بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :-
هذه أول مشاركة لي في هذا الملتقى المبارك وأرجو أن يطرح الله فيها الخير والبركة.
وهي مقتطعة من تفسير ابن كثير رحمه الله ، وليس لي فيها سوى الانتقاء
وهي في تفسير قوله تعالى: ((وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ)).الأنعام آية 120
يقول رحمه الله :
[قَالَ مُجَاهِد " وَذَرُوا ظَاهِر الْإِثْم وَبَاطِنه " مَعْصِيَته فِي السِّرّ وَالْعَلَانِيَة وَفِي رِوَايَة عَنْهُ هُوَ مَا يُنْوَى مِمَّا هُوَ عَامِل
وَقَالَ قَتَادَة " وَذَرُوا ظَاهِر الْإِثْم وَبَاطِنه " أَيْ سِرّه وَعَلَانِيَته قَلِيله وَكَثِيره وَقَالَ السُّدِّيّ : ظَاهِره الزِّنَا مَعَ الْبَغَايَا
ذَوَات الرَّايَات وَبَاطِنه الزِّنَا مَعَ الْخَلِيلَة وَالصَّدَائِق وَالْأَخْدَان وَقَالَ عِكْرِمَة ظَاهِره نِكَاح ذَوَات الْمَحَارِم وَالصَّحِيح أَنَّ
الْآيَة عَامَّة فِي ذَلِكَ كُلّه وَهِيَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى " قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِش مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ " الْآيَة وَلِهَذَا قَالَ
تَعَالَى " إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْم سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ " أَيْ سَوَاء كَانَ ظَاهِرًا أَوْ خَفِيًّا فَإِنَّ اللَّه سَيَجْزِيهِمْ عَلَيْهِ
قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم : حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن عَرَفَة حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن مَهْدِيّ عَنْ مُعَاوِيَة بْن صَالِح عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن
جُبَيْر بْن نُفَيْر عَنْ أَبِيهِ عَنْ النَّوَّاس بْن سَمْعَان قَالَ : سَأَلْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْإِثْم فَقَالَ " الْإِثْم مَا
حَاكَ فِي صَدْرك وَكَرِهْت أَنْ يَطَّلِع النَّاس عَلَيْهِ "] انتهى كلامه رحمه الله.
فوائد في أصول التفسير حول هذه الآية:-
1) أن الاختلاف الذي رأيناه بين السلف رحمهم الله في تأويل المراد بالظاهر والباطن ماهو إلا من اختلاف التنوع الذي قعّد له أهل العلم بأنه مما يمكن جمعه بأن يقال أن الآية عامّة وشاملة لكل ماقالوه،وهو ما رأيناه قد رجحه ابن كثير رحمه الله هنا. وقد أسهب في هذا شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله في مقدمة التفسير المشهورة.
2)أن من أحسن طرق التفسير بالرأي هي: تفسير القرءان بالقرءان لأن القرءان يبين بعضه وهي طريقة يعمد إليها ابن كثير رحمه الله كثيراً جداً في تفسيره حتى عرف به. وهو هنا قد فعلها حين ربط هذه الآية بآية الأعراف.
فوائد عامّة:
1) أن في هذه الآية تنبيهاً لذنوب السر أو ذنوب القلب - كلاهما تحتمله الآية - وهو أمر عظيم لطالما غفل عنه الإنسان الذي لو رأى ذنوبه فإنه لايرى إلا الظاهر منها مع أن الخفي أعظم.
2) هناك شريط بديع لفضيلة الشيخ أبي معاذ سلمان العودة جعل عنوانه هذه الآية،وهو بديع جداً في هذا الشأن ففيه كثير من الفوائد التربوية المأخوذة من هذه الآية فليراجع فإنه مهم.
عفا الله عنا ورحمنا ورزقنا صلاح الظاهر والباطن .
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
هذه أول مشاركة لي في هذا الملتقى المبارك وأرجو أن يطرح الله فيها الخير والبركة.
وهي مقتطعة من تفسير ابن كثير رحمه الله ، وليس لي فيها سوى الانتقاء
وهي في تفسير قوله تعالى: ((وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ)).الأنعام آية 120
يقول رحمه الله :
[قَالَ مُجَاهِد " وَذَرُوا ظَاهِر الْإِثْم وَبَاطِنه " مَعْصِيَته فِي السِّرّ وَالْعَلَانِيَة وَفِي رِوَايَة عَنْهُ هُوَ مَا يُنْوَى مِمَّا هُوَ عَامِل
وَقَالَ قَتَادَة " وَذَرُوا ظَاهِر الْإِثْم وَبَاطِنه " أَيْ سِرّه وَعَلَانِيَته قَلِيله وَكَثِيره وَقَالَ السُّدِّيّ : ظَاهِره الزِّنَا مَعَ الْبَغَايَا
ذَوَات الرَّايَات وَبَاطِنه الزِّنَا مَعَ الْخَلِيلَة وَالصَّدَائِق وَالْأَخْدَان وَقَالَ عِكْرِمَة ظَاهِره نِكَاح ذَوَات الْمَحَارِم وَالصَّحِيح أَنَّ
الْآيَة عَامَّة فِي ذَلِكَ كُلّه وَهِيَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى " قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِش مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ " الْآيَة وَلِهَذَا قَالَ
تَعَالَى " إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْم سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ " أَيْ سَوَاء كَانَ ظَاهِرًا أَوْ خَفِيًّا فَإِنَّ اللَّه سَيَجْزِيهِمْ عَلَيْهِ
قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم : حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن عَرَفَة حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن مَهْدِيّ عَنْ مُعَاوِيَة بْن صَالِح عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن
جُبَيْر بْن نُفَيْر عَنْ أَبِيهِ عَنْ النَّوَّاس بْن سَمْعَان قَالَ : سَأَلْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْإِثْم فَقَالَ " الْإِثْم مَا
حَاكَ فِي صَدْرك وَكَرِهْت أَنْ يَطَّلِع النَّاس عَلَيْهِ "] انتهى كلامه رحمه الله.
فوائد في أصول التفسير حول هذه الآية:-
1) أن الاختلاف الذي رأيناه بين السلف رحمهم الله في تأويل المراد بالظاهر والباطن ماهو إلا من اختلاف التنوع الذي قعّد له أهل العلم بأنه مما يمكن جمعه بأن يقال أن الآية عامّة وشاملة لكل ماقالوه،وهو ما رأيناه قد رجحه ابن كثير رحمه الله هنا. وقد أسهب في هذا شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله في مقدمة التفسير المشهورة.
2)أن من أحسن طرق التفسير بالرأي هي: تفسير القرءان بالقرءان لأن القرءان يبين بعضه وهي طريقة يعمد إليها ابن كثير رحمه الله كثيراً جداً في تفسيره حتى عرف به. وهو هنا قد فعلها حين ربط هذه الآية بآية الأعراف.
فوائد عامّة:
1) أن في هذه الآية تنبيهاً لذنوب السر أو ذنوب القلب - كلاهما تحتمله الآية - وهو أمر عظيم لطالما غفل عنه الإنسان الذي لو رأى ذنوبه فإنه لايرى إلا الظاهر منها مع أن الخفي أعظم.
2) هناك شريط بديع لفضيلة الشيخ أبي معاذ سلمان العودة جعل عنوانه هذه الآية،وهو بديع جداً في هذا الشأن ففيه كثير من الفوائد التربوية المأخوذة من هذه الآية فليراجع فإنه مهم.
عفا الله عنا ورحمنا ورزقنا صلاح الظاهر والباطن .
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.