محمد بنعمر
New member
- إنضم
- 07/06/2011
- المشاركات
- 440
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
-
-علم اصول الفقه:البناء والدلالة
يعد علم أصول الفقه من أهم العلوم التي جسدت مبدأ التداخل ،و التواصل ،والتكامل بين العلوم, في الثقافة الإسلامية ،والسبب يعود إلى نسقية هذا العلم، من حيث هو علم جامع لعدد من العلوم. وموضوعه هو في بناء القواعد ، وتشييد الضوابط ،وصناعة الاستدلالات ،وتركيب البراهين ،.ذلك أن علم أصول الفقه هو في بنائه العام " يظهر بمظهر نسق من العلوم. لم تدخل فيه شعب العلوم الإسلامية ،وحدها.بل دخلت فيه أيضا العلوم العقلية المنقولة ،والدخيلة،على الثقافة العربية الإسلامية، والوافدة عليها من ثقافات أخرى...[1].مثل علم المنطق
وقد تحدث ابن خلدون في المقدمة عن علم أصول الفقه فقال" اعلم أن أصول الفقه من أعظم العلوم الشرعية واجلها قدرا ،وأكثرها فائدة،وهو النظر في الأدلة الشرعية،من حيث تؤخذ منها الأحكام،...".[2]..
واعتبره ابن خلدون علم أصول الفقه ، من العلوم المستحدثة في الملة، حيث لم يكن المتقدمون في حاجة إليه...وإنما نشأت الحاجة إليه بعد فساد الألسنة ،واختلاط المسلمين بغيرهم من أهل الديانات الأخرى....
وهو علم منهجي كاشف لطرق الاستدلال، ومسدد لفهم النصوص الشرعية،فهو يعكس مدى اشتغال علماء الإسلام بالمسالة المنهجية في العلوم، خاصة مناهج فقه النص الشرعي ،وعنايتهم البالغة بالعلوم في مستواها المنهجي، حيث كانت المسالة المنهجية عندهم حاضرة بقوة ، فكان لكل علم لكل علم منهجه الخاص به،و المميزله عن غيره من العلوم....[3].
وهو علم يجسد عمق العقلية الإسلامية في استحضارها للإشكال المنهجي وضبط المعرفة وبناء الأنساق المشيدة لهذه المعرفة.....
لقد أراد له مؤسسه الإمام الشافعي ،أن يكون علما مسددا لفهم النص الشرعي..
-موضوع علم أصول الفقه:
إن علم أصول الفقه من حيث علم مركب من مجموعة من العلوم ، فان موضوعه العام ،والأساسي هو الاستنباط ،والاستدلال على الأحكام الشرعية ،واستجلاء دلالة الخطاب.وهذا العمل لا يتأتى إلا بفهم النص الشرعي ،فهما سليما ،ومنضبطا تقره ضوابط اللغة العربية في الأداء، والإبلاغ ،وتشهد له أعرافها ،و وتؤسسه أصولها ، وسننها في التعبير، والأداء ،والإبلاغ....
اللغة في البناء الأصولي:
ولقد قرر اللغويون ،وعلماء الأصول، أن سبب الخطأ في العلوم الشرعية وعدم إدراك معاني الوحي إنما يعود، ويرجع إلى ضعف الاهتمام باللغة العربية، والقصور في امتلاك ناصيتها ، و عدم التمكن من علومها، المتفرعة عنها ،أو المركبة لها . يقول ابن جني العالم اللغوي في هذا الموضوع :"وذلك أن أكثر من ضل من أهل الشريعة عن القصد فيها، وحاد عن الطريقة المثلى إليها، فإنما استهواه ،واستخلف حلمه ضعفه في هذه اللغة الكريمة الشريفة"([4])....
إن أساس البناء في هذا العلم ،هو اللغة العربية،والناظر في البحوث المشيدة له ،يلاحظ بما لا مجال للشك هو الحضور القوي لهذه البحوث.فهو بحق يستحسن ا ن ينعت بعلم النص....[5].
ومن هنا وجب الإقرار، والاعتراف، بأن التلقي السليم للنص الشرعي ،على ضوء قواعد التفسير،المستمدة من اللغة العربية، من شانه أن يساعد على التلقي السليم للنص القرءاني ، ويحافظ على مقصديته.التي من اجلها نزل. علما أن هذه القواعد الأصولية هي قواعد،و آليات مساعدة، و أصول معينة على اكتساب المعنى في النص...
