلم في الثقافة الشفاهية يختلف عن مفهوم العلم في الثقافة الكتابية

[FONT=&quot]مفهوم الأمة للعلم وهو مفهوم متوارث من ثقافة شفاهية قديمة مفهوم قاصر لا يصلح للعصر
هذا المفهوم الخطأ للعلم هو الذي يضطر كثيرين أن يميزوا أنفسهم بملابس خاصة كجبة وعمامة مثلا
لأن الناس لا تعرفك بطريقتك في التفكير ومجموع معارفك المحققة والمنظمة بل بنوع من التعالم والظهور الاجتماعي الديني لكي تصح فيك صفة عالم.
مفهوم الناس المتوارث الخطأ للعلم هو الذي جعل المفتي يعينه وزير أوقاف أمي أو شيخ أو أمير لا يحسن القراءة.
وهكذا يصبح العالم منصبا اجتماعيا والفتيا مقيدة بمصلحة سياسية معينة ومؤقتة وهذه كلها تلقى قبولا من حاملي مفهوم خطأ للعلم توارثوه من الثقافة الشفاهية.
إذن أركون والجابري علماء كتابيا وأكاديميا ولكنهم ليسوا بعلماء شفاهيا ولا حسب الثقافة الموروثة

[/FONT]
ومما قلته أيضاً :
"بعد رحيل الأستاذين الجليلين صاحبي أكبر فضل على الأمة المغفور له محمد عابد الجابري والمغفور له محمد أركون أصبح في جدار الثقافة العربية الإسلامية ثلمة نسأل الله تعالى أن يسدّها سريعا، وما ذلك على الله بعزيز"
أيضاً تكتب بقناعة (أكبر، أعظم) وهذا لا توافق عليه، ولكن الثانية وهي الثلمة، في نظرك أنتَ _ وفقك الله _ تود أن تُسد الثلمة بمن سار على خطى الجابري وأركون حذو القذة بالقذة؛ لأنهما أعظم = أكبر من نفع الأمة الإسلامية!!
وهذا أظن أن فيه استفزازاً غير منطقي، وأما الثلمة فقد تُخالف أصلاً أنهما كانا في جدار الثقافة الإسلامية؛ لأنهما سارا على منهج لا يتفق ونصوص الوحيين، وجلبا مناهج ونظريات غربية وتم تطبيقها على نصوص الكتاب والسنة، وهذا فيه خلط عريض.
كنت أعني ما أقول فلا انسحاب ولا رجوع عن قولي ولكن أكبر بين من؟ وأعظم بين من؟
إن قصدي أنهما أكبر وأفضل من حاول استخدام العقل الإنساني (أقصد العالمي أو الذي بدأ غربيا وأصبح كونيا) العلمي (أقصد التجريبي المؤسس على الفيزياء) المعاصر في قراءة التراث العربي الإسلامي.
ولا أقصد المدافعين عن الإيمان والعقل معا كالشيخ الغزالي رحمه الله في نهاية القرن والشيخ محمد رشيد رضارحمه الله في بداية القرن المنصرم.
فالعلوم العقلية كالعلوم الشرعية فيها أساطين وكبار وصغار وفحول وشعارير وهذان الأستاذن الجليلان هما أكبر اثنين من الأكاديميين الذين تناولوا التراث الإسلامي من المؤمنين بـ(ـعلم العقل)، وأقصد بعلم العقل أن العقل نفسه فعالية ومهارة له قوانينه وأصواله ومنطق يدرسه وتاريخ نشوئه وتطوره.

ومما قلته أيضاً:
"ونسأل الله تعالى أن يهيء لأمة الإسلام من يكمل مسيرتهما ويبني على ما أسساه وحققاه من صبغ للأفكار ونظر إلى ثقافة أنتجها المسلمون منذ أكثر من ألف سنة بمنظور العقل الإنساني العلمي المعاصر"
أنا اعتقد أن مسيرة الجابري وأركون ومن اهتدى بهديهم هي مخالفة لكثير من الأصول والثوابت التي بها الفلاح في الأمر كله، ولا يعني هذا أن نظلمهما حقهما ونسلبهما أي حسنة كتبوها، فالإسلام دين عدل ورحمة.

كما أن عبارتك الأخيرة فيها عدة انتقادات وضبابية ولا سيما المنظور العقلي الإنساني العلمي المعاصر!
قد وضحت ما قصدته، وأضيف هنا أن تدرس العلوم الدينية لا بعقل نشأ من داخلها كما يفعل علماء الشريعة فهؤلاء لديهم عقول تكونت من قراءتهم لكتب علماء أهل السنة فعقلُهم قد تكون من بيئتهم ومن مصادر ثقافتهم وهي كتب ألفت في الألف سنة الأخيرة. بل أن تدرس العلوم الشرعية بعقل علمي إنساني معاصر مصادره الفيزياء الحديثة والرياضيات الحديثة وتاريخ العلم التجريبي والتفكير الرياضي.
ولا شك أن من الأفضل والأنفع والأجدى أن يقوم بهذه المهمة من نشأ على القرآن والسنة وترعرع في الكتاتيب لأنه سيكون مسلَّحًا بقدرة لغوية وتراثية أفضل بلا مقارنة من تلك التي كانت لدى أركون والجابري وغيرهما ، ولكن أن يتسلح بالعلوم العقلية المعاصرة وأن يدرس الفلسفة في مظانها وفي مصادر الدرجة الأولى لها.

أو بعبارة أكثر وضوحا
ليس الأفضل لفهم العلوم الشرعية والتاريخ الإسلامي لا من اقتصر تعلّمُه على المؤسسات الموروثة كالشيوخ والمساجد والكتاتيب ولا من تعلم فقط في المدارس الأكاديمية سواء كانت غربية أو شرقية بل لا بدّ للدارس للعلوم الشرعية والتراث الإسلامي أن يجمع بين المدرستين ويهضم أصولهما من مصادرهما الأصلية أو أن قراءته ستكون قاصرة وفهمه مشوبا بالضرورة، وكل سهام النقد الموجهة إلى الجابري سببها أنه لم ينشأ في الكتاتيب وتقصيره في العلوم اللغوية رغم هضمه لعلوم العقلية وقدراته التحليلية الفذة .
فهذان الأستاذان الراحلان يمتازان على سواهما من أبناء المسلمين ممن يحاولون الكتابة في التراث الإسلامي بوسائل عقلية وتحليلية "عالمية"[ أو غربية أو مستوردة أو علمية حديثة] بأنهما قد أتقنا الوسائل العقلية للمعالجة وإن كان لقصورهما في الجزئيات أثر في كثير مما تناولاه، لكن يحسُن أن نعرف نقطة تميزهما وهذا ما أردت بيانه فقط، لمناسبة العزاء والرحيل.
فأركون لصدقه ونزاهته قال أنا أؤيد جميع الطموحات السياسية للحركات الإسلامية المعاصرة ، رغم انتقاده لطرائقها في التفكير. وحين تحدث عن العالم الإسلامي قال إن عليه بعد أن يتخلص من إسرائيل أن يراجع أدوات فهمه ووسائل تعليمه،
فلاحظ أنه يعد الخلاص من إسرائيل أمرا حتميا وأشبه بالواجب التاريخي!!


وإن من اجبنا الأخلاقي والعلمي أن نتكلم وندون ما نعتقد بوعينا - على نسبيته وقصوره- أنه الأفضل .

وختاماً أقول أسأل الله أن يهيء للأمة الإسلامية من يزيح عنها غبار الفساد الفكري وأن يعيد الأمة إلى سالف أمجاد سلفها الصالح، وأن يهيء مَن يقرأ كتب الجابري وأركون ... إلخ فيحكم بالعدل وينقدها بإنصاف.
آمين
 
حول منهج أركون في التعامل مع القرآن:
1- يعتمد محمد أركون في مشروعه على منهج التفكيك الذي ابتكره الفرنسي اليهودي جاك دريدا، والذي يهدف إلى هدم وتقويض كل ما له علاقة بـ"الميتافيزيقا". لذا كان أركون يجند كل معرفته من أجل تجاوز قضايا الإيمان بالله عز وجل وبكتابه وبرسله... وهذا ما يدفعه إلى حذف عبارات التعظيم والتنزيه لله سبحانه وتعالى ولكتابه، والصلاة على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
إن هذا المنهج يرفع كل قدسية عن النص القرآني، ويساويه بالنص البشري، وهذا ما يسميه طه عبد الرحمن بخطة التأنيس[1]، ليسهل بعد ذلك التصرف فيه. وهذا المنهج يتشكل من ثلاث مراحل:
-
خرق الحدود التقليدية transgresser.
-
زحزحتها عن مواقعها déplacer.
-
تجاوزها dépasser.
2- لا يمكن تسمية مشروع أركون بالنقدي إلا تجاوزا؛ ذلك أن سمات النقد العلمية غير موجودة، حيث يكتفي بالسطحية وعدم التفصيل والبيان، وإصدار الأحكام مسبقا دون سند علمي ولا تبرير عقلي.
3- يتميز موقف أركون من المستشرقين بـ:
- الأخذ عنهم عند تبنيهم منهج الهدم والتقويض.
- وصفهم بالتبجيليين إن هم أنصفوا أو خالفوا منهج الهدم.
ومن خلال الاقتباسات والإحالات يكتشف القارئ أن أركون يتتلمذ على يد أشد المستشرقين عداوة للإسلام، يتبنى أفكارهم وآراءهم...
4- يدوخ أركون القارئ بكثرة المصطلحات التي أفرزتها العلوم اللغوية والإنسانية المعاصرة، ويبدو كعارض لها لا غير، أما تطبيقها على الفكر الإسلامي عموما، والنص القرآني خصوصا، كما يزعم، فمجرد توهيم للقارئ يكشف عن عجزه وقصوره.
5- من خلال مؤلفاته، يقترح أركون قراءات جديدة لأربع سور من القرآن الكريم، وهي الفاتحة، والتوبة، والكهف، والعلق. لكن القارئ لا يجد أبدا المعنى الكامل للقراءة، كما لا يجد تطبيقا للمناهج الذي يعد به القارئ، بل إنه في كثير من الأحيان يترك السورة (كما في حالة الفاتحة والعلق) ويتيه في عرض النظريات و"الكشوفات" العلمية الحديثة. أما سورة الكهف، فكان نصيبها أقل بكثير مما نالته أخواتها، إذ اكتفى بعرض ما جاء في تفسير الطبري والرازي للسورة فقط،...
6- إن تطبيق المناهج اللغوية التي نتجت بالأساس عن التعامل مع نص بشري لا يستقيم إزاء النص القرآني، لكون هذا الأخير ليس مجرد قصة أو حكاية شعبية، ولكنه كتاب هداية جاء وإيمان لا ينطبق عليه ما ينطبق على النص البشري. ثم إن هذه المناهج ظهرت في مناخ لا يعترف بوحدانية الخالق جل وعلا، وهذه نقطة جوهرية تجعل استخدام هذه المناهج كثير الانحرافات والمزالق.
وخلاصة القول: إن منهج أركون منهج مقلد للمستشرقين، هدفه الهدم والتقويض، وزعزعة المسلمات العقدية لدى المسلمين، يتذرع في ذلك بـ"الكشوفات" العلمية.


[1]
- طه عبد الرحمن، روح الحداثة.. .. مدخل إلى تأسيس الحداثة الإسلامية، المركز الثقافي العربي، البيضاء. ط1، 2006.
ص 178.
 
