وظيفة المفسر

إنضم
16/11/2009
المشاركات
1,296
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
العمر
72
الإقامة
تارودانت-المغرب
المفسر مطالب - وهو يفسر القرآن الكريم - أن يقارن بين النموذج القياسي الذي يضعه القرآن للإنسان للفرد والمجتمع والدولة ، وبين تنزيل هذا النموذج في الواقع . إن المفسر مطالب - بحكم وظيفته العلمية - بأن يحمل الناس على فهم القرآن الكريم وتمثله في واقعهم الخاص والعام لتستقيم به أحوالهم ، وإلا فما معنى أن نردد أن القرآن صالح لكل زمان ومكان ، وأن تشريعاته تواكب كل تطور وتقدم ؟ .
خلاصة القول ، إنه إذا كان بيان المعنى متوقف على مراعاة شرط السياق الدلالي للألفاظ والتراكيب ، فإن شرط تمثل المعنى متوقف على الشرط التداولي بإبراز ما يفيد المتلقي المعاصر للتفسير في حياته العلمية . وذاك شرط قلما تقيد المفسرون به ، إلا إذا كانوا من حملة مشاريع التجديد والإصلاح المجتمعي .

الدكتورة فريدة زمرد
 
جزاك الله خيرا أستاذ " عبد الكريم" على طرحك لهذا الرأي التفسيري القيم .والحق أن " إسقاط" مضامين الآيات القرآنية على قضايا الواقع المعاصر, أمر حتمي تفرضه حاجات المجتمع الإسلامي المتجددة, وتنزيل مضامين " الآيات" على مستجدات الواقع المعيش, مسألة يهتم بها أكثر, الأسلوب التفسيري المعروف ب" التفسير الموضوعي", وإن كانت اساليب التفسير الأخرى أخذت تهتم به عند المتأخرين , ولعل صنيع الإمام " الطاهر بن عاشور" في التحرير والتنوير, ومن قبله "محمد رشيد رضا " في تفسير المنار, من أوضح ادلته.
ولأن " الإسقاط" على الواقع , هو تطبيق عملي للعلاقة بين "الوحي" و"الواقع", فإن ذلك يجعل تنزيل الآيات على حركة الحياة , نوع من التفسير , لأنه تقرير بأن هذا هو مراد الله من الآية..
وإذا كان الأمر كذلك, فإن الدعوة إلى صياغة " قواعد"أو "ضوابط" أو"شروط" في هذا السياق - والتي ألمحت الدكتورة - إلى شيء منها - تبدو دعوة ملحة لها مبرراتها القوية , حماية " للنص القرآني" من إستطالة من هب ودب عليه .
 
عودة
أعلى