من هنا فقد أراد لعلم أصول الفقه ، مؤسسه الأول الإمام الشافعي ت204ه أن يكون علما مسددا ، وخادما لفهم النص ،ومعينا على الاستدلال للأحكام الشرعية ، انطلاقا من فقه النص ، من حيث ومرحلة أولية لبناء لاستدلال .فهو منهج قائم بذاته ،جامع بين النقل والعقل ،وبين النص والاجتهاد... فهو يزاوج بين الرأي والنص.ويستمد مكوناته ومرجعياته من مجموعة من العلوم التي تشاركه ، وتتقاسم معه الموضوع.وتتداخل معه في المنهج، وتشترك معه في الجهاز المفاهيمي...
من هنا نقول أن علم أصول الفقه الذي يظهر بمظهر نسق من العلوم، لم تدخل فيه شعب العلوم الإسلامية وحدها. بل دخلت فيه أيضا مجموعة من العلوم العقلية المنقولة من الثقافات ،والحضارات الأخرى والتي لها قرابة معرفية ،أو صلة منهجية مع علم أصول الفقه....."[6]....
ولقد رد الدكتور طه عبد الرحمان بقوة على من استصغر هدا العلم، أو قلل من شانه ،أومن قيمته العلمية ،والمنهجية ،لان القضايا والمباحث والإشكاليات الكبرى ،التي استحضرها علماء هذا العلم ،لا يستطيع استحضارها الباحثون اليوم....[7]
كما اعتبر الدكتور مهدي فضل الله ،إن علم أصول الفقه ، منهج دقيق .انه منهج لا يعادله منهج أخر ، في دقته وتماسكه ، ومرونته ،وقدرته على الخوض في مختلف موضوعات الشريعة ،والوصول فيها إلى حلول اجتماعية إنسانية.....[8].
[1] -تجديد المنهج في تقويم الثرات :23
[2] -المقدمة :583.
[3] -نظرية الاعتبار في العلوم الاسلامية:9
[4] -الخصائص لابن جني :3/345
[5] -الدروس الأصولية للدكتور مصطفى بنحمزة: الدرس:44
[6] -تجديد المنهج في تقويم التراث:32
[7] -الفكر افقأ للحوار :162
[8] العقل والشريعة للدكتور مهدي فضل الله:13.
-علم اصول الفقه:البناء والدلالة
يعد علم أصول الفقه من أهم العلوم التي جسدت مبدأ التداخل ،و التواصل ،والتكامل بين العلوم, في الثقافة الإسلامية ،والسبب يعود إلى نسقية هذا العلم، من حيث هو علم جامع لعدد من العلوم. وموضوعه هو في بناء القواعد ، وتشييد الضوابط ،وصناعة الاستدلالات ،وتركيب البراهين ،.ذلك أن علم أصول الفقه هو في بنائه العام " يظهر بمظهر نسق من العلوم. لم تدخل فيه شعب العلوم الإسلامية ،وحدها.بل دخلت فيه أيضا العلوم العقلية المنقولة ،والدخيلة،على الثقافة العربية الإسلامية، والوافدة عليها من ثقافات أخرى...[1].مثل علم المنطق
وقد تحدث ابن خلدون في المقدمة عن علم أصول الفقه فقال" اعلم أن أصول الفقه من أعظم العلوم الشرعية واجلها قدرا ،وأكثرها فائدة،وهو النظر في الأدلة الشرعية،من حيث تؤخذ منها الأحكام،...".[2]..
واعتبره ابن خلدون علم أصول الفقه ، من العلوم المستحدثة في الملة، حيث لم يكن المتقدمون في حاجة إليه...وإنما نشأت الحاجة إليه بعد فساد الألسنة ،واختلاط المسلمين بغيرهم من أهل الديانات الأخرى....
وهو علم منهجي كاشف لطرق الاستدلال، ومسدد لفهم النصوص الشرعية،فهو يعكس مدى اشتغال علماء الإسلام بالمسالة المنهجية في العلوم، خاصة مناهج فقه النص الشرعي ،وعنايتهم البالغة بالعلوم في مستواها المنهجي، حيث كانت المسالة المنهجية عندهم حاضرة بقوة ، فكان لكل علم لكل علم منهجه الخاص به،و المميزله عن غيره من العلوم....[3].
وهو علم يجسد عمق العقلية الإسلامية في استحضارها للإشكال المنهجي وضبط المعرفة وبناء الأنساق المشيدة لهذه المعرفة.....
