وجود الله حقيقة مطلقة لا تحتاج الى برهان

نايف عبوش

New member
إنضم
12/01/2013
المشاركات
18
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
العمر
79
الإقامة
العراق
وجود الله حقيقة مطلقة لا تحتاج الى برهان
نايف عبوش
تتصاعد في الكثير من المواقع على الشبكة العنكبوتية هذه الايام، كتابات تنكر وجود الله ،او على الاقل تقر بأزلية المادة، وتنكر حقيقة حدوث الكون،والخلق من العدم.ولعل مما ساعد على انتعاش ثقافة الإلحاد، وكفران الخالق، وبالتالي شيوع كتابات الهرطقة التي لاتسمن ولا تغني من جوع،هو منهج البحث المادي الذي يقوم على اعتماد اسلوب استكشاف الظواهر اولا، وبحث الاسباب التي تحكم العلاقة بينها،ومن ثم الوصول الى النتائج، واستقراء مستقبل الصيرورات،والتنبؤ بما سيصير عليه الحال في ضوء تلك المنهجية المعرفية، الامرالذي يستبعد من دائرة اهتمامه في ضوئها،كل ما لا يخضع الى معاييرها في البحث.
واذا كان منهج البحث العلمي التجريدي يصح استخدامه بدرجة عالية من اليقين، والاطمئنان الى نتائجه في المحسوس من الظواهر التي تقع ضمن حدود مدركات الانسان،فانه بكل تأكيد لا يصح ان يكون موضع ثقة مطلقة فيما يخص بحث الظواهرالتي تقع خارج نطاق المحسوس، وليس بمستطاع عقل الانسان ان يدركها، او ان يتلمسها باليات البحث المتاحة المعتادة.ولعل في مقدمة تلك الحقائق،الظواهر الغيبية، التي تبقى لغزا ليس بمستطاع الية البحث موضوعة الذكر ان تستكنه جوهر حقيقتها، مهما بالغت في التجريد، والتعمق في البحث،والتفلسف في هرطقة النتائج.
ان اثبات العلم ذاته حقيقة عجزه عن الالمام الكلي بحقائق الحياة، امر يستحق وقفة حقيقية من كل انسان عند تعامله مع موضوع الخالق، وحقيقة الوجود الإلهي، ومسلمة خلق الكون، والإنسان، والحياة.
وعلى ضوء ما تقدم من معطيات،يبقى وجود الله تعالى حقيقة يقينية مطلقة،تتعالى على اللمس، والتصور على قاعدة(ليس كمثله شيء)،الامر الذي يسوغ الايمان به على الفطرة على قاعدة(والذي قدر فهدى)،دون الحاجة الى دليل علمي، او مادي،حيث يصح القياس عندئذ على مقاربة ان راعي الغنم الذي يرعى انعامه في عمق الصحراء، ولا يرى في المحسوس امامه من الموجودات برج ايفل مثلا،او يتعذر عليه تحسس جبال الهملايا،ومن ثم ينكر حقيقة وجودهما،ويجحدها قياسا على هذه الرؤية،فان ذلك الحدس الذي توصل اليه،لا يعني انهما غير موجودين في الواقع على الحقيقة بذريعة عدم تلمسها بحواسه،ومن ثم لا يسوغ له كفرهما.
ومن هنا فان الايمان بحقيقة الوجود الالهي،يظل حاجة فطرية في الانسان،ولا يحتاج الى دليل مادي، مع ان الله تعالى قد شحذ همة الانسان للبحث،والنظر في ملكوت السماوات،والارض وفي نفسه ،فان فيها ايات للموقنين.
 
بارك الله فيك ما أصدق كلامك, إن الملاحدة يبنون دعوتهم المتهافتة على التشكيك في المسلمات وإنكار ما يتفق عليه العقلاء, ويطلبون البرهان على ما استقر في الفطر وأجمعت عليه العقول, فمثلهم في إنكارهم للخالق ودعواهم عدم إدراكهم لدليل واحد من أدلة ربوبيته, كمثل من يطلب الدليل على أن لكل حادث محدثا, ومن تأمل مذهبهم الباطل علم أنهم يعبدون هذا العالم المادي, ويخلعون عليه صفات الربوبية, فهو عندهم قائم بنفسه, رغم شهودهم افتقاره في كل حين ومن كل وجه, فالملحد حين ينكر وجود الخالق سبحانه يبقى أمام لغز محير لا حل له إلا بإنكار العقل, فإنكار الخالق يقود حتما لإنكار العقل وهو التالي: "إذاً من أين جاء هذا الكون بما فيه؟" ولا حل له من منظار الإلحاد إلا أن يقر الملحد بأن فاقد الشيء يعطيه, وهذا من أبطل لوزم المذاهب المادية جميعا.
 
عودة
أعلى