في الحقيقة انا استغرب جدا من الاستاذ الدكتور عبد الرحمن الصالح اذا انه يجعل من الفرعون موسى-على النبي موسى السلام- ومن ابوجهل نبيا عريقا في النبوة ، اقصد من اركون عالما بل في مقدمة العلماء !ويدعونا الى الاقتداء به في اخذه ونبذه في حين انه فرعون عصري من اخطر فراعنة العلمانية الحديثة واجرئها على الاسلام والقرآن
فقد جعل الدكتور من اركون رجلا صادقا خبيرا بالاسلام واهله وليس مثله في عصرنا
واركون-وهذا مايخفيه الدكتور عبد الرحمن الصالح-
-قدح في القرآن وقال انه زيف الوقائع وحرف الحقائق وقدس الدنيوي والزمني ورمى في ظلمة الجاهلية اصحاب العقل والنقد والمعارضة من مشركي قريش!(وفي اكثر من كتاب، ايضا، قام اركون بنقد حقائق سور قرآنية أو آيات منها، بل راح في كل موضع من تعلقياته تلك يتهم الرسول بالتلبيس على اتباعه وعمل تقديس لاحواله واحوالهم المادية ومن خلال ذلك الرأسمال الجديد نفي المعارضة بظلم (بل قال اركون ماهو أشنع!!!)وبعد تغييب كل ماكانوا عليه عن الناس! )
-قدح في المصحف وقال انه دون بعد ان انتهت كل التلاعبات وتمت كل التلبيسات وزيفت كل الوقائع وبعد ان جعل الدنيوي مقدس ، وان ذلك هو ماجعل اهل الاسلام فيماهم فيه من مقاومة للعلم والعقل والمذاهب الانسانية الراقية !
-قدح في سيرة الرسول وقال انها من صنع الصحابة وانهم صعنوا رأسمال تجيشي احتاج الى جعل النبي نموذج لولاهم لكان هذا النموذج طبيعي وارضي ومكشوف لكنهم رضوا بما زيفه وقلب زمنيته الى قدسيته ودنيويته الى رأسمال روحي قدسي!!
- قدح في علماء الامة وزعم انهم زيفوا التاريخ والسيرة وقراءة القرآن (القراءة بمعني/ التفسير والتأويل!)، المعاصرين منهم والاقدمين،
- رفع اركون كل جاحد ملحد من الغربيين وثمن ثمرة عقولهم وقواعدهم التي تلغي من الوحي الوحي ومن المقدس المقدس ومن القرآن القرآن ومن حقيقة النبوة حقيقة النبوة ومن الرسالة الربانية الرسالة الربانية وجعلوا بديلا عن ذلك كله ظروف وتفاعلات فيزيائية ارضية ووقائعية لاصلة لها بوحي لان الناقد الوضعي لايعترف بالوحي كما يقول اركون- واركون يقول انه ناقد وضعي لامؤمن- واركون لايؤمن بوحي ولا يؤمن بالله
هل هذه هي الدراسة الخاصة جدا للخواص اياهم يادكتور التي تحبذها لنا ، او تتهمنا اننا لسنا من اهلها لاننا اصحاب كتاتيب ، وكيف تدرس العلوم الشرعية بعلوم تنفي شرعيتها وتلغي شرع الاسلام وحقيقة القرآن
تقول
بل أن تدرس العلوم الشرعية بعقل علمي إنساني معاصر مصادره الفيزياء الحديثة والرياضيات الحديثة وتاريخ العلم التجريبي والتفكير الرياضي
واركون اخذ بهذه العلوم الحديثة ، وليتك ذكرت العلوم الرئيسة التي استعملها اركون !!!-وانت تمجده وترفعه وتقول بانه اعظم من قدم نفعا للامة!
أفهذا يادكتور يكون من أفضل من ظهر في عصرنا وانه قمة العلم والفقه والحداثة وانه المثال المنتظر والمهدي المغتفر والميت المنتصر، والولي المقتدى والقمة في التفكير وانه القدوة لنا ولك!؟
وانت من قلت
أرى أن هذين الرجلين هما أعظم من قدم نفعا علميا لأمة الإسلام في الثلاثين سنة الأخيرة
الأستاذين الجليلين صاحبي أكبر فضل على الأمة المغفور له محمد عابد الجابري والمغفور له محمد أركون أصبح في جدار الثقافة العربية الإسلامية ثلمة نسأل الله تعالى أن يسدّها سريعا، وما ذلك على الله بعزيز.
لقد أنقذ هذان الأستاذان الجليلان الدارسين للثقافة الإسلامية من كثير من سوء الفهوم والإسقاطات على التاريخ (الفهم بمفهوم متأخر) وأزالا الأتربة وغبار الزمن عن كثير من الموضوعات ذات الخطر في الثقافة العربية.
إن قصدي أنهما أكبر وأفضل من حاول استخدام العقل الإنساني (أقصد العالمي أو الذي بدأ غربيا وأصبح كونيا) العلمي (أقصد التجريبي المؤسس على الفيزياء) المعاصر في قراءة التراث العربي الإسلامي.
ولا أقصد المدافعين عن الإيمان والعقل معا كالشيخ الغزالي رحمه الله في نهاية القرن والشيخ محمد رشيد رضارحمه الله في بداية القرن المنصرم.
فالعلوم العقلية كالعلوم الشرعية فيها أساطين وكبار وصغار وفحول وشعارير وهذان الأستاذن الجليلان هما أكبر اثنين من الأكاديميين الذين تناولوا التراث الإسلامي من المؤمنين بـ(ـعلم العقل)، وأقصد بعلم العقل أن العقل نفسه فعالية ومهارة له قوانينه وأصواله ومنطق يدرسه وتاريخ نشوئه وتطوره.
واي عقل استخدمه، (ومع ذكاءه لم يستخدم عقله، أي والله!!!) وقد استخدم زبالة عقول الغربيين-الماديين - ليرمي القرآن في المادية والظرفية والمكانية والتاريخية والوضعية والدنيوية والواقعية المادية وينفي عنه الفوقية والربانية والقيومية والسيادة العليا ليحل مكانها سيادة مذاهبه يادكتور وواقع جديد يجعل السيادة لغير الاسلام والدين والوحي بل والانسان بماعتباره صاحب شريعة ربانية منزلة من السماء

ثم اخبرني يادكتور بالله عليك : ماهو الخاص مما يعلمه خواص العلم الغربي و يجعله العوام (الذي هم نحن!)من المادة تلك العلمية الغربية (!!) العوام امثال العلماء (عوام لانهم لم يفهموا اركون كما فهمه الدكتور،(!!) بل امثالنا (وانا من العوام فعلا حرفيا ومجازيا !)- في هذه المواضيع النقدية اللاذعة والجاهلة معا ، التي تكلم عنها اركون في كتبه كلها ، وأنا قرأتها كلها، وعقبت على بعضها في كتابي اقطاب العلمانية2000م، وفي جعبتي الآن رد عميق دقيق على اركون-لم ينشر ويكفيك الآن رد الدكتور ابراهيم عوض- وقد رد عليه افاضل
هل العلم الخاص لاركون هو القول بضرورة نقد القرآن وهدم تقديسه؟ ام بالايمان به وفهمه على انه حق مطلق وتنزيل رباني ؟
ماذا يفهم الدكتور من المسائل التي ذكرتها وقدمتها مما هو في كل كتاب من كتب اركون، هل من جواب عليها حتى نفهم على الدكتور او نعرف هل يعرف عنها شئ وهي هدف اركون من كل ابحاثه ومنها يحاول تغيير مجتمعاتنا للحداثة ومابعدها. ومابعد العلمانية بعلمانية جديدة اشد نفيا للاسلام مع انها تريد تفسح له مجالا ما كما فعل الغرب مع المسيحية في العقود الاخيرة!
وانت يااخي الدكتور نفعنا الله بالحق مما تقوله وجنبنا خاطيء الأقوال مما تعرضه، فليس منا معصوم ، قلت ان هاشم صالح مترجم كتب اركون كان على خلاف اركون ، -وهذا نكتة اول مرة اسمعها يادكتور اذا ان هاشم صالح ليس مترجم وانتهى!، انه صديق اركون ومؤمن بنفس مناهجه وتعليقاته التي يمكن جعلها كتاب ضخم في هوامش كتب اركون ، شارحا بها كلام اركون ، هي من الوضوح الذي لاينفع معه تلميعك يادكتور ، والعجب انك تجعل لهاشم صالح عقدة من الاسلام وهو الشارح المخلص لكتب صديقه-وهاشم تلميذ وفي جدا ومطيع جدا وتابع جدا لاركون- الذي رضي اركون عن شروحه وتعليقاته كلها ولم ينكر واحد منها وكلها تؤكد ان عمل اركون هو تجنيد المذاهب النقدية الغربية الحديثة جدا ، خصوصا الفرنسية منها ، في نقد كل ماقام بنقده وذكرته لك هنا ومنه نقد القرآن نقدا لاذعا جبانا ، فقولك
وعلى الرغم من حاجز اللغة بيننا وبينه فقد قام مترجمه هاشم صالح مشكورا بنقل كتبه إلى لغة الضاد وإن كان هاشم صالح شرقيا لا يخلو من عقد ضد الإسلام على خلاف أركون الذي سار على النصيحة الذهبية لإبراهيم بن سيار النظام رحمه الله (وتروى أيضا لأبي يوسف القاضي رحمه الله) :"إنّ العِلم لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلَّك".
هذا القول منك يادكتور يلغي وقائع ونصوص وحقائق فاما الوقائع فهي معايشة هاشم صالح لمحمد اركون نفسه ولكتاباته ايضا وهاشم صالح يعلم من كلام اركون ماعلق به شارحا له في هوامش كتب اركون نفسه ولم يعارض اركون تعليقا واحدا لصديقه وكلها تعليقات تؤكد نقد اركون للقرآن نفسه وروميه بالتلفيق وتقديس الوقائع المادية التي صنعت تجييشا ايمانيا يريد اركون-لصالح العلمانية الحديثة جدا- ان يخرجنا منه ومن اصوله التي يحاربها ويزعم انها اصول ايمانية قرآنية ملفقة ومزورة!
أفأنت أخص من خصوصية هاشم صالح الصديق والمترجم والموافق لاركون والموافق اركون على تعليقاته ووضعها داخل كتب اركون نفسه؟
ولايهمك يادكتور
دعك من اصحاب الكتاتيب والعلماء
وخلينا مع الخواص بل خواص الخواص في العلم الاركوني
فهل انت اقرب لاركون من هاشم صالح
فلما تلبس على الناس حقيقة الرجل وحقيقة نقده مع انني لم اجد اشنع نقدا منه اللهم الا صادق جلال العظم ولكن بطريقة السخرية الاخيرة منه في كتابيه ذهنية التحريم ومابعد ذهنية التحريم ناهيك عن كتابات العظم القديمة!
وتقول
فأركون لصدقه ونزاهته(!) قال أنا أؤيد جميع الطموحات السياسية للحركات الإسلامية المعاصرة ، رغم انتقاده لطرائقها في التفكير. وحين تحدث عن العالم الإسلامي قال إن عليه بعد أن يتخلص من إسرائيل أن يراجع أدوات فهمه ووسائل تعليمه،
فلاحظ أنه يعد الخلاص من إسرائيل أمرا حتميا وأشبه بالواجب التاريخي!!
مع ان كل ماقام به اركون من نقد للقرآن والسيرة والمصحف والصحابة والتاريخ الإسلامي والمفسرين انما -كان-هدفه اسكات المقاومة الاسلامية التي قال انها مجيشة ومعتمدة على تراث زائف يجب تفنيده ومن خلال نقده ستتغير الاحوال ولانجد مقاومة ومقاوم -بكسر الواو-ومقاوَم ضده بل سنجد عالم جديد، بل في الحقيقة اسكات هذا التراث الذي لو أُسكت لكستت المقاومة ولو نُقد لانهارت المقاومة بزعمه ولصار العالم الشرقي كالغربي في الحداثة والنظرة الى الحياة والكون والانسان والمجتمع والدين مع تعديل خفيف لايُذكر وهو جعل الدين خيالا مسموحا به وليس باطلا يُسعى الا إلغاؤه(وهذه النقطة هي مايحارب اركون بعض العلمانيين الاخرين الذين فتنتهم نظرات دوركاييم واوجست كونت ومرسيا اياد وغيرهم من اصحاب النظريات التي ترى الدين باطل يجب الانتهاء منه لمراحل افضل !
امانقد اركون لأمور في المركزية الغربية الا وسيلة لادخال الغرب نفسه في عولمته الاخيرة التي صنعت من اركون بوقا لها
عولمة تنفى التراث الاسلامي بتفريغه من محتواه وتلغي المقدسات والغيبيات لصالح هذه الحداثة او العلمانية الي بعد العلمانية ، علمانية اوسع من علمانية القرن التاسع عشر والقرن ال20م
وقد نقد اركون المستشرقين لانهم لم يريدوا-بزعمه- ان يستخدموا احدث ماانتجته علوم الانسان والمجتمع في الغرب المادي وتطبيقه على القرآن كما طبقوه على التوراة والانجيل وافرغوهما من كل حقيقة ولو ضئيلة!
فلما يبخل الاستشراق على العالم الاسلامي بالنقد العلمي للقرآن والمصحف وسيرة النبي وتقديس محمد(!) وجعله نبيا موحى اليه من الله!!
للعلم يادكتور لم اجد اصرح من محمد اركون في العلمانية ونقد القرآن ، ولااعرف كيف تقول بان اركون لايفهمه الا الخواص
طيب اجب على مازعمت انا ان اركون قام بنقده ، أي نقد القرآن، نقد المصحف ،(وانت تكلمت عن الروافض!- نقد السيرة، نقد العلماء أو كثير منهم القدماء وعلماء اليوم
نقد الشعوب المسلمة لانها اتخذت نموذج النبي في السيرة في الحياة وفي القدوة وفي المقاومة والنظرة للاخرين!
امر اخر
وهو
انك يادكتور في تعليقك -الذي حذفه مشرف الملتقى هنا-على رابط (مآلات القول بخلق القرآن في الفكر المعاصر لـ د. ناصر الحنيني )قلت(وارجو من الشيخ الاخ حاتم القرشي تأكيد اقتباسي والا فاني مخطيء فربما الكلام التالي لغير الدكتور)
فهذا البحث يظن أن هؤلاء الحداثيين كأركون وغيره إنما تجرأوا على نقد النص لأنهم يقولون بخلق القرآن.!!

متجاهلا أو جاهلا أن هؤلاء الحداثيين أصلا في معظمهم قد خرجوا من العقيدةأصلا وتبنَّوا آراء الفكر الغربي المعاصر في نسبية الحقيقة وانهم لا يصنفون داخل التراث.




فاذا كان هذا قولك فكيف لمن خرج من العقيدة اصلا كأركون-باعترافك!!!- أن يكون أفضل من علماء الاسلام وأن شيوخه الماديون الغربيون علماء التحليل المادي للنصوص المقدسة هم اعقل من علماء الاسلام وقد رأينا في كل كتب اركون كيفية اهانته للعلماء امام الجماهير-الخاصة - الغربية
 
لقد استغربتُ مثلك أخي طارق ما كتبه أخي الدكتور عبدالرحمن الصالح الذي - على الرغم من طول مدة صحبته لنا في هذا الملتقى - لم أفهمه بعدُ، ولم أستطع تحديد شخصيته العلمية، فهو يَحرصُ على تَحسين ما أَجْمع العقلاءُ على تقبيحهِ، ومنذ متى كان أركون عالماً فضلاً عن أن يكون من أفضل العلماء الذين خدموا الإسلام !
لكن هذا يبين لنا ضحايا وخطورة أمثال أركون على الشباب المسلم، والتي ينبغي كشفهم وبيان حقيقتهم للناس .
وقد حدثني الدكتور فيصل القاسم أنه كان يسمع بالدكتور محمد أركون كثيراً وبكتبه فأراد أن يستضيفه في (الاتجاه المعاكس) واستضاف معه الدكتور إبراهيم الخولي وفقه الله ، قال : فلما ظهرا على الهواء تبين ضعف أركون وسطحيته أمام الجميع، وتلعثم وأصيب بالحرج الشديد، وعاتب أركون فيصلَ القاسم بعد ذلك كثيراً على إحراجه بالظهور في البرنامج !
نسأل الله الثبات على الحق ، ونعوذ بالله من الخذلان .
 
