وعد و وعيد

إنضم
30/10/2004
المشاركات
342
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
قال تعالى


((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ))

كنت قد قرأت للزركشي قولا في هذا الجزء من الآية مفاده أن السين فيها أفادت وعدا ووعيدا---فالوعد لأجل المؤمنين المحبين

والوعيد لما تضمنته من كون القوم الذين سيأتي بهم الله أعزة على الكافرين

والسؤال هو--من هم القوم الذين سيأتي بهم الله عند ارتداد البعض؟؟

الطبري رحمه الله بعد أن ساق أقوالا كثيرة بأنهم الصديق وصحبه الذين قاتلوا المرتدين رجح القول القائل بأنهم قوم أبي موسى الأشعري لورود حديث بذلك

قال ((وأولـى الأقوال فـي ذلك عندنا بـالصواب، ما رُوي به الـخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم أهل الـيـمن قوم أبـي موسى الأشعري. ولولا الـخبر الذي رُوي فـي ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بـالـخبر الذي روي عنه ما كان القول عندي فـي ذلك إلاَّ قول من قال: هم أبو بكر وأصحابه وذلك أنه لـم يقاتل قوماً كانوا أظهروا الإسلام علـى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ارتدّوا علـى أعقابهم كفـاراً، غير أبـي بكر ومن كان معه مـمن قاتل أهل الردة معه ))
وبالفعل فقد جاء هؤلاء مسلمين نافعين للإسلام مدافعين عنه في عهد عمر رضي الله عنه--وكأن الله قد بدل بهم المرتدين الذين قاتلهم أبو بكر رضي الله عنه وأبادهم
 
ويبقى حمل الآية على العموم هو الأصل ؛ ( فكلّ أمّة أو فريق أو قوم تحقّق فيهم وصف: {يحبّهم ويحبّونه أذلّة على المؤمنين أعزّة على الكافرين يحاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم} فهُم من القوم المنوّه بهم ) كما قال ابن عاشور
 
عودة
أعلى