" .. وعجلت إليك رب لترضى" ـ دراسة تحليلية مختصرة

إنضم
18/10/2016
المشاركات
302
مستوى التفاعل
8
النقاط
18
الإقامة
مصر
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ :ـ
" .. وعجلت إليك رب لترضى" ـ دراسة تحليلية مختصرة
= الآيات الكريمة من سورة طه ( وما أعجلك عن قومك يا موسى (83) قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى (84) قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري (85) )
هدف الدراسة : هي الاجابة على سؤال : هل العجلة هنا كانت مطلوبة ممدوحة أم لا ؟ وهل وقعت بمحل رضا من الله تعالى أم لا ؟
وهل يتناسب الاستشهاد بشطر الآية الكريمة " .. وعجلت إليك رب لترضى" في محل علو الهمة والمسارعة في الخيرات ام أنه استشهاد في غير محله ؟
= مبحث : الجذر اللغوي " عجل " في القرءان الكريم
ـ لم يأت هذا الجذر اللغوي في جميع الآيات إلا في مواضع الذم / النهي / مقرونا بالعذاب والفتنة
إلا في موضع واحد أو موضعين
فمواضع الذم مثل ( أعجلتم أمر ربكم , العاجلة , عجلنا له فيها , خلق الانسان من عجل , وكان الانسان عجولا ..)
مواضع النهي مثل ( فلا تعجل عليهم , ولا تعجل بالقرءان , ولا تستعجل لهم .. )
قرين العذاب والفتنة مثل ( لعجل لهم العذاب , عجل لنا قطنا , استعجلتم به ريح فيها عذاب , لم تستعجلون بالسيئة , ماذا يستعجل منه المجرمون , أفبعذابنا يستعجلون , يستعجلونك بالعذاب ... )
موضعين استثنائيين وهما :
في سورة البقرة ( فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه .. ) نفي الإثم تجاوزا ورخصة من الله تعالى
وفي سورة الفتح ( وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه .. ) ومن المعلوم أن المغانم وإن كانت حلالا طيبا إلا انها تنقص من الأجر الأخروي للجهاد في سبيل الله .

= مبحث : السؤال من الله تعالى الموجه إلى موسى عليه السلام
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ ( وما أعجلك عن قومك يا موسى؟ ) هل يوحي أن موسى عليه السلام
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ فعل شيئا خلاف الأصل أو ما كان له أن يفعله ؟ أم أنه سؤال للإستئناس والقرب والمحبة ؟ هل السؤال ذاته يتضمن عتابا أم لا ؟
وللإجابة على ذلك ـ نستعرض سريعا أسئلة الله تعالى في القرءان الكريم والتي بصيغة ( لما فعلت / لما لم تفعل ) لنجد أن مجرد توجيه السؤال من الله تعالى بصيغة ( لما فعلت او لما تركت ) فهي صيغة عتاب ولوم.
ونجد أن الأسئلة الواردة على صنفين : صنف عام , وصنف خاص .
1 ـ صنف عام : وكلها تتضمن عتابا ولوما مثل
ـ سورة الانفطار ( يا أيها الانسان ما غرك بربك الكريم ؟ )
ـ سورة التكوير ( وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت ؟ ) وإن كان هذا عتاب ليس للمسئول ( الموؤدة ) ولكنه عتاب غير مباشر لشخص متعلق بالمسئول ( قاتل الموؤدة ).
ـ الأسئلة الموجه لأهل الكتاب ( لم تكفرون , لم تلبسون الحق بالباطل , لم تحاجون , لم تصدون ... ) واضحة لا تحتاج لبيان
2 ـ صنف خاص : وهو الموجه لأشخاص بأعيانهم وكلها أيضا تتضمن عتابا ولوما مثل
ـ سورة التوبة ( عفا الله عنك لم أذنت لهم ... )
ـ سورة التحريم ( يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك ...)
ـ سورة المائدة ( أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله .. ) وإن كان هذا عتاب ليس للمسئول ( المسيح عليه السلام
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ ) ولكنه عتاب غير مباشر لشخص متعلق بالمسئول ( أتباع المسيح الذين ضلوا ) .
ـ الأسئلة التي وجهت لابليس لعنه الله ( مالك الا تكون مع الساجدين ) , ( ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي ) واضحة لا تحتاج لبيان .
ـ الخلاصة أني لم أجد سؤالا من الله تعالى بصيغة ( لما فعلت او لما تركت ) إلا وهو في أصله يتضمن عتابا ولوما , ولا تأتي هذه الصيغة في اعمال صالحة او في محل رضا من الله تعالى , والله أعلم .