إلى د.عبدالرحمن الصالح (إن كان هذا الاسم حقيقا وليس رمزياً) ..
إنها دعوة صادقة إلى التجرد المحض، عُدْ متجرداً إلى كتابات من بجّلتهم وأثنيت عليهم كثيراً، وانظر كيف أثرها في نفوس كثير من الناشئة اليوم ـ وبعض المتأثرين بهم الآن تجاوز الـ 40 سنة ـ الذين انسلخ تعظيم النصوص من قلوبهم، وبرَدَت العبادات في حياتهم، وصارت آثار السلف ـ إذا ذكرت عندهم ـ مسخرةً، ومدعاة للضحك!!
وبدأوا يقرأون الوحي ـ قرآناً وسنة ـ بنظّارة الفيلسوف الغربي أو الشرقي، فحفروا في عقولهم لغة الشك، والجرأة على النقاش لكل شيء، لا فرق عندهم بين نص معصوم وغير معصوم، ولا يقيمون للإجماع وزناً !
وحسبك من شر سماعه! فكيف وقد رأيناه وسمعناه واكتوينا بناره!
لقد نفثوا وتقيأوا هذه الأفكار في صور شتى:
1 ـ فالإجماع عندهم لا قيمة له ولو كان إجماع الصحابة!
2 ـ ولا وزن لكتب الأئمة السابقين، أما المعاصرين ....
3 ـ وسَهُلَ عليهم النقد الجريء الذي يفقد أبسط أصول النقد العلمي لكل ما يؤثر عن الأئمة، وصار أحدهم ـ وهو يحتسي فنجانا من القهوة في أحد المقاهي وقد يكون بيده الأخرى سيجارة أو ريموت القناة الفضائية الساقطة ـ يردُّ على أولئك الكبار حقاً بلغة مليئة بالكِبْر الفكري، ويسطر مقالة أو يتحدث في قناة عابرة بلغة سطحية تليق بعقله الذي يغرف لسانه منه!
والنتيجة: ضعف في العلم والديانة .. وجرأة عجيبة = حشف وسوء كيل.
اللهم إنا نعوذ بك من الحور بعد الكور ، اللهم أقر أعيننا بهلاك كلّ من طعن في كتابك أو سنة رسولك صل1 ، والحمد لله رب العالمين.
 
وُلد مسلما ولم يجاهر بردة.
ظل منتميا إلى المسلمين ولا يحمل مشاعر العداء والبغض لا للإسلام ولا لأهله
عاش في بيئة تختلف عن بيئتنا قلبا وقالبا
وكان يكتب بعقل تحليلي حيادي
ومثل هذا الرجل لا يمكننا الحكم عليه بشيء
سوى أن ظن ونخمن هل نفع أم ضرّ
لو عاش أيٌّ منا بين هؤلاء المجانين من أقطاب ماـ بعد ـ الحداثة في باريس
مدة أسبوع لتمنى أن يكون بينهم مثل أركون ممن ينتمي إلى التراث الإسلامي ولا يحمل مشاعر
عداء للمسلمين ويحاكم فكر هؤلاء بمنطلقاتهم وركائزهم التي أساسها المساواة والنسبية والتساؤل.
لكن إذا كنا نحاكمه من بيئة مغايرة (فقط لأنه تحدث عن موضوعاتنا نفسها ) فهذا يعني أننا
أخرجناه من سياقه، وجعلناه كالعبارة خارج سياقها، نظن أننا نفهمها ولكن في الواقع نحن
نضعها داخل سياق جديد أي أننا نفهمها فهما جديدا قد يكون مضادا أو مناقضا لمعناها الحق.​

من وجهة نظري المتواضعة أن نكتفي منه بما ذكرت، وهو عدم التصريح بالردة وأنه كان يمتلك مشاعر ود
وتعاطف مع المسلمين.
وأن نحكم على أفكاره وما كتب هل يمكن أن تنفع الأمة في أي جانب؟
في البداية يجب أن لا ننسى أن ما كتب قد ترجم إلينا من بين عشرت ومئات ما يكتب عنا مما لا نقرؤه
ولا نعلم به ولكنه يشكل وعي شعوب أخرى عنا ويصوغ نظرتها إلينا. أي أنه لو لم يكتب أركون لكتب غيره
فالحضارة الغربية التي أصبحت عالمية منذ أزيد من قرن(بتحديد توينبي منذ 1897) لا تضع قيودا على الفكر
أبدا.
ومن هذا المنطلق أرى وجوده ضرورة عرفنا من خلال ما كتب عرفنا كيف يفكر أصحاب ماـبعدـ الحداثة وكيف
يسمحون لعقولهم أن تتفلسف في كل موضوع.
تناقشنا ذات مساء أنا العبد لله والدكتور عبدالله السيد عما يسمى بمشاريع نقد التراث والعقل الإسلامي
والعربي فقال لي الجابري خير من أركون وأنفع لنا وللناس لأنه قدم مشروعا متكاملا واضحا أما اركون فهو ينتقد
دون أن يثبت شيئا، وكان محقا فيما قاله لكنه لم يصادره كل ما له حنقا لما عليه.
وحين اطلعت أنا العبد لله على خبر نعيه في الملتقى هذا الصباح خشيت أن يتحول الموضوع إلى مجرد شتائم
وأنا أعرف أن بين الإخوة من تحملهم غيرتهم على الدين أن يقذعوا في بعض كلماتهم فأردت أن أسلط الضوء على
بعض محاسن هذا الرجل ، فهذا الحوار بيننا خير بلا مقارنة، أو هكذا بدى لي، من أن نكيل له السباب ونوغل في
الاحتجاج على ما قام به.
ورأيي الذي لا أجزم بصحته أن يُكتفى منه بأنه ولد مسلما ولم يجهر بردة وأنه لا يحمل
مشاعر عداء للمسلمين، وما نفهم كل مراميه.
ولا شك أنه ينتصر للعقلانية المحض ، ونحن المسلمين لنا فيها نصيب مثلما لغيرنا بمعنى أننا نتساوى مع غيرنا من
البشر في أي دراسة عقلية تجعلنا موضوعا لها. وأن خطرها ونفعها يمسنا مثلما يمس غيرنا، فقد لا يجمل
بنا أن نتخوف منها أكثر من خوف الآخرين على أفكارهم وثقافاتهم وعقائدهم. ولا سيما أننا نمتلك أسلم عقيدة
وأنصع فكر حتى قال الأستاذ إسماعي الفاروقي رحمه الله إن مهزلة التثليث لا يمكن أن تصمد أمام عظمة التوحيد.​

في هذه الدائرة تحدثت عنه وأردت أن أسلط الضوء على ما يمتاز به على سواه ممن صُنفوا على أنهم
منتقدون للدين أو للخطاب الديني. وما قصدته نافعا لم أقصد أنه نافع للإيمان بل للعقل وهو سلاح
للمؤمن ولغير المؤمن، لكنه إذا استخدم على وجهه رجحت فيه كفة الإيمان كما أثبت ذلك كثير من
الفلاسفة المتدينون،
وأرجو أن أكون قد أوصلت الفكرة إلى من وقعت عينه عليها من الإخوة الفضلاء
وأنا أعتذر ممن يخالفني الرؤية ، وإن كانت فكرة لا
يُتفق فيها على شيء كما قال ماكولي
"حين يصبح العقل موضوع النقاش يصبح كل شيء موضوعا للنقاش"
وخير من رأيته في تراثنا العظيم انتقد اهل العقلانية الصرفة هو ابن عطاء الله السكندري حيث قال
"لا تكن كحمار الرحى تفرّ من كون إلى كون بل انفلت من ربقة الأكوان وتفكر في خالق الأكوان"
نسأل الله تعالى أن يقينا من شر ما كتب الكُتاب وأن يهدينا لما اختُلف فيه من الحق بإذنه وأن يتوفانا
مسلمين ويلحقنا بالصالحين، والخير أردت والله من وراء القصد​
 
جزاكم الله خيراً جميعاً .. كم أنا سعيد بهذا الجمع المبارك !

أشكر ذوي الفضيلة والمشائخ والمتخصصين على تواجدهم وحضورهم في مثل هذه الموضوعات

للإيضاح والبيان وهو من أعظم الجهاد الواجب ، والدعوة بالحكمة ، والجدال بالتي هي أحسن

مع ما تشهده الساحات الإعلامية من تذبذب واضطراب في الفكر والتصور ..

وبتوثيق مثل هذه المناقشات يتميز ملتقانا ويرتقي إلى الأدوار المنوطة به
 

ورأيي الذي لا أجزم بصحته أن يُكتفى منه بأنه ولد مسلما ولم يجهر بردة وأنه لا يحمل
مشاعر عداء للمسلمين، وما نفهم كل مراميه.​

ما أعظم الفرق بين هذه الكلمات وبين جعلك له (أعظم وأكبر) عالم مع صاحبه الجابري تأثيراً في العالم الإسلامي !!!
هذه تحمد لك ، وليتك تزيد الأمر حُسْناً وتقرأ النصوص ـ كتابا وسنة ـ على أصول السلف الصالح، لكي تنقض بها أصول الفلاسفة لا العكس يا دكتور ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
 
قلت يادكتور رحمنا ورحمكم الله انك قبل ان تكتب ماكتبت في بداية هذا الرابط مدحا في اركون-بصورة اعترضنا عليها جميعا- انك تكلمت مع الدكتور عبد الله السيد وكان هذا الحوار:
تناقشنا ذات مساء أنا العبد لله والدكتور عبدالله السيد عما يسمى بمشاريع نقد التراث والعقل الإسلامي
والعربي فقال لي الجابري خير من أركون وأنفع لنا وللناس لأنه قدم مشروعا متكاملا واضحا أما اركون فهو ينتقد
دون أن يثبت شيئا، وكان محقا فيما قاله لكنه لم يصادره كل ما له حنقا لما عليه.
وسؤالي : ولما بعد ان حكمت على فكره موافقة لصديقكم بما حكم (والحكم كان: أما اركون فهو ينتقد
دون أن يثبت شيئا، وكان محقا فيما قاله ) ، لماذا بعد هذا الحوار قلت هنا وكتبت وسطرت عكسه تماما، ورفعته فوق الأئمة والعلماء واصحاب الكتاتيب، وقلت فيه ماقلت! هذا شيء غريب حقا.
اما قولك
وُلد مسلما ولم يجاهر بردة.
ظل منتميا إلى المسلمين ولا يحمل مشاعر العداء والبغض لا للإسلام ولا لأهله
عاش في بيئة تختلف عن بيئتنا قلبا وقالبا
وكان يكتب بعقل تحليلي حيادي
ومثل هذا الرجل لا يمكننا الحكم عليه بشيء
فهو غريب ايضا فاركون نفسه قال انه خارج الايمان والاسلام والعقائد والغيبيات القرآنية ورماها كلها في ظلمات الخيال أو بالاصح في انوار الخيال الباطل باعتبارها كلها خيالات حالمة فائدتها تنويم الخيال وتفعيله كاي خيال يتخيله الناس ولاقيمة علمية له الا بوصفه خيالا باطلا مثيرا وعجيب مدهش ومع ذلك فهذا الاركون يناقض هذا ايضا فيقول ان هذا الخيال اضر بالمسلمين ومنع تفتحهم وتقدمهم مع علمه بان مارماه بالخيال الباطل(مفتريا على القرآن) انما صنع ماهو "خارج عن الخيال ، وفوق الخيال ، وفوق واقعه! ، صنع حضارة علمية واقعية ايمانية اسلامية صنعت عدلا وتسامحا(لاخيالا!بل واقعا باهرا) وقدم للعالم تقنية تجريبية وعلمية دقيقة ومناهج خبيرة بالمادة والسنن الكونية والتجريبية وفقه العالم،ودراسة الكون والارض والجسد، واكتشف(لافي آفاق خياله ليس خارج منه) نجوما وكواكب سماها باسماء عربية باعتراف علماء غربيين، كما جاب الأرض واكتشف الجغرافيا وقاس قطر الارض والطول والعرض ورسم خرائط نفعت التجارة العالمية(خارج الخيال!) وسعد الناس بانتاجه في عالم الجغرافيا والطب والفيزياء والكيمياء والصيدلة والدواء والجراجة(كل ذلك خارج الخيال!) منطلقا من تعاليم القرآن فأين الخيال الباطل وانغلاق القرآن بزعم اركون !
ويطالب اركون الغرب بان يعطوا مساحة لاسطورة(!) الاسلام(هكذا كتب وقال وافترى) كما اعطوها للمسيحية (مكانا يتيما للحياة المنعزلة في المجتمع!، ولكن طالب الغرب بنقده اولا ورميه في عالم الاساطير والخيالات والتأملات الساذجة التي تدل على ان الانسان خيالي وان من الخيال ماهو منتج ومنه ماهو مكبل!
فكيف تقول بعد ذلك ان اركون لم يعلن ردته وهو الذي اخبرنا انه خارج عن الاسلام ناقد للقرآن حامل حملة عنيفة على الإيمان، داعيا الغرب والشرق(الغرب بدعوته للمستشرقين وغيرهم ، والشرق بدعوته للعلمانيين العرب)، بنقد شامل للقرآن وسيرة محمد(رسول الله) والاسلام المنزل عموما، وصرح بانه في معركة هو رائدها (والنصوص على ذلك كثيرة!) فكيف يكون من هذا شأنه يادكتورنا كتب:بعقل نقدي حيادي!؟
كيف يكون حيادي وهو المحرض للاستشراق على نقد القرآن وجل هجومه على الاستشراق هو من هذا الوجه ، أي تحفيزه وتحريضه لنقد القرآن بصورة حداثية تستخدم الجديد من المناهج الحديثة من كل اتجاه وهو الذي رمى الاسلام بالانغلاق ؟
انه هو يادكتور من قال بردته لا نحن ، هو من حكم على نفسه ، وخرج على أصله ، ودعا الى مثل موقفه بل حرض الشرق والغرب على ماهو عليه!
فكيف لاتحكم عليه وهو الذي حكم على نفسه
ومعلوم انه أصرح من نطق بهذا ودعا اليه حتى ان الدكتور على حرب في اكثر من موضع ثمن هذه النقطة في اركون ومعلوم ان على حرب هو ناقد علماني من اصحاب العدميات والمائعات والعبثيات واللايقينيات والفراغات والفوضويات ، فلاشيء عنده ثابت ولامطلق!
يااخي لااعرف كيف تقرؤون كلمات هؤلاء وهم الذي قالوا اننا كما ترون وشهادتنا مكتوبة لاتحتاج الى قاريء عالم او كتائبي او فقيه يدقق، او طالب علم يحقق ، أو عامي مثلي يبحث ليفهم ويتعب من رهق القراءة والاستنتاج!