لقد أراد له مؤسسه الإمام الشافعي ،أن يكون علما مسددا لفهم النص الشرعي..
-موضوع علم أصول الفقه:
إن علم أصول الفقه من حيث علم مركب من مجموعة من العلوم ، فان موضوعه العام ،والأساسي هو الاستنباط ،والاستدلال على الأحكام الشرعية ،واستجلاء دلالة الخطاب.وهذا العمل لا يتأتى إلا بفهم النص الشرعي ،فهما سليما ،ومنضبطا تقره ضوابط اللغة العربية في الأداء، والإبلاغ ،وتشهد له أعرافها ،و وتؤسسه أصولها ، وسننها في التعبير، والأداء ،والإبلاغ....
اللغة في البناء الأصولي:
ولقد قرر اللغويون ،وعلماء الأصول، أن سبب الخطأ في العلوم الشرعية وعدم إدراك معاني الوحي إنما يعود، ويرجع إلى ضعف الاهتمام باللغة العربية، والقصور في امتلاك ناصيتها ، و عدم التمكن من علومها، المتفرعة عنها ،أو المركبة لها . يقول ابن جني العالم اللغوي في هذا الموضوع :"وذلك أن أكثر من ضل من أهل الشريعة عن القصد فيها، وحاد عن الطريقة المثلى إليها، فإنما استهواه ،واستخلف حلمه ضعفه في هذه اللغة الكريمة الشريفة"([4])....
إن أساس البناء في هذا العلم ،هو اللغة العربية،والناظر في البحوث المشيدة له ،يلاحظ بما لا مجال للشك هو الحضور القوي لهذه البحوث.فهو بحق يستحسن ا ن ينعت بعلم النص....[5].
ومن هنا وجب الإقرار، والاعتراف، بأن التلقي السليم للنص الشرعي ،على ضوء قواعد التفسير،المستمدة من اللغة العربية، من شانه أن يساعد على التلقي السليم للنص القرءاني ، ويحافظ على مقصديته.التي من اجلها نزل. علما أن هذه القواعد الأصولية هي قواعد،و آليات مساعدة، و أصول معينة على اكتساب المعنى في النص...
من هنا فقد أراد لعلم أصول الفقه ، مؤسسه الأول الإمام الشافعي ت204ه أن يكون علما مسددا ، وخادما لفهم النص ،ومعينا على الاستدلال للأحكام الشرعية ، انطلاقا من فقه النص ، من حيث ومرحلة أولية لبناء لاستدلال .فهو منهج قائم بذاته ،جامع بين النقل والعقل ،وبين النص والاجتهاد... فهو يزاوج بين الرأي والنص.ويستمد مكوناته ومرجعياته من مجموعة من العلوم التي تشاركه ، وتتقاسم معه الموضوع.وتتداخل معه في المنهج، وتشترك معه في الجهاز المفاهيمي...
من هنا نقول أن علم أصول الفقه الذي يظهر بمظهر نسق من العلوم، لم تدخل فيه شعب العلوم الإسلامية وحدها. بل دخلت فيه أيضا مجموعة من العلوم العقلية المنقولة من الثقافات ،والحضارات الأخرى والتي لها قرابة معرفية ،أو صلة منهجية مع علم أصول الفقه....."[6]....
ولقد رد الدكتور طه عبد الرحمان بقوة على من استصغر هدا العلم، أو قلل من شانه ،أومن قيمته العلمية ،والمنهجية ،لان القضايا والمباحث والإشكاليات الكبرى ،التي استحضرها علماء هذا العلم ،لا يستطيع استحضارها الباحثون اليوم....[7]
كما اعتبر الدكتور مهدي فضل الله ،إن علم أصول الفقه ، منهج دقيق .انه منهج لا يعادله منهج أخر ، في دقته وتماسكه ، ومرونته ،وقدرته على الخوض في مختلف موضوعات الشريعة ،والوصول فيها إلى حلول اجتماعية إنسانية.....[8].
[1] -تجديد المنهج في تقويم الثرات :23
[2] -المقدمة :583.
[3] -نظرية الاعتبار في العلوم الاسلامية:9
[4] -الخصائص لابن جني :3/345
[5] -الدروس الأصولية للدكتور مصطفى بنحمزة: الدرس:44
[6] -تجديد المنهج في تقويم التراث:32
[7] -الفكر افقأ للحوار :162
[8] العقل والشريعة للدكتور مهدي فضل الله:13.