وهنا نكتة لطيفة : كأن السؤال من الله تعالى بهذه الصيغة يأتي كاشفا لخطأ ما قام به المسئول , ويكون الغرض منه إما تربويا ليتوب المسئول ويستدرك ما فاته مثل آدم عليه السلام
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ عندما طلب التوبة ,أو تعليميا مثلما تتعلم الأمة في شخص نبينا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه , او تأديب وعقوبة مثل إبليس عليه اللعنة لاقامة الحجة عليه وإظهار ما بنفسه من كبر وكفر .
وكأن الأعمال الصالحة لا تحتاج إلى سؤال ومراجعة وهذا يذكرنا بكتابة الحسنات والسيئات ووظيفة كل ملك مسئول عنهما , حيث أن ملك الحسنات هو رئيس ورقيب على ملك السيئات ويأمره ألا يعجل وينتظر عدة ساعات قبل كتابة السيئة ويصبر على المسيء لعله يتوب , بينما ملك الحسنات بمجرد أن يهم العبد بها فيكتبها واحدة ثم يتضاعف ثوابها إذا أتم تنفيذها .. فهنا الحسنة تكتب على الفور اما السيئة فمحل سؤال ومراجعة وتدقيق .. إلى أن نصل للنموذج الأعلى للصالحين دون الأنبياء وهم الذين يدخلون الجنة دون سابقة حساب ولا عذاب فقد ارتفع عنهم السؤال تماما .
ولذا تجد في عدة نصوص أن السؤال قرين الهلكة والتخويف وليس قرين الثناء والمدح , وفي الحديث من نوقش الحساب عذب , وأسئلة القبر فتنة للميت ولذلك من كرامة الشهيد ومن مات يوم الجمعة ألا يفتن في قبره , ويوم القيامة يسمى يوم الحساب تهديدا وتخويفا

= مبحث : بتحليل صيغة وتركيب السؤال ( وما أعجلك عن قومك يا موسى؟ ) نجد الآتي :
أ ـ ما الفرق بين الصيغة ( وما أعجلك عن قومك يا موسى؟ ) والصيغة ( ولماذا عجلت عن قومك يا موسى؟ )
(وما أعجلك) : أعجل فعل رباعي متعدي , كأن الله تعالى يسأل عن السبب الخارجي الذي دفع موسى عليه السلام
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ للعجلة .
أما ( لماذا عجلت ) : عجل فعل ثلاثي لازم , فلو كان السؤال بهذه الصيغة لكان عن السبب الداخلي / النفسي .
وبالتفكير والتدبر في ما هو هذا السبب الخارجي الذي دفع موسى عليه السلام
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ للعجلة ؟ نجد والله اعلم هم قومه انفسهم , كأنه عليه السلام
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ لم يصبر ولم يتحمل مسيرهم البطيء وعدم تجاوبهم معه وأنهم لم يشعروا بما شعر هو به من شوقه ولهفته للقاء ربه فذهب وتركهم وراءه .
فالله عز وجل
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ يسأل عن هذا السبب الخارجي ولا يسأل عن السبب الداخلي النفسي ( اللهفة والشوق للقاء ربه ) .
ب ـ ما الفرق بين الصيغة ( وما أعجلك عن قومك يا موسى؟ ) والصيغة ( وما أعجلك يا موسى؟ )
ما دلالة ذكر ( عن قومك ) ؟
والله أعلم لابراز الفجوة والمشكلة التي حدثت , لماذا فارقت قومك في غير وقت المفارقة , ولماذ تركتهم وراءك وقدمتهم , وأنت المكلف بهم والمسئول عنهم .
فعند التعمق والتدبر نجد أن حقيقة السؤال وأساسه هو عن ( قوم موسى ) وليس عن ( موسى) ـ فمسير القوم كان طبيعيا وموسى عليه السلام
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ هو الذي تعجل المسير بمفرده ـ وكأن الأصل والمفترض أنه كان يظل معهم ويتصبر ليصلوا معا .
فحقيقة السؤال ليست : لما عجلت إلي ؟ / لماذا سارعت إلى مرضاتي ؟ / لماذا تشوقت وتلهفت للقائي؟
لا
بل حقيقة السؤال هي : لماذا تركت قومك قبل أوان الترك ؟ / لماذا جئت دونهم / لماذا سبقتهم وتركتهم ؟
وبهذا التحليل تتضح أن إجابة كليم الله تعالى لهذا السؤال أصبحت عسيرة ومحرجة
فالاجابة المفترضة عن هذا السؤال ( وما أعجلك عن قومك يا موسى؟ ) ستكون : الذي أعجلني عن قومي هم بطء مسيرة قومي وعدم صبري عليهم ؟!! وهذا بالطبع حرج لسيدنا موسى عليه السلام
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​عليه السلام .