اما قولك يادكتورنا الكريم
وما قصدته نافعا لم أقصد أنه نافع للإيمان بل للعقل وهو سلاح
للمؤمن ولغير المؤمن، لكنه إذا استخدم على وجهه رجحت فيه كفة الإيمان كما أثبت ذلك كثير من
الفلاسفة المتدينون،
فاي نفع للعقل وقد هدمه اركون؟ واي سلاح للمؤمن يقدمه له اركون واركون نفسه هو أول من نفى العقل في الاسلام من العلمانيين العرب!!! وللجابري قريب منه.
واكد -اركون-على نفيه ولما واجهه مستشرقون كانوا يستمعون له في المحاضرة التي وضعها في كتابه :الفكر الاسلامي دراسة علمية(صمن ص 187، ومناقشة المستشرقين له وكان منهم مكسيم رودنسون تبدأ من ص 210) (مناقشة رودنسون له من ص 236)قال لهم انا لم انفي العقل الايماني المنغلق في الاسلام !، وانما ليس في الاسلام العقل بمعنى العقل !، والقرآن ليس فيه كلام عن العقل!
وبالعقل المصنوع تحت الصياغة الفرنسية ، انكر اركون حقائق الايمان وسخر من الرحمن ، وأعلن أن العقل النقدي يأبى الغيب والوحي والايمان وانه يكشف تلاعبات القرآن _كذَبَ اركون-وتلاعبات محمد -كَذَب اركون-، وتلاعبات المسلمين (تعالى الله عمايقول اركون وعقله المادي الفرنسي علو كبيرا)
فأي سلاح يمكن ان يفيدنا من اركون؟
اما قولك يرحمك الله
لا شك أنه ينتصر للعقلانية المحض ، ونحن المسلمين لنا فيها نصيب مثلما لغيرنا بمعنى أننا نتساوى مع غيرنا من
البشر في أي دراسة عقلية تجعلنا موضوعا لها. وأن خطرها ونفعها يمسنا مثلما يمس غيرنا، فقد لا يجمل
بنا أن نتخوف منها أكثر من خوف الآخرين على أفكارهم وثقافاتهم وعقائدهم. ولا سيما أننا نمتلك أسلم عقيدة
وأنصع فكر
فاخره يخالف اوله وفيه بعض من حق فاركون ينصر فعلا العقلانية الحداثية المحض لكن يادكتور هذا العقلانية المادية او العلمانية المحض ليس لنا فيها نصيب
بخلاف عقلانية الاسلام او اقصد عقلانية لاتنكر ماقلت انت عنه اسلم عقيدة وانصح فكر
اما قولك
ومن هذا المنطلق أرى وجوده ضرورة عرفنا من خلال ما كتب عرفنا كيف يفكر أصحاب ماـبعدـ الحداثة وكيف
يسمحون لعقولهم أن تتفلسف في كل موضوع
.
نعم يتفلسفون في كل موضوع وكما قال لك صديقك الدكتور لايثبتون خصوصا اركون على شيء
وفرق اخي وانت صاحب فكر وعقل وتمييز ان تعرف كيف يفكرون وتطلع على مايكتبون وتعرف مايفكرون فيه مايسطرون وبين ان نمدح افكارهم وفلسفاتهم ومواقفهم من الدين والوحي والرسالة والرسول والاسلام والعلماء
وطبعا هذا كوم!، وماقلته انت عن اركون والجابري كوم اخر!
اعتذر عليك يادكتور لو كان في كلامي شدة مع اني حاولت ان اكون كما علمتني أمي او سقتني من حلم بفضله تعالى ومنته وحده.
اللهم اجلعنا اخوة على قلب رجل واحد فان الهدم ضخم جدا والموج عال جدا والانفاق في الصد عن سبيل الله لامثيل له في التاريخ ولكنا يالله نعلم ونؤمن ونوقن بقولك (فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون)
وهو وعد مكرر مؤكد (ياالله على الكلمات!، سينفقونها- حسرة-يغلبون)نرى آثاره كل حين ونسمع وقع جنوده(ملائكة الأخذ والقبض !) في كل لحظة، ونشم رائحة صهيل خيوله في كل ثانية


على فكرة نعيش في الغرب ونرى حسرة الانفاق على مااقسم القرآن خسرانه ونفقانه(من النفق، وارجو ان تكون كلمة نفقانه عربية اصيلة -ابتسامة ، والا اكون رحت في خبر كان، فقد أكثرت من اخطاء العربية وتوغلت في العامية -ابتسامة)
 
بين (كافر) وبين (عالم جليل) منطقة وسط هي (إنسان عادي) يرى معظمنا أنه ضال ونختلف هل جاء ضلاله عن حسن نية أم عن سوء نية.
ولما كان المظنون أن يبسط أكثر الإخوة ألسنتهم عليه بالنكير لأنه قد استفزنا بكتاباته، في العقدين الأخيرين ، ولما كان لكل فعل رد فعل يساويه في المقدار ويعاكسه في الاتجاه، وأن ردود الأفعال تنتج التوازن في النهاية ، تعمدتُ أن أصف أركون بأنه عالم جليل لكي أسحب الإخوة إلى المنطقة الوسط التي أرى أنها أجدى لنا نفعا على المدى الطويل.
وأنا أحمد الله على ما حصل وأعبر عن سروري وشكري للإخوة الفضلاء مشرفين وأعضاء.
حين وصفت أركون بأنه عالم جليل صار كثير من الإخوة في حالة اندهاش حتى قال بعضهم في نفسه هل جُنّ الرجل؟
وحملتهم قوتهم الأخلاقية على التماس العذر لصاحبهم حتى سامحه بعضهم على مضض وسكت آخرون على كظم.
وتذكر آخرون أني - العبد الضعيف- قد وصفت هذا الرجل هو والراحل الجابري وعبدالله العروي ذات يوم في هذا المنتدى بأن (هذا النوع من الأساتذة يمتازون بحذق الكليات وقصور في فهم الجزئيات). فكيف أصفه الآن بأنه عالم جليل؟
فربحت نصائح أسأل الله أن يعينني على الأخذ بأحسنها وهذا النقاش الذي نرجو الله أن يكون مفيداً.
ولما كنا في عصر ما بعد غاليلو،[أو عصر العلم التجريبي منذ 400 سنة] وأن استخدام الآلات في تكبير الحواس وتوسعتها قد وسع من العقل نفسه (مزيد من الأشياء يعني مزيد من العلاقات والعقل هو فعالية إدراك العلاقات بين الأشياء ) قاد ذلك إلى فهم جديد للكليات والجزئيات في الطبيعة.
لكن في علم الشريعة تكون الجزئيات هي المفردات اللغوية والعبارات بالإضافة إلى النصوص المفردة من أحاديث وآثار.
أما الكليات فهي الأفكار الكبرى والعلاقات بين الظواهر.
ولكل عصر مستوى معين من إراك للكليات(بارادايم) تتغير بتغير وتطور وسائل الرصد المكبرة للحواس.
على سبيل المثال مفهومنا المعاصر للزمن واختلافه عن مفهوم الناس يبين الفرق بيننا وبينهم في إدراك الكليات
في الثقافة الإسْلامية لا يوجد تحديد للبعد الزمني وإن كان العلماء قد تأثروا بالتأكيد بالبعد المعروف شعبياً. قال ابن حزم:" وأما اختلاف الناس في التاريخ فإن اليهود يقولون للدنيا أربعة آلاف سنة والنصارى يقولون للدنيا خمسة آلاف سنة وأما نحن فلا نقطع على عدد معروف عندنا ومن ادعى في ذلك سبعة آلاف سنة أو أكثر أو أقل فقد كذب"(الفِصَل في الملل والأهواء والنِّحل 2/105).
وقد جلب تطور الآلة لحواس الإنسان، وهي مصادر بيانات العقل، تطوراً كبيرا فقربت البعيد وكبرت الصغير حيث وضع ازدهار العلوم الطبيعية أدوات جديدة في يد المؤرخ " ففي عام 1949 تم صنع آلة حاسبة لقياس الكاربون ذي إشعاع الراديوم الذي يوجد في مواد حيوانية ونباتية يرجع تاريخها إلى (25000) سنة وفي عام 1953 أكمل في جامعتي مانتوبا وشيكاغو عمل نوعين من الأجهزة لحساب الأجزاء يحدد بهما التاريخ في فترة (45000) سنة "([1]) ولسنا نريد استعراض تاريخ العلوم الذي يمكن الرجوع فيه إلى موسوعة علمية ولكن ما يهمنا هنا هو البعد الزمني للعقل. فلم يكن الناس قبل القرنين الأخيرين يدركون البعد الزمني للعقل الراهن
ولا يزال للتصور القديم للزمن تأثير على عقولنا رغم اكتشافنا لطول هذا البعد "فعقولنا لم تتهيأ للتعامل السهل مع أحقاب من الزمن تبلغ مئات وآلافاً من السنين"(2]) إن البعد الزمني للعقل المعاصر ضخم جداً يفوق قدرة إدراكنا المباشر " فلو عادلنا عمر الأرض بأسبوع واحد، عندئذٍ يصبح عمر الكون منذ نشأته نحو أسبوعين أو ثلاثة، وتكون أقدم الحفريات التي تستطيع العين المجردة رؤيتها قد ظهرت على مسرح الحياة منذ يوم واحد فقط أما الإنسان الحديث فيظهر في الثواني العشر الأخيرة. على حين تظهر الزراعة في الثانية أو الثانيتين الأخيرتين، أما بطل الأوديسا فقد كان يحيا على الأرض منذ نصف ثانية فقط"([3]).أما عن الحدود الدنيا للزمن فإننا لن نهتم كثيراً بزمن يقل عن البيكو ثانية (جزء واحد من مليون مليون جزء من الثانية) ولو أننا نعرف أن أزمنة أقصر من هذا كثيراً تحدث في التفاعلات النووية وفي الدراسات على الجسيمات تحت النووية وهذه الفترة الضئيلة هي المقياس الزمني الذي تقاس به ذبذبة الجزيئات.([4]).
وهذا البعد الزمني على ضخامته ، بالقياس إلى البعد القديم هو غير كافٍ من وجهة نظر بيرس لقيام العقل ولذلك يعده دليلا على وجود الله، فـ " التفسير الوحيد والكامل لتكيُّف أجزاء العالم بعضها مع بعض وللتكيف القائم بين العقل والعالم هو أن (عقلاً) مطلقاً قد تولى عملية خلق الأشياء وتطورها، إذ أن فرض التطور يؤيد ذلك، لأنه لم يكن هناك الوقت الكافي الذي يسمح بالتطور العشوائي غير الموجه من العماء إلى النظام الحاضر"([5]).

فالأساتذة القارئون في تاريخ العلم أكثر فهما للكليات من الذين لا يقرءون، ولما كان القرآن الكريم قد خاطبنا بناء على قوانين موحدة للعقل البشري وعلمنا أن نقول للكافرين (هاتوا برهانكم) مما هو معروف من العقل بالضرورة كانت أبعاد العقل ومقولاته من الزمان والمكان وغيرها مما هو مشترك بين كل ممارس للعقل سواء كان شيخا في مسجد أو دكتورا في جامعة.
لكن الجزئيات في العلوم الشرعية والإسلامية هي مدخل ضرورة وإن كان غير كاف لأن الإنسان المعاصر يريد من يخاطبه مراعيا الكليات المعاصرة التي تعرضها السينما والأفلام العلمية والموسوعات والنت.

وهذا أمر نسبي حتى بين المتعاصرين والمنتمين إلى نفس البارادايم.
فابن حزم وابن تيمية والشاطبي مدركون للكليات وقوانين العقل في عصرهم ومتقنون للجزئيات ومن هنا تميزهم على المتقنين للجزئيات فقط كابن حجر العسقلاني والنووي ، فالأولون بإمكانهم أن يفهموا الفلاسفة ويردوا عليهم ويبينوا تهافتهم بحجج عقلية كلية على حين أن الثانين ليس بإمكانهم ذلك.
ولأن المدارس الموروثة (الشيوخ والمساجد والكتاتيب) قد قصّرت في العلوم العقلية جاءنا هؤلاء الدكاترة ولا سيما الجابري (على ضعف بضاعتهم في الجزئيات مقارنة بالشيوخ ونبهاء طلبة العلوم الشرعية )فقدموا ما ليس كافيا ولكن ما هو ضرورة أن يبين ويضاء. فشيوخ المساجد يتبنون مواقف من تتلمذوا على كتبهم، يرفضون خصومهم من الخارج دون حتى افتراض لحسن النية، وهذا الموقف لم يعد يقنعنا كما كان يفعل من قبل.
فبعد مسيرة 30 سنة وتأثر بالتيارين وقد نشأت في وسط سني لم أعد أختلف مع المعتزلة إلا في مسألة واحدة، وألومهم على أمور أعدها طفيفة، على حين أعدهم جزءا لا يتجزأ من الأمة وأحترم شيوخهم ومجتهديهم وأتفهَّم دوافعهم الثقافية والعقلية. لم يعد من الممكن الحكم على مدرسة فكرية إسلامية استمرت 3 قرون في حيويتها بكلمة واحدة أو شطبها بجرة قلم. لا يمكن حتى أن نساوي بين واصل بن عطاء أو عمرو بن عبيد وبين أبي الهذيل أو أبي هاشم. لا يجوز إلا أن نتعامل مع كل عالم مسلم أو مثقف أو متكلم أو أديب إلا على أنه فرد يمثل نفسه. وهذا وإن كان يتطلب منا جميعا نشاطا وقراءة كل شخص من مؤلفاته قبل أن نحكم عليه وأن نرجئ الحكم إلى إشعار آخر إن لم نقرأه بدلا من أن نثق فوق اللازم بآراء الآخرين عنهم إلا أني أعتقد أنه هو وحده الصواب.



ما أردت أن أطرحه ليس تزكية أركون أو تجريحه لأنه قد أفضى إلى ما قدم ولكن إلى بيان أننا كمسلمين وكطلبة للعلوم الشرعية وكشعوب تواجه الحياة لا بد لنا من علوم عقلية لأن العقل البشري واحد.
وأعترف أني لم أفهم من أركون ما فهمه الأخ طارق منينة منه ، فلم أفهم منه تفنيد الدين بل إخضاعه للعقل دون حدود وهذا على خطورته لا يحملني على الجزم بكفره، أو ضلاله عن عمد، ونحن نعوذ بالله مما عاذ به عمرو بن فهيرة فيما رواه عنه الجاحظ ، اللهم إني أعوذ بك من طول الغفلة وإفراط الفطنة. وربما عنى رحمه الله بإفراط الفطنة ما تجرأ على مثله أركون بسبب تلمذته على فلاسفة ما بعد الحداثة في فرنسا أو كل استخدام للعقل دون قيود أو كل تجاهل لأبعاد أخرى في الإنسان لا يدركها العقل التجريبي المادي الذي هو في النهاية يساوي صفراً ، وأما دعائي له بالمغفرة فأنا أدعو لكل من أحسبه مات على الإسلام وهذا شأني وديدني فلا يُستغرب أن أترحم على إبراهيم بن سيار النظام رغم ما نقله عنه ابن قتيبةوغيره عنه من ضلالات. وعلى أبي العلاء المعري رغم ما لديه من شك في الرسالات في بعض أحيانه لأنا لا نعرف على ماذا مات الناس ولأنا نرجو لكل مسلم الغفران والعفو من الله تعالى.

