وصية الشيخ السعدي لمن أراد تفسير القرآن

إنضم
14/05/2012
المشاركات
1,111
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
الإقامة
الأردن
قال تعالى: " اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ.. "
قال السعدي:
" " مَثَانِيَ " أي: تثنى فيه القصص والأحكام، والوعد والوعيد، وصفات أهل الخير، وصفات أهل الشر، وتثنى فيه أسماء الله وصفاته.
وهذا من جلالته وحسنه، فإنه - تعالى - لما علم احتياج الخلق إلى معانيه المزكية للقلوب المكملة للأخلاق، وأن تلك المعاني للقلوب بمنزلة الماء لسقي الأشجار؛ فكما أن الأشجار كلما بعد عهدها بسقي الماء نقصت - بل ربما تلفت - وكلما تكرر سقيها حسنت وأثمرت أنواع الثمار النافعة،
فكذلك القلب يحتاج دائما إلى تكرر معاني كلام الله تعالى عليه، وأنه لو تكرر عليه المعنى مرة واحدة في جميع القرآن لم يقع منه موقعا، ولم تحصل النتيجة منه؛
ولهذا سلكت في هذا التفسير هذا المسلك الكريم، اقتداء بما هو تفسير له، فلا تجد فيه الحوالة على موضع من المواضع، بل كل موضع تجد تفسيره كامل المعنى، غير مراع لما مضى مما يشبهه، وإن كان بعض المواضع يكون أبسط من بعض وأكثر فائدة، وهكذا ينبغي للقارئ للقرآن، المتدبر لمعانيه، أن لا يدع التدبر في جميع المواضع منه، فإنه يحصل له بسبب ذلك خير كثير، ونفع غزير ". ا.هـ

والذي قاله رحمه الله يدل على بعد نظر وحسن تقدير؛ فكم من فائدة أنسأ أحد كبار المفسرين ذكرها إلى مَوضع آخر، ثم عاجله الأجل، أو غلبه عارض النسيان والذهول، ولنا في تفسير المنار لمحمد رشيد رضا خير مثال!
 
عودة
أعلى