= مبحث : تحليل إجابة موسى عليه السلام
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ (قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى)
نلاحظ أن إجابة موسى عليه السلام
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ غير متوقعة ـ كان المتوقع أن يقول ما معناه ( أعجلني مسيرهم البطيء ولم اتحمل المكث معهم أكثر من ذلك وشعوري بلهفة وشوق للقائك يا مولاي )
ولكنه عليه السلام
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ عدل عن هذه الاجابة وذكر شيئين يتوافقان مع التحليل السابق الذي ذكرناه :
هم أولاء على أثري : كأنه لم يجد ضررا من التعجل عنهم وسبقهم , فهم قريبون ويقتفون أثره ويلتمسون خطاه .
وعجلت إليك رب لترضى : أي أن السبب الرئيسي للعجلة هي ( التماس رضاك مولاي ) .
ولكن المتدبر في الحدث وعاقبته يشعر أن الملتمس رضاه تعالى كان الأولى به هو المكث مع القوم والتصبر معهم ـ لأن هذا هو أمر الله المكلف به كليم الله تعالى أما العجلة فهي اجتهاد منه عليه السلام
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ .
ونتدبر أيضا : ما دلالة قول موسى عليه السلام
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ ( لترضى) هنا , لماذا عدل عن ذكر الشوق واللهفة كأن يقول وعجلت إليك رب لشوقي ولهفتي
وبالتحليل السابق تتضح الإجابة , أن موسى عليه السلام
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ شعر من صيغة السؤال بحدوث خطأ ما صدر عن هذه العجلة , ومن المؤكد أنه شعر أن هذا المقام مقام هيبة ورهبة جعلته عدل عن ذكر اللهفة والشوق إلى طلب الرضي الذي يناسب حدوث خطأ , بخلاف الموقف المذكور في سورة الأعراف الذي طلب فيه رؤية الله عز وجل
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ ( قال رب أرني أنظر إليك .. ) لما شعر به من موقف الحب والقرب والود ..
فالله تعالى له شئون مع خلقه , وأنبياء الله هم أعلم الخلق بخالقهم , وهم يعلمون أنه لكل مقام مقال ولكل موقف ما يناسبه .

وقفة جانبية : لماذا لم يعضد موسى عليه السلام
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ موقفه بذكرهارون في إجابته ؟ وأنه لم يترك قومه هملا بل وصى بهم هارون عليه السلام
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ وشدد عليه في الحفاظ على القوم وقال له كذا وكذا ؟
وبالتدبر والتفكر في هذه النقطة : نجد أن ذكر هارون في الاجابة قد تكون عاقبته غير مضمونة لأن هذا مقام هيبة ورهبة كما قلنا , وسيظهر تساؤلات : لماذا إذن صبر هارون مع القوم ولم تصبر أنت ؟ هل لأنك أشد شوقا ولهفة منه للقائي ؟ ولكن يقابل ذلك أنك المكلف والمسئول الأول عن قومك والأشد حرصا منه لتنفيذ هذا التكليف ؟