لا شك أن التطرف العقلي هو ضد الدين لأنه إخلاد إلى الأرض وتجاهل أو نسيان لغائية الحياة والوجود الذي خلقه الله تعالى لغرض معين معروف لكل مؤمن، وهؤلاء الذين يرجئون الحديث عن المقصد والغاية بحجة أنها ليست من اختصاص العقل نفيا أو إثباتا يغامرون مغامرة كبرى لا نجرؤ نحن عليها لأننا نخشى الموت في كل لحظة ونخشى إن نحن وضعنا الإيمان بالغاية بين قوسين من أجل الفهم [افتراضا لحسن النية فيهم] أن نموت في هذه المدة الوجيزة، ونخسر خسرانا مبينا.

لا لا نحن لا نجرؤ على ما تجرأ عليه أركون أن نرجئ التفكير في الغاية إلى أجل غير مسمى أو حتى في لحظة التفكير إرجاء متعمدا.

ولكن لعل من الإنصاف والحق أن نقول إن هذين الأستاذين الراحلين هما من أكثر الأساتذة إتقانا للأدوات الحديثة في فهم النصوص بعقلية معاصرة ،وعلى حد علمي واطلاعي فإنهما متميزان في هذا الجانب. وكان الجابري إذا سئل عن مشروع أركون يقدم جوابا أخلاقيا مقتضبا حيث يقول إن موضوعه أوسع من موضوعي، وهي عبارة تحتمل نبزه بالتشتت واختيار موضوع فوق قدرة العقل أن يلجه!



([1]) التاريخ الماضي المتغير، لين وايت (ضمن موسوعة آفاق المعرفة) ترجمة د. صدقي حمدي، ص26.

(2]) طبيعة الحياة، فرنسيس كريك، ترجمة د. أحمد مستجير، عالم المعرفة ، كويت، ص11.

(3]) م ن، ص19-20.

([4]) م ن، ص27.

([5]) الموسوعة الفلسفية المختصرة، ص105.
 
هذه بعض أقوال أركون
لمن اراد أن يعرف حقيقة موقفه من الاسلام

بقلم:د.سعيد بن ناصر الغامدي

جمعتها من كتابي الانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها
ý يصف الله تعالى بأنه مشكلة وذلك في سياق انتقاده للغة العربية ووصفه لها بأنها منغلقة ونائمة ومتخشبة ، وامتداحه للغة وفكر الغرب يتساءل بعد إيراده للفظ فرنسي إلحادي يقول : ( ... فكيف نعبر عنه باللغة العربية ؟ هل نقول مشكل الله أو مشكلة الله ... )(كتاب الإسلام والحداثة : ص 343
ý ثم ينسل إلى مقصده الرئيسي الذي ذكره سابقاً فيما يتعلق بالله تعالى ، فيقول عن الانسان العربي :( ... لايُمكن أن يتصور إمكانية طرح مشكلة فكرية حول الله أو مناقشة فكرية حول وجود الله ، والسبب هو أن الخطاب القرآني يملأ مشاعره كمسلم أو كعربي بوجود الله ، إنه يملأ أقطار وعيه ومشاعره إلى درجة أنه لايبقى في وعيه أية مساحة لإثارة مناقشة فكرية حول وجود الله )الاسلام والحداثة 344
ý أركون يتهكم بالمؤمنين الذين يؤمنون بأن الله خالق العالم ويصفهم بالأصوليين والأرثوذكس فيقول : ( ... موقف المتكلمين الفقهاء ، أي الأصوليين الذين يدافعون عن الموقف الأرثوذكسي كما حدده القرآن بأن العالم مخلوق من الله ، وبين موقف الفلاسفة الذين قالوا بأزلية العالم ... )(الاسلام والحداثة 340
ومن يقرأ كلام أركون في ما يسميه “ التاريخية ” يرى بوضوح مقدار تشبعه بهذا المنهج حتى أصبح عقيدة يزن بها الكتب المنزلة وكل قضايا الوحي ومقتضياته
ومن المصطلحات التي تقمصها في دراسته للوحي مصطلح “ التاريخية ” أو “ التاريخانية ” ، وقد أغرم بهذا المصطلح إلى حد التقديس محمد أركون ونصر أبو زيد ، ويفضل أركون استخدام التاريخية ويفصل بينها وبين التاريخانية ، على اعتبار أن التاريخانية هي التي تقول بأن كل شيء أو كل حقيقة تتطور مع التاريخ وتهتم بدراسة الأشياء والأحداث من خلال ارتباطها بالظروف التاريخية ، ويرى أركون بأنه يجب تجاوز هذا المعنى إلى “ التاريخية ” التي تسمح وحدها بتجاوز الاستخدام اللاهوتي أو القومي ، وبشكل عام الايديولوجي للتاريخ(1) انظر : الفكر الإسلامي قراءة علمية لأركون : ص 139
ý يتحدث أركون عن التاريخية والهرمنيوطيقيا التي يدرس على ضوئها ثبوت القرآن وسيادته ، ويتحدث أن سلطته جاءت من الدولة الأموية التي جعلته مصدر السلطة العليا فيقول : ( ... إنه عائد إلى الدولة الرسمية التي وضعت منذ الأمويين بمنأى عن كل دراسة نقدية ، لأنها أرادت أن تجعل منه مصدراً السيادة العليا والمشروعية المثلى التي لاتناقش ولاتمس ، لقد فرضت هذه الوظيفة السياسية للقرآن نفسها منذ أن تم تشكيل المصحف )( الفكر الإسلامي : قراءة علمية لمحمد أركون : ص 51

ý ويتحدث أركون في موضع آخر من كتابه عن مايسميه “ ظاهرة التقديس ” للقرآن العظيم ، فيرى أنها من ممارسة ( الذين يستمتعون في اجترار نفس الكلام بسبب الكسل أو الجهل )، ويرى أن المشروع الأسمى هو أن ( نجمد كالاقنوم عامل التقديس الموجود في القرآن والأناجيل والتوراة )( الفكر الإسلامي : قراءة علمية لمحمد أركون : ص 85
ý وفي موضع آخر يتكلم عن صحة القرآن وثبوته باعتباره مجرد فرضية الفكر الإسلامي : قراءة علمية لمحمد أركون : ص 66
ý ثم يتكلم عن أن الخطاب الإسلامي لم يستطع التوصل إلى التمييز في القرآن ونصوص الوحي بين الأسطورة والتاريخ ، وأنه أي الخطاب الإسلامي المعاصر : ( لايزال بعيداً جداً عن تاريخانية القرن التاسع عشر الأوروبية التي توصلت إلى تهميش العامل الديني والروحي المتعالي وحتى طرده نهائياً من ساحة المجتمع ، واعتباره يمثل إحدى سمات المجتمعات البدائية )( الفكر الإسلامي : قراءة علمية لمحمد أركون : ص 68
ويعيد الكلام عن الخطاب الإسلامي المعاصر فيصفه بأنه ( الذي يزعم أنه يحرك التاريخ المعاصر ويحد له من جديد ديكتاتورية الغاية المثلى على طريقة الإسلام البدائي ، هذا الخطاب هو خطاب ايديولوجي ، مغلق على البعد الأسطوري والرمزي ذي الأهمية الحاسمة جداً في القرآن )(المصدر نفسه 109
ý ويصف أركون قصة أصحاب الكهف بأنها أساطير المصدر نفسه ص 48
ý ويعلل أركون أخذه بهذا المنهج قائلاً : ( لكي تحلل وتدرس وضع الإسلام الراهن في مواجهة الحداثة بشكل صحيح ، فإنه من الضروري أن نوسع من مجال التحري والبحث لكي يشمل ، ليس فقط الفكر الإسلامي الكلاسيكي ، وإنّما القرآن نفسه أيضاً إن المهمة تبدو مرعبة لأسباب معروفة جيداً ، سوف نرى ، مع ذلك ، لماذا هي شيء لابد منه ، إذا ما أردنا أن نعالج بشكل دقيق المكان الذي أتيح للتاريخية أن تحتله في الإسلام )( المصدر السابق : ص 113 – 114

ý هاجم اركون الكتب التي كتبها غربيون يثبتون فيه صحة القرآن وسلامته من التحريف ، وصحة الإسلام وثبات مناهجه وقوة حقيقته ووصفها بأنها كتب تبجيلية هزيلة ، لا لشيء إلاّ لقيام مؤلفيها بتوضيح الحقيقة بطرق علمية في أحدها وفلسفية اجتماعية في الثاني ، فهل من دليل أكبر من هذا الدليل على مقدار ماينطوي عليه “ أركون ” من عداء للإسلام وانتماء لأعدائه ؟ . تحدث في هذا الصدد عن كتاب موريس بوكاي المسمى “ التوراة والقرآن والعلم : الكتابات المقدسة ممتحنة على ضوء المعارف الحديثة ” فقال عنه أركون : ( كتاب تبجيلي هزيل جداً ) ثم عن كتاب روجيه جارودي “ وعود الإسلام ” فقال عنه : ( كتاب هزيل أيضاً ) . انظر : الفكر الإسلامي لأركون : ص 83 - 84 .

ý يتحدث بصورة تشكيكية عن ثبوت القرآن ، ويؤكد أن القطع بذلك إنما هو من قبل الروح “ الدوغمائية أي المنغلقة القاطعة بانفرادها بالحقيقة .
ثم يتحدث عن جمع أمير المؤمنين عثمان - رضي الله عنه - للمصحف وتوحيد المصاحف عليه بأن ذلك من قبل الهيجان السياسي الديني ، الذي قام بفرض نسخة رسمية واحدة ، وأن المسلمين يثنون بدوغمائية على هذا الموقف ، ثم يقرر في الصفحة نفسها بأن ( الفكر الإيجابي “ الواقعي ” هو فكر تاريخي )( الفكر الإسلامي لأركون : ص 126

ý في محاضرة لأركون في ندوة الإسلام والحداثة يقول تحت عنوان “ الحداثة ومشكلة المعجم الاعتقادي القديم ” حين اعترض عليه أحد الحاضرين وطلب منه احترام المقدسات وخاصة الوحي والتنزيل أجاب أركون : ( بالطبع ، معك بعض الحق ، وقد نبهت منذ البداية إلى أنه ينبغي أن نسير في موضوع الحداثة بتؤدة وبطء فالأرض مزروعة بالألغام ، ولكنك تستخدم كلمات كثيفة جداً ومثقلة بالدلالات التاريخية دون أن تحاول تفكيكها أو تحليلها ... ، كل هذه التعابير المصطلحية الأساسية التي ورثناها عن الماضي “ كمفردات الإيمان والعقيدة بشكل خاص ” لم نعد التفكير فيها الآن ، ونحن نستخدمها وكأنها مسلمات وبدهيات ونشر بها كما نشرب الماء العذب ، هذا ما تعودنا عليه منذ الصغر ومنذ الأزل ، ولكن إذا صممنا على أن ندخل فعلياً في مناخ الحداثة العقلية ، فماذا نرى ؟ ماذا تقول لنا الحداثة بخصوص هذه المفردات الضخمة الكثيفة التي تملأ علينا أقطار وعينا ؟ ، ماذا تقول لنا بخصوص هذه المصطلحات الإيمانية المشحونة بالمعاني وظلال المعاني ... عندما يستخدم المرء بشكل عفوي هذا المعجم الإيماني اللاهوتي القديم لايعي مدى ثقله وكثافته وشحنته التاريخية وإبعاده المخفية ، وكل الأخطار المرافقة لاستخدامه ، فمثلاً عندما يقول المؤمن التقليدي أن هناك أشياء لاتتغير ولاتتبدل ، وعندما يقول هناك المقدس “ أو الحرم باللغة الإسلامية الكلاسيكية ” .وينبغي عدم التساؤل حوله أو مسه ، وعندما يقول : هناك الوحي ، وكل هذه الأديان انطلقت من النقطة نفسها : الوحي ... الخ عندما يقول كل ذلك فإنه يستخدم لغة كثيفة أكثر مما يجب ، هكذا تلاحظون أني استخدم صفة كثيفة أو ثقيلة “ بمعنى الوزن ” الحيادية لكيلا أطلق أي حكم قيمة ، ماذا تعني هذه الكلة ؟ إنها تعني أن كواهلنا تنؤ تحت ثقل أكياس هذا المعجم القديم ، فهو أثقل من أن نحتمله أو نستطيع حمله بعد الآن ، ... ففي هذه الأكياس “ أكياس المعجم التقليدي ” أشياء كثيرة لا شيء واحد ، وينبغي أن نفتحها لكي نعرف ما فيها ، لم نعد نقبل الآن بحملها على أكتافنا وظهورنا دون أي تساؤل عن مضمونها كما حصل طوال القرون الماضية ، ماذا تقول لنا الحداثة بخصوص كل واحدة من هذه الكلمات والمصطلحات التيولوجية القديمة ؟ ، ماذا تقول لنا إذا ما قبلنا أن ندخل فعلاً في مناخ الحداثة ونتنفس هواها الطلق ؟ )(الاسلام والحداثة 327-328 .
ثم يسترسل في كلامه ليصل إلى قضية “ الوحي ” فيقول : ( أتمنى هنا عندما تلفظ كلمة الوحي أن تشعر بأنها كلمة شديدة الخطورة والأهمية ، وأنه لايُمكننا استخدامها بسهولة وبمناسبة ودون مناسبة ، بمعنى أننا لانفهمها جيداً ، وإنها بحاجة ؛ لأنه تخضع لدراسة جديدة دقيقة لاتقدم أي تنازل للتصورات الألفية التي فرضتها العقائد الدوغمائية الراسخة ، أتمنى أن ننظف من كل ما علق بها من أوشاب ايديولوجية ، وذلك لأن العقائد الدوغمائية الراسخة تحمل في طياتها الكثير من الايديولوجية ... إن عملنا يتمثل في عزل ، وفرز كل ما أضيف إلى كلمة وحي من أشياء تثقلها وتجعل منها أداة ايديولوجية أو آلة ايديولوجية من أجل الهيمنة والسيطرة ، وليس فضاء للمعرفة المنفتحة على الكون ، وهذا إشكالي ، فنحن لانعرف بالضبط ما هو الوحي ، وأستطيع أن أقول الآن مايلي : لاتوجد حتى هذه اللحظة التي أتكلم فيها أمام أي مكتبة في العالم ، ولا أي كتاب في أية لغة من لغات العالم يطرح مشكلة الوحي على طريقة العقلانية الحديثة ومنهجيتها )(الاسلام والحداثة 329-330

