ناصر عبد الغفور
Member
بسم1
"قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (26)" للسؤال و هو :" ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (25)".
فأجاب رحمه الله تعالى بقوله:"وجهها أنهم ألزموا بما هم مقرون به من أن الله تعالى هو الذي أحياهم أولا ثم يميتهم، و من قدر على ذلك قدر على جمعهم يوم القيامة فيكون قادرا على إحياء آبائهم." اهـــــــــ.
لكن ظهر لي جواب آخر: و هو أن سؤالهم :" ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" ليس المقصود منه رغبتهم في رؤية أبائهم أو لقائهم، و إنما ظنوا أن سؤالهم هذا سؤال تعجيزي لكونهم ينكرون البعث بعد الموت، فالمعنى: إن كنت يا محمد –صلى الله عليه و سلم- صادقا في ما تزعمه من البعث و الحياة بعد الموت فادع ربك يبعث و يحي آبائنا.
فناسب الرد عليهم بما ذكره الله تعالى في قوله:" قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ".
و خص يوم القيامة بالذكر إشارة إلى أن البعث و الإحياء إنما يكون في هذا اليوم، فقد قضى الله تعالى أنه لا يبعث أحدا في دار الدنيا، كما في الحديث الصحيح:" يا جابر، ألا أخبرك ما قال الله عز و جل لأبيك، قلت بلى قال ما كلم الله أحدا إلا من وراء حجاب وكلم أباك كفاحا فقال يا عبدي تمن علي أعطك قال يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية قال إنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون قال يا رب فأبلغ من ورائي فأنزل الله عز و جل هذه الآية ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا ) الآية " –صحيح ابن ماجة-.
و الله أعلم و أحكم.
وجه مطابقة جواب لسؤال في سورة الجاثية:
أورد العلامة زكريا الأنصاري رحمه الله تعالى في كتابه "فتح الرحمن بكشف ما يلتبس من القرآن" سؤلا، خلاصته: ما وجه مطابقة الجواب و هو قوله تعالى–في سورة الجاثية-
"قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (26)" للسؤال و هو :" ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (25)".
فأجاب رحمه الله تعالى بقوله:"وجهها أنهم ألزموا بما هم مقرون به من أن الله تعالى هو الذي أحياهم أولا ثم يميتهم، و من قدر على ذلك قدر على جمعهم يوم القيامة فيكون قادرا على إحياء آبائهم." اهـــــــــ.
لكن ظهر لي جواب آخر: و هو أن سؤالهم :" ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" ليس المقصود منه رغبتهم في رؤية أبائهم أو لقائهم، و إنما ظنوا أن سؤالهم هذا سؤال تعجيزي لكونهم ينكرون البعث بعد الموت، فالمعنى: إن كنت يا محمد –صلى الله عليه و سلم- صادقا في ما تزعمه من البعث و الحياة بعد الموت فادع ربك يبعث و يحي آبائنا.
فناسب الرد عليهم بما ذكره الله تعالى في قوله:" قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ".
و خص يوم القيامة بالذكر إشارة إلى أن البعث و الإحياء إنما يكون في هذا اليوم، فقد قضى الله تعالى أنه لا يبعث أحدا في دار الدنيا، كما في الحديث الصحيح:" يا جابر، ألا أخبرك ما قال الله عز و جل لأبيك، قلت بلى قال ما كلم الله أحدا إلا من وراء حجاب وكلم أباك كفاحا فقال يا عبدي تمن علي أعطك قال يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية قال إنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون قال يا رب فأبلغ من ورائي فأنزل الله عز و جل هذه الآية ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا ) الآية " –صحيح ابن ماجة-.
و الله أعلم و أحكم.