= مبحث : نأتي للتدبر في الرد من المولى عز وجل
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ الموجه لكليمه عليه السلام
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ في هذا الحوار المقدس :
( قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري )
نجد ان هذا الرد يؤكد التحليل السابق أن المقام مقام رهبة وخوف , وأنه قد حدث خطأ ما
فلو كان المقام مقام ترحاب ورضا لكان الرد المتوقع ما معناه ( أحسنت أو قبلت .. ) , لكن جاء هذا الرد الذي من المؤكد انه كان صادما لموسى عليه السلام
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ .. ونحاول تصور هذه الصدمة ..
ولله المثل الأعلى في السماوات والأرض : نتخيل أن جنديا قد أسرع لقائده الأعلى متلهفا وطالبا رضاه بعمل ما متوقعا أن ينال وساما أو ثناء ثم يفاجأ أن قائده الأعلى لم يثن عليه ولم يحسن فعله بل أخبره بكارثة ومصيبة قد حلت بكتيبته المسئول عنها ـ ماذا نستنبط من ذلك ؟ أن عمل الجندي لم ينل رضا القائد ولم يقع لديه موقعا كما كان يظن بل كان اهتمام القائد الأعلى منصب على الكتيبة ولم يلتفت لعمل الجندي الذي قدمه له , صحيح أنه لم يعاتبه صراحة , ولكن إعراض القائد عن ثنائه يشعر بذلك .
ولذا رجع موسى عليه السلام
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ من لقاء ربه غضبان أسفا , وهي نتيجة أيضا غير متوقعة لذهابه مستبشرا متعجلا للقاء مولاه , ولكنها نتيجة متوقعة لخطأ حدث من تركه لقومه والتعجل دونهم .
= وبالتأمل في قوله تعالى ( من بعدك ) تشعر أن عدم تواجد موسى عليه السلام
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ في قومه وقت نزول الفتنة كان عاملا من عوامل قبولهم الفتنة وزلة أقدامهم فيها , فعندما كان بينهم قبل ذلك وطلبوا منه ( اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ) سارع بالتصحيح والتعليم ( إنكم قوم تجهلون , إن هؤلاء متبر ما هم فيها وباطل ما كانوا يعملون ) , وهذا يذكرنا بعدة نصوص , منها قول النبي صلى الله عليه وسلم
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ في الدجال ( فإن يخرج وأنا بين أظهركم فأنا حجيجه دونكم , وإن يخرج ولست فيكم فكل امرؤ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم ) وما أشبه السامري بالدجال , والحديث ( أنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون , وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهبوا أتى أمتى ما يوعدون ) ـ فكذلك موسى عليه السلام
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ كان أمنة لقومه فلما تعجل أتى قومه ما يوعدون ولكن هناك فرقا بين الحدثين , ان النبي صلى الله عليه وسلم
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ والصحابة ذهابهم بالموت وهو أمر قدري كوني , أما موسى عليه السلام
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ فذهابه كان باختياره .

= مبحث : بين العجلة والمسارعة :
نلاحظ ان القرءان الكريم لا يوجد فيه استعمال الجذر اللغوي ( عجل ) مع الأعمال الصالحة المقبولة , بل يوجد ألفاظ أخرى مثل سارعوا , سابقوا , ( نافسوا ) .. في عدة مواضع مثل
ـ وسارعوا إلى مغفرة من ربكم ..., ويسارعون في الخيرات ... آل عمران
ـ سابقوا إلى مغفرة من ربكم .. الحديد
ـ أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون ...المؤمنون
ـ وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ... المطففين
ـ والفرق بين العجلة والمسارعة
أن المسارعة هي عدم ضياع الوقت والقيام بالعمل مع الحرص على اختصار زمنه ولكن الناتج يكون عملا تاما كاملا , ويكون الدافع للمسارعة هو التنافس الايجابي ونوال الدرجات العلا .
أما العجلة فهو اختصار الزمن لكن على حساب جودة العمل واحداث خلل في أحد شروطه كالقيام بالعمل قبل أوانه فينتج عملا ناقصا معيبا , ويكون الدافع للعجلة هو عاطفة قوية غلبت الصبر كأنك تتشوق لترى النتيجة النهائية دون اتمام متطلبات ولوازم الوصول لهذه النتيجة .
وهذا يفيدنا أن نحرص ونحذر .. نسارع في العمل الصالح لكن لا نعجل فيه .

خلاصة الدراسة :
العجلة غير ممدوحة بل هي مذمومة ( التأني من الله والعجلة من الشيطان ) , أما في الأعمال الصالحة فالأنسب استعمال بديل عنها مثل سارعوا
والاستشهاد بشطر الآية الكريمة " .. وعجلت إليك رب لترضى" الأنسب أن يكون في باب ذم العجلة أو باب التحذير من عاقبة العجلة أو باب النية الحسنة لا تصحح خطأ العمل .
وفي الختام نذكر أنفسنا بفضيلة كليم الرحمن عليه السلام
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ وأحد أولي العزم من الرسل وأفضل النبيين بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ وأبي الأنبياء ابراهيم عليه السلام
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ , وأكثر الأنبياء ذكرا في القرءان الكريم سواء صراحة باسمه أو بقصته , والمبعوث لأصعب الأمم (بني اسرائيل) ولأعتى الجبابرة (فرعون ذي الأوتاد) , وساكن السماء السادسة , وصاحب الفضل على هذه الأمة في النصح لها بتخفيف صلواتها من خمسين صلاة في اليوم إلى خمس فقط .. عليه الصلاة السلام وجزاه عنا خيرا .
هذا وما كان من فضل ونعمة فمن الله وحده , وما كان من خطأ وزلل فمني ومن الشيطان .
وصلى الله علي نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
كتبه أبو عبيدة ( أحمد عبد العزيز )
الأحد 18 رمضان 1444 ـ 9/4/2023
 
عودة
أعلى