ý ويقول أركون (...عندما أقول : القرآن خطاب أسطوري البنية فإن المسلم يولول ويثور وينادي بالثبور وعظائم الأمور في حين أني لم أقل شيئاً خارقاً للعادة أو يسبب أي مشكلة ... )( الإسلام والحداثة : ص 346 – 347

ý العقيدة :يعتبر أركون أن المعجم الاعتقادي عند المسلمين عقدة في طريق انتشار الحداثة ، وذلك حين كتب : ( الحداثة ومشكلة المعجم الاعتقادي القديم )(1) ونبه الأتباع والمقلدين ودعاة الحداثة بأنه ( ينبغي أن نسير في موضوع الحداثة بتؤدة وبطء ، فالأرض مزروعة بالألغام ، ولكنك تستخدم كلمات كثيفة جداً ومثقلة بالدلالات التاريخية دون أن تحاول تفكيكها أو تحليلها ... كل هذه التعابير المصطلحية الأساسية التي ورثناها عن الماضي “ كمفردات الإيمان والعقيدة بشكل خاص ” لم نعد التفكير فيها حتى الآن ، ونحن نستخدمها كأنها مسلمات وبدهيات ونشربها كما نشرب الماء العذب ... عندما يستخدم المرء بشكل عفوي هذا المعجم الإيماني اللاهوتي القديم لايعي مدى ثقله وكثافته وشحنته التاريخية وأبعاده المخيفة ، وكل الأخطار المرافقة لاستخدامه )( الإسلام والحداثة ص 327
ý له جهد كبير في تثبيت عقيدو الشك ومحاربة اليقين الذي هو ركن في الايمان عند المسلمين،وجهد مضاعف في اثبات عقيد النسبية ،ففي ميدان نفيه لليقين والحقيقة الذي يعتبره من أهم منجزاته ، يقول أركون ( من منجزات الحداثة العقلية ألا وهو نسبية الحقيقة ، ونسبية الحقيقة تتعارض جذرياً مع مطلق الحقيقة أو الاعتقاد بوجود الحقيقة المطلقة كما ساد سابقاً في كل الأوساط الدينية )( الإسلام والحداثة ص 362
ý


قال عنه مؤلفا كتاب “ رأيهم في الإسلام ” : ( صاحب عقيدة واثق من صلابة تفكيره وصواب رأيه ، ووضوح مواقفه ... ، يحافظ على اتصال دائم مع التطور الغربي ، مخاصماً مسلمين كثر ، فوجئوا وصدموا باستعماله ، في خواطره وأبحاثه التاريخية ، نظريات استوحاها من حياة القرن العشرين ، وأوروبا ، وعلم اللغات وتحاليل اجتماعية وأصول تنظيمية ، همه الأوحد تطهير رؤى هؤلاء لإسلامهم من الخرافات والأوهام والشوائب التي تشوبها ... ، فإعادة النظر بمجموع التقاليد الإسلامية لتوحيدها وكشف الرواسب المتراكمة التي عثَّرتها منذ الدعوة القرآنية ، هي موضع اهتمام محمد أركون كما المصلحين المحدثين ، مصدرها سلطان النص المطلق ، وشرعية هذا السلطان الذي لايخلو من تعصب نظري ، فينبغي أن تؤدي الثقة العارمة بالنص إلى التقليل من أهمية التجدد في النظرة - أكانت شرقية أم غربية - إلى الإسلام ، التي تواكب عمل أبرز أخصائي مسلم بالدين ، ولا ريب ، لغته فرنسية )(1) .
رأيهم في الإسلام : ص 145 – 146
ý سأله المؤلفان هل يُمكن لدولة عصرية اعتماد الإسلام كنظام حكم ؟ أجاب : ( أرفض هذه الصيغة ، فالإسلام ليس بنظام حكم ، لا تاريخياً ولا عقائدياً )(المصدر السابق 151
ý وعن عقيدته (الحداثية) يطلق بقينية وقطع – مناقضا منهجه الشكي والنسبي- يقول : ( ... الحداثة تتجاوز المجال العربي والإسلامي لكي تخص كل شعوب الأرض أنها ظاهرة كونية )( الإسلام والحداثة ص 354
ý ويطرح الجبرية الحداثية باعتبارها أمراً مفروغاً منه ، لا فكاك من الأخذ بها والانطلاق من ساحتها ، يقول ذلك في يقينية شمولية تقديسية تعسفية ، يقول : ( ... إننا مجبرون منهجياً على الانطلاق من ساحة الحداثة العقلية والفكرية ؛ لأن الحداثة أضافت مشاكل جديدة لم تكن تطرح سابقاً ، وافتتحت منهجيات جديدة تتيح لنا توسيع حقل المعرفة دون إدخال يقينيات دوغمائية ، تعسفية ، هذا هو الشيء الجديد فعلاً ، وهنا يكمن جوهر الحداثة )( المصدر السابق ص 361 .
 
لا تعجب ممن يصف من قبله بالجمود والتخلف والرجعية ..

ويرى نفسه لمّا خُلق في عصر [ التطور الفكري ] قد أتى بما لم تأت به الأوائل !

فهي طريقة قديمة لكل من يعتدّ بعقله ويقدمه على المنقول

((( .. وما يكذب به إلاّ كل معتدٍ أثيم . إذا تتلى عليه آياتنا قال: أساطير الأولين )))

.
 
حينما نطلق العنان للعقل فإنه سيلج في دهاليز محيرة لا نهاية لها ؛ والسر في ذلك أن العقل كون لا نهاية له
وفي الوقت نفسه فإن العقل قاصر عن فهم أقرب الأشياء إليه
فهاك نفسك أيها العقل والتي تعيش بين جنباتها فإنك عاجز عن فهمها كما أنت عاجز عن فهم ذاتك
لم أجد ألذ من ذل التسليم لخالق الوجود بكل ما فيه
بما فيها تلك السلسلات الذهنية العقلية التي لا تنتهي وإن انتهت انتهت بك للحيرة والتي تُعد الخطوة الأولى للولوج في بحر الإلحاد الذي هو التيه بعينه الذي لا تهتدي بعده لشيء ولا ترى فيه شيئا بل هو عماء في عماء
 
قرأت أغلب كتب أركون، والانطباع الذي تولد لدي (وقد أكون مخطئا) أنه علماني غير مؤمن، بل ومعاد للدين، ومدرسته تغريبية صرفة.. ولعل هذا يفهم بسبب طبيعة نشأته في منطقة القبايل (البربرية) في الجزائر، والحساسية الشديدة الذي غذاها الاستعمار الفرنسي بين العرب والبربر، لدرجة أن كثيرا من البربر شعروا في فترة من الفترات بانتمائهم لفرنسا وثقافتها، أكثر من انتمائهم للعرب وثقافتهم.

وأركون علماني، شديد الإيمان بالعلمانية في نمطها الفرنسي المعادي للدين، ويرى من حق الدولة أن تتدخل في الشأن الديني وتديره..

وإن كانت جل كتابات أركون حول القرآن والإسلام، فهذا لا يعطي أي مبرر لجعله بمثابة "خادم للإسلام"، بمعنى أنه أدى دورا في تقديم الإسلام كدين رباني المصدر.

لم يتطرق أركون في أي كتاب من كتبه للإسلام والقرآن من زاوية الباحث المؤمن بهما (على خلاف طارق رمضان، مثلا، الذي يدافع بشدة، أيضا عن العلمانية، ولكنه يرفض النمط الفرنسي المعادي للأديان وللروحية)، وإنما انطلق في حميع ما يكتبه من أن القرآن نتاج ثقافي إنساني ليس ذا مصدر رباني. ولا يمكن التذرع في ذلك بأنه كان يخاطب في ذلك الساحة الأكاديمية الغربية، أو أنه كان يلتزم تماما بمنهجية البحث الأكاديمي، التي تفرض عليه الحيادية الاعتقادية، إلى غير ذلك من الشعارات التي توهم بالموضوعية، في حين أنها تستبطن أوهاما كبيرة. وإلا فيوجد عدد كبير من مشاهير الباحثين الأكاديميين الذين لم يمنعهم امتلاكهم لأدوات البحث الأكاديمي الدقيق في عدم إنكار إيمانهم ومعتقاتهم في بحوثهم وكتاباتهم.

صحيح أن أركون عبر عن انتمائه للإسلام والمسلمين، وقال في عدد من التصريحات إنه "مسلم"، ولكنه (في جميع ما قرأته أو شاهدته، وقد أكون مخطئا) ذكر الأمر في سياق الانتماء الاجتماعي والثقافي فقط، وليس في سياق التدين والإيمان بالمعتقدات والمقدسات والمعاد، إلخ.. وهذا أمر يقول به الملحدون والشيوعيون العرب، كما يقول به الملحدون في كل المجتمعات. ففي تونس، مثلا، كان رئيس الحزب الشيوعي محمد حرمل، وعدد من أفراد مكتبه السياسي، يرددون دائما أنهم "مسلمون شيوعيون" وكان حرمل يحضر في المناسبات الدينية الرسمية، في رمضان والأعياد، ويحضر مجالس ختم الحديث النبوي في جامع الزيتونة، ويدافع عن انتمائه للإسلام.

ولذلك فمن المغالطة الحديث عن أركون من زاوية الإيمان، على الأقل في ما يتعلق بكتاباته وإنتاجه الفكري، وهذا هو الذي يهمنا أكثر (أما إيمانه الذاتي، وهل كان حقا مؤمنا أم غير مؤمن، فتلك مسألة دفنت معه، وسيلقى الله عليها، ولن يفيد إطالة الحديث فيها دفاعا وهجوما)..
وفي المقابل، يجب الاعتراف بتميز الرجل في امتلاك أدوات البحث والتحليل الأكاديمي، واشتراكه مع نصر حامد أبو زيد في تقديم عدد كبير من المقولات التي أدت لحركة علمية نشيطة وخلقت تحديات هامة في ميدان البحث العلمي المتعلق بالقرآن وبالإسلام عموما. وهذه تحسب له "أكاديميا" فقط. فالرجل لم يخدم الإسلام من موقع المؤمن به والداعي له، وإنما يمكن القول إنه خدم الإسلام بحثيا من خلال تسليط الأضواء عليه أكثر، ودفع عدد كبير من الباحثين للاهتمام به، بل وإنتاج مدرسة كاملة من الأتباع، أدت كتاباتهم وستؤدي إلى حركية علمية كبيرة.
 
وجدتُ هذا الخبر في موقع سبق ، ووجدتُ فيه رأي لصديقي عبدالله المالكي وفقه الله وهو كتب رسالته للماجستير عن أركون ومنهجه في جانب من جوانبه الفكرية قدمها لجامعة أم القرى ، وجرت بيني وبينه مناقشات قديماً حول أركون وكتبه ، فأحببت نقل هذا الخبر والتعليقات للاطلاع .


وصفوه بأنه من أكثر العلمانيين العرب تطرفاً في التعامل مع القرآن ونصوص الوحي
كتّاب سعوديون يهاجمون المفكر "محمد أركون" وينتقدون من يترحم عليه

تركي العبدالحي- سبق- الخبر: أثارت وفاة المفكر الفرنسي الجزائري الأصل "محمد أركون" جدلاً واسعًا بشأن تركته الثقافية التي تركها، وكتب العديد من الكتاب والأساتذة الجامعيين السعوديين حول وفاته، ورفض أغلبهم مجرد الترحم عليه.
وقد ترك أركون خلفه عددًا كبيرًا من المؤلفات الفكرية التي كتبها باللغة الفرنسية وحظيت باهتمام كبير وواسع في الدول العربية حيث جرت ترجمة غالبية مؤلفاته.
ولعل الغضب من أركون يتمحور حول إخضاعه التراث الإسلامي للنقد وفقًا لمنهجه العلمي ورفع القداسة عن النصوص الدينية، مما دفع الكثير إلى اتهامه بالتطرف العلماني. واهتم أركون بما يسمى بـ(الأنسنة - هيومانيزم) في العالم العربي والإسلامي، وكان آخر ما صدر له (الأنسنة والإسلام.. مدخل تاريخي نقدي) و(نحو نقد العقل الإسلامي).


ويعلق الباحث الشرعي عبدالله المالكي في صفحته على شبكة الإنترنت بعد وفاة أركون، وله رسالة ماجستير حول أركون بالتحديد، قائلاً "قبل 5 سنوات سجلت رسالتي حول المفكر الفرنسي محمد أركون، وكان عندي شيء من التقدير والإعجاب به وقتها، لبعض الجوانب التي تصورتها من خلال كتاباته التي قرأتها بشكل سريع في مرحلة البكالوريوس، لكن بعد 5 سنوات وبعد أن عشت مع أركون ليالي وأياماً مع فكره ومع المنابع والأصول والمرجعيات التي بنى من خلالها منهجيته وانطلق منها في قراءة التراث، بعد كل ذلك وبعدما سلمت رسالتي لم يبق في قلبي أي تقدير ولا إعجاب ولا احترام لهذا الرجل، ولا أجد أي دافع أو مبرر يدفعني للترحم عليه، وإن كانت رحمة الله واسعة وسعت من هو أشد من أركون، أقول ذلك وأنا بكامل حريتي وإرادتي، الحرية هي التي جعلتني أترحم على محمد عابد الجابري وأتوقف عند محمد أركون، ومع ذلك فالرجل أفضى إلى ما قدم، ورحمة الله واسعة لا تنتظر دعوتي ولا دعوة فلان".


ويعلل المالكي موقفه الحاد والسلبي من أركون قائلاً "موقفه الجذري من الوحي والقرآن، فعلاً لم يبق في قلبي أي احترام، وهي وجهة نظر في النهاية لكم كامل الحرية في تقبلها أو رفضها".


ويعتبر الدكتور عبدالرحيم السلمي مدير مركز تأصيل الفكري بجدة أن من يترحم ويظهر تعاطفاً مع أركون فهو "إما جاهل بفكره ويحب أن يتكلم فيما لا يعلم، أو منحرف في عقيدته ودينه ولا يعرف حقيقة الإسلام".


ويعرف الدكتور السلمي أركون قائلاً "من أكثر العلمانيين العرب تطرفاً في التعامل مع القرآن ونصوص الوحي، ومادته مأخوذة من غلاة المستشرقين، وأتعجب كثيراً ممن فتن بالدفاع عنه وعن (أبو زيد) ويقيمون مآتم وأروقة عزاء وهم ممن ينتمون إلى الفكر الإسلامي. يمكن أن أتفهم كيف انخدع البعض بالجابري؛ لأنه مراوغ ومتلاعب بالألفاظ، ولا يجرح المشاعر بعبارات صريحة، ويستعمل المداراة والمداهنة، بمعنى آخر (علمانية لينة)، وقد صرح بأن قراءته للتراث عصرية وليست تراثية مثل كل الفرق بما فيها الشيعة والمعتزلة والأشاعرة فضلاً عن أهل السنة، فهي قراءة علمانية لا تنتمي إلى جميع القراءات الإسلامية مع اختلافها. أصبح بعض شبابنا اليوم يخدعهم العلماني اللين ويجاملون العلماني المتطرف، وهذه حالة تستدعي الاهتمام والكشف والبيان، فهي فتنة خطيرة على الدين، بل أصبحت بعض مفاهيم العلمانية والليبرالية تنفذ إلى عقول شبابنا من خلال هذه المشاريع الفكرية، فأصبحت تجد من ينتمي إلى التيار الإسلامي، وهو في حقيقته علماني أو لديه أفكار علمانية متجذرة، وتزيد المشكلة عند محاولات أسلمتها ووضع الغطاء الشرعي عليها".


وكتب الباحث وأستاذ التفسير بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن مصطفى الحسن مقالين بعد وفاة أركون أحدهما ورقات من رسالته للدكتوراه، ويعنون الحسن مقالته الثانية بـ(هل في كتابات محمد أركون ما يفيد؟)، ويقول الحسن في مقالته إن أركون متأثر بمدرسة الحوليات الفرنسية، مضيفًا "ماذا يمكن أن نستفيد من مدرسة الحوليات؟ أعتقد أن هذا هو السؤال المهم. التاريخ الإسلامي مبني على الرواية، وهو علم إسلامي أصيل يقوم على الجرح والتعديل وله قيمته العلمية بلا شك، لكن لا يمنع هذا أن يكون للشواهد التاريخية حقها من البحث والدلالة، نظريات التاريخ تجاوزت الحوليات من أهم من كتب في ذلك (عبدالله العروي) في كتابه (مفهوم التاريخ) وهو ممتع للغاية ويحتاج إلى قراءة متأنية".


كما يشبه الحسن أركون بخضراء الدمن، وهي المرأة الحسناء في المنبت السوء.


وتبقى في النهاية حقيقة أن أركون الذي كتبت عنه دراسة ماجستير في جامعاتنا السعودية، وكتب عنه الباحث مصطفى الحسن بعض ورقاته في رسالة للدكتوراه، وتناوله العديد من المؤلفات السعودية؛ كان مؤثرًا، ووصلت أغلب أحرفه إلى القارئ السعودي بغض النظر عن ردات الفعل تجاه ما كتب .
 
(محمد أركون ومعالم أفكاره) للدكتور محمد حامد الأحمري

(محمد أركون ومعالم أفكاره) للدكتور محمد حامد الأحمري


(محمد أركون ومعالم أفكاره) للدكتور محمد حامد الأحمري
تطورت في عصرنا هذا وسائل الدعاية لكل شيء بمقدار لم يسبق له مثيل، هذه الدعاية في قضايا الكماليات ووسائل الراحة قد تكون معقولة إلى حد ما، لكن الغريب من أصناف هذه الـدعـايـة، الدعاية الفـكـرية لعامة الكـتاب والشعراء والروائيـين إلى درجة تدفع إلى السأم وعدم الثقة بأي شيء يشتهر من كتاب أو كاتب أو صحيفة، فيجعلك هذا لا تثق بالشهرة لأي عمل، إذ قـد يكون في غاية الرداءة والفساد لكن جيوش الإعلام والترويج تحاصرك حتى تفقد بصيرتك.


وقد حاصرتنا الدعاية في زماننا ورفعت فـي وجوهنا مجموعة من الكتاب والمفكرين والأدباء، وألصقتهم في وجوه ثقافتنا كرهاً، وألزمتنا بهم وحاصرتنا كتبهم في كل زاوية، وليس هذا الحصار فقط بين العرب، بل لقد شكَت إحدى المستشرقات وقالت: "إن أدونيس لم يقل شيئاً ولكن اللوبي الأدونيسي هو الذي أعطاه الأهمية"!.

هذا الجيش الدعائي من وراء كتاب صغار أو مغالطين كبار هو الذي أعطاهم أهمية كبرى في عالم الكتاب العربي.

قال أحد القراء لقد رأيت كتب أركون ولفت انتباهي الدعاية الكبيرة لها؛ فذهبت مع القوم واشتريت منها وقرأت الأول والثاني فما أحسست بفائدة ولا ساعدني الفهم، وقلت كاتبٌ متعِبٌ، ولكن زادت الدعاية للرجل فقلت في نفسي: النقص في قدرتي على الدراسة والفهم، وسكتُّ وخشيت أن أقول لأحد: لا أفهمه، حتى إذا كان ذات يوم جلست إلى قارئ وكاتب قدير وتناول كتاب "تاريخية الفكر العربي الإسلامي" وقال: لقد حاولت أن أفهم هذا الكاتب أركون فما استطعت، فكأنما أفرج عني من سجن وقلت: رحمك الله أين أنت فقد كنت أبحث عن قارئ له يعطيني فيه رأياً، لا الذين أكثروا من الدعاية له دون دراية.

وحتى لا تضر بنا المبالغة في هذا إليك نموذجاً للدعاية الأركونية: علق هاشم صالح مترجم أركون إلى العربية في آخـر كـتاب "الفكر الإسلامي نقد واجتهاد" يقول هاشم: بعد أن تركت محمد أركون رحت أفكر فـي حجم المعركة التي يخوضها بكل ملابساتها وتفاعلاتها، وهالني الأمر فكلما توهمت أن حدودها قد أصبحت واضحة محصورة، كلـما اكتشفت أنها متشابكة معقدة، شبه لا نهائية. هناك شيء واحد مؤكد على أي حال: هو أن محمد أركون يخوض المعركة على جبهتين جبهة الداخل، وجبهة الخارج، جبهة أًصوليي المسلمين، وجبهة أصوليي المستشرقين:

وسوى الروم خلف ظهرك ... روم فعلى أي جانبيْك تميل؟ (1).

هذا مثل مما يفعل هذا المترجم، وقد يفاجئك مراراً بالمدح في وسط الكتاب أو في المقدمة أو في الهامش (2) أو في لقاءاته مع أركون التي تمثل جزءاً كبيراً من أعماله؛ فهذه طريقة في الكتابة جديدة إذ يُجري المترجم حواراً حول أفكار أركون بعد كل فصل أو في آخر الكتاب كما في "الفكر الإسلامي قراءة علمية"، أو "الفكر الإسلامي نقد واجتهاد".

أثناء قراءة أعمال أركون قد تصادفه ينقد مدرسة عقائدية أو فقهية، ويحاول أن يقول إنها خرافة، وأسطورة دغمائية كما يحلو له أن يكرر، وتقول: لعله ينصر المدرسة الأخرى، فهو إما شيعي أو خارجي، ثم يخرج عليك في صفحة أخرى وهو يعرض بعدم معقولية فكرة الإمامة لدى الشيعة (3)، ثم في مكان آخر لا يتفق مع الإسلام السني المتزمت في نظـره (4)، علماً أن السني عنده هم الأشاعرة، وأما أحمد وابن تيمية فيدعوهما حنابلة متزمتين.

وتحاول جاهداً أن تقف تماماً على ما يريد، فإذا هو متناقض لا يؤمن بشيء ولا يرى أن لهذا العلم أو التراث الإسلامي أي مكانة إلا في عين المدارس النقـدية الغربية؛ فما أقرته فهو الحق والمحترم ـ كنص للدراسة ليس أكثر من نص بشري قابل للأخذ والعطاء ـ وما لا تقره المكتشفات الأسلوبية اللغوية الاجتماعية والنفسية المعاصرة فإنه لا يرى إقراره والاهتمام به لقدمه وتخلفه عن العصر.

ولعل كتاب "الفكر العربي" أول كتبه المترجمة إلى العربية وفيه تلخيص غامض لجُل ما قال في الكتب الأخرى، وأشار فيه بكثير من التحفظ إلى آرائه في القرآن والسنة والشيعة والحداثة والتجديد.

عند أركون أهداف واضحة لمن يستقرئ أعماله ويصبر على التزوير والمراوغة واللعب بالكلمات في غير معانيها حتى يحصل على هدفه الكبير من كل مشروعه، وسيأتي بيان الهدف بعد ذكر وسائله إليه.

* الوسائل:

أول وسائله نقد الكُتاب الإسلاميين الذين ليست لهم صلة بالمدارس الغربية في الفكر، والذين ليس لهم إلمام بعلوم اللسانيات والاجتماع والنفس والنظريات التي خرجت ـ فيما يرى ـ بعد الخمسينات من هذا القرن الميلادي، وبالتالي يطالبهم بالمشاركة والدراسة لمستجدات النظريات الإنسانية الغربـية، ثم هو يستخدم نظريات ميشيل فوكو في مسائل المعرفة والسلطة، ويرى تاريخية المعرفة وبكوْنها قابلة للتغيير والتطوير والشمول.

وأهم جوانب المعرفة التي يتحدث عنها المعرفة الدينية بكل أبعادها، ويرى اعتبار المعرفة الإسلامية نموذجاً أسطورياً لابد أن يخضع للدراسة والنقاش ـ كما سيأتي ـ ويرى المجاهرة باعتبار العلوم الإسلامية سياقـاً معرفياً أسطورياً يزعج المسلمين ويهز إيمانهم، ولكن لابد ـ كما يرى ـ من بناء مفاهيم جديدة مستمدة من الاحتياجات الجديدة كما فعل السلف، ويرى أن هناك مناطق عديدة في الفكر الإسلامي لا تمس ولا يفكر فيها مثل مسألة عثمان ـ رضي الله عنه ـ وقضايا جمع القرآن، والتسليم بصحة أحاديث البخاري والموافقة على الأصول التي بناها الشافعي، ويرى أنه يضع أساساً للاجتهاد وعقلانية جديدة (5)، وهو يرى أن الوعي الإسلامي قد انشق فيما بين السنة والشيعة، والوسيلة عنده ليست بالتوفيق بين الجانبين ولا الانتقاء منهما إنما الوسيلة نقد الطرفين وهو يعتنق "النقدية الجذرية" للطرفين وإسقاط كل الحجج التي بأيدي الجمـيع، وبالتالي فإن النص السني مغلوط ومزور والنص الشيعي نص العدالـة والعصمة مغلوط ومزور وأسطوري، والمطلوب أن يتحرر كل من الفريقين من نصه فيتوحدان (6).

* الأهداف:

من أهم ما يهدف له أركون في كتاباته المكررة والمملة نزع الثقة من القرآن الكريم وقداسته واعتباره نصاً أسطورياً (7) قابلاً للدراسة والأخذ والرد. وهو يغالط كثيراً في معنى كلمة "أسطورة"، ويقول: إنه يعاني من صعوبة هذه الكلمة على أسماع العرب الذين يربطون بـين هذه الكلمة وبين الأكذوبة أو الخرافة، لكن ما هي الكلمة التي يستخدمها أركون في تعبيره عن القرآن باللغة الفرنسية التي يكتب كل كتبه بها.

إنه استخدم كلمة MYTHEوبالإنجليزية MYTHوكلتا الكلمتين تعني الخرافة أو الحكاية والكلمتان جاءتا من الكلمة الإغريقية MUTHOS، وهي تـعني في جميع اللغات الأوربية حكاية خرافية شعبية تتحدث عن كائنات تجسد ـ بصورة رمزية ـ قوى الطبيعة والوضع الإنساني (8).

ثم إذا سلم بهذه الأسطورة ـ بزعمه ـ فإنها أولاً لم تصلنا بسند مقطوع الصحة؛ لأن القرآن ـ كما يقول ـ لم يُكتب كله في حياة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بل كُـتب بعض الآيات ثم استكمل العمل في كتابة القرآن فيما بعد (9)، وهذه من المغالطات التي يسوقها أركون بكل سهولة ويخلط فيها ما بين قضية الجمع وقضية الكتابة، وبزعم أن الظروف السياسية هي التي جعلت المسلمين يحافظون فقط على قرآن واحد ويتركون ما عداه (10).

ومن أجل أن يمهد لما يريد من إنكار القرآن سنداً في أول الأمر، يدخل بعد ذلك إلى نصوص القرآن، فيشكك في القصص والأخبار، ويرى أن التاريخ الواقعي المحسوس هو الذي يحاكَم إليه القرآن، فالأخبار والآثار التاريخية هي الموثوقة!

ولنقرأ له هذا النص الذي يجد القارئ في كتبه كثيراً مثله، يقول:

"ينبغي القيام بنقد تاريخي لتحديد أنواع الخلط والحذف والإضافة والمغالطات التاريخية التي أحدثتها الروايات القرآنية بالقياس إلى معطيات التاريخ الواقعي المحسوس" (11).

ويرى أن القرآن عمل أدبي لم يدرس كما يجب إلا من قِبَل ندرة، أهمهم عنده "محمد أحمد خلف الله" عندما كتب عن القصص الفني في القرآن، وقال إن القصة القرآنية مفتعلة، ويتحسر على عدم استمرار "خلف الله"، ويذكر أن الأسباب التي لم تمكن "خلف الله" في عمله، أنه راعى الموقف الإسلامي الإيماني أولاً، وثانياً: لنقص المعلومات.

إذن فقد آل الأمر إلى أركون الذي سيهاجم القرآن؛ لأنه لا يراعي الموقف الإسلامي الإيماني، لأنه مطلع على الأبحاث الجارية. ومع زعمه أنه يعرف الأبحاث الجارية التي كتبها فوكو والحاخام دريدا؛ فإنه يظهر للقارئ بشكل يجعله لا يثق في قدرة أركون، ولا أنه فهم ما زعم فهمه من قضايا المعرفة ونقد اللاهوت ونـظريات البنيوية وما بعدها (12).

ويعاني في عرضه للأقوال من عدم التوثيق أو القول الصحيح لما ينقل؛ إذ يقلب كل قضية قرآنية أو تفسيرية أو سياق لعلم حتى يفسد المعنى ويلويه إلى ما يريد كما مر معنا في مسألة كتابة القرآن، ومثال آخر يعرِّف الوحي بقوله: "إنه يدعَى بالتنزيل أي الهبوط من فوق إلى تحت" (13).

* معاني القرآن:

لو تجاوزنا قضية شكه في القرآن وردّه للسنة من باب أَوْلى فماذا يفسر به القرآن وكيف يفهمه، إنه يقول: "إن القرآن ـ كما الأناجيل ـ ليس إلا مجازات عالية تتكلم عن الوضع البشري، إن هذه المجازات لا يمكن أن تكون قانوناً واضحاً، أما الوهم الكبير فهو اعتقاد الناس ـ اعتقاد الملايين ـ بإمكانية تحويل هذه التعابير المجازية إلى قـانون شغال وفعال ومبادئ محدودة تطبق على كل الحالات وفي كل الظروف" (14).

ويقول في موضع آخر:

"إن المعطيات الخارقة للطبيعة والحكايات الأسطورية القرآنية سوف تُتلقَّى بصفتها تعابير أدبية، أي تعابير محورة عن مطامح ورؤى وعواطف حقيقية يمكن فقط للتحليل التاريخي السيولوجي والبسيكولوجي اللغوي، أن يعيها ويكشفهما" (15).

ويفصل أركون بين القرآن والشريعة، فالقرآن عنده "خطاب مجازي يغذي التأمل والخيال والفكر والعمل ويغذي الرغبة في التصعيد والتجاوز، والمجتمعات البشرية لا تستطيع العيش طيلة حياتها على لغة المجاز" (16) ولكن هناك البشر المحسوسون العائشون ـ كما يقول ـ في مجتمع وهناك أمورهم الحياتية المختلفة التي تـتـطلب نوعاً من التنظيم والضبط وهكذا تم إنجاز الشريعة (17).

ثم يعقب بأن هناك مجالاً أسـطـورياً مـجـازيـاً وهـو مـجـال الـقـرآن، ومجال آخر واقـعـي للناس هو مجال الشريعة ويقول: "إنه وهم كبير أن يـتوقع الناس علاقة ما بين القرآن والشريعة التي هي القوانين الـشـرعـيـة وأن الـمـنـاخ الـمـيـثـي (الأسطوري) الذي سيطر على الأجيال السابقة هو الذي أتاح تـشـيـيـد ذلك الوهم الكبير، أي إمكانية المرور من إرادة الله المعبر عنها في الكتابات المـقدسة إلى الـقـوانـيـن الـفـقـهـيـة (الشريعة) وحجته في ذلك ما يلي: في الواقع أن هناك أنـواعـاً مخـتـلـفـة مـن الكلام (من الخطاب) وهناك فرق بين خطاب شعري أو ديني، وخطاب قانوني فقهي أو فلسفي، ولا يمكن لنا أن نمر من الخطابين الأولين إلى الخطابات الأخرى إلا بتعسف واعتباط" (18)، ألا ترى أنك يا أركون قد استطعت أن تمرق من الخطابين.

* مكانة السنة عنده:

ليس هذا مجالاً لمتابعة هذه الأقوال والرد عليها، فيكفي هنا التعريف بمعالم فكره بما فيها جرأته على الشك في ثبوت وصول القرآن إلـيـنـا، وجرأته على نفي الحديث والزعم بـأن الظروف السياسية وأوضاع المجتمعات التي انـتـشـر فـيـهـا الإسلام احتاجت إلى أحاديث وقال: "إن السنة كُتبت متأخرة بعد موت الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بزمن طـويـل وهذا ولَّد خلافات. لم يتجاوزها المسلمون حتى اليوم بـيـن الـطـوائـف الـثـلاث الـسـنـيـة والشيعية والخارجية، وصراع هذه الفرق الثلاث جعلهم يحتكرون الحديـث ويـسـيـطـرون عليه لما للحديث من علاقة بالسلطة القائمة" (19).

وهو يرى أن الـحـديـث هــو جـزء مـن التراث الذي يجب أن يخضع للدراسة النقدية الصارمة لكل الوثائق والـمـواد المـوروثة كما يسميها (20)، ثم يـقـول: "وبالـطـبـع فـإن مـسـيـرة الـتـاريخ الأرضي وتنوع الشعوب التي اعتنقت الإسلام، قد خلقت حالات وأوضاعاً جديدة ومـسـتـحـدثـة لـم تـكـن مـتـوقعة أو منصوصاً عليها في القرآن ولا في الحديـث، ولكي يـتـم دمجها وتمـثلها في التراث، فإنه لزم على المعنيين بالأمر أن يصدقوا عليها ويقدسوها إما بواسطة حـديـث للنـبي، وإما بواسطة تقنيات المحاجة والقياس" (21).

تلك هي مكانة الشريعة عنده، وهذه مكانة أحاديـث الـرسـول ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذ لا يرى أي تشريع جاء به الـقـرآن، وأن الـقـرآن خـطـاب أدبي عاطفي لا علاقة له بـالـحـيـاة، والـشـريعة ضرورة اجتماعية أملتها ظروف المجتمع وحاجة الناس، وهي في مجموعها تراث إذا قابلت في الطريق ثقافة مجتمع آخر أو استجد شيء فإن هذا الجديد يدمج في هذا التراث بواسطة حديث أو قياس، وهو يناقض نفسه تماماً، إذ لو لم تـكـن الـشـريـعـة من غير هذين المصدرين كأساس لما سعى المعنيون بالأمر ـ كما يسميهم ـ لفعل ما كذبه عليهم.

وهذا مـثـال واحد كبـيـر من الـغث والانحراف والكفر الذي يملأ به كتبه، كله يناقض بعضه بعضاً، وكفاه زوراً أو جرأة على كتاب الله قوله: "وليس في وسع الباحثين أن يكـتفـوا اليوم في الواقع بالتكرار الورع للحقائق الموحى بها في الجزيرة العربية في القرن السادس والتي طُرحت مـنـذئـذ على أنها بآن واحد مما يمكن تعريفه واستخدامه وأنها متعالية" (22).

وهو يرى أن الباحـثـيـن ـ يعـنـي نـفـسـه ومَن تابعه ـ (إذ حتى كبار الكفار من المستشرقين لم يحملوا على القرآن والسنة والأمة كالحملة التي يقودها أركون ولم يستطيعوا القول بكل هذه الافتراءات في آن واحد) لا يسعهم تـطـبـيـق الـقـرآن لأنه نـزل في الـجـزيـرة فـي ذلـك الـزمـن الـقـديـم، وهـو لا يرى نفسه وهو يقدس ويستسلم لبقايا قوانين الرومان، بل ويحاسب الإسلام على أفكار فـوكـوه هل تـتطابق معها أم لا، ويقول في نفس الوقت بأن القرآن حقائق، وقد سبق أن قال إنه مجازات عالية وقد أجمع القائلون بالمجاز على أن كل مجاز يجوز نـفـيـه ويكون نافيه صادقاً في نفس الأمر (23)، علماً بأن المجاز بالأسلوب الذي يريده أركون أبعد بكثير من المجاز الذي حدث فيه الخلاف بين المسلمين، والذي قال فيه الشنقيطي إن وروده في القرآن غير صحيح ولا دليل يوجب الرجوع إليه من نقل ولا عقل ونحن ننزه القرآن على أن نقول فيه مجاز بل نقول كله حقائق (24).

ونقل الشنقيطي عن عدد من العلماء عدم جواز المجاز في اللغة أصلاً فضلاً عن القرآن، وهو ـ أي الشنقيطي ـ ممن يرى هذا، وأركون لا يرى أن آيات الأحكام هي المجاز، ولا آيات الصفات كما قال بعض السابقين المخالفـين لأهل السنة، لكنه يرى كل القرآن مجازات عالية، ومرة يقول متعالية أي تكون بعيدة عن المجتمع سياسة واقتصاداً واجتماعاً، إنما تهذيب روحي لا علاقة له بالدنيا.

وليس هذا مكان الحديث عن المجاز ولا الخلاف فيه. لكن جاء بمناسبة خلط أركون وتناقضه؛ إذ يقول: القرآن حقـائـق نزلت قديماً ثم يرجع ويقول مجازات عالية. إن أركون يهدم كل شيء ولا يقيمك على سنن ولا يثق بأحد ولا بعلم أحد، فهو يسخر من كل مَن سبقه حتى يسخر من الطبري ومن طريقته في التفسير. وما دام قد اجـتـرأ عـلـى كـتاب الله وسنة رسوله كل هذه الجرأة فماذا يتوقع القارئ عن غيرها. وهـنـاك جـوانـب عـديـدة يستنكرها كقضايا الثواب والعقاب والبعث بعد الموت (25). ويـرى فـي آيات الـقرآن التي تحدثت عن الجنة وثوابها سياقات شعرية، وأيضاً يرى رمزية العذاب.

* خلاصة:

يرى أركون أن القرآن والكتب السابقة تعاني من سياق واحد، ويضع القرآن مع الأناجـيل في مستوى من الثبوت والدراسة واحد، ويرى أهمية النقد والتجديد. وعمله هذا النـقـدي السلبي النافي ـ الذي يمسخ كل الحقائق وكل المعاني ـ لا يمكن بحال أن يـكـون مـذهـبـاً فكرياً بديلاً؛ بحيث يحل محل شيء من الفرق أو الجماعات التي وجدت عـلـى الساحة الإسلامية وليس بأسلوب يمكن قبوله من قِبل السنة أو الـشـيـعـة؛ ذلك أنه يلـغي الجميع ويرى العدمية (26) التي يقدمها هي البديل أو التجديد، فالشك والجحود بـكـل شيء لن يكون أبداً بديلاً للإيمان، إذ هذا العدم لا يكون ديناً ولا يبني خلقاً.

وهو يرى ـ مع هذا ـ ضرورة النظام في حياة الناس ويرى أهمية القوانين وهذه القوانين عنده تـنشئها الضرورة الاجتماعية، لكن أي مجتمع وأية قوانين، أما المجتمع فلا يرى أركون أن يكون للإسلام سلطة علـيـه؛ لـذا فـلـيـس للإسلام أن يسن أي قانون في ذلك المجتمع إذ ليس للإسلام في نظره أي قانون ولا علاقـة بـالـوجـود، وهـو قد بذل وعصر كل سمومه وآفات الملحدين في الغرب لينكر المصادر أولاً ثم لو افترض إثـبـاتها فليس لها حقائق ولا معاني تمس الناس، ثم إذا فهم منها معاني فتلك المعاني جاءت للحاجة والضرورة ؛ لأنه لم يكن هناك قوانين في المجتمع.

وقد علق أحدهم على نمط تفكـيـر أركون وأسلوب تعامله مع النصوص، فقال: إن تجديدية أركون هي تجديـديـة عدمـيـة، ولا نحسب أن مسلماً عاقلاً يهتم لقراءة أركون النافية (27)، وهذا ملخص لبحث مطول يتناول كتب ومقالات أركون، ومع أن أعماله غير معقولة لكن ـ ويا لَلأسف! ـ إن الذي يـتـحكم في سلوك وأفكار العالم الإسلامي اليوم هو (اللامعقول) لهذا يحتاج إلى بيان.

---------------

الهوامش:

(1) الفكر الإسلامي فكر واجتهاد ص335، "حقاً إن أركون أشد على الإسلام هجوماً من مفكري الروم وسيأتي بيان ذلك".

(2) انظر الكتاب السابق ص254 ومواقع عديدة في "الفكر الإسلامي قراءة علمية".

(3) أركون، مقابلة مع أدونيس، مجلة "مواقف"، عدد رقم 54 ـ ربيع عام 1988، ص10.

(4) أركون، الفكر العربي، ترجمة عادل العوا، ص128 والفكر الإسلامـي نـقد واجتهاد ص 90. ولعل كتاب "الفكر العربي" أول كتبه المترجمة إلى العربـيـة وفيه تلخيص غامض لجل ما قال بعد في الكتب الأخرى وفـيـه إشـارة بكـثـير من التحفظ إلى آرائه في القرآن والسنة والشيعة والحداثة والتجديد.

(5) عيسى بلاطة، توجهات وقضايا في الفكر العربي المعاصر، ص89-90.

(6) رضوان السيد، الإسلام المعاصر، ص19.

(7) محمد أركون، الفكر الإسلامي قراءة علمية، ص22 وما بعدها.

(8) محمد العربي الخطابي، مقال بعنوان "الأسطورة الأصلية في رأي أستاذ جامعي"، جريدة "الشرق الأوسط"26/2/199.

(9) محمد أركون الفكر، الإسلامي نقد واجتهاد، ص85-86.

(10) المصدر السابق، ص86.

(11) أركون، الفكر الإسلامي قراءة علمية، ص23.

(12) انظر مجلة الحوار، عدد 9، ص117-118.

(13) الفكر الإسلامي نقد واجتهاد، ص79.

(14) تاريخية الفكر الإسلامي، ص299.

(15) الفكر الإسلامي قراءة علمية، ص191.

(16) تاريخية الفكر الإسلامي، ص299.

(17) المصدر السابق، ص299..

(18) المصدر السابق، ص299.

(19) أركون، الفكر الإسلامي نقد واجتهاد، ص12.

(20) أركون، الفكر الإسلامي نقد واجتهاد، ص13.

(21) أركون، الفكر الإسلامي نقد واجتهاد، ص18.

(22) أركون، الفكر العربي، ص174 ترجمة عادل العوا .

(23) الشنقيطي، منع جواز المجاز، ص8.

(24) الشنقيطي، منع جواز المجاز، ص51.

(25) للتوسع يراجع الفصل الأخير من كتابه "الإسلام أصالة وممارسة" ترجمة د.خليل أحمد، وأيضاً مواضع متعددة من "الفكر الإسلامي قراءة علمية".

(26) رضوان السيد، الإسلام المعاصر، ص19.

(27) رضوان السيد، الإسلام المعاصر، ص19.
وانظر حول فكرته لتطيق النقد التاريخي للقرآن كتابه "الفكر الأصولي واستحالة التأصيل"، الصفحات التالية: 29، 44 -45، 6، 151، 214 – 215، 247، 191، 194.

المصدر : مجلة العصر
 
عودة
أعلى